المحرر موضوع: في ذكرى الراحل الدكتور سعدي المالح  (زيارة 1504 مرات)

0 الأعضاء و 1 ضيف يشاهدون هذا الموضوع.

غير متصل Enhaa Yousuf

  • مشرف
  • عضو مميز
  • ***
  • مشاركة: 1748
    • مشاهدة الملف الشخصي
    • http://www.enhaasefo.com/
عذرا على الخلل الذي احال دون ظهور المنشور ..

في ذكرى الراحل الدكتور سعدي المالح ..

إنهاء الياس سيفو


كثيرا ما نستعين بالكلمات ونحن نحاول ان نفتح ابواب الشمس ليمر نور الامل على افق الحياة ويبتسم فجر جديد على ذاكرة متقدة تتوهج بالعطاء الثقافي والمجهود الابداعي  ..
هكذا حين نستعين بالكلمات لنتحدث عن الدكتور سعدي المالح .. الراحل بجسده والحاضر بنتاجاته الثقافية وانجازاته الابداعية ..
بمحبة خالصة نستذكر هذا الانسان الذي لم يتردد ان يحمل اسم العراق أينما حلّ .. ويفجر ينابيع لا تزال دفّاقة الى الان بالعذوبة والعطاء خدمة للثقافة والانسانية ، المديرية العامة للثقافة والفنون السريانية  ، إنموذجا  .. حيث في مبادرتها الاخيرة قامت المديرية العامة للثقافة والفنون السريانية  باطلاق منصتها الالكترونية (مردوثا ) في 31 من شهر ايار 2022 وذلك وفاءً واهداءً لروح الدكتور سعدي المالح مؤسس (مردوثا الورقية )..

في  ترحاله الطويل لاكثر من 28 عام ، لم يتوقف الدكتور سعدي  المالح عن الدراسة والبحث فقد خلق من اسفاره بوابة دخل بها تاريخ وتراث وثقافات متعددة ..تمكن من خلال هذا البحث والتقصي ان يدخل اعماق الذات ويستكشف تركيبتها والمؤثرات التي اسهمت في تبلورها بحيث تكون هذه الذات تجسيدا كبيرا للمكان والزمان الذي تتواجد فيه ..

خلال مسيرته الابداعية ، حاول ان يوظف بشكل كبير بيئته التي نشأ فيها والتي رسم ببراعة وحرفية ملاحمها حتى لا تغيب عن ذاكرة الوجود او  تندثر بغبار السنين .. كتب ونشر الكثير من المؤلفات عن بلدته عنكاوا التي أحبّها كثير ا وظلَّ وفيّا لها حتى الرمق الاخير ..

بهذا الشغف للعلم والمعرفة تواصل الدكتور سعدي المالح مع الحياة حاملا هموم ومعاناة شعبه باحثا عن الحقيقة بعيدا عن الزيف والتزويق .. رافضا كل ما يشوّه التاريخ .. مؤمنا ان الحياة لا يمكن ان تنسلخ عن الارض ، الشعب ، والتاريخ .. في دراساته وابحاثه ورواياته تبقى هناك مدلولات فلسفية ودينية حاول من خلالها ان يؤطر كل الاحداث والصراعات وحتى الحروب التي تقضم البشرية وتنقضّ على حقول الحياة فيها كالجراد ... يهتم بابراز شخصياته ويعكس من خلال تكوينها سمات مجتمعية وانماط سلوكيّة بما فيها من أعراف وتقاليد وموروثات مُستعينا بادواته الابداعية الخيالية  لتقديمها للقارئ بشكل راقي وجميل ...

استعان الدكتور سعدي المالح بالموروث الحضاري وازاح الستار عن مشهد الثقافة التقليدي من خلال توظيف حديث ومميز للنص الديني والنص السردي في تناغم جميل مُعززا ذلك بحكايا وقصص تُضفي الكثير من الواقعية والمصداقية لمؤلفاته الروائية .. وتبقى "عَمْكا" شاهدا حيّا لهذه التداخلات الدينية والسردية في مشهد حياتي بمميزات مكانية وزمانية  ..

كثيرا ما نستعين بالكلمات .. واحيانا اكثر .. لا تسعفنا الكلمات عند الحديث عن قامة ابداعية مهمة مثل سعدي المالح ..

ارقد بسلام ..