المحرر موضوع: بعض الكتاب العراقيين يقفون الى جانب مجرم حرب توني بلير!  (زيارة 627 مرات)

0 الأعضاء و 1 ضيف يشاهدون هذا الموضوع.

غير متصل عبدالاحد دنحا

  • عضو فعال جدا
  • ***
  • مشاركة: 204
  • الجنس: ذكر
  • منتديات عنكاوا
    • مشاهدة الملف الشخصي
بعض الكتاب العراقيين يقفون الى جانب مجرم حرب توني بلير!
بعد 15 عاماً من تركه لمنصبه كرئيس لمجلس الوزراء، قامت ملكة بريطانيا بتكريم توني بلير- رئيس الوزراء الأسبق بوسام الفروسية ضمن قائمة الشرف التي اصدرتها في عيد راس السنة للعام الجديد 2022، تقديرا لنشاطه خلال عمله كرئيس للوزراء للفترة 1997- 2007،. وهذا الوسام هو أرفع وأقدم وسام بريطاني يمنح لمستحقه لقاء خدمات مميزة قدمها للمملكة أو للعالم. وينال صاحبه أيضاً لقب (سير) رسمياً.. وسيتم غدا تكريم توني بلير من قبل الملكة باعتباره رفيق فارس لأرفع وسام الرباط وبنفس الوقت ستقوم منظمة "أوقفوا الحرب" Stop the War في الاحتجاج في موكب "يوم غارتر" السنوي في وندسور حيث.  وتدعو المنظمة الى أكبر عدد ممكن من الناس للانضمام إليها وإبداء التضامن مع الملايين الذين دمرت حياتهم نتيجة حروب بلير غير الشرعية. وهو معروف على نطاق واسع بأنه مجرم حرب. سيمثل احتجاجنا ملايين الأشخاص الذين يعتقدون أن المحكمة الوحيدة التي ينبغي على توني بلير الاقتراب منها هي لاهاي ".
وكان بلير البالغ الآن 68 عاما قد أنزل هزيمة ساحقة بجون ميجور في الانتخابات عام 1997 ليتسلم منصب رئاسة الوزراء مدة عشر سنوات.
ويتضمن سجل بلير الداخلي إحلال السلام في ايرلندا الشمالية وإنجازات في مجالات الصحة والتعليم وإعطاء مزيد من الحقوق للمثليين. لكنه تعرض لانتقادات شديدة وشتائم في الداخل بسبب سياسته الخارجية ودعمه غزو العراق بقيادة الولايات المتحدة عام 2003.
ان بلير هو أكثر سياسي بريطاني مكروه، وذلك لكذبه الصلف على شعبه وتضليله للرأي العام بشأن توريط بلده في غزو العراق واحتلاله.
وهو الوحيد في تأريخ بريطانيا الذي تأخر تكريمه عقب مغادرته لمنصبه طيلة 15 عاماً كاملة، ولم يحتج أي بريطاني حتى من أقرب أقرباءه على عدم تكريمه ولو تشريفياً - كما جرت العادة، بل بالعكس، أعتبر الكثير من البريطانيين ان عدم تكريمه طيلة الفترة المنصرمة هو بمثابة عقوبة له على سياساته الرعناء التي أساءت الى مكانة المملكة المتحدة وجعلتها " ذيلاً" للإدارة الأمريكية.، وحتى اعتبروه وشريكه الأول جورج بوش الأبن مجرمي حرب، وطالبوا بمحاكمتهما لينالا القصاص العادل، مستغربين تكريمه في هذا الوقت بالذات..
وقد تجسد الغضب شعبي الواسع في العديد من الفعاليات التي جرت لحد الآن، وأبرزها:
• توقيع أكثر من مليون و100 ألف مواطن بريطاني خلال 4 أيام على عريضة طالبت بسحب الوسام من بلير بسبب دوره في حرب العراق، والذي يجعله مسؤولاً شخصياً عن ضحايا الحرب من العراقيين والبريطانيين، وأتهمته بـارتكاب جرائم حرب.
وجاء في العريضة، التي نشرها أنغوس سكوت على موقع change.org إن بلير " تسبب في ضرر لا يمكن إصلاحه لكل من دستور المملكة المتحدة ونسيج مجتمع الأمة " أثناء توليه منصبه. وأضافت: " لقد كان بلير مسؤول شخصياً عن التسبب في مقتل عدد لا يحصى من الأبرياء والمدنيين والجنود في نزاعات مختلفة. ولهذا وحده يجب أن يحاسب على جرائم الحرب".
وشددت العريضة على ان " بلير بالذات هو الشخص الأقل استحقاقا لأي تكريم عام ولا سيما أي شيء تمنحه جلالة الملكة:" ودعت العريضة رئيس الوزراء البريطاني بوريس جونسون التدخل لمناشدة الملكة إليزابيث الثانية لتجريد بلير من هذا الوسام الذي لا يستحقه.
• ولعل من بين أبرز المعترضين هن امهات الجنود الضحايا الذين قتلوا في حربي العراق وافغانستان. وقالت صحيفة "ديلي ميل" البريطانية أنّ العديد من النساء من ذوي الضحايا هدّدن بإعادة نياشين" إليزابيت كروسز" التي أعطيت لأسر العسكريين الثكلى، احتجاجًا على تكريم بلير،ا لذي كان السبب في مقتل ابنائهن.
وكتب أحد مؤيدي العريضة: “يجب محاكمة توني بلير، وليس منحه وسام فروسية. إن تكريم شخص كهذا يُبرز مدى فساد وانحطاط النظام السائد"...

