المحرر موضوع: مبدا النقد والحياة  (زيارة 845 مرات)

0 الأعضاء و 1 ضيف يشاهدون هذا الموضوع.

غير متصل خالد عيسى

  • عضو فعال جدا
  • ***
  • مشاركة: 336
  • منتديات عنكاوا
    • مشاهدة الملف الشخصي
    • البريد الالكتروني
مبدا النقد والحياة
« في: 18:16 06/05/2022 »
مبدا النقد والحياة

خالد اندريا عيسى.

فى كل مواقع المسئولية التى شرفت بإدارة دفة القيادة بها – وأغلب الشهود مازالوا والحمد لله أحياء يرزقون – كنت استهل إدارتى لجلسات العمل سواء فى مجلس إدارة الأهرام أو فى مجلس إدارة نادى الزمالك بعبارة واحدة هي: «كلنا شركاء فى المسئولية وعلى كل من يتحمل فى المسئولية نصيبا بحكم موقعه وفى حدود صلاحياته أن يكون مستعدا لقبول النقد وألا يتعالى على الاعتراف بالخطأ لأن نجاحنا وسعادتنا وحتى حالتنا الصحيه والذهنيه وديمومة عطائنا مرتبط بمدى قبولنا للنقد الذاتى قبل أن تنالنا سهام النقد من الآخرين».
ولم أكن فى ذلك بعيدا عن مقولة أثيرة للكاتب الأمريكى الشهير نورمان فينسينت بيل.. الذى ألف عشرة كتب أبرزها وأهمها كتاب «قوة التفكير الإيجابى» فالمقولة الأثيرة نصها: «معظم الناس يفضلون أن يقتلهم المدح عن أن ينقذهم النقد» وفى رحلة الحياة اكتشفت مدى صحة المقولة وكيف أن كثيرا من الأصدقاء الموهوبين قتلهم المدح ولو أنهم فتحوا أذانهم جيدا للنقد لتغير حالهم إلى الأفضل!
وفى أدبياتنا كثير من المقولات التى تنتصر لفوائد النقد المباح والبناء وضمنها المقولة الأثيرة: «صديقك من صَدَقَك لا من صدَّقك» والمعنى واضح أن الصديق الحقيقى هو من ينبهك لأخطائك وليس من ينافقك لكى يكسب رضاك ومن هنا تأتى أهمية النقد المعلن المباح لأنه لا قيمة ولا تأثير للنقد الهامس فى غرف مغلقة وعلى حد تعبير أديبنا الراحل الجريء الدكتور يوسف إدريس «النقد فى السر مساومة».
ومن بين أهم الدروس التى لقنتها لأبنائى ولتلاميذى المقربين أهمية رحابة الصدر إزاء النقد الموضوعى لأن من يرفض النقد لن يستطيع تجنب الأخطاء ومواصلة صعود سلم الترقى والنجاح فى إطار الحق المشروع فى الطموح الإنسانى طوال رحلة الحياة التى تحتاج إلى مفاتيح كثيرة أهمها مفتاح احترام النقد كشرط لبلوغ النجاح.
وهنا تأتى أهمية الوعى بالخيط الرفيع بين من ينتقدك ليصلح أحوالك ومن يستهدفك ليهدم مشوارك فما أبعد المسافة بين النقد الذى يشكل عاملا مساعدا على قطع مشوار النجاح وبين النقد الهدام الذى ينطلق من الحقد والظلم والكراهية.
وقد سئل أحد حكماء الزمن القديم عن أفضل نصيحة يمكن توجيهها لمن يسألك النصح فقال: «افعل ما تشعر أنه يطابق ميزان عقلك ويتصل بأعماق قلبك منبها لك بأن ذلك هو القرار الصحيح لأنك فى النهاية لن تسلم من النقد.. افعل ما هو صحيح ثم أدر ظهرك لكل نقد سخيف»!
خير الكلام:
<< حاجتنا إلى النقد لا تقل أهمية عن حاجتنا إلى التصفيق!
تذكر
ان الشائعات هي كالقاذورات لا ينجذب اليها سوى الذباب والهوام والاوساخ