المحرر موضوع: في التاسع من أيار القادم لنكن مع وحدتنا ووحدتنا فقط  (زيارة 858 مرات)

0 الأعضاء و 1 ضيف يشاهدون هذا الموضوع.

غير متصل يلدا خوشابا يلدا

  • عضو
  • *
  • مشاركة: 19
    • مشاهدة الملف الشخصي
    • البريد الالكتروني
في التاسع من أيار القادم
لنكن مع وحدتنا ووحدتنا فقط

Yaldadhi1953@gmail.com

مع إنحسار مسراتنا وأفراحنا القومية في العقدين الأخيرين من الزمن، لاح في الأفق أخيرا ضياءا في نهاية النفق المظلم، كنا نتمناه  كثيرا منذ قرابة السبعين عاما مضت، حيث أعلن قداسة البطريرك مار آوا الثالث عن إجتماع يعقد في التاسع من أيار القادم بين كنيستينا الآشوريتين (التقويم القديم والحديث) في شيكاغو، وقدر علاقاتي وقراءاتي ومسامعي، فإني أؤكد بأن هذا الأعلان كان فعلا عاملا ينشر السرور والأفراح  ليس لأبناء هاتين الكنيستين فقط ، وإنما يظن الكثيرون وأنا منهم بأنه بداية صحيحة لتكملة الوحدة بين كل كنائسنا المشرقية بمختلف مذاهبها.
صحيح بأن محاولات عديدة اتخذت سابقا لهذه الغاية وتقدمت خطوات على الطريق وتحققت البعض من المكاسب، ولكنها في النهاية أصطدمت بعوامل ورغبات وميول وضغوط من هنا وهناك وكذلك الشخصنة والتردد و. و. و. ، لسنا في صددها اليوم، أدت جميعها إلى تأجيل إتخاذ القرارات الحاسمة بشأن الإنتهاء من سلبيات الماضي وتأثيراته على مجمل الحوارات والمناقشات التي جرت وقتها، والعودة الى الجذور الموحدة لجميع الكنائس.
يقال بأن التاريخ هو لسان الحقيقة ويسجل ما لك وما عليك، من هنا فإن الماضي بإيجابياته وسلبياته صار مفهوما للجميع، وعلى القائمين اليوم على هكذا مشروع أن يدرسوا ما حصل بإمعان وترو والإبتعاد عن الجزئيات الصغيرة والغير مهمة، والترفع عن المصالح الآنية سواء كانت كنسية أم شخصية، والإلتزام التام بما تدعوا اليه التعاليم الروحية التي تقول بأن المحبة هي الأصل وكما قال الرب كونوا واحدا كما أنا واحدا مع أبي.
وبصدد الخطوة التي أتخذت اليوم نقول ..
بالتأكيد ستلاقي صدى ايجابيا من الجزء الأعظم من أبناء شعبنا، وأيضا بالتأكيد ستلاقي من البعض الرفض ووضع العصى في الدواليب، ولكن في كل الأحوال ستمضي العجلة بجهود الخيرين والمحبين لوحدة الأمة قوميا وروحيا، والتي نأمل أن تتمدد لتوحيد الرؤى السياسية أيضا، لذا فعلينا جميعا كأصحاب رأي  أن نبدي تصوراتنا الأيجابية ونضعها على مكاتب أصحاب القداسة والرفعة والسمو، لتكون ساندا وعونا لهم .
ومن جانب آخر، شخصيا  أرى بأن إختيار الأسماء المشاركين في هذا الإجتماع جاء وفق نظرة متأنية وصحيحة، وليست متسرعة، فالجميع رعاة متصفين بالهدوء ورزانة الرأي والموقف ومن دعاة الوحدة على أسس متينة وهادفة الى تجاوز الماضي بسلبياته، ووضع أسس ومبادئ جديدة وحوارات صريحة وشفافة ( وهنا لا أستثني الآخرين من هذه الصفات) .
ولكننا في الوقت نفسه لا نطلب أو نضغط على المتحاورين بسرعة الإنتهاء والإعلان عن الفرحة الكبرى، لأننا على يقين بأن أخطاء الماضي والتراكمات بحكم مرور فترة طويلة على هذا الإنقسام ، يتطلب وقتا وزمنا لتنقية القلوب من ما خزن فيها من السلبيات والتجاوزات من الطرفين ( وأقصد هنا من الشخصيات من الكنيستين، البعض منهم لم يكونوا من الرعاة)، إضافة للقضايا الإدارية للكنيستين،  لذا نؤمن بأن مسيرة الألف ميل تبدأ بخطوة، وسوف يبدأها رعاتنا في التاسع من أيار القادم.
نعتقد أيضا بأن خلو الساحة اليوم من البعض الذين كانت لهم آراء بعيدة عن الوحدة الكنسية لإعتبارات وأسباب صحيحة في نظرهم، أليوم أصبحوا خارج المشهد التأثيري بهذا الشكل أو ذاك، وهو عامل إيجابي أيضا لإنجاح المسعى والهدف.
ونهمس في آذان سياسينا أن يبتعدوا عن التدخل في هذه الحوارات والتأثير بكل أشكاله ( بالتأكيد سيكون إن حصل خدمة لأغراضهم ومصالحهم السياسية)، وتجاربنا في الماضي القريب تؤيد تخوفنا هذا ، ونقول لهم إن مبدأ فرق تسد لم يعد صالحا، لأن شعبنا وعي الحقيقة الكاملة التي لا ولن  يحجبها أي غربال.
نأمل من الجميع أن يدلو بدلوهم في هكذا خطوة ايجابية وقومية وروحية، ليس من أجل الفرض أو الضغط، إنما من منطق إبداء الرأي البعيد عن التشنج أو الإنحياز أو التعصب، لنكن مع وحدتنا ووحدتنا فقط
ولنا عودة أخرى للموضوع  قريبا