وكتب المعلق السياسي ليام يونغ على صفحته الشخصية في تويتر إن” توني بلير حصل على لقب فارس لخدماته الإمبريالية. هذا الرجل يجب ان يوضع في قفص الاتهام في المحكمة الجنائية الدولية في لاهاي بدلا من تكريمه.. حقا يا له من يوم مخجل” ،

وقالت مقدمة برامج "جي بي نيوز" تونيا بوكستون إنها “شعرت بالغثيان” من قرار "الفارس بلير" ، الذي “تسبب في وفاة الكثير من الابرياء “.

وغرد جون سميث – ابن المحارب القديم الشهير في الحرب العالمية الثانية والكاتب هاري ليزلي سميث – على صفحته في تويتر بالقول ” يبدو لدى الملكة إنه من المقبول قتل الأشخاص ذوي البشرة السمراء بمئات الآلاف دون عقاب “
وغرد الصحفي جون بيلجر على صفحته في "تويتر" قائلًا: "إن الازدراء الذي تحمله النخبة البريطانية للجمهور لم يتم التعبير عنه ببلاغة أكبر مما كان عليه في قرار منح توني بلير أعلى وسام فارس".

وهذه الآراء والمواقف جميعها لم تأتِ اعتباطا وانما اعتمدت على ما ظهر من حقائق خلال العقدين السابقين. كما اتهم رئيس الوزراء الاسبق بانه (ضلل الوزراء والبرلمان والجمهور لدعم حرب اعتبرها الكثيرون غير قانونية وجريمة).

لقد أصدر رئيس الوزراء الأسبق غوردون براون، بتاريخ 15/6/2009، واختار بنفسه رئيس لجنة للتحقيق وأعضاءها، وسميت " لجنة تشيلكوت" تيمناً بإسم رئيسها جون تشيلكوت..
فإنه أشكل على بلير قوله في رسالة خاصة إلى الرئيس جورج بوش (سنكون معك في كل الأحوال)، فهذا القول جعل موقف بريطانيا يبدو تابعا للقرار الأمريكي ".
أنجزت لجنة تشيلكوت، عملا كبيرا، فلقد قابلت أكثر من 150 من الشهود، من الشخصيات السياسية والعسكرية ومن أجهزة الاستخبارات البريطانية. وقامت بتحليل نحو 150 ألف من الوثائق الحكومية. فصدر تقريرها بـ 12 مجلداً، مجموع صفحاته 6 اَلاف، مؤلفة من 2,6 مليون كلمة، مع مرفقات بـ 1500 وثيقة.. واستغرقت ( لجنة تشيلكوت) في تحقيقها 7 سنوات منذ 2009، ونشرت نتائجها في عام 2016

ان اللجنة خرجت باستنتاجات مهمة بشأن مشاركة المملكة المتحدة في غزو العراق، معلنة بان الحرب في عام 2003 لم تكن ضرورية، ومبرراتها ليست مقنعة، فلم يشكل العراق وقتها خطراً على المصالح البريطانية، ولم تثبت مزاعم امتلاكه أسلحة الدمار الشامل. وأوحى تقريرها بعدم شرعية الحرب، وتجاوزت الحكومة البريطانية ما تنص عليه الأمم المتحدة للحفاظ على الأمن والسلام الدوليين، رغم ادعائها بأنها "تحركت نيابة عن المجتمع الدولي"، بينما لم يتحدث المحامي العام في وقت بلير اللورد غولد سميث عن وجود أساس شرعي للحرب ضد العراق. ولم يفوض مجلس الأمن، في وقتها، أي دولة لشن الحرب على العراق. وفي نهاية المطاف أرسل 45 ألف جندي بريطاني إلى المعركة بينما لم تكن الخيارات السلمية استنفدت.

