English
Svenska
العربية
الرئيسية
المنتديات
أخبار شعبنا
أخبار العراق
الاخبار العالمية
اخبار الجمعيات والنوادي
اخبار و نشاطات المؤسسات الكنسية
المنبر الحر
المنبر السياسي
إعلام الفكر والفلسفة
الهجرة و واللاجئين
أدب
نتاجات بالسريانية
الكتب والمكتبات
استراحة المنتديات
التعازي
تاريخ شعبنا، التسميات وتراث الاباء والاجداد
راديو
اغاني
فيديو
تعارف
رفع ملفات
دردشة صوتية
التقويم
الارشيف
الدخول
التسجيل
الكتابة بالعربية
عن الموقع
عن عنكاوا
البحث
اتصلوا بنا
ankawa
عنكاوا كوم
أهلا,
زائر
. الرجاء
الدخول
أو
التسجيل
يمكنك الدخول او التسجيل عن طريق الفيسبوك ووسائل التواصل الاجتماعية الاخرى ايضا
1 ساعة
1 يوم
1 أسبوع
1 شهر
غير محدد
تسجيل الدخول باسم المستخدم، كلمة المرور و الفترة الزمنية
الأخبار:
الرئيسية
تعليمات
بحث
التقويم
دخول
تسجيل
ankawa
»
الحوار والراي الحر
»
المنبر الحر
(مشرف:
عنكاوا دوت كوم
) »
لو كان قد تفرغ هؤلاء الطغاة ولو قليلا الى الموسيقى
« قبل
بعد »
طباعة
صفحات: [
1
]
للأسفل
المحرر
موضوع: لو كان قد تفرغ هؤلاء الطغاة ولو قليلا الى الموسيقى (زيارة 658 مرات)
0 الأعضاء و 1 ضيف يشاهدون هذا الموضوع.
شمعون كوسا
عضو فعال جدا
مشاركة: 200
لو كان قد تفرغ هؤلاء الطغاة ولو قليلا الى الموسيقى
«
في:
15:33 15/05/2022 »
لو كان قد تفرغ هؤلاء الطغاة ولو قليلا الى الموسيقى
شمعون كوسا
كنت عائدا من التسوّق مشيا على الاقدام ، وبما اني اجول دوما بأنظاري في كل الاتجاهات ، باحثا عن فكرة جميلة ، عن همسة ، عن لحظة صمت أمام منظر جميل ، أو أيّ شيء يوفر لي بعض لحظات سعادة ، او يعيدني ذهنيا الى حيث كنت قد ذقت يوما سعادة عارمة ولو للحظات. كنت انتقل بين السماء والغيوم والاشجار والطيور والمياه وانا منسجم بموسيقى اخترتها انا بألحانها ومطربيها ، ولكني خشية وقوعي ضحية انظاري مرة اخرى والدخول في غيبوبة او رحلة خيالية سيحاسبني الكثيرون عليها ، اطرقتُ برأسي ، وخفضت انظاري وامسكت بحائط كنت احاذيه كي اتشبث بجسم صلب ، واركز اقدامي على الارض . كانت الموسيقى قد شنفت اذاني وتغلغلت في الاعماق، وبدأتُ اسمع الحانا جميلة اخرى لم اكن قد بوّبتها في جهاز تسجيلي .
وفي اللحظة ذاتها ، أحسستُ بيد خفيّة تمسك بي بقوة وكأنها تقول لي : كفاك بحثا عن المجهول والدخول في عالم المتاهات التي أزعجتَ الناس بوصفها ، تعالَ هنا وأكمل ما تصبو اليه نفسك ، تعال ومتّع نفسك بما تسمعه من أصالة وجمال. فتحتُ عينيّ قليلا هنا ، واذا بي في موقع يعجّ بجمهور متنوع بسحناته وسيمائه. شئ واحد كان يوحّد الحضور ، وهو الصمت ، والخشوع ، والهدوء التام ، والابتسامة التي كانت تعكس سعادة حقيقية.
الموسيقى التي شرعتُ بسماعها هنا ، كانت تنتقل بين اللون العربي القديم الاصيل والمقامات التركية وموشحاتها الجماعية التي تسمو بسامعها ، وايضا المقامات الفارسية التي تعلو وتعلو كي تعوم ، وتحوم ، وتعلّق سامعها بين السماء والارض ، ومن ثمّ تتدحرج بهدوء ، كي تنتقل بين الجبال وقممها ، والمضائق وشلالاتها ، بحيث يهوى سامعها المعاودة والتحليق لفرط سعادته. وبما إني كنت بين الجبال والوديان ، لم يحرمني جوّ الانطراب هذا من بعض الالوان الكردية القديمة. كلها كانت تعيدني أنا شخصيا الى أسعد ازمنة أمضيتها في منطقتنا ، وحتى اعادتني ولو للحظات ، الى جلسات سهر احييتها مع اصدقاء حيث كنت انتهي في اغلب الاوقات باغنية يا نجوم صيرن كلايد لفاضل عواد ، اغنية كنت اجيد غناءها وانطرب. وعندما تحدثت عن اسعد ازمنة في منطقتنا ، برأيكم هل يحلّ لي ان أفكر بمنطقة غير شقلاوا ؟ أوليست شقلاوا اجمل بقعة في نظرنا ، او على الاقل نظري الشخصي أنا ؟!!. كنت مندهشا لما كنت اسمعه ، وأتساءل ، هل كل شخص هنا يسمع نفس ما اسمعه أنا ، ام أن كل سامع يتلقّى ما تهواه نفسه من جمال الاصوات والالحان ؟ وهل حدث معنا هنا ما كان قد حدث للجمهور الذي كان يسمع الرسل عند حلول الروح ، حيث كانت الجنسيات المختلفة تسمع نفس الخطاب باللغة التي تنطق بها ؟!!
