المحرر موضوع: الصفة الآشورية لكنيسة المشرق... لماذا؟  (زيارة 1403 مرات)

0 الأعضاء و 1 ضيف يشاهدون هذا الموضوع.

غير متصل أبرم شبيرا

  • عضو فعال جدا
  • ***
  • مشاركة: 395
    • مشاهدة الملف الشخصي
    • البريد الالكتروني
الصفة الآشورية لكنيسة المشرق... لماذا؟
=========================
أبرم شبيرا
كلمة لا بد منها:
----------
قد يظهر بأنه مرة أخرى أحشر نفسي في شؤون دينية وأنا علماني إهتمامي الأول هو شؤون قومية سياسية ولكن للحقيقة أقول سبب ذلك هو أنه نعيش هذه الأيام بأمال كبيرة مفعمة بالتفائل بأن مباحثات الوحدة بين الكنيستين المشرق الآشورية والشرقية القديمة قد تبدو منذ بدايتها بأنها تدنو نحو نتائج مبهجة لأبناء شعبنا مما يجعلنا أن نعيش هذه الأيام وعقولنا وقلوبنا مشحونة بإهمام كبير بهذا الحدث التاريخي، هذا من جهة. من جهة أخرى هو الترابط العضوي بين كنائسنا وأمتنا، أي بين الجانبين الروحي/الديني والمادي/ القومي في مجتمعنا، الذي سبق وفصلنا فيه كثيرا، والذي يجعل أمر مصير كلا الجانبين مرتبط مع بعضهما إرتباطاً قوياً، أي بما معناه كل حسنة أو مضرة لأمتنا فبالنتيجة الحتمية هي حسنة ومضرة للكنيسة والعكس صحيح أيضا. هذا الترابط العضوي بين الجانبين سيبقى قائماً وفاعلاً طالما الكنيسة كانت وبقيت المؤسسة الرئيسية الفاعلة في مجتمعنا وستبقى كذلك لأمد غير محدود طالما نحن غير قادرين على خلق مؤسسة رئيسية علمانية فاعلة وبديلة تتمثل في كيان قومي سياسي قادر على القيام بدوره الرئيسي كمؤسسة رئيسية تمثل الأكثرية من أبناء شعبنا، وقمة هذا الكيان يتمثل في دولة أو منطقة حكم ذاتي أو إدارة محلية مستقلة، أؤكد هنا على كلمة مستقلة. هذه الأسباب هي التي تجعلنا أن نحشر نفسنا في شؤون دينية لأنه بالنتيجة الحتمية، شئنا أم أبينا، وفي التحليل الأخير هي شؤون قومية في عصرنا الحالي، كما أسلفنا أعلاه.
خلفية تاريخ للكنيسة:
------------
الكنيسة التي نحن بصددها هي كنيسة المشرق بكل تفرعاتها وتسمياتها المتعددة، ولكن بسبب الأجواء الحالية المبنية على التفائل القائمة على النتائج المرجوة من الإجتماع بين الكنيستين أعلاه، سنحصر حديثنا بشكل عام على الكنيستين المعروفتين حاليا  بـ المشرق الآشورية" و "الشرقية القديمة" لكونهما الوريث الأصلي والمستمر للكنيسة التي نشأت في بلاد النهرين، أو بالأحرى في بلاد آشور، منذ العقود الأولى للمسيحية. فلا أحد يستطيع أن ينكر بأن هذه الكنيسة تعتبر من أقدم الكنائس في العالم وأنها الكنيسة التي أستمرت عبر قرون طويلة وإجتازت صعاب شديدة وتحديات مميتة وأنها كانت من أفقر الكنائس في العالم، ليس من الناحية الإقتصادية والمالية فحسب بل أيضا