المحرر موضوع: يوم الخلاص القريب  (زيارة 824 مرات)

0 الأعضاء و 1 ضيف يشاهدون هذا الموضوع.

غير متصل Janan Kawaja

  • اداري
  • عضو مميز متقدم
  • ***
  • مشاركة: 31485
    • مشاهدة الملف الشخصي
يوم الخلاص القريب
« في: 12:07 10/05/2022 »
يوم الخلاص القريب

بقلم:إبراهيم الزبيدي
كيف ننسى هوشة المعسكر الإيراني في يوم خسارة الرئيس الأميركي الجمهوري دونالد ترامب في انتخابات 2020 وفوز الرئيس الديمقراطي الحالي؟ فما زالت محفوظةً في خزائن وسائل التواصل صورُ  المعمَّمين العسكريين والمدنيين الحاكمين في طهران ومن لفَّ لفهم من العراقيين واللبنانيين والسوريين والفلسطينيين واليمنيين وهم يرقصون ويهللون ويزغردون متشفين بخسارة عدوّهم، ومنتظرين أبوابَ الجنة التي سَيفتحها لهم الرئيس الجديد.ويومها طلبنا منهم أن يُخففوا أفراحَهم، لأن الأمل الذي يراودهم سوف يطول انتظاره، وقد لن يتحقق في النهاية.
ولأنهم لم يتعمَّقوا في معرفة واقع العملية السياسية الأميركية المعقدة لم يدركوا أن العودة إلى ما قبل ترامب عام 2017 صعبة، إن لم تكن مستحيلة، لعدة أسباب.
أولها، أن الأرقام الرسمية النهائية لأصوات الناخبين تؤكد حصول ترامب على 68 مليونا ونصف المليون من مجموع المصوتين، مقابل 72 مليونا لبايدن، مع هامش تلاعب وتزوير محتمل بنسبة 5 في المئة. أي أن نصف الشعب الأميركي ليس مع بايدن.
ولأن ترامب نجح في جعل النصف الجمهوري من الشعب الأميركي، وشريحةً أخرى من الديمقراطيين، على قناعة كاملة بأن النظام الإيراني عدوّ مبين لأميركا، وأكثر تهديدا لأمنها ومصالحها ولحياةِ جنودها وضباطها، ولسلامةِ حلفائها في المنطقة والعالم، فإنه أحرج الرئيس المنتخب وأجبره على أن يكون مضطرا لبذل جهود كبيرة لإقناعها بعكس ذلك. وها قد طال به الزمن ولم يستطع، بل اضطر، في حالات معينة، لفرض عقوبات جديدة وممارسة ضغوط على النظام الإيراني أسوة بسلفه ترامب.
روسيا غارقة في الوحل الأوكراني وتعاني، مثل إيران، من عقوبات خانقة. أما الصين فقد أصبحت أقل رغبة في مشاكسة أميركا، وأقرب إلى التخلي عن إيران، ولو على مضض
وكانت النتيجة أنّ النظام، ومعه الشعبُ الإيراني المحاصر، ظل، منذ تسلم بايدن الرئاسة في أول العام 2021 وحتى اليوم، يرزح تحت أعباء عقوبات الرئيس الذي ودعه باللعنات، ومتاعب عقوبات جديدة أضافتها إليها إدارة الرئيس الذي رقص قادتُه ومناصروه لفوزه.
والحقيقة أن الحكام الإيرانيين وأذرعهم العراقية واللبنانية واليمنية لم يساعدوا الرئيس بايدن على تغيير قناعات شعبه المعادية لإيران، بل أربكوا حساباته وعرقلوا جهوده بحماقات جديدة زادت من قناعة النوّاب والشيوخ الديمقراطيين، قبل الجمهوريين، وقادة الجيوش وأجهزة المخابرات الأميركية، بأن ترامب ومعاونيه كانوا على حق في تشخيص عدوانية هذا النظام، وأن من غير المنتظر أن يغير طبيعته الإرهابية المدمّرة.
إلى الحد الذي جعل ثلاثة أرباع الأميركيين يصفقون لاغتيال واحد من قادة النظام العسكريين أو من علمائه، ويباركون الهجمات الإسرائيلية والأميركية على معسكراته، وعلى مخابئ ميليشياته في العراق وسوريا ولبنان، وفي إيران ذاتها.
وأكبر دليل على حرج الرئيس بايدن وعجزه عن ترضية النظام الإيراني وتسريع الوصول إلى حل عاجل لملف الاتفاق النووي هو رفضه الموافقة على رفع الحرس الثوري من قائمة الإرهاب، وإلغاء بعض العقوبات القديمة أو الجديدة.
