الحوار والراي الحر > المنبر الحر

وداعا مارلين يلدا...حان موعد الرحيل

(1/1)

أوشانا نيسان:
وداعا مارلين يلدا...حان موعد الرحيلرحلت مارلين عن أهلها وأولادها وزوجها بصّمت رهيب، بعدما تركت في قلوب محبيها ندبات من الصعب أن تزول أثرها حتى وأن توالت الشهور ومرت السنون. رحلت الاخت العزيزة مارين عن عالمنا صباح اليوم الموافق 28 مايو/أيار الجاري، وهي صامتة لشهور،رغم أنها كانت تشاهد كل ما يجري حولها بصمت شفاهها المثقل وعيونها التي كانت تغمرها دموع الوجع والحسرة قبل أن تنهمر على خدودها بهدوء
رحلت الام مارلين يلدا بصّمت، بعدما تركت في قلوب المئات من الهاربين من بطش الحرب المستعّرة ونيرانها في عقد الثمانينات من القرن الماضي، أولئك الذين أجبرهم طاغية بغداد على ركوب أمواج الغربة المفتوحة بهدف الوصول الى برّ الأمان في دول الاغتراب. حيث أتذكر شخصيا كيف كانت الشابة مارلين تنّفذ نصيحة الوالدين، بعدم تناول لقمة من الطعام من دون مشاركة المهاجرين رغم الوضع المعيشي الصعب ومعاناة الحرب التي لا تنتهي. وكأنها تطبق قول سيدنا المسيح عندما نَظَرَ كَيْفَ يُلْقِي الْجَمْعُ نُحَاسًا فِي الْخِزَانَةِ، فَدَعَا تَلاَمِيذَهُ وَقَالَ لَهُمُ: "الْحَقَّ أَقُولُ لَكُمْ: إِنَّ هذِهِ الأَرْمَلَةَ الْفَقِيرَةَ قَدْ أَلْقَتْ أَكْثَرَ مِنْ جَمِيعِ الَّذِينَ أَلْقَوْا فِي الْخِزَانَةِ، لأَنَّ الْجَمِيعَ مِنْ فَضْلَتِهِمْ أَلْقَوْا. وَأَمَّا هذِهِ فَمِنْ إِعْوَازِهَا أَلْقَتْ كُلَّ مَا عِنْدَهَا، كُلَّ مَعِيشَتِهَا".
وفي الختام نكتب ونقول، أعانكم الله على رحيل الاخت والام مارلين، بأعتبارها فجيعة حلّت على قلوبنا جميعا وقلب كل مهاجرحمله سيل المعارك ليشارك سفرتها المفتوحة في زمن الاغتراب والمحن بأنتظام. نسأل الله أن يعينكم على الصبر والسلوان، و يتغمد الفقيدة بواسع رحمته وأن يسكنها فسيح جناته.

بقلم/ أوشــانا نيســان
28 /maj/ 2022

تيري بطرس:
ܡܪܝܐ ܐܠܗܐ ܡܢܝܚܠܗ ܚܬܢ ܡܪܠܝܢ ܝܠܕܐ ܘܝܗܒܼܠܗ ܣܗܡܐ ܒܡܠܟܘܬܐ ܕܫܡܝܐ ܘܪܫܐ ܒܣܝܡܐ ܩܐ ܒܢܝ̈ ܒܝܬܗ؛ ܘܩ ܟܠܗܘܢ ܚܙܡܢ̈ܐ ܘܝܕܥܢܐ

تصفح

[0] فهرس الرسائل

الذهاب الى النسخة الكاملة