من الناحية السياسية وتمثل هذا الفقر السياسي في عدم كونها كنيسة رسمية لدولة معينة ولا أسسوا مؤمنيها دولة خاصة بهم ولم يكن هناك ملكاً ذو شأن من أتباعهم لدولة محددة ومستقرة، لا بل ولم تكن في الماضي ملحقة أو في شركة مع كنائس أخرى ولا في الحاضر هي من ضمن العوائل الكنسية الأربعة الأعضاء في مجلس كنائس الشرق الأوسط. والأكثر من هذا وذاك هو كون مؤمنيها منذ القدم وحتى اليوم أقلية بين أكثريات مختلفة عنهم من نواحي عديدة دينية وفكرية وثقافية ولغوية وتراثية وحتى نفسية خضعوا لأنظمة سياسية ودول وأمبراطوريات متعدد ومختلفة. هذه الظروف والعوامل هي التي  جعلت منها أن لا تستقر وأن لا يستقر كرسي بطريركها في مكان واحد. لهذا نرى بأنه منذ تأسيسه في ساليق قطيسفون (المدائن حاليا) في السنوات الأولى قد أنتقل إلى بغداد في عهد البطريرك طيمثاوس الأول (780-823) ثم بسبب الغزو المغولي أنتقل الكرسي إلى المناطق الشمالية، إلى مراغا في إيران في عهد البطريرك يابالاها الثالث المغولي الأصل عام 1295 (أنظر هنا تأثير العهد المغولي على الكرسي البطريركي)، ثم إلى أربيل فكرمليس فموصل فالجزيرة فدير الربان هرمز القريب من ألقوش ثم إلى مناطق أكثر جبلية وعصية عندما أستقر في قرية قوجانس في منطقة حيكاري. وبعد الحرب الكونية الأولى وما ترتب على الكنيسة وأتباعها من مأساة وتهجير أضطرت الكنيسة وأتباعها وبطريركها الإرتحال إلى المناطقة التي أصبحت من ضمن الدولة العراقية التي تأسست عام 1920-1921. وعقب أحداث مذبحة سميل عام 1933 نفيً البطريرك المثلث الرحمات مار شمعون إيشاي خارج العراق فأستقر أول الأمر في قبرص ثم لندن وأخيرا في الولايات المتحدة في مدينة سان فرانسيسكو وفيما بعد أنتقل إلى مدينة سان خوزيه حتى إغتياله عام 1975. وبعد إختيار المثلث الرحمات مار دنخا الرابع كبطريرك أنتقل الكرسي إلى مدينة شيكاغو وفي عهد قداسته أتخذ المجمع المقدس للكنيسة قرار بإرجاع الكرسي البطريركي إلى بلاد ما بين النهرين كسابق عهده التاريخي. وبعد إنتقاله إلى الأخدار السماوية أختير المطرابوليت مار كوركيس صليو ورسم عام 2015 كبطريرك للكنيسة في عنكاوه - أربيل حيث أستقر الكرسي البطريرك هناك حتى تنحيه عنه عام 2021 لأسباب صحية. ومنذ أيلول من عام 2021 وحتى اليوم يجلس حاليا وببركة الرب قداسة مار أوا الثالث روئيل على الكرسي البطريركي في عنكاوة – أربيل، وقداسته هو البطريرك الثاني والعشرون بعد المئة في سلسلة بطاركة كنيسة المشرق. فلو بحثنا في تواريخ الكنائس المسيحية قاطبة سوف لا نجد مثل هذا الإنتقال لمقر كرسي البطريرك إطلاقاً وهذا يجعلها كنيسة فريدة من نوعها وإستثنائية من بين الكنائس المسيحية في العالم.
