المحرر موضوع: من وحي أسبوع الآلام والقيامة ( مأساة مار بطرس والبشرية في الأيام الثلاثة )  (زيارة 388 مرات)

0 الأعضاء و 1 ضيف يشاهدون هذا الموضوع.

غير متصل بطرس ادم

  • عضو فعال جدا
  • ***
  • مشاركة: 849
    • مشاهدة الملف الشخصي
    • البريد الالكتروني
من وحي أسبوع الآلام والقيامة
( مأساة مار بطرس والبشرية في الأيام الثلاثة )


كان أسم مار بطرس الأصلي قبل أن يتعرّف على الرب يسوع المسيح " سمعان " الذي يعني " قَصَبَة " وهي تعني المطيع المستجيب المتقلّب ، يثور ويغضب في لحظة كالقصبة التي تحركها الرياح ، ولكن لما قابل يسوع قال له " أنت تدعى منذ الآن بطرس أي الصخرة الثابتة التي لا تتأثّر بالرياح أو بأمواج البحر" .

كان للرسول بطرس مكانة خاصة وأول المقرّبين مع يعقوب ويوحنا لدى الرب يسوع المسيح ، فقد كان أول تلميذ يختاره الرب من بين تلاميذه ، وكانوا مع يسوع في معظم تحركاته ومعجزاته ، في تجلّيه على جبل طابور ، بقربه يسوع في بستان الزيتون ، وكانوا معه حين أقام من الموت أبنة رئيس المجمع ، وكان بطرس الذي كُشِفَتْ له شخصية الرب يسوع المسيح من قبل الله الآب ، وكان بطرس الذي أستل السيف وقطع أذن ملخس عبد رئيس الكهنة ، كان أيمانه وأخلاصه للرب يسوع المسيح بلا حدود .

هكذا كان أيمان بطرس بيسوع المسيح ، ولكن كل ذلك لم تمنع بشريته في ان تُزَعْزع أيمانه وهو يرى الأحداث المتسارعة منذ العشاء الأخير وليلة الجمعة ومن ثم نهار الجمعة والسبت ـ تُرى لو كنّا نحن بطرس أما كان هناك أحتمال كبير بأن ننكر يسوع أيضاً ، بسبب عدم أدراكنا ماذا يجري ، أما كنا نقول لو كان يسوع أبن الله ، فلماذا هذه الأعتداءات والأستهزاء الذي نرآه بأم عيوننا في فناء دار رئيس الكهنة ؟ كيف يمكن لأنسان فيه صفة الألوهية أن يكون في هكذا ضعف لهذه الدرجة ؟ ربما أعتقد بطرس أن هناك خطأ مأساوي ، خاصة وأن يسوع كان قائداً كاريزمياً أستطاع جمع أعداد كبيرة حوله نتيجة كلماته العظيمة وأفكاره التي لا يمكن نقضها ، ولذلك ففي هذه الحالة من الأفضل النفاذ بجلدي طالما لدي وقت متاح لذلك .

كلا أصرّ بطرس في ساحة بيت قيّافا . أنا لا أعرفه !!!
وفي وقت لاحق في اليوم التالي ، كان بطرس يراقب يسوع وهو يتعرّض للضرب المبرح ، ومن ثم سُمِّرَ على الصليب ، وأنتصب الصليب ويسوع يصارع للحصول على قليل من الهواء ، وفي نهاية المطاف يموت ، أذا كان يسوع أبن الله ، كيف يموت على هذا الشكل ؟؟؟؟

كان بطرس في حالة أضطراب صباح الأحد التالي حينما ركض الى قبر يسوع بعد أن سمع من النساء اللواتي جئن الى القبر باكراً من أن القبر فارغ ، وجسد الرب غير موجود ، النساء ( مريم المجدلية و حنة و مريم أم يعقوب) ، قالوا نقلاً عن كلام الملائكة أن يسوع قد قام ، ولكن بطرس كان قد رأى بعينيه أن يسوع قد مات ، فأذا كان أنساناً وهو بالتأكيد قد مات كأنسان فكيف له أن يعود من الموت ؟ لا بد وأن شخصاً ما قد أخذ الجسد . نعم : لا بد .

هذه هي المعضلة التي دوّخت البشرية لعدة قرون ، أذا كان يسوع هو الله ، كيف يمكن أن يموت ؟ وأذا كان أنسان ، فكيف له أن يقوم ؟؟؟ كيف يمكن أن يموت الله ؟؟؟ وكيف يمكن للأنسان أن يقوم من الموت ؟؟؟ .

لقد تعرّض بطرس لحالة أنكسار رهيب ، ولكنه لم يتحطم مثل يهوذا الأسخريوطي الذي تملّكه اليأس ولم يتُب فشنق نفسه ، سرعان ما عاد اليه أيمانه وأخذ يبكي ويلطم وشعر بالندامة على الذنب العظيم الذي أرتكبهُ  وأخذ يردد .

" كنت صخرة صلبة ليبني عليها كنيسته ، والآن أصبحت رملاً ، والكنيسة على الرمل لاتبنى "

ولكن الرب يسوع المسيح كان لديه خطة أخرى لبطرس ، حيث كلفه بعد القيامة برعاية كنيسته وأبنائه . 

الجنود الرومان الذين كانوا يحرسون القبر ، كانوا في حالة قلق في صباح ذلك اليوم من أحد الفصح ، في لحظة من اللحظات أثناء ما كانوا جالسين حول النار ، فاجأهم شعاع نور يخرج من القبر بعد تدحرج الحجر وكان يسوع يسير خارج القبر وهوحي . 

أستجمع بطرس أفكاره وأخذ يربط سلسلة أفكاره .

كان يسوع قد حُبل به من الروح القدس وولد من العذراء مريم ، لأن يسوع هو أبن الله ، أرسله الى الأرض ليقودنا الى أبينا ، ليموت من أجل خطايانا ، وليقوم من بين الأموات ليرينا بأنه مصدر الحياة الأبدية ، أنه الله الأنسان . وماذا يعني ذلك لي ؟ موته ، موت العار في تلك الجمعة العظيمة ، كان نتيجة مباشرة لخطاياي ، وقيامته صباح يوم أحد الفصح كانت لأجلي ، كذلك فأنه مات وعاش لأجلي : لأجلي : ولأجلكم .

قيــامـــة مجـيــدة للجمـيـــع .