المحرر موضوع: الحرب في اوكرانيا . . و منطقتنا ! ـ 4 ـ  (زيارة 450 مرات)

0 الأعضاء و 1 ضيف يشاهدون هذا الموضوع.

غير متصل مهند البراك

  • عضو فعال جدا
  • ***
  • مشاركة: 521
    • مشاهدة الملف الشخصي
    • البريد الالكتروني
الحرب في اوكرانيا . . و منطقتنا !
ـ 4 ـ   
                                       
د. مهند البراك
ahmedlada@gmx.net

و فيما يتصاعد النشاط الاقتصادي العالمي العملاق للتنين الصيني على اساس (دبلوماسية القروض)، تزداد اختلافات روسيا مع الولايات المتحدة، لكونها مباشرة و التي وصلت حد التهديدات بالحرب بين روسيا و الولايات المتحدة منذ زمن الرئيس السابق ترامب، على تقاسم النفط و الغاز في القطب الشمالي بعد اكتشاف مخزونات ضخمة للنفط و الغاز هناك . . و هنا الاختلافات بين الدول المتشاطئة على المحيط المنجمد الشمالي ( النرويج، غرينلاند، كندا و روسيا) على حصص المخزونات ، و على السماح لفتح طريق بحري و بايب لاين روسيين، عبر المياه الاقليمية لغرينلاند (بايب لاين نفطي ـ غازي) . .
و تشير مصادر متنوعة الى تنبيه الرئيس الروسي بوتين للرئيس ترامب الى ضرورة تحطيم و الغاء السلاح النووي في اوكرانيا، و الغاء مختبرات السلاح البيولوجي الاميركي العديدة هناك، التي تهدد امن و سلامة شعوب روسيا و منطقة البحر الاسود، و المشيّدة برؤوس اموال اميركية و بريطانية و فرنسية و المانية (عن صحيفة ريال راو نيوز الدولية ـ 25/2/2022 التي تذكر اسماء الشركات) . .
المختبرات المقامة في (جزيرة الأفعى) الاوكرانية في البحر الاسود، الواقعة عند دلتا نهر الدانوب و ابدى ترامب لا أُبالية و عدم اهتمام بالتنبيه، و تضامن معه الرئيس الاوكراني الحالي بالإستهزاء من طلب بوتين، و وصل الحال الى تهديد بوتين بأن الجيش الروسي سيحطّمها، و تشير تلك المصادر ان ذلك كان احد اسباب الهجوم العسكري الروسي، و اندلاع الحرب المأساوية و ضحاياها من المدنيين العزّل و التي يمكن ان تندلع في اي مكان آخر . .
و في ذلك يرى مراقبون ان اقطاباً متعددة متنوعة، اخذت تنشأ و تقوى بدون استئذان الولايات  المتحدة و تصطدم بالسياسة و الاهداف الاميركية التي تسعى للانفراد بالتحكّم بالطاقة و الغذاء، و ان ذلك جاء نتيجة الغاء الادارة الاميركية التزامها بقوانين التجارة منذ دورة الرئيس الاميركي الاسبق بيل كلينتون و اعتمادها على مضاربات المال بالاسهم في بورصاتها، كما مرّ.
و فيما تتزايد الازمة الاقتصادية و الفساد الإداري و التهاب الاسعار و خاصة اسعار الطاقة و الغذاء في دول العالم و خاصة في آسيا و افريقيا و غيرها، مؤدية الى تزايد الفقر و الجوع في العالم و ارتفاع اسعار الغذاء، مؤدية الى الانفجارات الشعبية و الثورات و الحروب الاهلية و تزايد اعداد اللاجئين . . التي اذكتها و كشفت اسبابها اكثر الحرب الروسية في اوكرانيا، التي اوصلت عملاقي الطاقة و الغذاء الى تحوّل دورهما لفترة يصعب تقدير امدها في الاقتصاد العالمي، و بالتالي في تغيّر اصطفاف مصالح نسبة كبيرة من دول العالم . .
يرى خبراء بأن الحرب قد كشفت أن قرارات الولايات المتحدة في مواجهة الحرب في اوكرانيا ليست كليّة القدرة كالسابق او كما تدّعي الآن، لأنها صارت تتسبب في اطالة امدها بتحريض دول العالم بزيادة تسليح اوكرانيا، و تتسبب بازمة طاقة في اوروبا و ازمة طاقة و غذاء في العالم، و بالتالي انعكست تلك القرارات في منطقتنا، بأن دول الخليج صارت لاتنفّذ القرارات الاميركية كالسابق سواء في سياسة و انتاج النفط و الغاز او في الموقف من ايران . .