العوامل المؤثرة في تسمية الكنيسة:
--------------------
أسردت بأختصار الخلفية التاريخ للكنيسة لاؤكد بأن كل الظروف والعوامل التاريخية من موضوعية وفكرية وثقافية وسياسية وإقتصادية وعدم إستقرار الكرسي البطريركي في مكان واحد أثرت بكشل كبير على الكنيسة من حيث بعض النتائج التي أفرزتها هذه المؤثرات وأهمها أذكر من الماضي تبني الكنيسة لنظام الوراثة "ناطر كرسي" في إختيار البطريرك ومن ثم نشؤ الكنيسة الكلدانية الكاثوليكية. ومن التاريخ المعاصر تبني الكنيسة للتقويم الغريغوري بدلا من التقويم اليوليالي وغيرهما من المسائل الإدارية والتنظيمية بما فيها من إنقساقات وتبرعم كنائس أخرى منها، ولكن مع كل هذه العوامل القاسية والظروف المميتة بقى إيمان الكنيسة، سواء في المعتقد أم في تعاليم الأباء الأوائل للكنيسة وفي تراثها الأولي، بقى قويماً في جوهره إلا في جوانب معينة وبسيطة تطلبتها عصرنة البعض منها خاصة فيما يتعلق بالتقاليد التي توارثتها الكنيسة ولكن من دون أي تأثير في جوهر الإيمان. ومن تأثيرات هذه العوامل على الجانب الشكل، والذي نحن بصدده هو تسمية الكنيسة.
تسمية الكنيسة عبر تاريخ مائة قرن وحتى اليوم:
----------------------------
من المعروف تاريخياً بأن الكنيسة التي نحن بصددها تأثر أسمها طبقاً لتأثيرات العوامل والظروف التي سبق الأشارة إليها، فمن كنيسة المشرق إلى الكنيسة الفارسية إلى الكنيسة النسطورية، أو الكلدانية في فترات معينة، إلى الكنيسة الشرقية النسطورية أو السريانية الشرقية وحتى يومنا هذا إلى كنيسة المشرق الآشورية والكنيسة الشرقية القديمة واللتان نحن بصددهما. فمن الملاحظ بأنه بسبب هذه التأثيرات لم تسلم الكنيستين من بعض الأخطاء والتخبطات في تسميتهما، لا بل هناك ردود فعل في جوانبهما. فلوا أخذنا كنيسة المشرق الآشورية نرى بأن تسميتها الرسمية "الكنسية" هي "كنيسة المشرق الآشورية الرسولية الجاثليقية المقدسة". وباللغة الإنكليزية هي:
"Holy Apostolic Catholic Assyrian Church of the East" وباللغة الآشورية هي "عيتا قدشتا و شليغيته قاتوليقي د مدنخا د أتورايه"،  (ܥܕܬܐ ܩܕܝܫܬܐ ܘܫܠܝܚܝܬܐ ܩܬܘܠܝܩܝ ܕܡܕܢܚܐ ܕܐܬܘܪ̈ܝܐ)، وكما هو مبين في الموقع الإخباري للكنيسة.

 
فلو دققنا ولو بشكل سطحي غير عميق سنرى ومنذ البداية في هذا الأسم الطويل للكنيسة ردود فعل لما واجهتها من تأثيرات ومصاعب وحتى إتهامات بالهرطقة أي بـ "النسطورية" وتجريدها من رسوليتها. فالإشارة إلى كونها مقدسة رسولية ما هي إلا كرد فعل للتهمة التي وجهتها لها الكنائس الأخرى بأنها كنيسة هرطوقية نسطورية  لتؤكد بأنها ليست كذلك بل هي كنيسة مقدسة رسولية. أما بالنسبة للتناقض الظاهر في هذه التسمية الطويلة، نراه في كلمة (الجاثليقية أو الكاثوليكية أو الجامعة) وتناقضها مع الآشورية أو الآشوريين. فكيف تستقيم الكاثوليكية العامة والمعني بها الشاملة لمعظم الشعوب والقوميات مع الآشورية الخاصة أو الآشوريين كقومية وحدهم؟. ومن الأخطاء الواردة في هذه التسمية الطويلة هو الإختلاف الظاهر في أسم الكنيسة بالعربية والإنكليزية من جهة مع أسم الكنيسة في اللغة الآشورية. ففي العربية والأنكليزية هو "الآشورية" و "Assyrian" وفي اللغة الآشورية هو "د أتورايه" – " ܕ ܐܬܘܪ̈ܝܐ"، أي "الآشوريين" أو للأشوريين. إذن فالترجمة الكاملة بالعربية ستكون "كنيسة المشرق المقدسة الرسولية الجاثليقية للآشوريين" أو إختصارا كنيسة المشرق للآشوريين، ونحن نعلم جميعاً بأن كنيسة المشرق كانت تضم شعوب أخرى غير الآشوريين. وهنا، لا في اللغة هو صحيح بين اللغات الثلاثة ولا يتوافق مع المنطق. فالآشورية هي صفة لحضارة ووطن ولغة وتاريخ وتقاليد. في حين الآشوريين هو أسم لشعب معين ومعروف في التاريخ والحاضر، فهناك فرق في اللغات بين الأسم والصفة، كأن نقول الإنكليز(أسم) والإنكليزية (صفة) أو العرب (أسم)  والعربية (صفة) وهكذا، ولكن يظهر بأن رجال الكنيسة لم يدركوا هذا الفرق بين الأسم والصفة في تسمية الكنيسة.
