المحرر موضوع: المُبدِعون لا يموتون  (زيارة 682 مرات)

0 الأعضاء و 1 ضيف يشاهدون هذا الموضوع.

غير متصل هيثـم ملوكا

  • عضو فعال جدا
  • ***
  • مشاركة: 199
    • مشاهدة الملف الشخصي
    • البريد الالكتروني
المُبدِعون لا يموتون
« في: 16:17 13/06/2022 »
المُبدِعون لا يموتون
هيثم ملوكا

  يرحل المٌبدعون والعُظماء من عالمِنا ، وتبقى بصماتِهم ونِتاجاتِهم بيننا راسخة بِأذهاننا . حيثُ يكون رحيلهم كحالة طبيعية لزوال الجسد الأرضي الفاني وعودتهِ الى التراب الذي جًبِلَ منهُ. ولكن الروح تبقى خالدة لتعود الى خالِقها . ولكن مايميز موت المبدعين والعُظماء الذين أفنواحياتَهُم لخدمة البشرية ونشر رسالات السلام والتنوير والأبداع. بِأنهُمْ يرحلون من هذه الأرض كجسد ولكن لن يموتوا أبداً من ذاكرة الأنسانية ،وتبقى أعمالهم خالدة وناطقة بأسمائهم وفي الوجدان . أليست أعمال شكسبير أيقونة الأدب الأنكليزي والعالم، خالدة الى اليوم عبر مسرحياتهِ الرائعة، مثل عُطيل وهاملتْ وتاجر البندقية وغيرها.. هل مات نيوتن والقوانين التي وضعها ، أم لازالت الى اليوم قوانينهُ تُدرس وبأسمهِ. وهل مات إينشتاين ونظرياتهُ في النسبية. وهل مات ليوناردو دافنتشي ، ألا زالت الموناليزا بأبتسامتها العجيبة تنظر لنا عبرالأنامل  السحرية التي ابدعَت في رسمِها . وهل مات فيكتور هيغو،  أم لازالت شخصية أحدب نوتردام تعيش في مخيلتنا ، وهل مات شارلي شابلن أم لازالتْ أفلامه بالأسود والأبيض و صورهِ  وهو حاملاً عصاهُ مرتديا قبعته السوداء التي تغطي رأس ذلك الجسد الصغير، في مخيلة الصغار والكبار. وهل ماتتْ أٌم كلثوم . أم مازالت اغانيها تهز مشاعر وأحاسيس الملايين من محبيها الى اليوم والى الأبد، وتبث الطرب في النفوس حين يعلو صوتها الرخيم( فات الميعاد أو سيرة الحُب.) .وهناك العشرات من الأسماء لمبدعين وعُظماء، منذ بداية مسيرة الأنسان على الارض والى يومنا هذا. عظمَة هؤلاء المبدعون تكمُن في أعمالهم الخالدة، حيث تكون كقوة تتحرك على الأرض ومصباح يُنير العقول ويُضيئ دروبهم وعلومهم وفنونهم لتنتفع منها الأنسانية على مر الزمان . ووعلى قول الشاعر محمود الوراق:-
المَرءُ بَعدَ المَوتِ أُحدوثَة              يَفنى وَتَبقى مِنهُ آثارُه 
                               يَطويهِ مِن أَيّامِهِ ما طَوى                 لَكِنَّهُ تُنشَرُ أَسرارُهُ
            فَأَحسَنُ الحالاتِ حالُ اِمرِئٍ              تَطيبُ بَعدَ المَوتِ أَخبارُهُ 
يَفنى وَيَبقى ذِكرُهُ بَعده           إِذا خَلَت مِن شَخصِهِ دارُهُ

