المحرر موضوع: الكاتب واللغوي الشماس روني بطرس بيث يو الاها لـ(عنكاوا كوم ) اصدارتي تعد رسالة للاجيال اللاحقة بان مناطقهم كانت تحمل غنى كبير في افاق اللغة السريانية وادابها  (زيارة 929 مرات)

0 الأعضاء و 1 ضيف يشاهدون هذا الموضوع.

غير متصل عنكاوا دوت كوم

  • مشرف
  • عضو مميز متقدم
  • *
  • مشاركة: 37766
    • مشاهدة الملف الشخصي
    • البريد الالكتروني

الكاتب واللغوي الشماس روني بطرس  بيث يو الاها  لـ(عنكاوا كوم )
اصدارتي تعد رسالة  للاجيال اللاحقة  بان مناطقهم كانت تحمل غنى كبير في  افاق اللغة السريانية وادابها
عنكاوا كوم-سامر الياس سعيد
 يستعد طالب الدكتوراة  الشماس روني بطرس  بيث يو الاها  للحصول على  شهادة علمية عليا في  سبيل اللغة السريانية  يعد ان حصل  قبل نحو ثلاثة اعوام  على شهادة الماجستير  في اللغات السامية من  جامعة برلين الحرة  فيما تبرز  افاقه العلمية  التي  ابرزها في سبيل تحقيق المخطوطات والاصدارات التي عنيت بتسليط الضوء على قبرى مغمورة  اضحت مهجورة لكنها في المقابل كانت تعد قلاع رصينة للعلم والمعرفة  مثلما ابرز في اصداره الذي عني فيه بتسليط الضوء على  قرية ديركني وما  احتوته من اسماء مهمة  لادباء وخطاطين انطلقوا من هذه القرية  اضافة الى ما ابرزه مؤلفه الذي صدر مؤخرا  حول تخوما  والكنوز التي احتوته المنطقة المذكورة ..(عنكاوا كوم ) حاورت  الشماس بيث يو الاها ووقفت من خلال الحوار على الكثير من المعوقات  التي تعترض  الباحثين  من المتخصصين بمجال اللغة السريانية وفيما يلي نص الحوار :
*اصدرتم مؤخرا كتابكم حول منطقة تخوما وما تحفل به من كنوز  تتمثل بالمخطوطات التي ابدعتها انامل ابنائها ، هل تعتقد ان مناطق شعبنا تحتاج لكتب واصدارات بغية تسليط الضوء حول ما تختزنه من اثار ونفائس تماما مثلما  قدمتم في سياقها كتابكم الموسوم ؟
- في البداية اود ان اؤكد انني شخصيا كنت من اوائل من  التفتوا للارث الزاخر الذي تركه كتاب  حجبت عنهم اضاءات الباحثين لاسيما حينما  جمعت ميامر  الشاعر الاربيلي  كوركيس وردا  الذي عاش في القرن الثالث عشر  وجاء الكتاب المذكور  بجزئين وصفحاته ناهزت  ال900 صفحة  كما عدت  لاقدم للمكتبات المعنية اصدارا يعنى  باقتفاء اثر  ادباء وخطاطي  قرية ديركني  باللغتين السريانية والعربية  وذلك عام 2020 وهذه القرية تقع  ماوراء منطقة العمادية والان هي محظورة على  ابناء شعبنا  كونها تعد منطقة عسكرية بحتة  وفي الحقيقة فان قرية ديركني كانت في منافسة  مع قرية القوش  في  ابراز عدد الخطاطين والنساخين اللتان تمتلكهما هاتين القريتين  وبالتالي  فان اصداري الجديد الذي اشرت اليه –حضرتك- يسلط الضوء على مناطق تتبع منطقتي براوري بالا او نهلة  واللتان حظيتا باهتمام المستشرقين والكتاب الغربيين  او عن طريق الرحالة ممن زاروا  هذه المناطق  واطلعوا على المخطوطات التي كانت تزخر بها  ولاسيما في ان عملنا يعد رسالة  حول ان هذه المناطق حملت  اشراقات المسيحية  وبداياتها  ولتثبت للساكنين الجدد عمق  المسيحية التي تجذرت في هذه المناطق ..