أما بالنسبة للشطر الثاني من الكنيسة، أي الكنيسة الشرقية القديمة "ܥܹܕܬܵܐ ܥܲܬܝܼܩܬܵܐ ܕܡܲܕܼܢܚܵܐ" فهي الأخرى تأثرت كثيرا بعوامل نشؤها وخلفياتها. فعلى الرغم من حذف كلمة "الآشورية أو الآثورية" من أسمها فإن لا أحد يستطيع أن ينكر آشورية مؤمنيها جميعاً أو كونهم جميعاً آشوريين، ولكن لهذا الحذف خلفية تاريخية مرتبطة بنتائج أحداث مذبحة سميل للآشوريين عام 1933 وبزعمائها الذين وقفوا مع الحكومة العراقية ضد زعماء الحركة القومية الآشورية والمطالبين بالحقوق القومية للآشوريين. كما وأن تأكيدها على كلمة القديمة ܥܲܬܝܼܩܬܵܐ" فهي دلالة واضحة على تمسكها بالتقويم القديم اليوليالي وبإصالة الكنيسة وتقاليدها القديمة.  بالإنكليزية أسم الكنيسة هو:  THE ANCIENT CHURCH OF THE EAST هنا نرى أيضا نفس الخطأ في عدم التفريق بين الأسم والصفة في اللغة الإنكليزية فـ  "EAST" هو أسم ويعني الشرق أو المشرق في حين كلمة "الشرقية" صفة  يجب ترجمتها إلى الإنكليزية بـ "EASTERN". ومن الملاحظ أيضا بأن اسم الكنيستين هو طويل بعض الشيء (كانت كلمة الجاثليقية مرتبطة أيضا بالكنيسة الشرقية القديمة في السابق)، مما لا يتماشي مع العصر الحالي، عصر الإنترنيت ووسائل التواصل الإجتماعي، عصر السرعة الخانقة للوقت والزمن، لهذا نرى هناك أختصار في إستعمال أسم الكنيسة إلى كنيسة المشرق الآشورية أو الكنيسة الشرقية القديمة. على العموم، أن الغرض من عرض تأثيرات العوامل والظروف المحيطة بالكنيسة على أسمها هو إيجاد وطرح أسم للكنيسة الموحدة يتناسب مع الظروف الحالية، وهو أسم كنيسة المشرق الآشورية... ولكن لماذا؟
لماذا كنيسة المشرق الآشورية - Assyrian Church of the East ؟:
-----------------------------------------
حتى تتسق تسمية كنيسة المشرق الآشورية و Assyrian Church of the East  مع اللغة الآشورية فيجب أن تكون:ܥܕܬܐ ܕܡܕܢܚܐ ܐܬܘܪ̈ܝܬܐ، أي في اللغات الثلاث، الآشورية هي صفة. ولكن من الملاحظ بأن هناك بعض الإعتراضات على هذه التمسية من قبل بعض أبناء أمتنا خاصة القوميين منهم ومن بعض التنظيمات والأحزاب السياسية، ويقوم إعتراضهم على:
1)   أنه يجب عدم ربط أسم الكنيسة بأسم الأمة أو بشعب أو فئة معينة. وللرد عليهم نقول بأن هناك كنائس عديدة مرتبطة بأسم شعب أو أمة أو بحضارة أو ببلد أو دولة مثل الكنيسة الأرمنية الأرثوذكسية ومنها الكاثوليكية والكنيسة السريانية الأرثوذكسية ومنها الكاثوليكية والكنيسة القبطية المصرية ومنها الكاثوليكية وكنيسة الروم الأرثوذكسية ومنها الكاثوليكية، فلماذا لا ولا يصح لكنيسة المشرق الآشورية؟. فالآشورية هنا لا تعني التعصب والعنصرية ولا تعني العرق، بل الحضارة الآشورية العظيمة التي كان أبناؤها من أوائل من أعتنقوا المسيحية وضحوا بحياتهم من أجل نشر رسالة الرب نحو شعوب العالم.  كما يجب أن يفهم بأن كلمة "المشرق" يعني المكان الموجود في الشرق، أي الأرض أو الموطن ولم يكن موطن الكنيسة إلا بلاد آشور، وحتى في الوثائق الرومانية (الفاتيكانية) هناك إشارة إلى آثور أو آشور، عندما تم تثبيت الراهب سولاقا يوخنا كبطريرك للكنيسة الكلدانية بعبارة "بطريرك الموصل في أثور" (نيافة المطران د. سرهد جمو، كنيسة المشرق بين شطريها، مجلة بين النهرين، عدد 95/96، (24)، دار نجم الشرق، بغداد، العراق، ص 195، سنة 1996). أي بهذه العبارة يعني الموصل كمدينة في أثور كوطن أو بلاد.
2)   يقول المعترضون على تسمية كنيسة المشرق الآشورية بأنها كانت تضم شعوب أخرى غير الآشوريين، لذلك يجب عدم حصرها بالآشوريين. هذا صحيح، فالكنيسة كانت جاثليقية عالمية وكان من بين مؤمنيها الكثير من الشعوب الأخرى المختلفة من فرس وترك وصينيون ومغول وعرب وأغريق. وهنا نقول للمعترضين بأنه كانت البشائر الأولى للكنيسة قد أنطلقت من أرض آشور وحمل رايتها في معظم الأحيان آشوريون، ومعظم شهدائها آشوريين وطبعا ليس الكل. ثم بسبب الظروف المأساوية التي حلت بالكنيسة تراجعت وأستقرت في بيتها القديم في موطنها آشور وأصبح تقريباً معظم مؤمنيها من الآشوريين حيث ترك بقية الشعوب غير الآشورية الكنيسة وصبئوا إلى أديان غير مسيحية أو إلى الكنائس الأخرى، بإستثناء قليل في جنوب الهند حيث هناك بضعة ألاف من الهنود وبحدود 25 ألف كرقم غير مؤكد، تابعين لكنيسة المشرق الآشورية ولكن تحت تسمية الكنيسة السريانية الكلدانية، وهي نتيجة للجهود الإستثنائية التي بذلها غبطة مطرابوليت الكنيسة هناك مار أبرم بوكن في توحيد ثلاثة فروع للكنيسة: المشرق الآشورية والكنيسة الشرقية القديمة والكنيسة الكلدانية الكاثوليكية في كنيسة واحدة، غير أنه نرى بأنهم لا يرغبون أن تتصف كنيستهم بـالآشورية بل بالسريانية كتقليد كنسي وكلدانية كتراث ذلك لأن الآشورية ليست حضارتهم، ولكن لهم أحترام شديد وتبجيل كبير لبطريرك كنيسة المشرق الآشورية وأكليريتها وطقسها.
