المحرر موضوع: عندما يغزو الدينُ عالَمَ السياسة، البطريرك لويس ساكو زعيمًا وطنيًا  (زيارة 1777 مرات)

0 الأعضاء و 1 ضيف يشاهدون هذا الموضوع.

غير متصل لويس إقليمس

  • عضو فعال جدا
  • ***
  • مشاركة: 426
    • مشاهدة الملف الشخصي
    • البريد الالكتروني
عندما يغزو الدينُ عالَمَ السياسة، البطريرك لويس ساكو زعيمًا وطنيًا
لويس إقليمس
بغداد، في 14 شباط 2022
قالوها: "إذا اختلط الدين بالسياسة كانت الفتنة"! لكنّ واقع الحال في أحيانٍ ما وظروفٍ ما تستلزم تدخلاًت قوية وتمريراتٍ متفاوتة بنصائح وملاحظاتٍ لا بدَّ منها من أجل وضع الأمور في نصابها بعد اختلاط الأوراق واغتصاب الحقوق وضياع القدرات واختزال الوطن بفئات متحاصصة متخاصمة متحاربة على الجاه والمال والنفوذ بسبب فساد الساسة وأدواتهم.
عالَمُ السياسة عالَمٌ مغري، فيه مشاهد كثيرة جاذبة للارتقاء بطموحات شخصية وبلوغ مراتب عليا في صفحة الشهرة والمال والجاه والنفوذ والطغيان والفساد، تمامًا مثلما تبرز فيه رجالاتٌ صادقةُ الزعامة تستحق أن تُرفع لها قبعاتُ الاحترام وتُنصبُ لها معالمُ ونُصُبٌ لتبقى في ذاكرة التاريخ والإنسانية الخالدة. وهذا حسبُ بعض رجالات الدين وزعاماته أيضًا في هذه الأيام الصعبة، حين استغلال هذا الأخير أو التجلبب بشكلٍ من أشكاله أو العبور فوق جسوره من أجل بلوغ مآرب شخصية ضيقة وأنانية لا تخدم مبادئَه ولا تحترمُ قيمَه ولا تسمو بمعانيه العليا التي ينبغي توجيهها لخدمة النفوس المتعطشة إلى كلمة الحق وعيش سمات الصدق والمحبة والعدالة الاجتماعية والأخوّة الإنسانية وسط المجتمعات وصولاً إلى تحقيق السلام والاستقرار في المجتمعات وبين الأمم والشعوب احترامًا لخليقة الله شاملِ الرحمة لجميع بني البشر. وطالما وردتْ تحذيراتٌ حكمية من انجراف زعاماتٍ دينية، من أيّ دينٍ أو معتقد أو مذهبٍ، باتجاه أعماق السياسة المحذورة وغير الآمنة بسبب ما قد تنتجه هذه من إشكاليات غير محسوبة النتائج، أو ما قد تفرّخُه من مآسٍ وتخلقه من تشكيكات وهواجس ومخاوف بسوء النية وضعف الإرادة في إدارة دفة هذا الاتجاه غير السالك، المحفوف بالعديد من المخاطر والانزلاقات التي لا تُحمدُ عقباها في حالة زوغانها عن الطريق المرسوم لها في ذاكرة وعقل مَن يختار سلك مثل هذه الطريق غير الآمنة في النتائج والأفعال والمصير. 
عن واقع الحال في عراقنا الجريح، تتأرجح المواقف وتتقاطع الرؤى في النظرة لرجل الدين وهو يخترق عالمَ السياسة ويجوب في غماره ودهاليزه متعثرًا حينًا وصائبًا في خطاه ومساعيه في أحيانٍ أخرى، مقبولاً في غيرها مرةً وساقطًا تحت حربات النقد وسيوف العقد وجنبات الفقد في أخرى. فمازال الجدلُ سيّدَ الموقف على مستوياتٍ عديدة، ومنها موقف عامة أتباع الأديان من زعامات دينية اخترقت عالم السياسة بأشكالٍ وسياقات مختلفة. فمنهم مَن كان حليفُه النجاح والقبول به زعيمًا، أيًا كان شكلُ زعامته، فارضًا نفسَه وشخصَه وتاريخ أسرته ومذهبه بالرغم من أنف