*تستهويك في مضمار التاليف  ابراز  الكثير من بلدات وقرى شعبنا لاسيما من خلال اصدارك  السابق عن قرية ديركني ، هل تعتقد ان المؤلفات وحدها تخلد ما قام به الخطاطين والنساخين في تلك القرى ام هنالك افكار اخرى يتم ابرازها لابراز هولاء الجنود المجهولين ؟
-ما اسهم به او يسهم به الاخرون من تتبع واقتفاء لسير الخطاطين والكتاب والنساخين  فانني بلاشك اضع مثل تلك المؤلفات امام ابناء هذه القرى او من اجيالهما اللاحقة  لابرز لهم ما كانت عليه تلك المناطق من نهضة فكرية وثقافية حيث تمثل مساهتمي  في هذا الصدد بمثابة دعوة لهذه الاجيال بقراءة تاريخ ابائها واجدادها  اضافة الى انها ابراز لغنى تلك المناطق  اشخصه واجلي عنه الغبار كون تلك الاجيال حرمت من معرفة ما  كانت عليه مناطقهم لظروف واسباب  تبدو معروفة للجميع  ومثلما ذكرت في سياق الجواب  السابق بان قرية ديركني  كانت تعد من اشهر القرى وكانت تمتلك مدارس دينية على جانب كبير من الرصانة العلمية  حيث كان ابناء القرى المجاورة يقصدون تلك المدارس الخاصة بالقرية المذكورة طلبا للعلم وحتى هنالك من  رجال الدين الحاليين ممن يقرون انهم تلقوا  خبراتهم الكهنوتية  من ايدي هولاء  المعلمين في مدارس ديركني كما اود الاشارة الى ان القرية المذكورة لم  تكن  تقتصر بشهرتها  الذائعة على صعيد المدارس الدينية التي كانت تمتلكها بل كانت معروفة بصناعة الفخار  حيث كانت بيئتها او تربتها على وجه التحديد من افضل البيئات المناسبة لبروز مثل تلك الصناعة  وهنالك من كان يلقب  بعض ابناء القرية من العاملين بتلك الصناعة بالفخاريين  حيث كانوا يوردون صناعات ايديهم لمناطق بعيدة نسبيا  مثل الموصل وغيرها من المدن ..
*الى اي مدى يمكن ابراز ما اسهم به الخطاطون  والنساخون من تلك النفائس وهل حظيت مثل تلك الابداعات  بفرصة للاطلالة في متاحف العالم ؟
-ساسوق مثال لتلك الاطلالات التي ذكرتها  وهي عندما ارغم  ابناء قرية ديركني  على ترك قريتهم وتهجيرهم منها  وذلك ابان حكم البعث اي في عام 1988 تم  نقل  تلك المخطوطات التي كانت تعج به كنائس المنطقة المذكورة  الى مطرانية كنيسة المشرق الاشورية في بغداد  كما  شخصيا وجدت بعض من تلك المخطوطات في متاحف عالمية  او في العراق فعلى صعيد المتاحف لاحظت وجود مخطوطات في  المتحف البريطاني او جامعة كامبرج  وايضا في كنائسنا في سوريا وغالبا ما كانت تلك المخطوطات تنتقل بطرق مختلفة ..
*حصلت على  شهادة الماجستير وتدرس  حاليا لغرض الحصول على شهادة الدكتوراه من جامعة  برلين الحرة ، هل تعتقد ان من الانصاف ان تلتفت جامعاتنا في العراق  لغرض التخصص باللغات السامية  واتاحة الفرصة للاكاديميين  بالحصول على شهاداتها العليا من البلاد التي انطلقت فيها هذه اللغة ؟
-كانت مناطق المسيحيين  في تواجدهم بمنطقة حكاري وصولا الى مناطق تواجدهم بسهل نينوى  تجد من الصعوبة  ان تحظى باهتمام علمي  باللغة السريانية  ومعارفها والتعمق بدراستها  وافتقرت تلك المناطق منذ زمن ليس بالقصير الى اقسام علمية رصينة تسهم بدراسة  اللغة السريانية والوقوف على غناها اللغوي  الكبير والكل يعلم ظروف المنطقة منذ الحرب العالمية الاولى وما تلاها  والظروف التي عاشها المسيحيين  حتى حلت الالفية التي شهد مطلعها جانب من الاهتمام بهذه اللغة من جانب  البلاد التي عرفت هذه اللغة واسهمت بنقل اشعاعاتها  في حين وعلى سبيل المثال كان  الالمان والانكليز يولون اهتماما كبيرا باللغة ودراستها من قبل المتخصصين فلهذه الاسباب اضطر  الدراسين من العراق الى ان  يقصدوا جامعات الغرب لغرض التخصص باللغة  اضافة لعامل اخر  وهو العامل المادي  حيث يضطر الدارس في ان يدرس على نفقته الشخصية في ظل عدم وجود منحة دراسية  تتيح للدارس والباحث من اجل اكمال دراسته العليا اسوة بالعلوم والمعارف الاخرى المتاحة هنا في العراق  وانقل تجربتي الشخصية كوني اعمل مدرسا للغة السريانية في مدارس دهوك منذ العام 2009 وكنت  اسكن بغداد قبل هذا التاريخ وتركتها  اسوة بالنازحين بسبب  الاستهدافات التي كانت في المنطقة المذكورة  وفي ضوء حصولي على شهادة البكالوريوس  من كلية بابل  للفسلسفة واللاهوت   في عام 2006 وتوجهي للحصول على شهادة الماجستير  من جامعة برلين  حيث اضطررت  الحصول على اجازة  بدون راتب لغرض التفرغ  لغرض الحصول على الشهادة العليا  حيث اعتبر  اول شخص يقوم بالدراسة على نفقته الشخصية  من اجل  الحصول على شهادة التخصص في اللغة السريانية  كما اود الاشارة الى ان جامعات الاقليم  تولي اهتماما باللغة الكردية  التي هي ليست اقدم من اللغة السريانية بطبيعة الحال  وهنالك منح لغرض التشجيع على الدراسة والتخصص باللغة الكردية ..