كنتُ منطربا حقّاً لحدّ الانخطاف بما كنت اسمعه من ألحان في غاية الجمال ، كنتُ أرى نفسي سائحا يجول في فضاء منطقتنا بالذات . أو لم أكن أنا ابن المنطقة قبل ان اكون سائحا ؟ ألم أكن أبصر يوميا من فوق سطوحنا جبال تركيا المغطاة بالثلوج ، ومن جهة اخرى وباستدارة خفيفة نحو المشرق ، وبعد قطع مسافة معينة محدودة ،ألم أكن بجوار بلاد فارس؟
كانت الالحان تتوالى بتسلسل منطقي ، فكانت تساير الاغنية المقامَ الذي سبقها ، وبالإضافة الى ذلك ، كانت الاصوات بمجملها تخرج بنغمات اعذب من التي قبلها . كنتُ في جوّ جعلني ان ارى كل شئ جميلا ، كنت ارى كل شيء سهلا ، كنت اشعر بحب وسلام داخليين. كان هذا الشعور الهادئ الخاص قد رفع كافة القيود من داخلي ، وازال عنّي الحزن والكرب والخوف ، لأنها كلها كانت قد اختفت ليحلّ محلّها الحب والسلام والفرح والهدوء والطمأنينة .
خرج الجميع ووجوههم تتهلل . كنت انا ايضا مثلهم متغيرا تماما ، كنت متشوقا لألقاء التحية على كل من اراه ، ومستعدا لتقبيل اول من اصادفه حتى لو كان عدوّي ، كان الحب الذي اوجدتْه الموسيقى داخلي يدفعني من كل الجهات كي اهبّ لمساعدة الاخرين وتلبية حاجاتهم . كنت كالذهب الذي تخلص من كافة شوائبه ، لأني لم اكن احسّ الا بالفرح الحبّ والخير.
عندما استعدت وعيي ، رأيتُ نفسي في نفس المكان الذي كنت قد توقفت فيه في محاولة لاجتناب الارتحال خياليا . نظرتُ الى نفسي معاتبا اياها ، ولكني قبل الاسترسال في المعاتبة ، فكرت وقلت :
إذا كانت الموسيقى والالحان الراقية قد سَمَت بنفسي ، ورفعتها ، وازالت عنها الانانية والحقد ، لماذا لا يفكر المسؤولون عن الشعوب بهذا الاسلوب كي تمتلئ نفسهم حبّا وفرحا وسلاما ويجنّبوا رعاياهم الويلات ، فيهبّوا لتلبية حاجاتهم وتوفير كافة اسباب السعادة ؟ لماذا لا يقوم مستشاروهم او المقربون منهم بنصحهم بهذا الاتجاه، فيجعلوهم يخففون من غطرستهم وأنانيتهم وغضبهم ورغبتهم في الانتقام ، لان الاستماع الى ما يلذّ للنفس من موسيقى راقية ، يمحو من داخلهم ، ودون ادنى شكّ ، كلّ ميل الى الشر؟ لماذا لا يرشدونهم الى هذا الطريق ؟
قناعتي كاملة بانهم لو فرّغوا أهواءهم وجنحوا ولو قليلا ، ولكن بصدق، لسماع الموسيقى الجميلة والالحان الاصيلة والاصوات العذبة ، ستتغير نظرتهم الى الدنيا والى الناس وتختفي استعداداتهم العدوانية ، وهكذا يجنّبون رعاياهم والعالم اجمع ويلات الخصام والاقتتال والحروب ، كما نشهده الان. الموسيقى هي كالمحبة تطهر ذهن الانسان ، وتغسل قلبه وتملأه فرحا ، وتغير مشاعره تجاه الاخرين . الموسيقى تستبدل الشرّ بالخير ، والغضب بالحلم ، والكراهية بالحب ، والحسد بدعاء الخير، والكذب بالصدق ، والكبرياء بالتواضع ، والانتقام بالتسامح ، وكل الرذائل بالفضائل . انها كالصلاة او التأمل العميق الذي يزيد النفس هدوءً وعيا وطمأنينة .
بقي لي ان اعترف باني قد تطرقتُ كثيرا الى هذا النوع من الحديث ، ولا اريد الاكثار منه خشية ملل البعض ، ولكني مع هذا اؤكد بان كلمة الحق يجب ان تقال وتكرّر ، ولو لمئات المرات. ألسنا نسمع نفس الامثال يوميا ، ونفس المبادئ في احاديثنا ، ونفس النصائح كل صباح ومساء ، ونفس الدروس في كل مناسبة ولعدة مرات في اليوم ؟ ألسنا نسمع بخشوع كل يوم وفي كل مناسبة، كلمات سامية تفوّه بها معلم عظيم ، قبل الفي سنة !!! فيا ايها المسؤولون اخلدوا لسماع ما يطرب أنفسكم ، كي تجنبوا رعاياكم الويلات .
سجل
طباعة
صفحات: [
1
]
للأعلى
« قبل
بعد »
ankawa
»
الحوار والراي الحر
»
المنبر الحر
(مشرف:
عنكاوا دوت كوم
) »
لو كان قد تفرغ هؤلاء الطغاة ولو قليلا الى الموسيقى