الغير، فيما هذا الغيرُ صاغرٌ. ومنهم مَن أخفق في تبيان كاريزما الزعامة شكلاً وقولاً وإقناعًا، فوقعَ ضريرَ السمعة وحبيسَ سوء العشرة وغيابَ القدرة في الإقناع. وهناك شكلٌ آخر من زعاماتٍ دينية أكثر إيجابيةً غالبًا ما اتصفت بكاريزما مميّزة بفضل ثقافتها المنفتحة وعمقها الديني الواضح بفضل سموّ علاقاتها مع قيادات مدنية وشعبية ورسمية، ناهيك عن قربها من أفكار ورؤى وتطلعات ذوي الانتماءات الصادقة للأوطان، والحريصة على بناء الإنسان ومقاربة احتياجاته الإنسانية اليومية. وكان ممّا ساعد نماذجَ هذه الزعامات الدينية الصادقة في وعدها وحسّها وحرصها أن يكون لها دورٌ مميّز ومقبولية لدى عموم ساسة البلاد وزعاماتها بسببٍ من أفكارها الناضجة وقربها الإنساني من الجميع ورؤاها السديدة التي تصبُّ بالتالي في خدمة البلاد والعباد. ويكفي شعورُ العديد من ساسة البلاد وزعاماتها بالخجل والحياء بسبب طروحات هذه النماذج الوطنية من رجالات الدين المتميزين وممّا تطرحُه من أفكارٍ ورؤى ونصائح وتحذيرات تنفع دروسًا يومية في التعامل مع واقع الحياة. ذلكم هو واحدُها، سيدي وصديقي غبطة البطريرك الكاردينال لويس ساكو، سدّد الربُ خطاه دومًا. فهو ينفع اليوم معًا، زعيمًا روحيًا وقائدًا وطنيًا.
البطريرك لويس ساكو، زعيمًا وطنيًا 
من العدل أن أتطرق في هذه السطور إلى هذا الصوت الوطنيّ الصارخٍ في برّية العراق ينادي ويناشد ساسةَ البلاد بأعلى قدراته من أجل إعداد طريق الوطن وتقويم سبل الشعب والرحمة بالفقراء ومساعدة المحتاجين والركون للتعايش السلمي ونشر أدوات الأخوّة الإنسانية التي دعا إليها بابا الفاتيكان خلال زيارته للعراق قبل عامٍ. فحضورُ غبطة البطريرك ساكو، في مناسبات رسمية ووطنية وخاصة، يمثلُ في الواقع السياسيّ الهشّ علامة مضيئة على دور رجال الدين الإيجابيين من فئة المؤمنين حدَّ النخاع بالمبادئ الوطنية الساعية دومًا لنشر أدوات العدل والمساواة والألفة والتضامن والأخوّة والمحبة في أوساط شرائح المجتمع كافة، وليس في أوساط المسيحيين فحسب. فمَنْ مِن العراقيين والعرب والعالم لا يستمتع ويتفكّرُ بكلمات غبطته وهو يعتلي المنابر متحدثًا بصراحته المعهودة وموجهًا كلامه الأخوي بالرغم من قساوته في أحيانٍ كثيرة، للحضور والغائبين معًا بضرورة التكاتف والتآزر والوحدة من أجل وطنٍ موحد يتمتع جميع مواطنيه بحقوق كاملة غير منقوصة وفق الاستحقاق الوطني والجدارة والكفاءة وبموجب الدستور والقانون الشامل بعيدًا عن مسمّيات المكوّنات الطائفية التي أحرقت الأرض وأهلكت الحرث نتيجة تقاسم المغانم وإصرار الزعامات السياسية وأدواتها بمواصلة ذات النهج المحاصصي المقيت في تدمير البلاد ونهب ثرواتها ومنع تقدمها وتطورها أسوة بباقي الأمم والدول.
