المحرر موضوع: وداعا يا (خوني) يورمٍ نجمة بيشمياي تنير السماء بصعودها  (زيارة 839 مرات)

0 الأعضاء و 1 ضيف يشاهدون هذا الموضوع.

غير متصل سركون سمسون

  • عضو
  • *
  • مشاركة: 23
    • مشاهدة الملف الشخصي
    • البريد الالكتروني
وداعا يا (خوني) يورمٍ
نجمة بيشمياي تنير السماء بصعودها

يورم داود هرمز
عاش الأنسان الطيب ...عاش القلب الصافي ...عاش الأمين الصادق ... عاشت الأخلاق العاليه .
لا اعرف كيف أبدأ .. وماذا أكتب وأقول ..الكلمات تعجز أن توصف ما اشعر به تجاهه..وقد لا تعبر كلماتي مدى حبي وتقديري واحترامي له ..لقد كان أنسان بسيط بكل خصاله .. بكلامه .. بحبه ..بكلامه ..بجلوسه..برفقته..بابتسامته..بتواضعه.. لم يخدش يوما مشاعر أي أنسان .. الكل كان يحبه .. كان أنسانا خدوما .. مساعدا .. وكان أمينا ..كان نقيا .. عاش بنفس عزيزه .. لم يبخل بمد يد المساعده للأخرين .. كان مضيافا للزائر .
لقد تركنا وترك عائلته وناسه وأصدقائه ومحبيه ليرحل بعيدا , ويعيش في أعالي السماء حيث الرب والذي سيجلسه الى يمينه حتما .. صعد للأعالي كي يعيش أنسانيته هناك .. وليعيش صفاء قلبه هناك .. وليعيش سلامه وحبه لنا من هناك .
كنت دائم الأتصال به بين فترة وأخرى ولم يناديني ألا ب (خوني) ودائما يسألني عن الجميع وعن صحتهم وأحوالهم وكأنه مسؤول عن الجميع وأينما كانوا .
كان يفرح كثيرا برؤية القادمين من الخارج , وكان بيته مأوى لكل قادم .. وكان يترك أعماله وأموره من أجل أن يكون مع الزائر في تجواله .
أتذكر في زيارتي الأولى له وذلك عام 2000 حيث أخذت عائلتي معي وكذلك عائلة صديقي نمرود يوسف وصعدنا الى حيث يسكن( قرية بشميايي) وذلك بدعوة منه لقضاء عدة ايام هناك . وكنا حوالي 10 أشخاص ..أستقبلنا بقلب ملئ بالحب وبفرح غامر وفتح أبواب بيته المتواضع لنا على سعته .. وأخذنا في جولة لمزارعه حيث أشجاره المثمره من المشمش والتوت والكوجه وهو يقدم لنا ما طاب منها ... لقد أستمتعنا بتلك الرحله كثيرا .. وحينها كانت القريه تفتقر الى الكهرباء حيث كنا نجلس الليالي على أضواء الفوانيس كما في سابق الأزمان حيث بساطة العيش ونتكلم بمواضيع مختلفه ونسهر بين الشرب والأكل والكلام الجميل   ...يورم داود أنسان رائع بكل معنى الكلمه .
يورم داود أعتبره أنا ( علم ورمز قرية بشميايي)لقد كان حارسها الأمين ..لم يفارقها طوال حياته ، وكان يعيش فيها صيفا وشتاءا ..كان أبنها البار وخادمها المطيع  .
يورم داود .. بقيت حسره كبيره في قلبه ولم ينالها أبدا وهي عودة شقيقه المفقود في الحرب العراقيه الأيرانيه .. حتى أنه نذر نفسه في رعاية عائلة أخيه المفقود حيث أولاد أخيه كانوا صغارا وهو الذي رعاهم بحبه وروحه النقيه .. حتى زواجه أجله من أجلهم ، ولكن الأقدار تشاء مرة أخرى أن تجرحه بجرح عميق حيث توفي أحد أبناء أخيه الكبير منهم (رمسن) بسبب عملية مصران الأعور وكان حزن يورم عميقا وكبيرا به  وبعدها كرز حياته لرعاية الصغير (داود) الى أن أصبح شابا  بأستطاعته الأعتماد على نفسه،  عندها قرر الزواج ... كم أنت رائع أيها العزيز الغالي .
أنا شخصيا عملت معه في مشاريع البناء حينها وكان مسؤولا عن العمال حيث كان متمكننا من عمله .. ولم يشعر العمال الذين معه بأنه أعلى شأننا منهم بل كان هو أبسط منهم جميعا لأن أخلاقه لم تسمح له أن ينهر أي عامل ..بالمقابل العمال جميعهم كانوا يحبونه ويحترموه كثيرا .
كنت في كل أتصال به أسأله وأستفسر منه عن بعض الأمور الزراعيه ، وكذلك عن المدرسه التي كان هو مديرها ، وكيف أن عدد الأساتذه أكثر من الطلاب ، ورغم ذلك كان متفاني في تعليمهم وخاصة لغة الأم ، وبعدها أحيل للتقاعد وعلمت أن المدرسه أيضا أغلقت لعدم كفاية عدد الطلاب فيها ، وكنا نتحدث عن موعد زيارتي له أو زيارته لنا .. وكانت لي النيه أن أزوره هذه السنه بالذات.. ولكن شاءت الظروف ان ننصدم بهذا الخبر الأليم.
وداعا يا أيقونه ب ( شميايي) والرب يرحم روحك الطاهره .
وذكراك باقية معنا لا تستطيع الأيام من أزالتها مهما تقادمت السنين.
سركون سمسون
الأربعاء 08/05/2022