المحرر موضوع: خَـطأة أم رُسـلٌ يتـمّـِمـون الـنبـوءات ؟  (زيارة 887 مرات)

0 الأعضاء و 1 ضيف يشاهدون هذا الموضوع.

غير متصل الشماس الأنجيلي قيس سيبي

  • عضو فعال جدا
  • ***
  • مشاركة: 232
    • مشاهدة الملف الشخصي
    • البريد الالكتروني

خَـطأة أم رُسـلٌ يتـمّـِمـون الـنبـوءات ؟
 
نـتيجة لحـوار مع عدد من المؤمنين حول الولادة العجائـبـية للرب المخـلص يسوع المسيح وصلبه وقـيامته وأمور كـثيرة تـدور أحـداثها في هذه الأيام ، تم طرح سؤال مهم وهو :   

هل هم خَـطأةٌ مـذنـبـون أم رُسـلٌ للـنـبوءات متـمّـِمـون ؟   
لـنـتجـرّد قـليلاً ونـفـكـر ونناقـش للـوصول إلى جـواب منـطـقي مناسِـب لمثل هـذا السؤال ، فـيخـدم الجميع ، ونـتجـنـب الشكـوك التي يزرعها الشيطان في قـلـوب المؤمنين . 
 
لـقـد تعَـوّدنا - كمؤمنين ــ بأن نتـشـبّـث بل نفتخر بالآيات الكـتابـية التي تحـقـقـت في الواقع سـواء كانت من العهـد الـقـديم أم الجـديد فيقول:  كما قال النبي ...، ونستشهد بأن هـذا يطابق النبوءة فعلاً ، مثلاً :   
 
إيشعـيا 7 : 14 (( وَلكِـنْ يُعْـطِيكُمُ السَّـيِّـدُ نَفْسُهُ آيَةً : هَا الْعَـذْرَاءُ تَحْـبَـلُ وَتَـلِـدُ إبْـناً وَتَـدْعُـو إسْمَهُ " عـمّانـوئيل " )) .
زكـريا 11 : 12 (( فَـوَزَنُوا أُجْـرَتِي ثَلاَثِـينَ مِنَ الْـفِـضَّةِ )) . 
مزمور 22 : 16 ــ 18 (( لأَنَّهُ قَـدْ أَحَاطَـتْ بِي كِلاَبٌ . جَمَاعَةٌ مِنَ الأَشْـرَارِ إكْـتَـنَـفَـتْـنِي . ثَـقَـبُـوا يَـدَيَّ وَرِجْـلَيّ ...  يقْـسِـمُونَ ثِـيَابِي بَـيْـنَـهُـمْ ، وَعَـلَى لِـبَاسِي يَـقْـتَـرِعُـونَ ))
متى 17 : 23 ((فَـيَـقْـتُـلُـونَهُ ، وَفِي الْيَوْمِ الثّالِثِ يَـقُـومُ )) ..... ونبوءات كـثيرة في الكـتاب المقـدس بعهـدَيه الـقـديم والجـديد . 
 
فـنحـن نـفـتخـر بالعـذراء مريم لكـونها تلك العـذراء التي قال عـنها النبي إيشعـيا وتمّمت النبوءة إيجابية مفرحة وحدث سعيد.
فـنـتساءل : ماذا عن الذين يتممون النبوءة ولكن نتيجتها مؤذية او جريمة او غير سعيدة؟؟ هـل نـدين أم لا نـدين يهـوذا وقـيافا وبـيلاطـُـس ، طالما تـمّـموا النبوءات ؟؟؟ 
ومار بولس يقول في كورنثوس الأولى ٢-٨: لأَنْ لَوْ عَرَفُوا لَمَا صَلَبُوا رَبَّ الْمَجْدِ.
ماذا لو فعلاً عرفوا .... ولم يصلبوا المسيح؟

