المحرر موضوع: سنّة لبنان يتقلبون بين الضعف والتشتت في انتخابات تخدم حزب الله  (زيارة 463 مرات)

0 الأعضاء و 1 ضيف يشاهدون هذا الموضوع.

غير متصل Janan Kawaja

  • اداري
  • عضو مميز متقدم
  • ***
  • مشاركة: 31321
    • مشاهدة الملف الشخصي
سنّة لبنان يتقلبون بين الضعف والتشتت في انتخابات تخدم حزب الله
داخل تيار المستقبل، يشكّل ترشّح النائب مصطفى علوش الذي كان يشغل منصب نائب رئيس الحزب ويعدّ من صقوره، في مدينة طرابلس أحد معاقل الحريري في شمال لبنان، تحديا لقرار العزوف.
MEO

وجوه سنّية تشكل لوائح انتخابية للحيلولة دون استفادة حزب الله من انسحاب الحريري لكن الحظوظ تبدو ضعيفة
 مصطفى علوش: الانسحاب أسوأ من التشتيت لأنه يفيد القوى الأخرى المنافسة
 مرشحون سنّة يخوضون الانتخابات بدعم من رؤساء حكومات سابقين
 عائلة الحريري تغيب لأول مرة منذ الحرب الأهلية عن المشهد السياسي

بيروت - قبل أيام من الانتخابات النيابية في لبنان، تجد الطائفة السنيّة نفسها مشتّتة، بعدما أعلن زعيمها الأبرز سعد الحريري مطلع العام عزوفه عن خوض الاستحقاق، في قرار أعقب نكسات مالية وسياسية مني بها في السنوات الماضية.

ورغم أن خبراء لا يتوقعون أن تحدث الانتخابات تغييرا كبيرا في المشهد السياسي العام في البلاد الغارقة في أزمة سياسية واقتصادية حادة منذ أكثر من عامين، إلا أن الحريري (52 عاما)، سيكون الغائب الأكبر، في حين يتوقع أن يكون حزب الله، القوة العسكرية والسياسية الأبرز في البلاد، مستفيدا من غيابه.

ولعلها المرة الأولى منذ استقلال لبنان في العام 1943، تشهد البلاد التي تقوم على نظام محاصصة طائفية، انتخابات من دون قطب سنّي بارز.

ويقول الأستاذ الجامعي والباحث السياسي كريم بيطار "أعتقد أننا نتجه نحو عودة ظهور أقطاب سنيّة عدة" بعدما كان الحريري الزعيم شبه الوحيد على الساحة السنّية، مضيفا "تحرّكت وجوه سنيّة تقليدية على غرار رؤساء الحكومات السابقين لمحاولة تأليف لوائح انتخابية بهدف الحؤول دون استفادة حزب الله".

وأعلن الحريري المقيم حاليا في الإمارات في 24 يناير/كانون الثاني "تعليق" نشاطه في الحياة السياسية وعزوفه وتيار المستقبل الذي يتزعمه، عن خوض الانتخابات.

وقال الحريري الذي كان يحظى بدعم سعودي قوي قبل أن تسوء علاقته مع الرياض التي تأخذ عليه عدم مواجهة حزب الله المدعوم من إيران "لا مجال لأي فرصة إيجابية للبنان في ظل النفوذ الإيراني والتخبّط الدولي والانقسام الوطني واستعار الطائفية واهتراء الدولة".

وتجري الانتخابات على وقع أزمة اقتصادية حادة ونقمة شعبية منذ أكثر من سنتين.

وكان لتيار المستقبل 18 نائبا في البرلمان المنتهية ولايته وهو أضعف تمثيل للتيار السني منذ فوز حزب الله وحلفائه في الانتخابات النيابية السابقة وهيمنتهم على السلطة.

