المحرر موضوع: مقالة موسعة حول دور المسيحيين في اطلاق دور التعليم بمدينة الموصل  (زيارة 824 مرات)

0 الأعضاء و 1 ضيف يشاهدون هذا الموضوع.

غير متصل عنكاوا دوت كوم

  • مشرف
  • عضو مميز متقدم
  • ***
  • مشاركة: 37773
    • مشاهدة الملف الشخصي
    • البريد الالكتروني
مقالة موسعة  حول دور المسيحيين في اطلاق دور التعليم بمدينة الموصل
عنكاوا كوم-الموصل –خاص
اضاء  المؤرخ الاكاديمي المعروف ابراهيم العلاف حول الدور الذي اضطلع فيه مسيحيو مدينة الموصل عبر دورهم الريادي في اطلاق دور التعليم لاسيما المدارس الاهلية  وتناول العلاف من على مدونته الشخصية على الفيس بوك مقالا موسعا اوجز فيه محطات  من كلية الموصل الاهلية  ومن كان وراء اطلاقها  خلال الاعوام الممتدة من 1944 وحتى عام 1959 والنخب التي عملت على تخريجها في الكلية المذكورة اضافة لابراز بصمات المؤسسين لتلك المؤسسة العلمية المرموقة وفيما يلي نص المقال :
 
 
 
 
 
 
 