ماذا لو أن هـؤلاء ــ قساة الـقـلوب ــ أصبحـوا أناساً جـيدين طيـبـين في سلوكهم وأحكامهم (بقياساتنا) ولم ينـفـذوا تلك الـقـرارات الظالمة بحق المسيح والتي سـبق أن وردتْ في النبوءات ؟ ولم يُصلب المسيح ؟ ولم تُـثـقـب يداه وقـدماه ؟ ولم يقسموا ثيابه بـينهم ؟ 
الجـواب : 
في تلك الحالة كـنا إعـتبرنا المسيح (( حاشاه )) أحـد الأنبـياء الكـذبة الذين جاؤوا بدون وُعـود وإدّعـوا النبوءة !! مما يجعـلنا لا نؤمن به ! وبالنـتيجة لـَـما ظهـرت المسيحـية ! لأنّها لـن يكـون لها معـنى عـلى الإطلاق بدون سـفـك دم !!! 
وعـليه حان السؤال المنـطـقي : هل نعـتبر هـؤلاء منـفـذي النبوءات ، خَـطأة عـنـدما تـمّـمـوها ، أم رسلٌ قاموا بالواجـب كما إستوجـبت الـنـبـوءة ؟؟   
 
إن هـذا الموضوع يقـودنا إلى واقعـنا الحالي وما يجـري خلال العـقـود الأخـيرة والمتوقعة قـريـباً من زمنـنا الحاضر ...... مثلاً :   
متى 24 : 6 ــ 7 (( وَسَـوْفَ تَسْمَعُـونَ بِحُـرُوبٍ وَأَخْـبَارِ حُـرُوبٍ . اُنْظُرُوا ، لاَ تَرْتَاعُـوا . لأَنَّهُ لاَ بُدـَّ أَنْ تَكُـونَ هذِهِ كُـلُّهَا ، وَلكِـنْ لَـيْسَ الْمُنْـتَهَى بَعْـدُ )) ..... (( وَتَـكُـونُ مَجَاعَاتٌ وَأَوْبِئَةٌ وَزَلاَزِلُ فِي أَمَاكِـنَ )) .   

 
وأهـمها الذي أنوي التأكـيـد عـليه هـو : 
لـوقا 18 : 8 (( مَتَى جَاءَ ابْنُ الإِنْسَانِ ، أَلَعَـلَّهُ يَجِـدُ الإِيمَانَ عَـلَى الأَرْضِ ؟ )) . 
 
إن التـواصل مع هـذه الآيات يقـودنا إلى الإستـفـسار : هل نعـتبر صانعي الحـروب خلال هذه الايام أشـراراً واِن كانوا يتممون النبوءات؟ . فـلـو لم يـشـنـوا الحـروبَ لـتـناقـض التأريخ مع الكـتاب ، وحـينها ستسقـط الـقـدسية من الكـتاب ويفـقـد أهـميته ويصبح كـتابَ رواية كأيّ كـتاب قـصص ممتعة ! .
يـؤلـمنا كـثيراً حـين نـرى في هـذه الأيام فـتور الإيمان عـند كـثيرين مع ظهـور حـركات دينية لا حصر لها ، وإنْ بـدَت للعـيان بأنها بإسم الرب وتؤكـد عـلى الكـتاب المقـدس ، لكـنها في الأخـير تصبُّ في خانة تـشـتيت المباديء الإيمانية مما ينعكس سلباً عـلى المؤمنين وعـلى الكـنيسة بشكل عام ، فـيتـناقـص عـدد المؤمنين ويزداد عـدد اللامؤمنين . 
 