لا فُضَّ فوك سيدي البطريرك ساكو! بل سلمَ فمُكَ يا ناطقًا باسم المحبة، وصية المسيح الأولى، في كلّ مكان وكلّ زمان وأنتَ تحاصرُ ساسة البلاد في آخر مداخلاتك الوطنية والإنسانية في المنبر الحكيمي يوم 5 شباط 2022 بالاستشهاد والتذكير والرجوع لأفضل عبارات الحق الصارم قبل قرون خلت من جانب إمامٍ فصيح العبارة، حصيف الرأي، محكم العقل، طالما يتبجّحُ به وفيه أتباعُه الأدعياء من دون تطبيق معاني حِكَمِه وأقواله، أو تنفيذ ولو نتفٍ من مخارج هذه الحكم والنصائح النبوية، أو تقويم أدائهم السياسيّ والحكوميّ على أرض الواقع. فقد أوصى أميرُ المؤمنين، علي بن ابي طالب مَن ولاّه مصر أن "يشعر قلبُه بالرحمة للرعية، والمحبة لهم واللطف بهم، وألّا يكون عليهم سبعا ضاريا يغتنم أكلَهم... فالناسُ صنفان إمّا أخ لك في الدين، وإما نظيرٌ لك في الخلق”. ما أجمل الكلام وأفضل الحِكَم لو جرى تطبيقها والعمل بها لكان وطنُنا أفضل حالاً وشعبُنا أكثر سعادة وشوارعُنا أنظف وثرواتُ بلادنا في الحفظ والصون وأخلاقُنا أنقى من الثلج وعلاقاتنا الأخوية تسودها المحبة والتوافق والاتفاق بالحوار الهادئ واحترام الآخر المختلف واعتماد ميزان الأهلية والجدارة في إدارة البلاد والعباد.   
في مشاركته الأخيرة في ندوة عن الوئام بين الأديان في بغداد يوم 9 شباط 2022، بحضور مستشار الامن القومي السيد قاسم الاعرجي، رفع غبطة البطريرك ساكو صوتَه عاليًا أيضًا كعادته منوّها بضرورة "الخروج من النظريات والافكار الى التطبيق العملي في احترام المواطنين والمساواة بينهم بسبب وجود تهميشٍ وإقصاءٍ وظلمٍ سبّبته الطبقة السياسية الحاكمة الباحثة دومًا عن مصالح"، ومنبّهًا في الوقت نفسه  لضرورة الانتباه للخطاب الديني المتشدد الذي ينبغي معالجته على أرض الواقع من خلال  تغيير المناهج التعليمية و استبدالها بأخرى منفتحة، ما يتطلب الذهابَ لسنّ قوانين جديدة  تضمن حقوق الجميع". أليس في هذا التوجه الوطني إماراتٌ واعية وواضحة لزعامة وطنية ودينية تستحق التقدير وأن تُرفع لها قبّعة الاحترام وتولّى جانبًا من زمام القيادة والإدارة الوطنية، أقلّها تقديرًا في قبول توجيهاته السديدة والركون إليه في استشارات صائبة لخدمة الوطن وأهله جميعًا من دون تمييز أو تفرقة في الدين والمذهب والإتنية؟ سؤالٌ جديرٌ بالتقدير والقبول والاحترام ولا يقبل الرفض والنبذ والاستهانة.
هذه دعوة أخرى من مواطن عراقي صادق لزعامات دينية من مختلف الأديان والمذاهب تتمثل وتتجلى فيها الحكمة والرؤية السديدة والانفتاح والأصالة والحداثة معًا، للعمل على نشر الثقافة الوطنية والمجتمعية وبثّ روح الوعي الديني وتيسير الخطاب الوسطيّ المقبول عبر مبادرات حقيقية على أرض الواقع تدعو لاحترام خيارات الآخر والإقرار بحقوقه وعدم التجاوز على شكلِ ونوع هذه الخيارات ضمن حدود القوانين المرعية ودستور البلاد حامي حقوق الجميع بالعدل والمساواة والجدارة في الاستعداد للعمل والخدمة والوفاء بالالتزامات. حينها فقط، سيكون الوطن بخير وأهلُه في غاية السعادة متمتعًا بقدرٍ يسيرٍ من الأمن والاستقرار والرفاهة حالُه حال باقي شعوب الأرض عندما يصبح صاحبَ السيادة على أرضه ومياهه وثرواته وقراره الوطني.