كلية الموصل الاهلية في الموصل 1944-1959
 
ا.د. ابراهيم خليل العلاف
استاذ التاريخ الحديث المتمرس – جامعة الموصل
منذ سنين طويلة ،  وبالتحديد ، وانا اعمل في انجاز رسالتي للماجستير في كلية الآداب بجامعة بغداد في اوائل السبعينات من القرن الماضي ، كتبتُ  عن الاباء الدومنيكان في الموصل ومجهوداتهم التعليمية والصحية والطباعية والثقافية .  وفي اطروحتي للدكتوراه عن (السياسة التعليمية في العراق خلال عهدي الاحتلال والانتداب 1914-1932 ) ،  تحدثت عن المؤسسات التبشيرية والتعليم في العراق .. وعند مرور الذكرى ال (250) سنة لمجيء الاباء الدومنيكان واحتفالنا بالمناسبة القيت  محاضرة  في احتفال كبير اقيم في كنيسة اللاتين ( الساعة) بعنوان ( مسيرة الاباء الدومنيكان خلال 250 سنة في الموصل ) ، نشرت بعدئذ في مجلة (بين النهرين ) السنة (30) العددان (117) و(181) الصادر سنة 2000 .
وكما هو معروف ، فان التعليم الاهلي في العراق الحديث له جذوره العميقة ، و( كلية الموصل ) الاهلية التي تأسست في الاول من تشرين الاول سنة 1944 واستمرت حتى الثامن من تموز سنة 1959 حين صدر قرار بغلقها ونقل طلابها الى المدارس الرسمية فانتهت بذلك  له قصة وقصة هذه المدرسة وهي ثانوية لكنها حملت اسم كلية لابد أن  تروى من قبل الباحثين والمؤرخين .
خير من كتب عنها هو تلميذي الذي عمل معي في انجاز اطروحته للدكتوراه وكنت مشرفا عليه وهي عن الاوضاع الادارية في الموصل خلال العهد الملكي 1921-1958 الاخ الاستاذ الدكتور ذنون يونس الطائي في كتابه ( مدارس الموصل ومعلميها ) وصدر سنة 2011 ومما قاله ان وزارة المعارف (التربية) أجازتها وكان مديرها عند التأسيس الاستاذ نجيب آدمو ومعاونه الاب حنا موريس فييه (فرنسي عاش في الموصل طويلا ) وكان مقر الكلية في محلة الجولاق اي الاوس – الساعة وانتقلت سنة 1950 الى بنايتها الجديدة في  منطقة الموصل الجديدة وضمت في بدايتها صفان الاول والثاني وقد استعانت بعدد من المحاضرين وكان ملاكها للسنة الدراسية 1945- 1946 مؤلفا من المدير الاستاذ نجيب آدمو ، وهو خريج كلية الحقوق ببغداد ، والاب حنا موريس فييه ، والاستاذ محمود نوري ، والاستاذ عبد الرحمن صالح ، والاستاذ يعقوب عيسكو ، والاستاذ مجيد فتوحي  والاستاذ محمد مصطفى الحمطاني ، وكلهم من المدرسين المعروفين بتميزهم العلمي والتربوي . وشيئا  فشيئا راحت المدرسة تتوسع وتستعين بالمدرسين من المدارس الرسمية منهم الاساتذة جرجيس سارة – بشير عجاج – محي الدين العشائري – محمد بشير كشيش – عبد الرزاق الشماع -  رحو فتح الله رحو – ذو النون الشهاب – نافع مجيد بزوعي –  الاب ميشيل روبارس – الاب خليل عبد الاحد قوجحصارلي (سوري الجنسية ) حامد الحامد العلوي وهو اندنوسي الجنسية ومتخرج من جامعة الازهر وفرنسيسكو ليوناردس فاندنبرك (هولندي الجنسية ) وبشير صفو وسعيد عزيز الملاح وبرهان الدين المختار وسليمان عبد الواحد الدباغ ونزار محمد المختار وسالم عبد الاحد وهشام الطالب وشريف صالح وصلاح الدين النوري واصبح الاب حنا موريس فييه مديرا للكلية .وقد نبهت وزارة المعارف الكلية على الاستفادة من المدرسين العراقيين قدر الامكان .
من الطريف ان اقول ان للكلية ميزانية تفصيلية بصرفياتها ووارداتها وبدأت متواضعة بمبلغ ضئيل  ثم توسعت قليلا  فميزانتها للسنة الدراسية 1957-1958 بلغت ( 5100 ) دينارا .وكانت الكلية قد شملت بالمنحة التي تقدمها وزارة المعارف للكليات الاهلية وكانت الدراسة فيها بأجور سنوية زهيدة  يدفعها الطالب مع اجور النقل ، وكانت الكلية ترحب بالتبرعات وقسم من هذه التبرعات تأتيها عدا منحة الحكومة،  من المحسنين ، ومن رئيس طائفة اللاتين في العراق .
