المحرر موضوع: موقف الفكر الإسلاموي من مقتل الصحفيّة شيرين أبو عاقلة!  (زيارة 715 مرات)

0 الأعضاء و 1 ضيف يشاهدون هذا الموضوع.

غير متصل رعد الحافظ

  • عضو فعال جدا
  • ***
  • مشاركة: 673
    • مشاهدة الملف الشخصي
موقف الفكر الإسلاموي من مقتل الصحفيّة شيرين أبو عاقلة!

مقدمة :
صحونا اليوم على خبر مُفجِع لعموم البشرية ومُحبّي الإنسانية على ظهر كوكبنا الأزرق الجميل ,ذلك هو خبر مقتل الصحفيّة الفلسطينيّة (شيرين أبو عاقلة 51 عام) ,برصاصة في الرأس ليست طائشة ,إنّما مقصودة وبدمٍ بارد على الأغلب!
كلّ التعليقات الصادرة من الساسة والإعلاميين والمفكرين في العالَم ,بما فيهم الإسرائيليين أنفسهم (المُتهمين بمقتلها) ,تأسفت للحادث ونعت المغدورة ,شجبت وندّدت بكلّ مَن يستهدف الأبرياء عموماً والصحفيين خصوصاً ,سواءً كانوا حكومات وطغاة (كما يفعل اليوم بوتن في اوكرانيا) ,أو حتى قناصين مأجورين قذرين لا يفهمون للإنسانية مبدأ ولا معنى!
الصحفية الضحيّة شيرين ليست مُسلمة بل مسيحية ,لكنّها ناصرت ودافعت عن القضيّة الفلسطينية وحقّ الشعب الفلسطيني الحُرّ بالحرية والدولة المُستقلة ,ربّما أكثر من 90% من المسلمين عموماً!
عملت لمدّة ربع قرن (بين 1997 و 2022) مراسلة إخبارية لشبكة الجزيرة الإعلاميّة .لا يمكن للمرء وصفها بكلمات قصيرة أفضل من القول أنّها كانت صحفيّة مُحترفة خاطرت بحياتها لأجلِ نقل الحقيقة من أرض الواقع .لا جدالَ لدى العقلاء أنّها كانت تحمل همَّ شعبها الفلسطيني ,رغم حرفيتها الصحفيّة!
***
صورة شيرين أبو عاقلة!

 
***
المؤسف بعدَ موتِ شيرين!
رغم أنّ التحقيقات بشأن الحادث الماساوي لم تنتهِ بعد .إنّما غالباً سيظهر كذب إدعاء الجيش الإسرائيلي ورئيس الوزراء (نفتالي بينت) ,عن إحتمال مقتل شيرين برصاص فلسطيني طائش!
لكن ما أثارَ إنتباهي لحدّ الحُزن والغضب الشديد ,هو بعض التعليقات الإسلاموية على وسائل التواصل الإجتماعي حول الفكرة التالية:
هل يجوز إطلاق مُصطلح (الإستشهاد) على الضحيّة شيرين أبو عاقلة؟
فكثير يعتقدون بعدم جواز ذلك كونها ليست مسلمة أصلاً!
شخصيّاً لم أصدّق هذا التحيّز والتمييز بين البشر ,ذهبتُ لـ (كوكل) فوجدتُ المعلومات التالية ,الرابط أدناه!
أولاً / لا بأس بتعزية أقارب غير المسلم في فقيدهم!
الدليل من الآية التالية :
{لَا يَنْهَاكُمُ اللَّهُ عَنِ الَّذِينَ لَمْ يُقَاتِلُوكُمْ فِي الدِّينِ وَلَمْ يُخْرِجُوكُمْ مِنْ دِيَارِكُمْ أَنْ تَبَرُّوهُمْ وَتُقْسِطُوا إِلَيْهِمْ إِنَّ اللَّهَ يُحِبُّ الْمُقْسِطِينَ} سورة الممتحنة آية 8
ثانياً / أمّا الدُعاء لغيرِ المُسلم بالرحمة أو المغفرة فلا يصّح!
الدليل من الآية التالية :
{مَا كَانَ لِلنَّبِيِّ وَالَّذِينَ آمَنُوا أَنْ يَسْتَغْفِرُوا لِلْمُشْرِكِينَ وَلَوْ كَانُوا أُولِي قُرْبَى}
سورة التوبة آية 113 .لاحظوا الكلام عن مُشركين ..لا مسيحيين!
ثالثاً / أمّا تسمية من قُتل من غير المسلمين (بالشهيد) فهذا غير جائز شرعاً!
الدليل : (لاحظوا لاتوجد آية ولا حديث نبوي يقول بذلك).
لأن الشهادة مُصطلحٌ شرعي له دلالته وأحكامه في الدنيا والآخرة .
مثل عدم تغسيل الشهيد أو تكفينه أو الصلاة عليه .كذلك مغفرة الذنوب وشفاعته في أهل بيته وغير ذلك .لذلك لا يجوز إطلاق (الشهادة) على غير المسلم!
لكن لا بأس أن تطلق عليه ألفاظ أخرى كالمناضل أو المقاوم أو نحوها !
***
الخلاصة :
كنتُ أظنّ أن موت (شيرين أبو عاقلة) ,التي قضت نصف حياتها مُراسلة تنقل مُعاناة الفلسطينيين وهمومهم ,ثم خسرت باقي حياتها وهي في ساحة الحدث ,
تعمل لنقلهِ على الشاشة ,لغرض إطلاع العالَم جميعاً على الحقيقة ,تستحق أعلى وأثمن كلمات المديح والإطراء والمؤاساة بصرف النظر على معتقدها الديني!
لكن للأسف مشايخ الإسلام لهم رأيهم الخاص ,الذي لا يقولونه فقط ويصمتون ,
بل يكفّرون كلّ مَن يستنكر ذلك الرأي البائس أو يعارضه!
ولمن يسألني / لماذا تقول مشايخ الإسلام ولا تقول الفكر الإسلامي نفسه؟
جوابي من النقطة الثالثة لقضية منع إطلاق (الشهيد) على غير المسلم ,حيث لا توجد آية أو حديث (صحيح أو حسن أو ضعيف ...الخ) يستعين به المشايخ الجهلاء على هرائهم وكراهيتهم لأنفسهم والناس أجمعين!
[ لا اُريد أن أكون قديساً بل اُفضّل أن أكونَ مُهرّجاً ,ولعلّني بالفعل إضحوكة]
هكذا تكلّم زرادشت / نيتشه!
***
الرابط :
https://islamicsham.org/fatawa/354

رعد الحافظ
11 ماي 2022