غير متصل كوركيس أوراها منصور

  • عضو مميز
  • ****
  • مشاركة: 1091
  • الجنس: ذكر
  • الوحدة عنوان القوة
    • مشاهدة الملف الشخصي
الأخ الفاضل لويس أقليمس المحترم

في مقالكم عن غزو الدين للسياسة فيه الكثير من العبر والحكم والتعاريف والأمثلة التي أصابت كبد الحقيقة، ورؤيتكم للمشهد السياسي الذي سيطرت عليه المجموعات الدينية وتحت مسميات مدنية وأحزاب دينية هي رؤية موضوعية، وفي عراقنا الجريح ومنذ تغيير النظام السابق في نيسان من العام 2003 نرى مشهدا قاتم السواد أستغل فيه الدين بأبشع صوره لصالح الطارئين على السياسة، هؤلاء الذين يمكن تشبيههم بأئمة الجوامع والحسينيات يخاطبون العامة بنفس طائفي مقيت وكأن طائفتهم أو مذهبهم هو في مهب الريح والله قد أمرهم بأن يمسكوا بالسلطة المدنية كي يحافظوا على المذهب من الزوال، هؤلاء هم دجالين وقد كشفهم إخوتنا المسلمين وكشفوا عوراتهم ( فسادهم وسرقاتهم وجرائمهم ) بحجة الدفاع عن المذهب والطائفة، وثورة تشرين الشبابية التي أنطلقت في تشرين الأول من العام 2019 كانت ردة فعل للشباب والشارع والشعب المنتفض ضد هؤلاء.

وفي الجانب الآخر وكما تفضلتم رأينا قطب ديني ورمز كبير وهو غبطة الگاردينال مار لويس ساكو الذي كرس نشاطه الإجتماعي والسياسي ( عدا مهامه الدينية والمنسية ) يدعو لعكس ما دعى  إليه الآخرون، وإنطلاقا من إيمانه المسيحي الكامل المتمثل في العودة الى ما يريده الله فعلا من البشر من نبذ الصراعات والحروب والكراهية ( الطائفية والمذهبية ) والدعوة للتصالح مع الله ومع النفس ومع الآخرين والعيش بمحبة وسلام، وسيادته هنا قد مثل دور رسول السلام في حجم المبادرات العديدة التي دعى إليها قادة البلد للتصالح والعمل على خدمة الله من خلال خدمة الشعب، ولكن مع الأسف لم يستمع أحدهم لكل هذه المبادرات ليس لكونها غير صالحة أو غير قابلة للتنفيذ وإنما لكونها ستطيح ببرامجهم العلنية والسرية المتمثلة في سرقة خيرات الشعب ومحاربة من يريد مجاراتهم في السرقة والأستئثار بالسلطة التي أصبحت ملكا لهم وأستغلوا يافطة الديمقراطية  بأبشع الطرق من خلال تزوير الأنتخابات ومنذ العام 2005 ولحد اليوم كي يستمروا في حكمهم الغير العادل.

أنا أرى بأن دور غبطة الگاردينال مار لويس ساكو في طرح مبادراته هو دور الحكيم الذي يريد من الحاكم أن يرجع لعقله والدستور الذي يساوي بين الجميع ليعمل المسؤولين على ما يريده الله منهم اذا كان فعلا من يحكم اليوم هو متدين ويخاف الله، وكلمة مخافة الله يرددها هؤلاء كالببغاوات في صلواتهم فقط !! ولكنهم لا يطبقوها في الواقع، بل إنهم يعملون العكس تماما وهي محاربة الله التي تكمن في قطع أرزاق وأعناق المساكين الشباب،  وفي الكذب على الشعب في الإعلام الذي سخروه لمشاريعهم التدميرية.

شكرا وتقبل  إحترامي.

غير متصل سامي ديشو

  • عضو فعال جدا
  • ***
  • مشاركة: 941
    • مشاهدة الملف الشخصي
    • البريد الالكتروني
الاخ لويس اقليميس المحترم

في كل مناسبة، تجمع، احتفال، لا يدّخر قداسة البطريرك ساكو جهداً، الّا وصبّه في الاتجاه الوطني، في سبيل العدالة الاجتماعية، المساواة تجاه القانون، ومؤازرة الشعب بجميع طوائفه، وخاصة المظلومين والمستضعفين من المكونات الصغيرة.

البطريرك ليس رجلاً سياسياً، لكن لابد له من كلمة في السياسة في سبيل ما ذكرنا اعلاه. هذا لا يعني أنه يتدخّل في السياسة، فهو لا ينحاز الى جهة سياسية معينة. فالفرق واضح بين من هو سياسي منتمي الى جهة سياسية معينة، وبين من له كلمة في السياسة.
   

