المحرر موضوع: نتراقصُ كالظل  (زيارة 1019 مرات)

0 الأعضاء و 1 ضيف يشاهدون هذا الموضوع.

غير متصل كريم إينا

  • عضو مميز
  • ****
  • مشاركة: 1311
    • مشاهدة الملف الشخصي
    • البريد الالكتروني
نتراقصُ كالظل
« في: 01:18 05/04/2022 »
نتراقصُ كالظل
كريم إينا

يجلسُ الوردُ بإرجوحتك
فيتناثرُ الطيبُ على خديك
يلمعُ منك قوس قزح
وينهمرُ الشلال كمناديل العطسة
مرّ حبيبتي لي
ككروم جدي النعساء
ضحكتها تموجُ تفترشُ سريرنا الأخضر
من نرجس الأودية
كلانا نتعفرُ بالدمع والقبلات
حين يفيحُ النهار تنهزمُ الظلال
تشعُ الشمسُ على طريقنا الخزفي
حبيبتي البعيدة إليّ قريبة
كنا نتراقصُ كالظل
نغدو شعاعاً للأعاصير المنكسرة
نتمسكُ بجدائلها
ثمّ نلتحفُ بالمساء
من قلبينا تضيءُ الشموع
ومن أسفل أقدامنا ينبتُ الزهر
حين يأتي الخريف
تنزعُ الريحُ جلدها
ويزولُ من الغيوم عماها
أتمرّغُ بالظلّ كدمية بالية
وحبيبتي ما زالت تحصي الأفق البعيد
وهو يكتظّ بالدخان
غرقت عيناي بحبّها
وهي تغوصُ في أصداف ميته
نغني ونرصفُ اللحظات ونصافحُ الدموع
علّه الشوق يخبئنا خلف التلال
من متاهات عينيك
أمخرُ ذاكرتي العاطلة
فيعلو الغبار من معابد عتيقة،
بدون خطى أو نشيد، غداً تشرقُ الشمسُ
ويزولُ من السحب الخجل والدموع
نجومٌ تحزّ الأفق بظلال الخطى
يعترينا غموضٌ شرس
وحشرجةٌ عمياء
لمشهد مختصر
وطينٌ يضاجعُ الموت
بنيران تلهبُ الشهوة
فيحترُ الشفق ويحترق
الفلاسفة يتنبأون بمزاريب المطر
كعيون لامعة في مياه ضحلة
من أبراج الشمس الشقراء
أرى الماعز يعلكُ الوقت
بين السراب والأفق
وكلّما ولد صباح جديد
نمت بين أحضانه الورود
العصافير من حولها تلونُ القبلات
أنفاسُ حبيبتي كالفراشات
تشهقُ كفضة في عيوني
حينها كساني الصمتُ بالحكمة
كان صمتاً ينوسُ شعاعات من حرير
وحيداً أتيه في مرام عشقها
مشاهدٌ تبكي تلتوي كشموع
تهتزّ وتنضحُ دموعاً
أقنعة تطمرها النشوى
خلف شموع الإنتظار
 تتقمصُ أحلامها بسكون
القمرُ يتدحرجُ مرحاً
وكلانا نطيرُ إلى بقاعه الملونة
لنلمس همساته السجينة
وهي على بساط أخضر
يطيرُ خلف شهواتنا
هياكلٌ مصطنعة وزوابع
 تخضّ الموج حدّ الزرقة
كي تدبُ البسمة في شفتينا
يسيلُ القرنفلُ من عيوننا
كأنّنا في رعشة الميلاد...