المحرر موضوع: مسعود بارزاني يصطدم بواقع فشل رهانه على مقتدى الصدر  (زيارة 653 مرات)

0 الأعضاء و 1 ضيف يشاهدون هذا الموضوع.

متصل Janan Kawaja

  • اداري
  • عضو مميز متقدم
  • ***
  • مشاركة: 31476
    • مشاهدة الملف الشخصي
مسعود بارزاني يصطدم بواقع فشل رهانه على مقتدى الصدر
الحزب الديمقراطي الكردستاني يجس نبض الاتحاد الوطني بشأن حوار بين "العم" و"ابن أخيه".
العرب

بارزاني يتهيأ لاستدارة
يتهيأ الحزب الديمقراطي الكردستاني لاستدارة بعد أن بان له بالكاشف فشل الرهان على حليفه التيار الصدري، ومن بين الخطوات المرتقبة السعي لاستئناف الحوار مع الاتحاد الوطني الكردستاني للتوصل إلى اتفاق بشأن رئاسة الجمهورية، حيث يقول قياديون في الحزب إن هذا المنصب لم يعد يمثل إغراء كبيرا بالنسبة إليهم.
أربيل - شهد خطاب الحزب الديمقراطي الكردستاني تغيرا لافتا في الآونة الأخيرة تجاه منافسه الاتحاد الوطني الكردستاني، متأثرا في جانب منه بحالة السيولة على الساحة السياسية العراقية، ومدفوعا بشعور متعاظم حول عدم جدوى الرهان على زعيم التيار الصدري مقتدى الصدر الذي أظهر عجزا على مجاراة خصومه من الإطار التنسيقي، متمسكا في ذلك بسياسة الهروب إلى الأمام.

وتقول أوساط سياسية عراقية إن قيادات الحزب الديمقراطي باتت على قناعة بأن إيصاد الأبواب أمام فرص التفاهم مع الاتحاد الوطني لم يعد ذا جدوى، بعد أن بان بالكاشف أمامها أن الرهان على الصدر قد لا يحقق أهدافها.

ورجح سكرتير الحزب الديمقراطي الكردستاني فاضل ميراني الاثنين عقد اجتماع مع الاتحاد الوطني لمناقشة مسألة رئاسة الجمهورية، غير مستبعد إمكانية حدوث تغيير في موقف الحزب بشأن هذا الملف الخلافي.

وقال ميراني في تصريحات صحافية “قد يحصل اجتماع قريب بين الديمقراطي والاتحاد على مستوى المكتب السياسي ومن المحتمل أن يجلس الرئيس مسعود بارزاني مع بافل طالباني كعم مع ابن أخيه، وليس بالصفة الحزبية”.

فاضل ميراني: من المحتمل أن يجلس بارزاني مع طالباني كعم مع ابن أخيه
وشدد القيادي في الحزب الديمقراطي “أنا أقول إن المصالح الكردية تبقى فوق كل المصالح في رأيي، حتى فوق المصلحة المتعلقة بمنصب الرئيس”، مشيرا “حتى اللحظة نحن مصرون على منصب رئاسة الجمهورية، إلا أن كل شيء قابل للتغيير”.

ولفت إلى “أن الشيعة يحتاجون إلى رئيس الجمهورية لمدة عشر دقائق فقط، وذلك عندما يؤدي اليمين الدستورية ويحدد مرشح رئاسة الحكومة، بعدها لا الشيعة ولا السنة بحاجة إلى رئيس الجمهورية، والأكراد أيضا ليسوا بحاجة إليه، لأنه لا يستطيع أن يفعل شيئا”.

وتعكس تصريحات ميراني انقلابا واضحا في موقف الحزب الكردي الذي يقوده مسعود بارزاني من منصب رئاسة الجمهورية، حيث كان لوقت قريب يعتبر أن استحواذه على هذا المنصب أمر في غاية الأهمية.

وسعى الحزب الديمقراطي لاستثمار النتائج التي حققها في الانتخابات التشريعية التي جرت في العاشر من أكتوبر الماضي لتوسيع حلقة سيطرته على أهم المناصب الكردية بما يشمل رئاسة الجمهورية في العراق، والتي ظلت لسنوات طويلة حكرا على الاتحاد الوطني في إطار اتفاق ضمني بين القوتين الكرديتين.

وحاول زعيم الحزب الديمقراطي استغلال حاجة حليفيه التيار الصدري وائتلاف السيادة السني إلى دعم طموحاته في منصب الرئاسة، موصدا الأبواب أمام أي فرصة للحوار مع الاتحاد الوطني الذي رشح الرئيس برهم صالح لولاية ثانية.

وعمد الحزب الديمقراطي بداية إلى ترشيح وزير الخارجية والمالية الأسبق هوشيار زيباري، قبل أن يتراجع عن ذلك بعد صدور قرار قضائي بعدم إمكانية ترشح الأخير للمنصب أو أي مناصب عليا أخرى في ظل تهم فساد تلاحقه.

وفي موقف لا يخلو من إصرار على الحصول على غايته عمد زعيم الحزب إلى الدفع بمرشح آخر هو وزير داخلية الإقليم ريبر أحمد.

لكن حسابات الحزب الديمقراطي وزعيمه سقطت أمام ضعف إدارة التيار الصدري للعملية السياسية، والقوة التي أظهرها الطرف المنافس أي الإطار التنسيقي الذي عمل خلال الفترة الماضية على زيادة الضغط على الصدر وحشره في زاوية ضيقة.

وتقول الأوساط السياسية إن زعيم الحزب مسعود بارزاني المعروف عنه براغماتيته الشديدة، بات على قناعة بأن الاستمرار في الرهان على الصدر سيؤدي إلى خسارة فرصة ترجمة النتائج الانتخابية التي حققها، وأن إغلاق أبواب الحوار مع الاتحاد الوطني حول رئاسة الجمهورية لم يعد في صالحه، لاسيما وأن تداعيات هذه الأزمة باتت تؤثر على ملفات أخرى داخل كردستان العراق ومنها الاستحقاق التشريعي المرتقب في الإقليم، وحتى ملف النفط والغاز.

ولا تستبعد الأوساط أن يتراجع الحزب عن موقفه من رئاسة الجمهورية في سياق توافق مع الاتحاد الوطني والاطار التنسيقي الذي استعاد مجددا زمام المبادرة بعد أن أعلن الصدر عن اصطفافه إلى جانب “المعارضة الوطنية”.

وقال ميراني إن “المأزق الحالي في العراق ليس سهلاً، ولا أحد يجرؤ على إجراء الانتخابات مرة أخرى لأن الناس لن يعودوا للمشاركة هذه المرة، حيث أن الشعب العراقي وإقليم كردستان سئما الانتخابات”.

وشدد سكرتير الحزب الديمقراطي الكردستاني على أن الحكومة العراقية “ستتشكل عاجلاً أم آجلاً، لأن إيران لن تفصل الشيعة عن بعضهم في النهاية”، في إشارة إلى التيار الصدري والإطار التنسيقي.

وتعكس إشارات ميراني أنه حان الوقت لترتيب البيت الكردي، وبلورة موقف موحد من العملية السياسية في العراق.