3)   يظهر بأن المعترضين أيضا لا يفرقون بين الأسم (آشوري أو آشوريين) و الصفة (الآشورية) كما لا يفقون بأمر الربط العضوي بين الكنيسة والقومية في مجتمعنا خاصة في هذه المرحلة التي سبق الإشارة إليه في أعلاه. ففي الفترات السابقة نرى بأن معظم الشعوب التي كانت من أتباع كنيسة المشرق (بدون آشورية)  وتركوها كان لهم أو أصبح لهم مؤسسة رئيسية أو كيان سياسي خاص بهم، مثل دولة أو إقليم مستقل، إلا نحن الآشوريين لذلك أصبحت الكنيسة المؤسسة الرئيسية التي عوضت عن فقداننا لمثل هذه المؤسسة الرئيسية في الماضي وفي الوقت الحالي وأنحصر مؤمنيها بشكل عام في الآشوريين. يقول نيافة المطران د. سرهد جمو بهذا الصدد بأن الكنيسة، ويقصد الكنيسة النسطورية التي يطلق عليها كنيسة أبائنا وأجدادنا، بأن الكنيسة أخذت تنحسر إنحسارا سريعاً منذ العقد الأخير من القرن الثالث عشر، لا سيما على عهد الإلخان المغولي محمود غازان وخليفته خدابنده، حتى تقوقعت على ذاتها في شمال ما بين النهرين وفي الجبال المتاخمة له في إيران وتركيا، وهكذا أستقرت من جديد في الشعب الذي أنطلقت منه منذ البدء وهم أحفاد كلدو وآشور. (نفس المرجع، ص 188)
4)   وحتى في عهد الدولة العراقية وخلال الأنظمة المتعاقبة على السلطة نرى إزدياد الترابط العضوي بين الكنيسة والأمة، وذلك بسبب فشل أو ضعف المنظمات والأحزاب الآشورية في إستيعاب الأمور السياسية التي أحيطت بالآشوريين وبالتالي ظهور مبررات قومية موضوعية على ضرورة إتصاف الكنيسة بالتسمية الآشورية. فعندما تبنت الكنيسة التسمية القومية الآشورية لها أصبحت في منتصف السبعينيات من القرن العشرين تعرف بكنيسة المشرق الآشورية. ويعلل المثلث الرحمات قداسة مار دنخا الرابع بطريرك الكنيسة الأسبق هذا التبني بالقول "بأن هذه الكنيسة نشأت في بلاد آشور وأنتشرت في الكثير من بلدان العالم الشرقي ثم أنحسرت بعد الغزو المغولي وبقت محصورة في نفس البلاد الذي نشأت فيه، أي بلاد آشور، كما أن لهذه الكنيسة خصائص آشورية من لغوية وثقافية وحضارية وتراثية كلها عوامل تبرر في تسمية الكنيسة بالآشورية، كما بين قداسته بأن هذه التسمية كانت قد أطلقت على الكنيسة في إيران في منتصف الستينيات من القرن الماضي عندما كان أسقفاً هناك (مقابلة شخصية مع قداسته في لندن عام 1996). وهنا يجب أن لا ننسى تأثير الفكر القومي الآشوري الذي كان منتشراً بشكل واسع بين الآشوريين في إيران منذ بداية القرن العشرين خاصة في فترة الستينيات عندما بادر الشباب الآشوري بفكرة تأسيس الإتحاد الآشوري العالمي وتأثر قداسته بهذه الأفكار القومية. في حين ينسب غبطة  مار ميلس زيا مطرابوليت كنيسة المشرق الآشورية في أستراليا ونيوزلندا ولبنان إتصاف كنيسة المشرق بالآشورية إلى عوامل سياسية لهذه إذ يقول غبطته "بأنه في منتصف السبعينيات من القرن العشرين كانت هناك محاولات سياسية وفكرية من قبل السلطة العراقية وتحديداً من قبل حزب البعث  للقضاء على هذه التسمية سواء بإمحائها أو عن طريق دمجها بالعربية أو حتى بالكردية، فالتسميات مثل المسيحيون العرب أو الكرد المسيحيون، ما هما إلا من نتاج هذه السياسة، لهذا السبب وجدت الكنيسة بأن تسميتها بالآشورية سيجعل منها درعاً يحمي هذه التسمية العريقة (مقابلة شخصية مع غبطته في دبي عام 2012).