وبرز الحريري على الساحة السياسية في البلاد بعد اغتيال والده في 14 فبراير/شباط 2005 في تفجير مروع في وسط بيروت أغرق لبنان في أزمة كبرى. وقاد آنذاك فريق "قوى 14 آذار" المناهض لسوريا إلى فوز كبير في البرلمان، ساعده في ذلك التعاطف الكبير معه بعد اغتيال والده، والضغط الشعبي الذي تلاه وساهم في إخراج الجيش السوري من لبنان بعد نحو ثلاثين سنة من تواجده فيه.

ومنذ العام 2009، شكّل الحريري ثلاث حكومات، آخرها بعد انتخابات 2018 التي انتهت بتراجع حجم كتلته النيابية بنحو الثلث وكرّست نفوذ حزب الله وقوته. وأعاد البعض انخفاض شعبيته حينها إلى تنازلات سياسية قدّمها وبرّرها بالحفاظ على السلم الأهلي في مواجهة تنامي نفوذ الجماعة الشيعية المدعومة من إيران.

وشكّل توتّر علاقته مع السعودية منعطفا في مسيرته السياسية، فأعلن في 4 نوفمبر/تشرين الثاني 2017 استقالته من رئاسة الحكومة من الرياض، منددا بتدخل حزب الله في النزاعات الإقليمية. واعتبر خصومه حينها قرار الاستقالة "سعوديا"، قبل أن يعود إلى لبنان بعد أيام بوساطة من الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون، ويتراجع عن الاستقالة.

وهي المرة الأولى منذ انتهاء الحرب الأهلية (1975-1990) التي تغيب فيها عائلة الحريري المعروفة بشبكة علاقات دولية واسعة، عن المشهد السياسي.

وأحدث عزوف الحريري صدمة على الساحة السياسية وداخل طائفته، لكنّ دار الفتوى، المرجعية السنية الأعلى في البلاد حذّرت مؤخرا من "خطورة الامتناع" عن الاقتراع ودعت إلى المشاركة الفعلية الكثيفة.

ويتنافس على المقاعد السنية في مجلس النواب مرشحون من تيار المستقبل لم يمتثلوا لقرار الحريري، وآخرون مدعومون من رؤساء حكومات سابقين، ومرشحون مستقلون ومن مجموعات المعارضة التي أفرزتها التظاهرات الاحتجاجية في 17 أكتوبر/تشرين الأول 2017، بالإضافة إلى مرشحين سنّة مقربين من حزب الله.

"إضعاف السنّة"
وداخل تيار المستقبل، شكّل ترشّح النائب مصطفى علوش الذي كان يشغل منصب نائب رئيس الحزب ويعدّ من صقوره، في مدينة طرابلس، أحد معاقل الحريري في شمال لبنان، تحديا لقرار العزوف.

ويقول علوش المعروف بمواقفه المنتقدة بشدة لحزب الله "الانسحاب أسوأ من التشتيت.. لأنه يفيد القوى الأخرى المنافسة"، مضيفا "في حال حصول حزب الله على الأكثرية، يتعيّن على بقية الأطراف أن تتكاتف وتذهب إلى معارضة وازنة ومتماسكة" ضد مشروعه.

وتجد مواقف علوش صداها في مناطق أخرى موالية للحريري كما في الطريق الجديدة في غرب بيروت حيث ترتفع صور عملاقة للحريري ولافتات تدعو إلى مقاطعة الانتخابات.

ويقول أحمد (60 عاما) وهو أحد قاطني الحي "تركوا سعد الحريري وحده لمصيره بعدما لم يعد السعوديون والإيرانيون وحتى بعض اللبنانيين يريدونه".

ويتابع الرجل العاطل عن العمل والمؤيد للحريري "من بعد إذن الشيخ سعد، سندلي بأصواتنا لأننا لا نقبل أن تستفيد أحزاب أخرى من تشتت الطائفة السنية لتحقيق مصلحتها".

ويعبر أنور علي بيروتي (70 عاما) عن أسفه وهو موظف متقاعد، للظروف والمواقف التي دفعت الحريري إلى خياره، مضيفا بأسى "كل ما يجري هو لتشتيت السنّة لصالح حزب الله. هو المستفيد الأول والأخير".