المحرر موضوع: المَرأة وسَرابّ الذَاكرَة  (زيارة 515 مرات)

0 الأعضاء و 1 ضيف يشاهدون هذا الموضوع.

غير متصل سـلوان سـاكو

  • عضو فعال جدا
  • ***
  • مشاركة: 454
    • مشاهدة الملف الشخصي
    • البريد الالكتروني
المَرأة وسَرابْ الَذَاكرة
بقلم/ سلوان ساكو
ملاحظة هامة قبل البدء في القراءة، هذه المقالة مجازية من منطلق رمزي وأيَّ تشابه مع الواقع هو عبارة عن تناص للواقع وليس أكثر.
أخذت حادثة الشرطية الامريكية فيكي وايت صداً كبيرًا خلال الأسبوع الماضي حين ساعدت المجرم الخطير كايسي على الهروب من السجن حيث كان يقضي عقوبة مدتها 75 عام متهمًا بالسطو المسلح والشروع بالقتل، وبعد ملاحقة رجال الآمن والشرطة لهم تم إلقاء القبض على الهاربين، ولكن الشرطية فيكي وقُبيل إلقاء القبض عليها انتحرت بأطلاق رصاصية على رأسها. الغريب في الامر إن فيكي كانت طول خدمتها الطويلة في سلك الشرطة لم ترتكب أي خطأ ولا حتى مخالفة مرورية ولا آي شائبة في سجل خدمتها، هذا ما ترك الجميع في ذهول وحيرة.
في سياق آخر متصل ثمة أمرأة تعيش مع زوجها واولادها في أمان وسعادة لنقل في أستراليا مثلًا، تذهب في زيارة تفقدية لأهلها، أمها والدها أخوتها في الولايات المتحدة الأميركية، وامريكا هنا حصرًا، والسؤال لماذا أمريكا حصراً انا نفسي لا أعرف، المهم تظل هناك شهر أو شهرين وحين تعود الى أسرتها تتغير كثيرًا كأنها ليست هي ولا كما كانت قبل المغادرة حيث لا تطيق العيش في بيتها ولا أن ترى زوجها، ماذا حدث حتى تغيرت طبيعة العلاقة القائمة قبل شهر، هنا مكمن الخلل.
هواجس ومشاعر تعتري بعض النساء، تكون في كثير من الاحيان حقيقية تعكس ما هو عليه من تراكم الأحاسيس هناك في أعمق منطقة في اللاوعي، تراكم أحداث السنين، والتي تنفجر بدون توقيت مُسبق، هل هي أزمة ضمير أو أخلاق أمَّ هي فقدان بوصلة التوجيه والإرشاد ربما تكون مزيج من كل ما وردّ؟.
حسنًا، ماذا يحدث في وعي وعقل المرأة لتتغير كل هذا التغير بين ليلة وضحاها، بمعنى أصح ما هي الدوافع وراء هذا التحول الجذري في أنماط التعامل مع الوقائع العادية، زوج سيء، مدمن على كحول، مدمن على القِمّار، كل هذا ربما يكون جائزًا ولكن يظل التوصل إلى بلورة صحيحة لفهم الفكرة الجوهرية ناقصًا مما يجعلنا أمام إزدواجية في المعايير بدون أيةَّ توليفة منسجمة للمعطيات اللحقة حتى يتسنى لنا الفهم والوُصولِ إلى أبعد نُقْطَة مُمكنة في أعماق الشُّعور الإنساني الذي يصبح شاذ في أحيان كثيرة، هنا وفي هذا المنعطف الحاد والخطير من عمر الكائن البشري لا بد من توازن نفسي كيما يضمن للانسان ضبط جميع العناصر المتغيرة والوافدة الجديدة من الأحداث اليومية المُعاشة.
التساؤل في نهاية المطاف هل يمكننا إسقاط حالة أو حالتين أو ثلاثة من حالات كثيرة كنموذج معياري للحكم على الأشياء ألاّ يجب علينا بحكم الأمزجة المتغيرة أن نتمهل قليلًا في أطلاق الأحكام جُزافًا، هنا تكمن المفارقة الحقيقية والتي ربما لن نتوصل إلى مكنوناتها ودوافعها الحقيقية في يوم ما.