طبعا الكلية كانت معرضة للتفتيش أي للإشراف من قبل وزارة المعارف ولدينا تقارير عدد من المفتشين ونبهت احدى المرات الى نشاطات معاون المدير الاب حنا فييه السياسية والثقافية والكلية قد تعهدت منذ تأسيسها بالابتعاد عن اي نشاط سياسي   وقد اشار المفتش الاختصاصي الاستاذ صادق خوجة  في تقريره سنة 1951  بعد ان امتدح سير المدرسة الى ان الاستاذ نجيب آدمو هو المدير والمؤسس لكن القائم بشؤونها ومديرها الحقيقي هو الاب حنا موريس فييه لذلك فالمدرسة "اهلية في الظاهر لكنها اجنبية في الحقيقة )  لذلك دعت وزارة المعارف مدير المدرسة لكي يأخذ دوره  كمدير فعلي  وهنا لابد ان اقول ان الاستاذ نجيب آدمو لم يكن متفرغا للإدارة لأنه كان يعمل في المحاماة  .
ومع هذا كانت نتائج الكلية في الامتحانات العامة ممتازة ، ونسب النجاح كانت تتراوح بين (95%- 100% ) والمشتركون مثلا كانوا في السنة 1949-1950 في القسم المتوسط 14 والناجحون 14 وفي القسم الاعدادي 14 والناجحون 14 طالبا .
اريد ان اقول ان الكلية كانت تمتلك باصا من نوع باصات المدارس  المعروفة في العالم ، ومكتوب عليه اسم الكلية  ، واتذكر ان لونه كان اصفرا ، وكثيرا ما كنتُ اشاهده وهو ينقل الطلبة الى الكلية او الى البراري براري الموصل حيث كانت الكلية تنظم للطلبة سفرات ترفيهية ونشاطات رياضية وثقافية  وكانت الكلية تنظم سفرات للطلبة الى خارج العراق برفقة المدرسين ومنها السفرة التي قاموا بها سنة 1951 الى سوريا ولبنان ومن ثم الى الاردن .وكان طموح القائمين على الكلية قبول الطالبات والتحقت بالكلية اعداد من الراهبات  الكاترينات كن يداومن مع الطلاب وكانت  الكلية  منضبطة ونظيفة وصحية لكنها كانت بحاجة الى قاعة للمحاضرات والاحتفالات وكان في الكلية الة عرض سينمائية تعرض العديد من الافلام التثقيفية على الطلبة وفيها مختبرات ومكتبة وسجلاتها منتظمة .
 والكلية خرجت كوادر كثيرة تبوأت مواقع مهمة في الدولة والمجتمع فمن خريجيها  الدكتور عامر عبد الفتاح الجومرد استاذ القانون الدولي السابق في كلية الحقوق – جامعة الموصل ، والاستاذ مقداد الجليلي استاذ المالية في كلية الادارة والاقتصاد – جامعة الموصل رحمه الله ، والطبيب الدكتور عبد الرحمن الحسو ، والدكتور عدنان جابرو مدير عام في امانة بغداد ، والدكتور صباح عزيز ابراهيم والطبيب الدكتور حنا قرياقوس ، والاستاذ جورج يوسف رحماني  وغيرهم .
في كتابه الجميل الموسوم (الاباء الدومنكان في الموصل اخبارهم وخدماتهم 1750-2005) تحدث الاخ والصديق الاستاذ بهنام سليم حبابة عن كلية الموصل 1944-1955 ونشر مجموعة من الصور التاريخية اللطيفة ومنها صورة باص نقل طلاب كلية الموصل وصورة الفريق الرياضي لكلية الموصل وصورة لبعض طلاب كلية الموصل مع الاب حنا فييه والمدرسين والراهبات وصورة قسم من طلاب الكلية في بنايتها في الموصل الجديدة .
مدرسة كلية الموصل التي فتحت سنة 1944 كانت من المدارس الثانوية القليلة التي فتحت في الموصل فعند فتحها لم يكن في الموصل الا ثلاث متوسطات هي (الشرقية) و( الغربية ) و( المثنى ) واعدادية واحدة . وقد ادت الكلية رسالتها التربوية والتعليمية كما يجب وكانت الدراسة فيها باجور زهيدة ولم تدخر جهدا بالاستفادة من افضل المدرسين في الموصل واكثرهم كفاءة كانت تختارهم اختيارا موفقا .
أشرفتُ في سنة 2001 على رسالة ماجستير بعنوان ( الآباء الدومنيكان في الموصل : دراسة في نشاطاتهم الطبية والثقافية والاجتماعية 1750-1974) ، والتي قدمها  تلميذي الاستاذ الدكتور حيدر جاسم عبد عيسى الرويعي الى كلية التربية للعلوم الانسانية بجامعة الموصل وهو الان استاذ للتاريخ الحديث في جامعة القادسية ،  وتحدث فيها ايضا عن كلية الموصل الاهلية ، ووقف عند نشاطاتها التعليمية والثقافية والرياضية والاجتماعية .
وهكذا فان التأريخ لكلية الموصل الاهلية منذ سنة 1944 وحتى غلقها سنة 1959 ، يعد صفحة مهمة من صفحات تاريخ التعليم الاهلي في الموصل لابد أن تروى بأمانة ودقة ووضوح .
أي نشر، أو إعادة تحرير لهذه المادة، دون الإشارة الى " عنكاوا كوم " يترتب عليه أجراءات قانونية