دخلت القوات الروسية اوكرانيا يوم 24 شباط 2022
الروس اطلقوا عليها بالعملية العسكرية الخاصة , والغرب ومعظم العالم بالغزو والأحتلال.
معظمنا يستقي الاخبار والمعلومات من مصادر معروفة ومتاحة للجميع , من قنوات تلفزيون محلية وعالمية (الجزيرة, سي إن إن, ال بي بي سي, العربية, وغيرها), ومن صفحات الانترنيت من جرائد عالمية ,مجلات , مقالات, تحاليل , اليوتوب , فيسبوك, تويتر .
تعمل تمحيص أولي للمعلومات التي وصلت الى عقلك وتضيف اليها موقفك الشخصي المستند الى خلفيتك الثقافية , الدينية , مستوى التعليم , إتجاهك السياسي والفكري ,تستعين بكل هذا فتخرج بموقف معين من الازمة , قد يكون في صالح تبرير الهجوم الروسي وقد يكون في إدانته , او بين بين , هذا ما أعتقد تفعله الاغلبية منا ( نعتقد ولا نجزم).
القليل الاخر من الذي له مصادر اخبار لسيت متاحة لغالبيتنا من خبراء تكون أرائهم مبينة على تلك المعلومات السرية, الإضافية التي قد تكون قد أستقت من اجهزة مخابرات , قنوات دبلوماسية , مصادر حكومية .
هؤلاء يكون تقييمهم للامور بصورة مختلفة أكثر موضوعية , المعلومات الإضافية التي بحوزتهم قد تبدل الصورة التي لدينا عن الازمة بنسبة معينة كبيرة ام صغيرة. قد تكون المعلومات تشير الى الاهداف الحقيقية التي تريد روسيا تحقيقها مثلا من الغزو , اهداف واسباب ومسببات وافعال لا علم لنا بها.
لذلك كجمهور , ليس من الحكمة الجزم بمعرفة اساس المشكلة او اين ستتجه الامور لان لا علم لنا ولا أحد, حتى اللاعبيين الكبار لا يستطيعون تحديد ما ستؤول اليه الأمور.
الحيادية والإقرار بعدم المعرفة في هذه القضية امر مستحسن.
نقل الخبر ام صنعه
الجانب الاخر الذي يجب ان ننتبه اليه ان مصادر الاخبار المختلفة ليست بالضرورة مصادر اخبار نزيهه , ناقلة للحدث كما هو بل هي في كثير من الاحيان صانعة للخبر او تسويق الحدث بما يلا ئم إيدولوجيتها, أيدولوجية (الممول) لتلك القناة, الصحيفة .
خبر كدخول القوات الروسية لاوكرانيا مثلا ,ستجد الدول المنحازة نوعا ما لروسيا تبرروه على اساس حق روسيا في الدفاع عن الامن الوطني كون اوكرانيا اصبحت مركز للمؤامرات ضد الروس وزيادة التسليح الغربي ودخولها الغير الرسمي لدائرة الناتو , كل هذا غير من التفاهم السابق في ان تبقى اوكرانيا ستكون محايدة ومنزوعة السلاح , بالإضافة الى اسباب أخرى مثل إساءة معاملة الأوكرانين من اصل روسي في بعض المناطق (حسب الإدعاءات الروسية) .
في الجهة المقابلة الغرب نعت العملية بأنها إنتهاك لسيادة دولة مستقلة ولا مبرر لها أخلاقي او قانوني وردها الى طموح روسيا وبوتين في إعادة ضم اوكرانيا او جزء منها الى روسيا. إيقاف مسعى اوكرانيا , الدولة المستقلة في الانضمام الى الناتو.
الموقف العربي
معظم الجمهور العربي او غالبته الساحقة يقف مع الروس في هذه القضية وليس بالضرورة قناعتهم بمشروعية التدخل , ولكن يعزى على الغالب بسبب تصرفات وتاريخ امريكا في المنطقة الغير النظيف في معظمه ( العراق, ليبيا , اليمن, سوريا), كذلك الموقف الامريكي تجاه الصراع العربي الإسرائيلي .
الحيادية:
في السياسة وعبر التاريخ دروس في إن الحيادية قد يكون موقف سليم في سبيل مصالح وطنية ولكن قد لا يكون بالضرورة موقف أخلاقي ,خاصة في قضية إحتلال وتدمير دول وقتل شعوب ولكن على المدى المتوسط أو الطويل الدول تدفع ثمن حياديتها او ترددها في إتخاذ موقف ذلك ان الطرف المنتصر في المعركة خاصة سيتذكر مواقف الدول تلك التي وقفت مع , ضد أو على الحياد وعلى أساسه سيكون توزيع الغنائم أو الحنق.
هتلر
ما يردده الكثير في الغرب من الذين يدعون الى موقف حازم تجاه العدوان الروسي هو احداث الثلاثينات من القرن الماضي عندما لم يتخذ الاوربيون موقف صلب تجاه عدوانية هتلر ضد جيرانه.كيف شجعه ذلك في التمادي وبالتالي نشوب الحرب العالمية لذلك يركزون على تفادي نفسا الخطأ, والمساندة السياسية والعسكرية لاوكرانيا من قيل الغرب جزء من ذلك المنحى .
خيارات
روسيا لم تحقق النصر السريع الذي كانت تخطط له , الاوكرانين فاجئوا الكثير في مقاومتهم, الروس قد ينسحبوا حفظا لماء الوجه وما يعتبره البعض نهاية لمستقبل بوتين السياسي , او قد تطول الازمة والتبعات الاقتصادية والسياسية على الغرب وعلى الروس .
أستخدام السلاح النووي والكيمياوي
أحتمالية أستخدام روسيا للسلاح النووي والكيمياوي مستبعدة لان وحسب مصادر غربية اي صاروخ روسي سيقابله صاروخ غربي إن كنا نتكلم عن اسلحة ميدانية اي تطلق على اوكرانيا او صواريخ إستراتيجية تطلق على دول أخرى . وما يعرقل كذلك استخدام الاسلحة النووية والكيمياوية هو بسبب القرب الجغرافي وإتجاه الرياح الذي قد لا يضمن عدم إصابة الروس او المدن الروسية (تبعات التسرب النووي من مفاعل تشرنوبل كان قد وصل الى الدول الاسكندنافية ).
مواقف بعض الدول
بعض الدول تعتمد كليا او بنسبة كبيرة على الغاز والنفط الروسي وعلى ذلك موقفها من الازمة لم يكن بالضروة من وازع أخلاقي او أيدولوجي بقدر ما كان مصلحة وضرورة.
الهند عارضت المقاطعة وهي التي حسب الاخبار تستورد النفط الروسي باسعار ادنى من سعر السوق . اوروبا استثنت بعض من الدول الاعضاء في الأتحاد من شروط مقاطعة روسيا وقتيا لإعتمادها الكبير على الغاز الروسي , تركيا على الحياد, الصين انتقدت العملية العسكرية ولكنها ضد المقاطعة لاسباب استراتيجية واضحة الاقطار العربية مختلفة هي الاخرى في موقفها من الازمة ولم تدين التدخل ولكن صوتت مع قرار الامم المتحدة في إدانة العملية بضغط غربي (مصر, الإمارات والسعودية) , سوريا مصطفت مع الروس لاسباب معروفة.
