المحرر موضوع: عودة اخرى الى موضوع فيض النورالمقدس في عيد القيامة الثاني .. من منظور الأيمان والعلم والمنطق ..  (زيارة 890 مرات)

0 الأعضاء و 1 ضيف يشاهدون هذا الموضوع.

غير متصل فاروق.كيوركيس

  • عضو فعال جدا
  • ***
  • مشاركة: 462
  • منتديات عنكاوا
    • مشاهدة الملف الشخصي
    • البريد الالكتروني
عودة اخرى الى موضوع فيض النورالمقدس في عيد القيامة الثاني .. من منظور الأيمان والعلم والمنطق ..
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ  فاروق كيوركيس
كلنا نعلم جيدا أنه لايوجد أي اثبات علمي وتاريخي يحدد بالضبط تاريخ قيامة المسيح ولا تاريخ  ميلاده  الى اليوم  .. فبالنسبة لعيد الميلاد تم تحديد العيد الوثني لتكريم الشمس في 25 كانون الاول عيداً لميلاد المسيح بأعتباره نورا للعالم وللعهد الجديد  .
اما بالنسبة لعيد القيامة  ، فكما نعلم ، فأن المسيحيون والمؤمنون الاوائل وفي بدايات أنتشار المسيحية ، كانوا  يحتفلون بعيد القيامة كل يوم أحد  من الأسبوع  ..
لكن في مجمع نيقية سنة 325 م  ( وبسبب عدم معرفة تاريخ قيامة المسيح بالضبط ) ، اتفقت الكنائس على تحديد يوم او تاريخ عيد القيامة ، وفق القاعدة التالية  :
( بحيث يكون عيد القيامة  في يوم الاحد الذي يلي اكتمال القمر / البدر  بعد يوم الاعتدال الربيعي  المصادف  21 آذار من السنة  .. وكان العيد موحدا للشرق والغرب .. ولكن في عام 1582 اكتشف  العلماء والفلكيون ان يوم الاعتدال الربيعي 21 اذار لا يقع في نفس الوقت  من السنة  ، لذلك  قاموا بحساب جديد لأيام السنة  ( بدلاً من الحساب الروماني  الذي كانت قد وضعته اصلاحات   يوليوس قيصر في القرن الاول قبل الميلاد ) .. فأصبحت السنة  تتكون من 365 يوم وعدد من الساعات والدقائق والثواني  واصبح شهر شباط 28 يوما وكل اربع سنوات 29 يوما .. ولكي يتدارك العلماء والفلكيون هذا الخطاء ، اتفقوا على ان يكون اليوم التالي ليوم 4 اكتوبر هو 14 اكتوبر .. فوافق الغرب والكنائس الغربية بالتعديل الجديد ، بينما لم تقبل به الكنائس الشرقية  ( بسبب الصراع بين امبراطورية الشرق وامبراطورية الغرب ) ، وبعد تراكم 3 أيام  أخرى ( بمعدل يوم واحد  لكل 129 سنة ) ،  اصبح الفارق في يومنا هذا 13 يوما  في تاريخ  الاحتفال بالاعياد بين الكنائس الشرقية والكنائس الغربية   .. يضاف الى ذلك فأن الكنائس الشرقية اضافت شرطا آخر لتحديد تاريخ عيد القيامة ، وهو أن يقع بعد الفصح اليهودي ،  وهو شرط نرى أنه لا مبرر له .. لكون المسيح لم يحتفل بالفصح اليهودي في السنة التي صلب فيها وقام ، وأنما احتفل بالفصح الخاص به المتمثل بالعبور من الموت الى الحياة  ، والذي يمكننا ان نطلق عليه الفصح المسيحي ........  ( حيث تطرقت الى هذا الموضوع سابقا  ) ..  والسبب الآخر ، هو أن حساب اليهود لتاريخ فصحهم ينتابه بعض الغرابة ،  حيث يضيفون احيانا شهرين  اضافيين الى سنتهم قبل الربيع لكي لا يقع الفصح في الشتاء ، وأحيانا اذا صادف اكتمال البدر  يوم سبت ، فأنهم لا يأخذون به  وأنما ينتظرون  البدر اللاحق  وهكذا ..
وحتى لو افترضنا  ان القيامة حدثت بعد الفصح اليهودي في تلك السنة ، فأنه ليس بالضرورة ان يتزامن دائما بعده في  الحساب الذي اشرنا اليه ..
وكما تلاحظون فأن المسيح لا علاقة له بتحديد يوم ميلاده ولا يوم قيامته ..
لذلك اذا فكرنا بصورة علمية ومنطقية وحتى إيمانية  بعيد قيامة المسيح ، فأنه يفترض  ان يقع هذا العيد   في نفس  التاريخ من السنة  .. بالأضافة الى أنه ليس بالضرورة أن  يصادف عيد القيامة في يوم الأحد  من كل سنة ..
