المحرر موضوع: في يوم السعانين المسيح يقود أول تظاهرة سلمية في التاريخ  (زيارة 1192 مرات)

0 الأعضاء و 1 ضيف يشاهدون هذا الموضوع.

غير متصل Medhat Al Bazi

  • عضو فعال جدا
  • ***
  • مشاركة: 178
    • مشاهدة الملف الشخصي
    • البريد الالكتروني
في يوم السعانين
المسيح يقود أول تظاهرة سلمية في التاريخ
مدحت البازي

قبل أكثر من ألفي عام أبتدأت الثورة السلمية الأولى في التاريخ الموثّق حين انتفض شاب في العقد الثالث من عمره ، فأتى بمبادىء أنسانية أحتوت كل قوانين الأرض التي تعنى بالمحبة والسلام وحقوق الأنسان ، ونشر تلك المباديء بلغة بسيطة متواضعة لتصل بهدوء إلى جميع شرائح مجتمعه في أورشليم ( القدس) ، فكانت كلماته تدخل قلوب الناس فتثيرهم ضد كل قانون أو عمل لايدخل في خانة التعامل السلمي وأحترام حقوق الأنسان .
هذا الرجل الذي لقّب بالمعلم والمولود قبل ثلاثين عاما هو ذلك المنتظر الذي سيقضي على ميراث الحقد والأنتقام ويشيع السلام والمحبة.
بتعاليمه الرصينة أوقف عمل كل ماكنات الكتبة والفريسيين وكهنتهم ،فأفحمهم بحجته الأقوى في أن يحب الأنسان لأخيه الأنسان كما يحب لنفسه، ففتح بذلك الأفق الأنساني لدى الفرد،  هذا المعلم لم يغر أحدا بالمال كي يتبعه ، ولم يوعد الناس بالجاه والمناصب في مملكة السلام التي خصها في مواعضه ورسائله ، ولم يفضل بعض على بعض ، بل عمل على توازن أنساني تطبقه معظم الدول التي تحترم حقوق الأنسان وتعمل بموجب الشرعة الخاصة به إلى يومنا هذا ، كذلك سامح الخطاة وحتى الزناة السابقين عفى عنهم وأعادهم إلى جادة التوبة وصواب العمل، ونهى عن كل مايسيء أو يمس كرامة الناس وأنسانيتهم . كذلك قاوم الأنتقام بالسلام وعلم الناس أن التسامح هو أقوى الأسلحة وأن الكلمة الطيبة هي مفتاح الفلاح في كل مفاصل الحياة.
فخرج بمثلث مقدس مبني على المحبة والتسامح والسلام ، فعند تواجد المحبة يكون التسامح فيولدان السلام .

 قاد الشرارة الأولى التظاهرات السلمية في التاريخ ، ثم تبعه أثنى عشر رجلا ثم جموعا غفيرة في تظاهرات جماهيرية أمتدت إلى أغلب المدن في حينه ، وحينما حانت الساعة التي أشار اليها في خطاباته على أستعداده لللأستشهاد من أجل المحبة والسلام وأسعاد الأنسان  كان يقود الجماهير ليجعل من جسده وقودا لقناديل الحرية في العالم.

 في تلك المسيرة التاريخية وعند مدخل بوابة القدس حاول عبد رئيس الكهنة ( أحد افراد السلطة ) أقتحام المسيرة والأعتداء على قائدها ، ولأجل الدفاع عن هذا المعلم أستل أحد المتضاهرين سيفه ليضرب عبد رئيس الكهنة فقطع أذنه ،،
لكن المسيح وفي رسالة سلام مباشرة إلى العالم بعدم مقاومة الشر بالشر وبشكل فوري أعاد للمعتدي أذنه المقطوعة إلى مكانها ،وقال كلمته الحكيمة للمتضاهر المدافع (رد سيفك الى مكانه لان كل الذين ياخذون السيف بالسيف يهلكون ) .