*الى جانب ابرازك لدور الخطاطين والنساخين  فانك تولي تحقيق المخطوطات اهتماما ملحوظا ، فالى اي مدى يمكن ان تسهم مثل تلك المهام بنفض الغبار عن ابرز النفائس التي تحويها خزانات الاديرة والحواضر العريقة ؟
-تبدو اهمية تحقيق المخطوطات  ذات فائدة قصوى  من الجانب العلمي  حيث اعترف بانني استفدت من تجارب تحقيق المخطوطات ولاسيما كولفون المخطوطة حيث اود تلخيص تجربتي في هذا المجال من خلال  الوقوف على حقائق قد تبدو خافية من جراء تحقيق المخطوطات سواء بابراز عناوين لمؤلفات  حيث تعد المخطوطة  مصدر مهم ومرجع لتوثيق الاحداث التي جرت  وكشخص اكاديمي  يسعى وراء تحقيق المخطوطات  لابراز عمق تاريخنا  حيث تعد كولفونات المخطوطات من الادلة التي تعتمد في اثبات الحقائق ..
*نقرا في سيرتك الشخصية كونك معلم للغة السريانية ، ماهي افاق تجربة التعليم باللغة الام وهل لها مديات يمكن ان توسع بنطاق انتشارها وترسيخها فيما بين ابناء شعبنا لاسيما الاجيال القادمة ؟
-كوني  مدرس للغة السريانية  في الاقليم وما تحويه تجربة الاقليم الرائدة بتدريس هذه المادة عبر مراحلها  الدراسية المختلفة سواء الابتدائية او المتوسطة او الثانوية  اضافة الى ما جرى قبل نحو 4 اعوام من  قيام جامعة صلاح الدين بفتح قسم متخصص للغة السريانية  فلذلك تبدو رسالتنا الاساسية بتشجيع  الاجيال القادمة على دراسة لغتهم  حيث تمثل دراسة اللغة استشراف لمستقبل اللغة  والاطلاع من خلال ذلك على عمق التراث  والادب السرياني  لكن في المقابل اود الاشارة الى بعض المعوقات التي تعترض مثل هذه الدراسة حيث تكمن  بعدم مواكبة المناهج المعدة للتطوير الذي تحظى به  الدراسة  بشكل عام  سواء بما يتعلق بما تشهدها  المناهج  حيث عادة ما يتخرج طالب الاعدادية من هذه الدراسة لكنه لايحمل  رغبة تتيح له ان يواصل دراسته العلمية  في الجامعات بالتخصص باللغة السريانية نظرا  الى هذا العائق  اضافة لمحدودية منافذ المخرج العلمي  الذي يتيح لمتخرج الدراسة الاكاديمية  في العمل لاحقا حيث تقتصر  تلك المخرجات  على العمل بمركز المخطوطات  في دار الاباء الدومنيكان او في  المواقع الاعلامية  التي تهتم باللغة  لذلك اود الاشارة  الى دور دور النشر في زيادة الاهتمام  باللغة وتوسيع افاق  تدريسها وتعليمها للراغبين بتعلمها ..
*في ذات  السياق ، ومن خلال تجربتكم بتحرير مجلة متخصصة بالاطفال والاهتمام بتنشئتهم لغويا ، هل يمكن ان تحظى مثل تلك التجارب الاعلامية باتاحتها على مواقع السوشيال ميديا لتوسيع مديات انتشارها بالمقارنة مع الصحافة الورقية التي بدات اسهمها بالانخفاض ؟
- قبل الاجابة على السؤال  اود الاشارة الى ان مجلة هباوي  التي انطلقت في العام 2010 واستمرت بالصدور لكن بوتيرة  متباينة  حتى عام 2019 حيث توقفت عن الصدور  بسبب ضعف التمويل الذي كانت تعاني منه دار المشرق الثقافية التي كانت تنشر  هذه المجلة  وتطبع  نسخ  من المجلة تتراوح ما بين 500 الى 1000 نسخة للعدد الواحد  وتقوم بتوزيعها  على جميع اطفالنا في  عدد كبير من الدول التي تشهد تواجدهم بواسطة الشحن الدولي وهذه طريقة مكلفة للغاية  اضافة لتوزيعها على الكنائس  والمدارس هنا في الاقليم  فلذلك اتمنى من القائمين على الدار ان يسعون  الى  الالتفات للاصدار الالكتروني للمجلة  او توثيق الاعداد السابقة باتاحتها بشكل الكتروني  لغرض تسهيل تداولها على الاطفال وزيادة ترغيبهم بالاطلاع على مواد المجلة ..
أي نشر، أو إعادة تحرير لهذه المادة، دون الإشارة الى " عنكاوا كوم " يترتب عليه أجراءات قانونية