بمعنى آخر ، لو كان معلوماً يوم  وتاريخ  القيامة  فأنه  حتى لو صادف  يوم أحد في أحد السنين  ، فأنه من الممكن  أن  يصادف يوم  ثلاثاء او او خميس او اي يوم آخر في السنين التالية .
ولكن كما شرحنا سابقا ، فأن حساب وتحديد موعد وتاريخ عيد القيامة ،  هو حساب نقوم به نحن البشر ، وليس حساب إلاهياً او سماويأ ..
لذلك علينا أن نختار قاعدة معينة نتفق عليها  ، وأيمان مشترك واحد ، من الأحتمالين التاليين  من أجل تحديد تاريخ عيد قيامة المسيح :
الاول : ان  الارادة الربانية  للمسيح  هي التي حددت  وتحدد عيد القيامة  .
الثاني : أن الارادة البشرية والحساب البشري هو الذي يحدد تاريخ عيد القيامة ..
فاذا اخترنا الاحتمال الأول ، وفرضنا أن  قيامة المسيح  ( الأولى والحقيقية  ) سنة 33 ميلادية  كانت يوم الأحد المصادف 21 نيسان ( فرضاً ) .. فأنه كان يتوجب أن يقع عيد القيامة في السنة الثانية   في يوم 21 نيسان ايضا  ، وفي كل السنوات التالية  كان يجب أن يقع عيد الميلاد في 21 نيسان   .
وحتى اذا نظرنا الى الموضوع من الناحية الأيمانية وتحديدا أيماننا بالمسيح  ..   
فهل أن المسيح ينساق وراء رغبات مجموعة من البشر و المؤمنين  من أبناء  بعض الكنائس  دون غيرهم  من المؤمنين  من الكنائس الاخرى  في تحديد يوم قيامته ؟؟  يضاف الى ذلك فأننا نؤمن  ان المسيح عالم بكل شئ ، وعليه  فالمفروض أنه عالم بيوم قيامته الحقيقي ، وكان باستطاعته ان يوحي للبشر بالقليل من العلم والمعرفة أو أي أشارات أخرى  واضحة  ليظهر لهم و يعلن لهم تاريخ قيامته الحقيقي والصحيح .. وعلى  سبيل المثال ، ان ينبعث بعض النور من قبره  او من المكان الذي دفن فيه في نفس اليوم المحدد من السنة ، وكما ذكرنا على سبيل المثال 21 نيسان من السنة .. وهذا النور  كان سيصبح  شهادة حية على القيامة للجيل الحالي  ولكل الاجيال السابقة ، وفي  نفس الوقت كان سيوحد كل الكنائس وكل المسيحيين للاحتفال بعيد القيامة بصورة موحدة  ، خصوصا ان المسيح هو القائل .." لِيَكُونَ الْجَمِيعُ وَاحِدًا، كَمَا أَنَّكَ أَنْتَ أَيُّهَا الآبُ فِيَّ وَأَنَا فِيكَ، لِيَكُونُوا هُمْ أَيْضًا وَاحِدًا فِينَا، لِيُؤْمِنَ الْعَالَمُ أَنَّكَ أَرْسَلْتَنِي " .. وليس كما هو حاصل اليوم من فرقة وانشقاق .
يضاف الى ذلك ، فأنه يفترض  ، أن يكون المنبعث من القبر في عيد القيامة نوراً وليس ناراً  ، كما يقول المسيح " أَنَا هُوَ نُورُ الْعَالَمِ. مَنْ يَتْبَعْنِي فَلاَ يَمْشِي فِي الظُّلْمَةِ بَلْ يَكُونُ لَهُ نُورُ الْحَيَاةِ " .. وعندها كنا سنرى  ان الابواب  ستفتح والستائر  ستزاح  امام  كل  البشر والمؤمنين ليروا ذلك النور .. وليس كما هو حاصل اليوم من غلق الابواب  ودخول شخص واحد او اثنين ليخرج ومعه الشعلة او الشموع .
لذلك نقول أن الاحتمال الثاني هو السائد في كون  الأرادة البشرية   وحسابات البشر   هي التي تتحكم  بهذا الفرق في تاريخ الاحتفال في الاعياد  وهذه الارادة هي نفسها التي تتدخل وتتحكم في القسمة  بين أبناء الكنيسة الواحدة  ..  لأنه لا يمكن للمسيح أن يقسم  أو يفرق  بين أبناء كنيسته الذين فداهم بدمه الزكي على الصليب
 وهكذا فأنه كان يتوجب   ان يكون الاحتفال بعيد القيامة ،  مناسبة للاتحاد بالمسيح ، والاخوة والمحبة والتسامح وليس مناسبة للفرقة والانقسام .. مع احترامنا وتقديرنا لحرية المعتقد والايمان لكل المؤمنين من أبناء الكنائس والمعتقدات الاخرى  .
قيامة مباركة للجميع .. ولتكن كل ايامنا قيامة.. لتجديد قلوبنا ونفوسنا .. آمين
BBC


غير متصل amer rasho

  • عضو فعال جدا
  • ***
  • مشاركة: 159
    • مشاهدة الملف الشخصي
المقال وافي بكل تفاصيله و اراءه...تحية لك سيدي الفاضل