وأكمل المسيرة إلى أن تمت الكلمة فكان جسده قربانا مقدسا للبشرية جمعاء . فأمتدت ثقافة منح الجسد فداء للحرية والسلام إلى أيامنا هذه ، فيذكرنا التاريخ الخاص بكنيسة المشرق التي شيدت بمباديء آباء أجلاء أصبحوا نجوما ساطعة في سماء الشهادة ، حيث جعلوا من أجسادهم قرابينا ترخص أمام تلك المباديء السامية ، وبقدر تاريخها الطويل كانت صيانتها بدماء الشهداء أيضا.
 واليوم تنتقل شرارة التعامل السلمي في التظاهر إلى جميع الدول التي أحجبت عن مواطنيها معنى المحبة والحرية والسلام ، ، فانطلقت الشرارة الحديثة في العراق لن تنطفيء شعلة التظاهر السلمي إلى أن تتحقق الأهداف التي يتفق المتظاهرون فيها ضمنيا على مبدأ السلام الذي جاء به المعلم الأول السيد المسيح وضحى بنفسه من أجله قبل ألفي عام ، ليثبت للعالم إن حمل غصن الزيتون أو سعفة نخيل في التظاهر أمضى من حد أي سيف .

وتأكيدا على المبدا الجليل جاء الشاعر الكبيرأحمد شوقي برائعتة في:

 يافاتح القدس خل السيف ناحيــة   ليس الصليب حديدا كان بل خشبا
أدركت أن وراء الضعف مقدرة    وإن للــــحق لا للقــوة الغلـــــــــبا

فكان يوم السعانين أول درس في التظاهر السلمي في التاريخ

 








غير متصل سامي ديشو

  • عضو فعال جدا
  • ***
  • مشاركة: 941
    • مشاهدة الملف الشخصي
    • البريد الالكتروني
الاخ مدحت البازي المحترم

مقالة جميلة وهادفة عن مسيح السلام، المتواضع البسيط. وماذا؟ المشاركون في التظاهرة، جلّهم من أطفال البراءة، الذين يعبّرون عمّا في داخلهم من العفوية والسذاجة، عكس كبار القوم ومشايخهم، أصحاب الحقد والنوايا الشريرة.

عاشت أناملك على هذه المقالة القيّمة والهادفة. عيد قيامة مجيد لكم وللقرّاء الكرام.

سامي ديشو  - استراليا

غير متصل نذار عناي

  • عضو فعال جدا
  • ***
  • مشاركة: 607
  • منتديات عنكاوا
    • مشاهدة الملف الشخصي
    • البريد الالكتروني
الاستاذ القدير مدحت البازي المحترم, تحية طيبة

كلمات مختصرة ولكنها اكثر من رائعة. بالحق كانت مسيرة السعانين اقوى تظاهرة سلمية في التاريخ فرضت على العالم اسس المحبة والتسامح والسلام.

اود ان  استأذنك وان اطلب من ادارة موقع عنكاوة ان تشارك هذه المقالة مع المواقع الاعلامية الاخرى في العراق تذكيرا للعراقيين بأن المسيحية كانت نبراسا في طريق بناء وازدهار المجتمع العراقي ومازالت كذلك ............ وليست المسيحية معتقد اقلية اهمل دورها في المجتمع.

شكرا لك
مع الود

غير متصل Medhat Al Bazi

  • عضو فعال جدا
  • ***
  • مشاركة: 178
    • مشاهدة الملف الشخصي
    • البريد الالكتروني


أخي الطيب سامي ديشو المحترم
شكرا جزيلا على مداخلتك الجميلة عن مسيح السلام المتواضع البسيط ، لذلك تجد كلماتي متواضعة وبسيطة لتصل بسلاسة إلى الجميع وسررت بإشارتك إلى عفوية الأطفال وبرائتهم في تساؤل أجمل ، نعم عزيزي فنحن لانقرأ لمجرد القراءة بل نحلل الكلمة في مكانها وزمانها وكما هو معلوم أن معظم توصيات وتعاليم السيد المسيح وردت بأبسط الكلمات واوضح الأمثال وكان للأطفال قيمة وأهمية خاصة وخصوصا عندما قال ( دعوا الأطفال يأتون أليّ لأن لمثل هؤلاء ملكوت الله ) فقرائتنا لهذه الوصية هي في جناحين ألأول الروحي والثاني هو المادي أو السياسي بمعنى دعوهم يتعلمون لأنهم سيقودون المجتمع مستقبلا . 
تقبل كل محبتي واحترامي
مدحت البازي

الاستاذ القدير نذار عناي المحترم
شكرا جزيلا على أطرائك ولامانع لدينا من نشرها في مواقع أخرى بعد الإشارة على أنها جائت في موقع عينكاة كوم وذلك عملا بمهنية الصحافة النقية
تقبل كل محبتي واحترامي
مدحت البازي