ووصفت لجنة التحقيق التورط البريطاني في الحملة على العراق عام 2003 بغزو دولة شرق أوسطية غير مبرر، كما قاد بلير بلاده للحرب في أفغانستان إلى جانب الولايات المتحدة عام 2001.
من الانتقادات التي وجهت لتقرير اللجنة تجاهله لاستخدام القوات البريطانية والأمريكية للأسلحة المشعة المصنعة من النفايات النووية للمرة الثانية في الحرب على العراق، وما خلفته من كوارث صحية وبيئية واجتماعية خطيرة. فإضافة الى اَلاف القتلى من العسكريين والمدنيين، أصيب أكثر من مليون عراقي وعراقية بأمراض السرطان، وحصلت مئات الآلاف من وفيات حديثي الولادة والتشوهات الولادية والعقم وغيرها من الحالات المرضية غير القابلة للعلاج.. ولم يتم تنظيف البيئة العراقية من مخلفات الحرب..

وقد كشفت لويز كيتيل ان الحكومة البريطانية كانت قد ظللت بشأن المصابين والمتوفين من المدنيين ضحايا أسلحتها، فلم تسجل أعدادهم الحقيقية- بناء على رغبة بلير بتقليص العدد، ضاربة عرض الحائط بتقارير الطواقم الطبية العاملة في العراق والبلقان المنبهة لارتفاع معدلات السرطان والتشوهات الخلقية، والرابطة لها باستخدام أسلحة اليورانيوم- وفقاً لاَنيكا كيللي.

وأقر تقرير تشيلكوت ضمنياً بأن ضحية الحرب في المقام الأول هو العراق، لكنه لم يوليه اهتماما مطلوباً إسوة بالمسائل الوطنية البريطانية ذات العلاقة. حيال هذا نظمت Med Act org احتجاجا جماهيرياً على تقرير تشيلكوت، معتبرة ان التحقيق لم يكن جدياً، حيث لم يهتم بضحية الحرب الأساسية- الشعب العراقي، وقد أهملت لجنة تشيلكوت تقرير Med Act org المفعم بمعطيات موثقة عن محنة الضحايا المدنيين الناجمة عن الغزو والأسلحة التي استخدمتها القوات البريطانية والأمريكية...
وكان تقرير لجنة السير جون شيلكوت لعام 2016 بشأن حرب العراق ذكر أن حكومة بلير قد اختارت الانضمام إلى الغزو الذي قادته الولايات المتحدة قبل استنفاد جميع الخيارات السلمية لنزع السلاح، وأن بلير بالغ في حجم التهديد الذي يشكله امتلاك نظام الرئيس العراقي السابق صدام حسين أسلحة دمار شامل.
وبينما أعطت اللجنة الحق لعوائل الضحايا البريطانيين، من قتلى وجرحى ومعوقين، ممن شاركوا بالحرب، المطالبة بتعويضات، أنكرته على نظرائهم من العراقيين، مستهينة بجسامة الكارثة الصحية التي سببتها الذخائر المشعة، والتي لخصتها العالمة الأمريكية لورين مورين:" أن المستقبل الجينى للعراقيين على وجه التحديد قد تم تدميره"..

واكتفى رئيس اللجنة بالقول في مؤتمر صحفي عقده يوم نشر التقرير:" تسبب الغزو وحالة عدم الاستقرار التي أعقبته بمقتل ما لا يقل عن 150 ألف عراقي وربما أكثر بكثير, معظمهم من المدنيين، ونزح أكثر من مليون شخص عن العراق. وتكبد الشعب العراقي معاناة كبيرة "..