في وقت ازدادت فيه ايران تصلباً امام الاميركان في مفاوضات برامجها النووية في فيينّا، بل و صارت تبادر في تحديّ الولايات المتحدة برفع تعاونها النووي مع روسيا، و كما في اطلاقها صواريخ غراد على اربيل، و تزايد ضربات الحوثي للمواقع الستراتيجية في السعودية، في وقت تسرع فيه ادارة بايدن الى التقرّب من ايران و تخفيف الحصار عليها، طمعا بنفطها و غازها بسبب عقوبات ادارته ذاتها بحق روسيا، و تطييب خاطر ايران كبداية، بفك تجميد ماقارب المليار دولار من الاموال الايرانية من قبل الادارة البريطانية، من جهة . .
   و من جهة اخرى تتسارع دول الخليج لإقامة علاقات منافع و حسن جوار مع ايران باشكال متنوعة و وصولها الى وقف القتال في اليمن، و زيارة الاسد الى الامارات التي يرون بأنها لصالح روسيا و التقرّب منها، و التقرّب اكثر من الصين التي تشكّل صادرات النفط السعودي اليها بحدود الـ 90 % من حجم صادرات السعودية النفطية . . في مؤشر على تغيّر اتجاهات المحاور الدولية ـ الإقليمية في المنطقة، و على دور اقطاب الخليج المالية و النفطية و الغازية في الساحة العالمية . .
   من جانب آخر، يرى سياسيون قلق اسرائيل و تخوّفها من (التقارب) الاميركي ـ الايراني الذي قد يهدد امنها بسبب ضعف الموقف الاميركي امام ايران في فيينا، الامر الذي ادىّ الى وقوف اسرائيل موقفاً وسطاً من الحرب في اوكرانيا و لم تطبّق العقوبات الاميركية تجاه روسيا، و اسرعت بعقد قمة العقبة من رؤساء : اسرائيل، مصر، الإمارات العربية، الملك الأردني، و قمة النقب من وزراء خارجية : اسرائيل، مصر، البحرين، الإمارات، المغرب . . في محاولات للوقوف امام ايران، التي يبدو لها ان ايديها مطلقة اكثر من السابق . .
بعد تصريحاتها بالعودة الى حل الدولتين الفلسطينية و الاسرائيلية و تخفيف الموقف العدائي لرئيس الوزراء السابق نيتانياهو، في وقت تهدد احداث مخيم جنين الفلسطيني بانطلاقة انتفاضة شعبية فلسطينية بعد عجز الادارتين الاميركية و الاسرائيلية و الامم المتحدة على ايجاد حلول لحقوق الشعب الفلسطيني بالحياة و الحرية، انتفاضة على المواقف العنصرية للولايات المتحدة في تضامنها الضخم مع الشعب الاوكراني في الحرب و سكوتها و اهمالها لقضية الشعب الفلسطيني العادلة الذي لايواجه الاّ بالحديد و النار و الدماء . .
   في وقت يشتد فيه التنافس و الصراع على غاز حوض البحر المتوسط في المياه الإقليمية العربية الاسرائيلية التركية، الذي تسعى الولايات المتحدة لإحتكاره لها و باسعارها، و لمنع وصول الغاز الروسي الى  اوروبا، و تعويضه ببيعها لها وفق اسعارها هي . . فيما يزداد التقارب الخليجي الشرق اوسطي مع الصين للحصول على مكاسب طريق الحرير الصيني " مشروع الحزام و الطريق" الذي يوصل البضائع من شنغهاي الى المتوسط بظرف يومين، الذي يواجه اعاقة اميركية ضارية . . في زمن دخول العالم مرحلة الغاز بعد مرحلتي الفحم و النفط . .
   و يشير خبراء و محللون ستراتيجيون الى ضرورة اتفاق الكبار على نظام عالمي جديد بقوانين جديدة للتجارة و الطاقة و الغذاء، نظام تقرّه جميع القوى العظمى في الساحة الدولية بعد اعتراف احداها بدور الأخرى، لوقف الحرب في اوكرانيا و للوقاية من احتمالات اندلاعها و توسعها في اماكن اخرى من العالم، بسبب تضارب المصالح الذي يزداد حدة، و لدرء خطر انتشار المجاعات و الامراض و الفقر و البطالة . .
و يشيرون الى اهمية اعادة بناء الامم المتحدة و بنود اتفاقاتها على اساس النظام الدولي الجديد، و ان تكون لها قوة حسم فاعلة في تطبيق عقوبات علنية بحق الدول المخالفة و المخالفين، بعيداً عن التكتلات العسكرية و سيطرة دولة على دولة اخرى بالعنف او بالتهديد بالعنف، و الغاء و معاقبة تشكيل جيوش المرتزقة من الشركات الخاصة، البعيدة عن الرقابة و القانون . . (انتهى)

9 / 4 / 2022 ، مهند البراك