المحرر موضوع: اوشعنا ......نداء نكرره منذ ألفي عام , ووجوه تتطلع للسلام رغم الغصة  (زيارة 645 مرات)

0 الأعضاء و 1 ضيف يشاهدون هذا الموضوع.

غير متصل نمرود قاشا

  • عضو فعال جدا
  • ***
  • مشاركة: 407
    • مشاهدة الملف الشخصي
    • البريد الالكتروني
اوشعنا ......نداء نكرره منذ ألفي عام , ووجوه تتطلع للسلام رغم الغصة
كتابة : نمرود قاشا
منذ ألفي عام ونحن نصرخ بمليء أفواهنا : أوشعنا , اوشعنا لابن داؤد , نعيد نفس الصرخة التي أطلقها أبناء أورشليم وهم يستقبلون المسيح عند دخوله الى مدينتهم , اوشعنا هتاف لشعب مظلوم يبحث عن الخلاص من حكم قاس , خرجوا باستقبال المخلص وهم يحملون سعف النخيل وأغصان الزيتون علامة السلام والرجاء , نداء نكرره كل عام , مذ خرج الاورشلميون ورجاؤهم من هذا تخليصهم من حكم الرومان , وهي دعوة شعب متضايق يطلب من ملكه أو إلهه أن يهرع إلى خلاصه , و يبدو أن كل الحكام الذين كانوا علينا لا يختلفون شيئا عن الرومان , فنحن محتلون بلا احتلال . 
عيد احد السعانين او( الشعانين ) هو الأحد السابع من الصوم الكبير والأخير قبل عيد الفصح أو القيامة ويسمى الأسبوع الذي يبدأ به بأسبوع الآلام، وهو يوم ذكرى دخول يسوع إلى مدينة القدس، ويسمى هذا اليوم أيضا بأحد السعف أو الزيتونة لأن أهالي القدس استقبلته بالسعف والزيتون المزين وفارشاً ثيابه وأغصان الأشجار والنخيل تحته، لذلك يعاد استخدام السعف والزينة في أغلب الكنائس للاحتفال بهذا اليوم. وترمز أغصان النخيل أو السعف إلى النصر أي أنهم استقبلوا يسوع كمنتصر
كلمة شعانين تأتي من الكلمة العبرانية "هو شيعه نان" والتي تعنى يا رب خلص. ومنها تشتق الكلمة اليونانية "اوصنا" وهي الكلمة التي استخدمت في الإنجيل من قبل الرسل والمبشرين. وهي أيضا الكلمة التي استخدمها أهالي أورشليم عند استقبال المسيح في ذلك اليوم .
"هوشعنا مبارَك الآتي باسم الربّ ". هذا ما هتف به أهل أورشليم عندما دخل الرب يسوع إلى مدينتهم برفقة تلاميذه وأتباعه راكباً على ظهر جحش ابن أتان, لأن الحصان في مفهوم العالم القديم كان يجسد معاني الحرب والعنف والقتل والاستكبار. أمّا يسوع فدخل بوداعة وتواضع وفرح.. دخل بمحبة دون سلاح ومسلحين، ودون أبهة وجاه ومرافقين، ودون حراس ومراسيم. دخل بتواضع مبشراً بالسلام والتوبة والرجاء. ما دخل المدينة ليحارب وينتقم ويحكم ويحاكم، بل ليقدم ذاته فداءً عن الإنسان حتى يغفر له خطيئته الأصلية .
الاحتفالات بعيد الشعانين, مناسبةً يُحتفل فيها الجميع وللأطفال حصة كبيرة فيها ، حاملين أغصان الزيتون والشموع ، رمزاً للحياةِ الدائمةِ ، وللأمانِ والسلام والنصر ، وبموكب مرافق مع رجال الدين من الكهنةِ والشمامسة ، ومع فرق الكشّافة ، ويتم الطواف في باحةَ الكنيسة ، وأحياناً في الأحياء المجاورة للكنيسة ، مرنمين وكطقسٍ وتقليد لأهالي أورشليم : "هوشعنا في الأعالي ، مباركٌ الآتي باسم الرب
في كل عام , ولكي يستعيد المؤمنون هذه المناسبة يخرجوا للاحتفال بها وكل حسب منطقة تواجده , في بلدتنا الحبيبة " بغديدا " كانت المدينة تخرج عن بكرة أبيها في هذا اليوم , ولم يبق الا المرضى وكبار السن وهم يرتدوا الأزياء الشعبية التقليدية كتعبير على الفرح , ولكن ابعد أن امتدت أيادي الظلام الى مدنهم بعد السادس من آب 2014 باتوا يقيمون احتفالاتهم في مناطق تهجيرهم
هذا العام  ... وبعد انحسار الجائحة ، وعودة الحياة بشكل طبيعي ، وقد توقفت هذه المراسيم منذ عام 2014 ، وحتى في السنوات الاولى التي تلت التحرير كانت الاحتفالات تقام بشكل مختصر .. اما الان فمن حقنا ان نحتفل ونستعيد الفرح ونزين شوارع البلدة بالهلاهل والهتافات واصوات الاطفال ، نزين شوارع البلدة وازقتها بالافتات والصور وسعف النخيل واغصان الزيتون ، ونردد بصوت واحد يصل الى عنان السماء ( اوشعنا .. اوشعنا لابن داؤود، مبارك الاتي باسم الرب ) .