المحرر موضوع: عيد السعانين .. يوم مبايعة الشعب لملك الملوك  (زيارة 650 مرات)

0 الأعضاء و 1 ضيف يشاهدون هذا الموضوع.

غير متصل وردااسحاق

  • عضو مميز
  • ****
  • مشاركة: 1208
    • مشاهدة الملف الشخصي
    • https://mangish.net

عيد السعانين .. يوم مبايعة الشعب لملك الملوك
بقلم / وردا إسحاق قلّو


( قولوا لأبنة صهيون : هوذا ملككِ آتياً إليكِ وديعاً راكباً على أتان وجحش إبن أتان )
" مت 5:21"
   لفظة السعانين أو ( الشعانين ) كما يلفظها البعض عبرية الأصل مستنبطة من كلمة ( هوشعنا ) أو ( أوصنا ) التي تعني ( يا رب خلص ) ولأهمية هذه المناسبة تحتفل الكنيسة المقدسة بهذا الحدث الجليل لكي تذكر تفاصيل إحتفال يوم دخول الرب يسوع منتصراً إلى مدينة أورشليم في يوم الأحد الذي سبق أحد القيامة . كان يوم الفرح لشعب أورشليم الذين بايعوا المسيح المنتصرعلى ظلام هذا العالم ، لأنه علمهم البشارة وأخبرهم بخبر إقتراب ملكوت الله ، وأصبح ذلك اليوم عيداً تحتفل به الكنائس الرسولية في نفس اليوم الذي يسبق أسبوع الآلام . وللعلم ( أيام صوم هذا الأسبوع لا تعد مع أيام الصوم الأربعيني ) .
   في أول أيام أسبوع الآلام ينقلب فرح يسوع إلى الحزن والألم ، ويلوم أورشليم راجمة الأنبياء والرسل ، وينبأ بنهاية هيكلها . ويبكي عليها لأنها لم تكشف وجوده فيها رغم إنتظارهم الذي طال قرون عديدة ، فخاطبها قائلاً ( إنكِ لو علمت أيضاً حتى في يومك هذا ما هو لسلامك ولكن الآن قد أخفيّ عن عينيك فإنه ستاتي أيام ويحيط بك أعداؤكِ بمترسة ويحدقون بك ويحاصرونك من كل جهة ويهدمونك وبنيك فيكِ ولا يتركون فيك حجر على حجر لأنكِ لم تعرف زمان أفتقادِكِ ) فعلاً حصل هذا في سنة 70 م على يد القائد الروماني تيطس .
 خاصته لم يؤمنوا به ، بل أنتقموا منه ، كما أنتقموا من الأنبياء الذين أرسلهم ، لهذه السباب تحول فرحه إلى حزن . وهكذا يتحول فرحنا نحن المؤمنين في اليوم الذي يلي أحد السعانين إلى التأمل بآلامه ، فندخل في منعطفٍ جديد لكي نشاركه في أحزانه ، ونفهم كم أن الإنسان خائن وضعيف .
     نتذكر كيف أن الشعب الذي بايع المسيح الذي علمهم طريق الخلاص ، وشفى مرضاهم ، وأقام موتاهم ، وكسب الخاطئين منهم إلى طريق الصواب والفضيلة ، لكنهم أنقلبوا عليه ورفضوه ، بل صاروا أعدائه ، فطلبوا صلبه حتى الموت ، موت الصليب .
    يوم عيد السعانين ، هو أيضاً يوم إنتهاء الصوم الكبير ، وبه نعَبّر عن فرحنا بسب إكمال الرب نشر إنجيله المقدس فأتم رسالته وتعليمه الجديد . فتقام القداديس في الكنائس والتي تقدم فيها المواعض والتراتيل والصلوات الخاصة التي تحمل كل تفاصيل وأحداث ذلك اليوم العظيم والتي استخدموها آبائنا وأجدادنا من قبلنا ، ونحنا نكمل المسيرة . بعد القداس تنظم مواكب ومسيرات إحتفالية حول الكنيسة ، والمؤمنين حاملين أغصان الزيتون التي ترمز إلى السلام ، والتي تذكرنا بحمامة نوح التي عادت إلى الفلك حاملة بمنقارها الصغير غصن الزيتون ( تك 11:8 ) فشعرنوح بالسلام والفرح مع ذويه ، فصار سعف الزيتوت رمزاً للسلام العالمي . كما تقدم الكنيسة لمؤمنيها سعف النخيل والذي استخدمه الشعب أيضاً في شوارع أورشليم ، وسعف النخيل يرمزإلى النصر ، وإلى التكريم أيضاً ، وكما بينه لنا الرائي يوحنا في سفر الرؤيا عندما رأى في السماء موكب مماثل لمواكبنا الأرضية يحملون المشتركين به سعف النخيل ( طالع رؤ 9:7 ) وسعف النخيل أيضاً يرمز إلى أكليل النصر الذي سيناله كل منتصر منا في تلك الديار .
      في المواكب الكنسية نجد أن الصليب المقدس المنتصر الذي يحمله أحد المؤمنين يسير به أمام الموكب ويكون عمود الذي يحمل الصليب مزيناً بتلك السعوف . يحمل المؤمنين السعوف إلى بيوتهم لكي يستخدموها لصنع الصلبان الجميلة ليضعونها في المنازل والسيارات وفي حدائق البيوت والمزارع لتبقى هناك كل أيام السنة يذكرون بها ذلك اليوم العظيم .
  في إحتفال يوم السعانين يرتلون المصلون الكلمات التي رتلت أمام المسيح والمدونة في الأنجيل المقدس ، فيقولون ( هوشعنا في الأعالي ... مبارك الآتي باسم الرب ) إنها كلمات النبوة بالمسيح المنتصرفي ذلك اليوم ،  قال صاحب المزمور ( تبارك الآتي بأسم الرب ... نبارككم من بيت الرب ... الرب هو الله وقد أنارنا ... فرصوا المواكب والأغصان في أيديكم حتى قرون المذبح ) " 117/118 " .
   سبب إختيار يسوع الركوب على جحش ابن أتان بدلاً من الحصان المزين وكما كان يفعل كل ملك منتصر داخل إلى المدينة بعد عودته من المعركة ، وكان يستقبلوه الجماهير بالهلاهل وبكلمات التبجيل والفرح ، علماً بأن المسيح هو ملك كل الملوك وخالقهم . فالسبب هو لأنه ملك وديع ومتواضع القلب ، ويريد أن يعلمنا درساً بليغاً في التواضع في كل أيام حياتنا ، فكان هو مثالاً كبيراً في التواضع ، لهذا نحصر كل حياته الأرضية بين قوسين : الأول عندما أمتطت والدته الحمار وهو في بطنها من الناصرة إلى مغارة بيت لحم ، وبعدها ولِد في هذا العالم ليركب على الحمار الذي أنقذه من سيف هيرودس فحمله إلى مصر، وعليه عاد إلى دياره ، وفي أسبوعه الأخير دخل إلى أورشليم على جحش أبن أتان فتمت نبؤة زكريا النبي عن هذا اليوم ، قال :
( أهتفي جداً يا أبنة صهيون ، أهتفي يا بنت أورشليم ، هوذا ملككِ يأتي إليك هو عادل راكب على حمار حجش إبن أتان ) " زك 9:9 " .
التوقع ( لأني لا أستحي بالبشارة . فهي قدرة الله لخلاص كل مؤمن ) " رو 16:1 "