لا بل نرى مِن بـين رجال الـدين مَن يجحـد إيمانه بإجـتهادات شـخـصية فـيأتي بتعاليم بعـيدة كـل البعـد عـن الكـتاب المقـدس ، وبفـلسفات غـريـبة تساهم بشكل كـبـير في هـدم إيمان الكـثيرين كما يـنـوي ويفعـل الشيطان ، خاصة حـين تأتي من أفـواه قادة كـنسيـين يحـملـون شهادات أكاديمية عـليا في إخـتصاصات دينية ، يُـفـترض أن يكـونوا حافـظي إيمانـنا . فهل يُـنـفـذون تلك النبوءات في الـتـقـليل مِن عـدد المؤمنين كما هو متوقع من النصوص الكـتابـية ؟؟ فمثلا الفضائح الجنسية والمالية لرجال الدين ، وتجاوز آخرون على أسس ايماننا المسيحي فمنهم مَن قال أن العـذراء ليست عـذراءاً فـيزياوياً ( وهـو بهـذا الكلام يناقـض النبوءات ويشكــّـك المؤمنين بتلك النصوص ونزاهـتها !! ) ومنهم مَن فـسّر الوصايا العشر بأنها ــ كـلمات الله ــ وليست أوامر ـ وإنما هي بمثابة نصائح يُـفـضَّل إتّـِباعها !! ومنهم مَن يقـول أن الآيات الواردة في الكـتاب المقـدس ما هي إلّا قـصص خـرافـية وروايات لا قـيمة حـقـيقـية لها ، ومنهم مَن  يسيء إستخـدام منصبه ويجحـف في حـقـوق منـتسـبـيه دون رحمة مستنداً الى امكانياته المنصبية وان كانت غير قانـونية ، فـيجعـلهم يتركـون مناصبهم وخـدماتهم وبالتالي يقـلل من إيمانهم ويقـودهم إلى جـماعة أللادينـيّـيـن أو الملحـدين . 
إنّ مَن ينـظـر بعـين واسعة ، يرى ظواهـر أخـرى تحـصل ومجـريات عـديـدة تـبـرز ،  مثلاً : الـتـقـليل مِن قـيمة الموروثات الروحـية ومن ممارسات وصلوات ولغات أصيلة ومن رموز وثوابت إيمانية ونتاجات القديسين، كلها تساهم في الإبتعاد عـن الإيمان الـقـويم وتصب في اعمال الشيطان، فـيساهم في تحـقـيق النبوءة القائـلة : ( ألعـله يجـد الإيمان عـلى الأرض ؟ ) . 
فهل نعـتبر هـؤلاء منحـرفـين خَـطأة خـرجـوا عـن القانون أم رسُل تمموا مسؤولياتهم حسب الكـتاب ؟ وبـدونهم لازداد عـدد المؤمنين وانـتـشرت المسيحـية بشكل واسع في كل المعمورة ، وذلك يناقـض النبوءات ؟؟؟ 
     
مقـدماً : أشكـر كـل مَن سـيساهم في إغـناء الموضوع بأية معـلومة سـواء نـتـفـق أم نخـتـلف عـليها ، فالغاية هي الإستـزادة من المعـلـومات والمؤمن المتعـلـم خـير من المؤمن الجاهـل .
 
  هوشع ٤: ٦ قَدْ هَلَكَ شَعْبِي مِنْ عَدَمِ الْمَعْرِفَةِ. لأَنَّكَ أَنْتَ رَفَضْتَ الْمَعْرِفَةَ أَرْفُضُكَ أَنَا حَتَّى لاَ تَكْهَنَ لِي. وَلأَنَّكَ نَسِيتَ شَرِيعَةَ إِلهِكَ أَنْسَى أَنَا أَيْضًا بَنِيكَ.

الشماس الإنجـيلي   
قـيس سـيـﭙـي
أمريكا - كاليفورنيا




غير متصل Michael Cipi

  • عضو مميز متقدم
  • *******
  • مشاركة: 5234
    • مشاهدة الملف الشخصي
يصـعـب عـلى ( الخاطىء ، والرسـول ) أن يـردّ عـلى هـذا المقال
فلا الخاطىء يـقـول ( أنا رسـول ) .... ولا الرسـول يقـول ( أنا خاطىء )