ومنذ بداية عهد الديمقراطيين لم يمرَّ شهرٌ واحد يخلو من صفعة أميركية لنظام الولي الفقيه. ومن آخر أخبار الصفعات المتلاحقة تصويت عدد كبير من أعضاء مجلس الشيوخ الأميركي، قبل أيام، على بيان يعارض الدخول في أية صفقة مع إيران تقتصر على الملف النووي ولا تتضمن علاج الملفات الساخنة الأخرى.
ورغم أن هذا البيان غير ملزم للرئيس إلا أنه عاملُ ضغط لا يستطيع بايدن تخطيه، خصوصا وأن شيوخا ديمقراطيين، ومنهم زعيم الأغلبية الديمقراطية في مجلس الشيوخ، تشاك شومر، من بين المصوتين، مطالبين الإدارة “بشمول النطاق الكامل لأنشطة إيران المزعزعة للاستقرار، بما في ذلك الصواريخ والإرهاب والتهرّب من العقوبات”.
والخبر الآخر أن 33 عضوا جمهوريا في مجلس الشيوخ وجهوا، قبل أيام أيضا، رسالة إلى بايدن، تنفيذا لاقتراح السيناتور الجمهوري تيد كروز المعارض الشديد لإيران، أخطَروه فيها بأنهم سوف يعملون على إعاقة أي اتّفاق نووي جديد مع إيران إذا لم تسمح إدارته للكونغرس بمراجعة شروطه والتصويت عليها.
الحكام الإيرانيين وأذرعهم العراقية واللبنانية واليمنية لم يساعدوا الرئيس بايدن على تغيير قناعات شعبه المعادية لإيران، بل أربكوا حساباته وعرقلوا جهوده بحماقات جديدة
هذا بالإضافة إلى عامليْن مهمّين آخرين ألقيا على كاهل الإدارة الأميركية أعباء جديدة جعلتها تتردد في إتمام الاتفاق النووي، ثم تُصرح بعدم رفع العقوبات.
الأول هو التغيُّر الدراماتيكي في العلاقة بين العرب والإسرائيليين، وتسارعُ التفاهم بين دول عربية مهمة وإسرائيل لمواجهة إيران، ولمعارضة أي اتفاق نووي لا يشمل نشاطاتها التوسعية العدوانية في المنطقة.
والثاني هو الغزو الروسي لأوكرانيا الذي جعل أميركا أكثر اهتماما بحلفائها العرب والإسرائيليين المتضرّرين من ممارسات النظام الإيراني وميليشياته، وأكثر حرصا على عدم إغضابهم.
وبالرغم من كل هذه التطورات الخطيرة غير المسبوقة في المصالح والسياسات الأميركية بقي الولي الفقيه ومعاونوه يكابرون ويتحدّون ويرسلون صواريخهم ومسيّراتهم على قواعد أميركية في المنطقة، وعلى مؤسسات حيوية جدا في دول عربية حليفة.
يضاف إلى كل ذلك أن دولتين كبرييْن كانتا حزامَ ظهر النظام الإيراني، وهما روسيا والصين، لم تعودا قادرتين على الشد من أزره بعد اليوم.
فروسيا غارقة في الوحل الأوكراني وتعاني، مثل إيران، من عقوبات أميركية وأوروبية وآسيوية خانقة. أما الصين فقد أصبحت أقل رغبة في مشاكسة أميركا، وأكثر مراعاةً لمصالحها الاقتصادية، وأقرب إلى التخلي عن إيران، ولو على مضض.
والخلاصة هي أن النظام الإيراني اليوم في أسوأ حالاته وفي أخطر مراحل بقائه. وقد تحين ساعة حسابه العسير عن قريب، إما بسقوطه بقوة من الداخل أو من الخارج، أو بإجباره على تغيير سلوكه وتخليه عن الإثم والعدوان، ويومها سيفرح الإيرانيون، وسيخرجون من كهوف الظلمة والفقر والخوف إلى النور والصحة والعافية من جديد.
أما العراقيون واللبنانيون والسوريون واليمنيون فسيخرجون بالملايين إلى الساحات والميادين راقصين متشفين بموت هذا القاتل الشرير، ولن يذكروا ولو واحدة من محاسنه، لأنه ولد وعاش ومات بلا محاسن. وها نحن منتظرون.


غير متصل وليد حنا بيداويد

  • عضو مميز جدا
  • *****
  • مشاركة: 3064
    • مشاهدة الملف الشخصي
رد: يوم الخلاص القريب
« رد #1 في: 22:54 10/05/2022 »
الملايين هنا وهناك وفي كل مكان ينتظرون ساعة الخلاص بفرح