ولم توص لجنته لا بتعويضات للشعب العراقي، ولا حتى باعتذار يقدم له، وهو ما انتقده كارني روس- مؤسس منظمة «دبلوماسيون مستقلون».. وأدانه الباحث في الفكر الإستراتيجي بجامعة باريس نبيل نايلي بقوله: ضاقت 2,6 مليون كلمة ولو بجملة يتيمة تعيد إلى ضحايا حرب همجية غير قانونية بعض الاعتبار..
وعقب نشر تقرير لجنة تشيلكوت طالب الألاف من البريطانيين أن يواجه بلير محاكمة جنائية لقراره القيام بعمل عسكري تسبب في وفاة 179 جنديا بريطانيا وأكثر من 150 ألف مدني عراقي في السنوات الست التالية.
ولخصت صحيفة "الغارديان" محصلة التقرير بـ:" دولة دمرت (إشارة الى العراق) وثقة تهدمت( إشارة الى ريطانيا) وسمعة تحطمت (إشارة الى بلير) نتيجة غزو العراق في 2003
وكانت صحيفة " دايلي ميل" قد نشرت مقتطفات من كتاب وزير الدفاع في حكومة بلير جيف هون، الذي جاء فيه إن "رئاسة الوزراء أمرته بحرق مذكرة سرية تقول إن غزو العراق عام 2003 قد يكون غير قانوني"،
وأشار هون إلى أن بلير " أقاله، وتفادى الخطر، هرباً من اللوم في الحرب " وأكد بأنه "تم تضليل الوزراء والبرلمان والجمهور من قبل بلير لدعم حرب اعتبرها الكثيرون غير قانونية وجريمة"..
توني بلير اراد خوض الحرب ولم يترك الحقائق تقف في طريقه. في محاولة يائسة لإرضاء الولايات المتحدة، كذب بنشاط مرارًا وتكرارًا لقرع طبول الحرب. وتحت الادعاء الكاذب بأن صدام حسين كان يمتلك أسلحة دمار شامل، وغزتها أنباء كاذبة عن إمكانية نشرها في غضون 45 دقيقة فقط، توجهت القوات البريطانية إلى العراق. أثارت تلك الأكاذيب أكبر مظاهرة في تاريخ بريطانيا. تظاهر الملايين ضد تورط بريطانيا في حرب العراق في 15 شباط 2003 (انا شخصيا اشتركت في هذه المظاهرة). لكن عندما تجاهل توني بلير الناس في الشوارع، علمنا أن المؤسسة السياسية لديها قدرة غير عادية على محاولة إسكات الحقيقة. على الرغم من الإرث الكارثي لسياسة بلير الخارجية.
كتبت أمهات الجنود الذين قتلوا في العراق وأفغانستان يتوسلون إلى الملكة أن تلغي وسام الفروسية. إن خدمة آلة الحرب الأمريكية ليست "مجرد" ما يحدث في السياسة. والكذب على الجمهور ليس "مجرد" ما يحدث في السياسة أيضًا..
بدأ إدمان بلير للحرب عام 1999 عندما أقنع الرئيس كلينتون بقصف صربيا. في وقت لاحق من نفس العام أعلن عن رأيه في "التدخل الليبرالي الإنساني" في خطاب شيكاغو سيئ السمعة. خلفت حروب بلير دمارا كبيرا، وأزمة لاجئين، وملايين القتلى.
في تصريحات صحفية في (يوليو 2016)، بعد نشر تقرير شيلكوت، عبر توني بلير عن أسفه وقدم اعتذاره عن قراره بإدخال بريطانيا في حرب العراق 2003، و قال إنه اتخذ القرار «بحسن نية!»، وأضاف بلير «أنا أتحمل كامل المسؤولية وأعبر عن ألمي وأسفي وأقدم اعتذاري».
وفي 2016، اعترف نائب رئيس الوزراء البريطاني السابق جون بريسكوت، أن بريطانيا خالفت القانون الدولي عندما شاركت في غزو العراق في أعقاب تقرير رسمي انتقد قرار المشاركة في الحرب، وقال إنه بُني على معلومات مضللة.
وكما يرى القراء الأعزاء ان عددا كبيرا من الشعب البريطاني لم يكن راضيا عن السياسة الخارجية لتوني بلير، وبالرغم من دمار البنية التحتية للعراق والخسائر البشرية والمادية الكبيرة وعمليات النزوح فهناك عدد من الكتاب العراقيين يدافعون عن استحقاق بلير للحصول على وسام الفروسية.
مع تحياتي