المحرر موضوع: قائد الجيش اللبناني لحزب الله: الأمن في البقاع خط أحمر  (زيارة 620 مرات)

0 الأعضاء و 1 ضيف يشاهدون هذا الموضوع.

غير متصل Janan Kawaja

  • اداري
  • عضو مميز متقدم
  • ***
  • مشاركة: 31616
    • مشاهدة الملف الشخصي
قائد الجيش اللبناني لحزب الله: الأمن في البقاع خط أحمر
جوزيف عون لا يحتاج إلى غطاء حزبي وديني لمواجهة عصابات المخدرات.
العرب

ليس للجيش عداوة
بيروت – بعث قائد الجيش اللبناني العماد جوزيف عون برسائل قوية إلى حزب الله واصفا الأمن في البقاع بأنه خط أحمر على خلفية تهديدات صادرة عن بعض رموز الحزب وأنصاره ضد الحملة التي يقودها الجيش في منطقة بعلبك لاعتقال مطلوبين في قضايا مخدرات، في خطوة قال مراقبون لبنانيون إنها تظهر أن الجيش متمسك باستعادة دوره في الإمساك بالملف الأمني.

ورغم أن العميد جوزيف عون لم يذكر حزب الله بالاسم، لكن الإشارات كانت واضحة، فالحملة تمّت في منطقة يسيطر عليها حزب الله أو العشائر الموالية له، وهو ما يعني أن مؤسسة الجيش لم تعد تقبل بوجود سلطة بديلة عن الدولة في أيّ منطقة من البلاد، وأن الحملة القوية على تجار المخدرات والاستمرار فيها اختبار فعلي لخطة الجيش لاستعادة دوره مدعوما برأي عام محلي متصاعد يرفض نفوذ حزب الله وسيطرته على لبنان، وهو ما عكسته نتائج الانتخابات، ومدعوما كذلك بقوى إقليمية ودولية باتت مقتنعة بأن لا استقرار سياسيا واقتصاديا للبنان دون استعادة الدولة لسلطتها.

واعتبر المراقبون أن توجه قائد الجيش إلى منطقة نفوذ حزب الله حيث تسيطر العصابات وشبكات الاتجار بالمخدرات العابرة للحدود وتأكيده على أن للجيش دورا أمنيا إشارتان واضحتان على أن العماد جوزيف عون قد قرر كسر الحياد في موضوع هيمنة حزب الله، وأنه يقدم نفسه بديلا ولاعبا مهما في تغيير وضع لبنان، خاصة أن قائد الجيش عادة يكون مرشحا تقليديا للرئاسة، وأن المعادلات الداخلية والإقليمية قد تضعه مرشحا لخلافة الرئيس الحالي ميشال عون كخطوة ضرورية لكسر هيمنة حزب الله وتفكيك تحالفاته.

وقال قائد الجيش الجمعة خلال زيارته اللواء السادس في بعلبك شرق لبنان إن “الأمن خط أحمر، وليس مسموحاً المسّ به، ونحن على أبواب موسم سياحي”، بحسب بيان صادر عن الجيش اللبناني في موقعه على تويتر.
وتأتي تصريحات العماد جوزيف عون كرد مباشر على تهديدات تم توجيهها إلى الجيش ومطالبته بالانسحاب من المنطقة ووقف حملته.

وصدرت هذه التهديدات عن وجوه بارزة من الثنائي الشيعي حزب الله وحركة أمل، فقد أمهل رئيس الهيئة الشرعية في حزب الله الشيخ محمد يزبك قيادة الجيش اللبناني ساعات لإيقاف عمليات مداهمة المطلوبين في حي الشراونة في بعلبك.

وظهر يزبك في مقطع فيديو بين أنصار حزب الله، وهو يهدد بالرد على الجيش بقوله بأنهم في حزب الله سيكونون إلى جانب أهل بعلبك، وإذا لم تحل الأمور خلال ساعتين فنحن معهم، “وخليهم (الجيش) يجوا يقتصوا منا أيضاً”.