في أحدى كتاباتي كتبتُ عبارة  (( يُحزنني جداً أن يتساوى في الموت العُظماء والمبدعين مع  الجُهلاء والمنتفعين )) .  بالتأكيد  ومما لاشك به  أن الموت حق على الأنسان كما كان له الحق في المجيئ الى الحياة وهذه مشيئة الله وآمنا بالله وأرادتهِ الجبارة نحو أبنائه الذي خلقهم من تراب الأرض .  والى الله تعود  أرواحهم ليتقرر مصيرها.
ولكن بقناعتي الشخصية أشعرُ بحسرة كبيرة لرحيل مؤرخ عظيم أو مخترع أو فنان متميز أوبطل رياضي أو شاعر كبير أوكاتب مبدع . يرحل بصمت ووجوده  وبقاءه كان من الممكن أن يقدم للبشرية الكثيرالكثير، لتنعم الأنسانية باكتشافاته وعلومهِ وأدبهِ وأبداعاتهِ. في حين نرى أناس هما عبارة عن مستهلكات بشرية . لاتقدم ولاتنفع الأنسانية بشيئ، لا بل أحياناً كثيرة تكون مستهلِكة ومُدمرة . فنراهُم يعيشون عالة على الغير، يرحل العُظماء ويتركون المرارة في قلوب المليارات من البشر التي استفادت من علومهم واختراعاتهم وفنونهِم .
لايسعني عبر هذه الكلمة الا أن أتطرَق الى الأسماء الكبيرة والمبدعة التي قدمت للعراق في العقود الأخيرة من تأريخ العراق من أبداعات واكتشافات وأدب وفنون ، وأعتذر عن عدم ذكر كل الأسماء للمساحة المسموح بها للنشر.
فمن الأدباء والشعراء الذين قدموا للعراق الكثير الكثير من الأبداعات ، ونخص منهم :-
•   الشاعرة نازك الملائكة   الشاعر محمد مهدي الجواهر  الشاعر  أحمد مطر   الشاعر بدر شاكر السيّاب –علي الوردي -وغيرهم
فنانون رحلوا
محمد القبنجي – ناظم الغزالي  - عفيفة اسكندر – صديقة الملاية – مائدة نزهت – جبار عكار – ورياض أحمد  - منير بشير.    ممثلون:-  خليل الرفاعي – راسم الجميلي –سليم البصري –غازي التكريتي – قائد النعماني – عبد الجبار الشرقاوي – صادق علي شاهين –عز الدين طابو – مكي البدري –عبد الجبار كاظم. اسعد عبد الرزاق.وغيرهم.
رسامون ونحاتون رحلوا
جواد سليم – خالد الرحال – حافظ الدروبي – فائق حسن –محمد غني حكمت –نزيهة سليم.وغيرهم.
الرياضيين:-  عمو بابا – أحمد راضي –
وبالتأكيد هناك أسماء أخرى لرجال دين وسياسين لعبوا دورا كبيرا ومتميزا في تأريخ العراق الحديث
وعلينا أن نستذكر أسماء لامعة رحلت من أبناء شعبنا المسيحي من المبدعين ومنهم الفريد سمعان – والبير أبونا – وآخرهُم من رحل هو الشاعر زهير بهنام بردى ،الذي شغل منصب  نائب الأمين العام لاتحاد الأدباء والكتاب العراقي ورئيس المكتب الثقافي السرياني ، الذي فارق الحياة في أحد مستشفيات بغداد إثر أزمة صحيَّة. شكَّل الراحل مع شقيقه القاص هيثم بردى والشاعر الراحل شاكر سيفو منذ مطلع سبعينيات القرن الماضي، أبرز ثلاثة مثقفين أنجبتهم بلدة قره قوش التابعة لمحافظة نينوى، حيث كان الثلاثة على قدر كبير من الاهتمام والوعي بجذورهم العراقية الأصيلة  وقد خصصت مجلتنا (بابلون) ملف خاص لشاعرنا الراحل زهير بهنام بردى لما قدمه من أشعار رائعة و جميلة .
في الختام أُهدي هذه الأبيات لكل متميز وعظيم رحل من عالمنا :-
قَدْ مَاتَ قَوْمٌ وَمَا مَاتَتْ مَكَارِمُهُمْ        وَعَاشَ قَوْمٌ وَهُمْ فِي النَّاسِ أَمْوَاتُ
لَعَمْرُكَ مَا وَارَى التُّرَابُ فِعَالَهُ             وَلَكِنَّهُ  وَارَى  ثيابًا   وَأَعْظُمًا
رَدَّتْ صَنَائِعُهُ عَلَيْهِ حَيَاتَهُ                 فَكَأَنَّهُ مِنْ نَشْرِهَا مَنْشُورُ
فَإِنْ يَكُ أَفْنَتْهُ اللَّيَالِي فَأَوْشَكَتْ         فَإِنَّ  لَهُ  ذِكْرًا  سَيُفْنِي  اللَّيَالِيَ.



غير متصل يوسف الموسوي

  • عضو مميز
  • ****
  • مشاركة: 1150
    • مشاهدة الملف الشخصي
    • البريد الالكتروني
رد: المُبدِعون لا يموتون
« رد #1 في: 16:55 16/06/2022 »
يموت الطيبون ويبقى ادعياء الوضوح والصراحه  والتافهين ،،،،،،،،،،،،ت