نعم، الوطن والمواطن من أولى اهتماماته، مذكّراً المسؤولين في الحكومة والمتنفّذين، ومن بيدهم السلطة، أن يكونوا بقدر عال من المسؤولية، والعمل على بناء دولة القانون، يحتمي بظلها الجميع دون تمييز.

عاشت أناملك أخي اقليميس لهذه المقالة المعبّرة والواقعية، فالبطريرك ساكو هو بحق زعيم وطني. تقبل تحياتي....

سامي ديشو - استراليا

غير متصل وليد حنا بيداويد

  • عضو مميز جدا
  • *****
  • مشاركة: 3064
    • مشاهدة الملف الشخصي
السيد لويس اقلميس المحترم
بعد التحية

مقتبس من مقدمة مقالتك
قالوها: "إذا اختلط الدين بالسياسة كانت الفتنة"! لكنّ واقع الحال في أحيانٍ ما وظروفٍ ما تستلزم تدخلاًت قوية وتمريراتٍ متفاوتة بنصائح وملاحظاتٍ لا بدَّ منها من أجل وضع الأمور في نصابها بعد اختلاط الأوراق واغتصاب الحقوق وضياع القدرات واختزال الوطن بفئات متحاصصة متخاصمة متحاربة على الجاه والمال والنفوذ بسبب فساد الساسة وأدواتهم.
رغم تاخر علاج الامور وفرز الاوراق واعادة الحقوق الى اصحابه، لكنه افصل من لاشئ رغم ما تبقى من شعبنا في داخل الوطن النازف

غير متصل David Barno

  • عضو فعال
  • **
  • مشاركة: 44
    • مشاهدة الملف الشخصي
    • البريد الالكتروني
الى السيد أقليمس.في الحقيقة وحسب علمي، لو قارٌنا بين البطريرك ساكو والبطاركة السابقين منذ عام 1958 والى يومنا هذا،فإن البطريرك ساكو هو أفضلهم،لأنه يحمل فكر ديني وسياسي وثقافة عامة واسعة، له مواقف جريئة وكثيرة وجيدة في الكثير من الأحيان،منها يطالب الحكومة والمسؤولين بتلبية بعض المطالب الضرورية للشعب العراقي عامة،وللمسيحيين خاصة،ولا سيما الجهود التي يبذلها في المطالبة بإسترجاع الممتلكات المغتصبة للمسيحيين وحسب إمكانياته،كما ينتقد الحكومة في الكثير من ممارساتها،بشكل علني في داخل العراق،وفي المحافل الدولية..الخ،أما البطاركة السابقون بالرغم من أن أحدهم كان من أقربائي،ولكن كان جُلَ إهتمامهم ينصب حول الدين وإدارة شؤون الكنيسة وتوسيعها.. وخاصة الأمور المادية،فكانوا يتجنبون التقرب من السياسيين ومسؤولي الحكومة وكانوا ومعزولين عن عامة الشعب،ولم يسجل أحدهم موقف سياسي واحد ينتقد به الحكومة بشكل علني أو سري،ربما تقول بسبب الظروف السياسية  التي كانت سائدة في ذلك الوقت،ولكن في هذا الوقت بالذات،الظروف أسوأ بكثير..في هذا الوقت تنتشر عصابات القتل والإختطاف وفصائل مسلحة منفلتة خارج سلطة الدولة،والبعض منهم يستلم أوامرهم من خارج الحدود،وهذه الحالة مضى عليها أكثر من ثمانية عشر عامآ،ولانعرف الى متى يستمر هذا الوضع قائم في العراق،وإنطلاقآ من هذه الحالة،لا بدٌ من التعاون بين رجال الدين ورجال السياسة من أبناء شعبنا جميعآ، لمواجهة التحديات الصعبة التي تنتظرنا،ولاسيما الإصطفاف الأخير الذي حصل بين تحالف أحزاب التيار الصدري من الأكراد والسنة،مقابل أحزاب الإطار والتنسيق والفصائل المسلحة،والصراع بينهم في مراحل متقدمة وقدٌ تحدث مواجهة مسلحة بينهما لاسامح الله.