5)   فعلى الرغم من الإضافة الحديثة للتسمية الآشورية للكنيسة منذ منتصف الستينيات من القرن العشرين في إيران ثم منذ منتصف السبعينيات منه من نفس القرن في العراق فأنه من الملاحظ بأن هذه التسمية كانت سائدة بين معظم أتباع الكنيسة سواء بصيغتها العربية "سريانية شرقية" أو بصيغتها العامية "سورايه" بإعتبار السريانية أو سورايه تعني الآشورية والتي تطبعت بمفهوم ديني كنسي وحسب الظروف الدينية التي كانت سائدة في حينها. كما هناك الكثير من الكتاب والمؤرخين الذين كتبوا عن الكنيسة وعنونوا بحوثهم وكتبهم ورسائلهم بهذه التسمية الآشورية "الكنيسة الآشورية" ومنها كتاب المؤرخ يول وردا "توهج نور آسيا – بالإنكليزية – طبع في عام 1924"، خاصة بعد نشوء الفكر القومي وإنتشاره بين المثقفين الآشوريين ورجال الدين وتزعم بطريرك الكنيسة للحركة القومية الآشورية منذ بداية القرن العشرين. وكان المؤرخ الإنكليزي وليام وكرام رئدا في إستخدام تسمية "الكنيسة الآشورية" في جميع مؤلفاته التي طبعت في الربع الأول من القرن العشرين. 
6)   غير أنه كل هذا لا ينفي وجود آشوريين يعتزون بآشوريتهم رغم إنتمائهم إلى كنائس أخرى كاثوليكية وأرثوذكسية وبروتستانتية، لا بل الكثير منهم كانوا من رواد الفكر القومي الآشوري وقادة الحركة القومية الآشورية، ومرد هذا الإعتزاز بقوميتهم الآشورية هو أنه أنتموا أو أنتمى أباءهم  وأجدادهم إلى هذه الكنائس في القرنين التاسع عشر وبداية القرن العشرين أي في زمن نشوء الفكر القومي ومبدأ القوميات وحق تقرير المصير وغيرها من المفاهيم والأفكار السياسية القومية التي آمنوا بها وعملوا من أجلها خارج الإطار الديني أو الكنسي، أي في مرحلة طغيان الجانب القومي للشعوب وسعيها لتأسيس دولها القومية الخاصة بهم، كما يجب أن لا ننسى تأثير قيادة بطريرك كنيسة المشرق الآشورية، خاصة في عهد المثلث الرحمات مار شمعون إيشاي للحركة القومية الأشورية على هؤلاء وإنخراطهم في مسائل قومية آشورية ليس في المشرق فحسب بل حتى في بلد الإغتراب خاصة في الولايات المتحدة الإمريكية.
وأخيرا، كل هذه السطور هو لتأكيد بأن التسمية المناسبة للكنيسة في هذا العصر هو (كنيسة المشرق الآشورية) ومن ثم ترجمتها إلى الإنكليزية والآشورية بشكل صحيح قائم على التفرقة بين الأسم والصفة، ولنا أمل أن تكون لهذه السطور الفائدة المرجوة منها عند توحيد شطري كنيسة المشرق.
==========================================
بعض فقرات هذا الموضوع مستلة من مسودات كتابي (الفصل بين الكنيسة والسياسية في المجتمع الآشوري) الذي هو قيد الإنجاز منذ فترة طويلة.