جوزيف عون قرر كسر الحياد في موضوع هيمنة حزب الله، وهو يقدم نفسه بديلا ولاعبا مهما في تغيير وضع لبنان

كما اتهم النائب في حركة أمل غازي زعيتر الجيش اللبناني بتنظيم حملة “لا علاقة لها بالمطلوبين”، وأنها “تؤدي إلى إصابة الأبرياء وتهديم المنازل”، واصفا إياها بأنها “ظاهرة غريبة جديدة” في إشارة إلى دخول الجيش إلى مناطق محسوبة على حزب الله وواقعة تحت نفوذه، وأن الغريب هنا هو دخول الجيش.

وقال جوزيف عون “ليس للجيش أيّ عداوة مع أيّ منطقة أو عشيرة. كل العشائر أهلنا، لكن واجبنا توقيف الخارجين على القانون. أهل بعلبك سئموا ويطالبون بالأمن، وهذا واجبنا تجاههم ووعدنا لهم مهما كانت التضحيات”.

وخلال زيارته فرع مخابرات الجيش في البقاع شرق لبنان، قال قائد الجيش إن “حربنا على المخدرات لم تنتهِ ولا تزال مستمرة. لا ننتظر أيّ غطاء سياسي أو ديني لمكافحتها، ولا نعمل وفقاً لأيّ أجندة، إنما من منطلق مسؤوليتنا تجاه شعبنا ووطننا”.

ومن الواضح أن قائد الجيش يردّ هنا على تصريحات مسؤولي حزب الله وحركة أمل الذين يعرضون أن يتولّوا مهمة مكافحة العصابات وتجار المخدرات، لكن تلك التصريحات ليست سوى غطاء “سياسي وديني” لمنع تدخل الجيش وفي نفس الوقت حماية العصابات وأنشطتها.

ويعتقد متابعون للشأن اللبناني أن حديث قائد الجيش كان قويا حين شدد على أن الناس في البقاع سئموا العصابات وتجارة المخدرات، وهو ما سيضفي مصداقية على الاتهامات الموجهة للحزب بالاتجار في المخدرات وتسهيل عمل العصابات التي تتحرك لتهريب الكبتاغون عبر حدود لبنان وسوريا لتعبر إلى الأردن وصولا إلى دول الخليج.

وقالت السعودية “أحبطت سلطات المملكة في السنوات الست الماضية محاولات تهريب أكثر من 600 مليون حبة من الأمفيتامين” قادمة من لبنان وحده، وأن “ميليشيا حزب الله هي المصدر الرئيسي لتهريبها وتصنيعها”.  وتقول أوساط سعودية إن الحزب اتخذ مسالك مختلفة لتسريب هذه المواد إلى المملكة سواء عبر المطارات والموانئ وأيضا من خلال الحدود السورية – الأردنية. كما كشف تقرير صادر عن معهد “نيو لاينز” للأبحاث الذي يتخذ من واشنطن مقرا إلى تورط أفراد من عائلة الرئيس بشار الأسد وكبار أركان نظامه وحزب الله اللبناني في تصنيع الكبتاغون وتهريبه. وأورد التقرير الذي صدر في أبريل الماضي أن “لبنان يعد بمثابة امتداد لتجارة الكبتاغون السورية ونقطة عبور رئيسية لتدفقات الكبتاغون”.

وبحسب التقرير، تستفيد شخصيات مرتبطة بالنظام السوري من مجموعات مسلّحة متنوعة تنشط على الأراضي السورية لتنظيم تجارة الكبتاغون، وبين هذه المجموعات حزب الله اللبناني. ويورد أن بعض المناطق حيث يحظى الحزب بنفوذ وبينها قرى حدودية بين لبنان وسوريا، تضطلع بدور أساسي في عمليات التهريب. ويوضح التقرير أنه “بناء على تاريخه في السيطرة على إنتاج الحشيشة وتهريبها من البقاع الجنوبي، يبدو أن حزب الله لعب دورا داعما مهما في تجارة الكبتاغون”.