اترك لكم الكلام،
راي هو ان اولئك اشرف من هؤلاء
وليد حنا بيداويد
كوبنهاكن
المقدمة
الانسان مواقف ومبادئ، ان سقطت المبادئ سقط معنى الرجولة ولا معنى للانسانية وتحول صاحبها الى وحش كاسر، بسقوطها تحول الى انتهازي مستغلا للظروف المتغييرة، فسقط اجتماعيا وجماهيريا وفقد ثفة الناس استمراريته فيكون سقوطه عظيما لا قيامة له.
الدافع الى المقارنة بين الوضعيين:-
كنا في البيت بحاجة الى فحص قسطل المراحيض لانه اصبح يمتلى بالماء من خارج استخدامات البيت، وقلنا ما دمنا نحن بصدد صرف مبلغ كبير للنزول الى داخله بعد التنظيف لغرض فحص جدرانه، فقررنا توسيعه ايضا بالمرة بعد اضافة مبلغ اخر على المبلغ المخصص لهذا الغرض.
فاتفقنا مع ثلاثة عمال بمبلغ ستمائة الف دينار عراقي الذين سيقومون بهذا العمل المزعج والخطير على الصحة، بعد ان هينا لهم المسلتزمات التي رايناها ضرورية جدا منطلقين من ضميرمنا الحي من المعقمات وصابون الديتول والكفوف والاكل والشاى مع مروحتان لكون الجو كان حارا قليلا في بداية فصل الصيف.
فانجزوا المهمة باقل من اربعة ساعات مثلما كان الاتفاق معهم، فقامت شقيقتي باضافة مبلغ مائة الف دينار اخرى كهدية لهم وعشرة الاف دينار لبنزين سيارتهم.
لكن العمال الثلاثة رفضوا ان ياخذوا المبلغ الاضافي مائة الف اعتبروه انه خارج الاتفاق فلا يجوز ذلك، فرغم من الحاحنا عليهم انه هدية ويستحقوا اكثر من هذا المبلغ، فقالوا انه حرام لا يجوز ذلك [نعم قالوا انه حرام لان الاتفاق كان على ستمائة الف فقط]
فرايت فيهم والله عزة النفس العالية والشرف والرجولة فعرفت انهم اناس نظاف اليدين يخافون ربهم ان ياخذوا ما لا يتفق عليه رغم ان المبلغ اعتبرناه كهدية، ابوا اولئك العمال الشرفاء ان يطعموا اطفالهم وعوائلهم من مال السحت الحرام والمسروق ومن ارزاق الفقراء المسروقة والرواتب المهربة ومن عائدات النفط المهرب الى البنوك اللبنانية، اولئك هم الشرفاء بعينهم، فنزلوا الى هذه الدرجة من العمل الخطير ولكن بضمير حي قبضوا اجرتهم وغادروا ولم يقبلوا حتى هدية اكثر من حقهم..
فلو قلنا ان اولئك اشرف مليون مرة لهو قليل بحقهم، اشرف من هؤلاء فاقدي الشرف من المسؤلين السراق مهربي النفط وسارقي رواتب الموظفين والمتقاعدين وعمال التنظيف وارزاق الفقراء.
هذا راي فماذا تقولون انتم؟