غير متصل اخيقر يوخنا

  • عضو مميز جدا
  • *****
  • مشاركة: 4982
    • مشاهدة الملف الشخصي
    • البريد الالكتروني
رابي ابرم شبيرا
شلاما
هناك عدة مصادر تاريخية كنا قد تطرقنا اليها في مقالاتي السابقة تثبت بان اسم الكنيسة الاشورية كان موجودا
لدى الاجانب وليس كما يقول البعض بان الاسم مستحدث حيث ان الصحيح هو ان قداسة مار دنخا. قد اعاد
الاسم الصحيح لكنيستنا وخاصة وكما يعرف الجميع بان المنتمين اليها هن بصورة شبه كاملة من الاشوريين
وهنا انقل نصوص من تلك المصادر التاريخية 
اقتباس من مقالتي السابقة
(
اقتباس من موقع جامعة بوسطن حيث يعتبر انطاكية اشورية
النص ادناه مع الترجمة
في القرن الربع وحتى قبل تاسيس القسطنطنية كعاصمة للامبراطورية الرومانية الشرقية
، كانت أنطاكية ، في سوريا الحالية ، مع القدس وروما ، واحدة من المراكز المسيحية الثلاثة . حيث تطورت أربعة تقاليد طقسية متباينة من أنطاكية ، وكان أقدمها هو الطقس الاشوري وهي ، الليتورجيا المسيحية القديمة الوحيدة التي تطورت خارج الإمبراطورية الرومانية. ومن ثم بعد ادانه تعاليم نسطور من قبل مجلس افسس 431م انتشر التقليد الآشوري في فارس بعد استقرار مؤيديه في إيران والعراق الحاليين. بمرور الوقت ، انتشر التقليد الآشوري إلى الهند وتركستان والتبت وحتى الصين
Even before the establishment of Constantinople as the capital of the Eastern Roman Empire in the 4th century, Antioch, in present-day Syria, was, together with Jerusalem and Rome, one of the three centers of Christianity. Four disparate liturgical traditions evolved from Antioch, the earliest of which is the Assyrian, the only ancient Christian liturgy to develop outside the Roman Empire. The Assyrian tradition originated in Persian after the condemnation of the teachings of Nestorius by the Council of Ephesus (431 A.D.) and the settlement of his supporters in present-day Iran and Iraq. Over time, the Assyrian tradition spread to India, Turkestan, Tibet, and even China.
https://bu.digication.com/eastandwest/From_Judea_to_Milan_The_roots_and_influences_of_Sy/published/?moduleinstid=391091&page_mode=published&sh_391091=7
المصدر الاكاديمي الثاني
الترجمة
(كنيسة الأشوريين في الشرق
تاريخ تجذر بداية المسيحية في اعالي بلاد الرافدين ليس معروفا بالدقة ولكن الوجود المسيحي في المنطقة في منتصف القرن الثاني كان موءكدا
، وغزا الفرس المنطقة في القرن الثالث . على الرغم من أن هذه الكنيسة كانت تضم قوميات عديدة ، إلا أن الشعب الآشوري كان يلعب دوراً مركزياً في حياة الكنسية.
ومن اجل التعرف عليها بسهولة تم تسميتها باسم كنيسة الشرق نسبة الى موقعها الجغرافي
حوالي عام 300 ، تم تنظيم الأساقفة لأول مرة في هيكل كنسي تحت قيادة الكاثوليكوس ، أسقف العاصمة الملكية الفارسية في سيلوقيا ا-سيسفون. وفيما بعد حصل على لقب البطريرك الإضافي.)
The Assyrian Church of the East
It is not known exactly when Christianity first took root in upper Mesopotamia, but a Christian presence had certainly been established there by the mid-2nd century. In the 3rd century, the area was conquered by the Persians. Although this was to be a multi-ethnic church, the Assyrian people traditionally played a central role in its ecclesial life. Its geographical location caused it to become known simply as “the Church of the East.”
Around the year 300, the bishops were first organized into an ecclesiastical structure under the leadership of a Catholicos, the bishop of the Persian royal capital at Seleucia-Ctesiphon. He later received the additional title of Patriarch.
http://www.cnewa.ca/default.aspx?ID=1&pagetypeID=9&sitecode=HQ&pageno=1
المصدر الثالث
من كتاب تاريخ انطاكيا
حيث جاء فيها وبايجاز بان الملكة سمير اميس بنت معبدا لاله اشوري في مكان يسمى ميرو يبعد خمسة اميال عن انطاكية)

تحياتي