المحرر موضوع: هوية الكنيسة .. وقوميتها .. وتسميتها .. القسم الثاني .. ايماننا ، وكنيستنا ، ووحدتها .. هكذا افهمها ..  (زيارة 340 مرات)

0 الأعضاء و 1 ضيف يشاهدون هذا الموضوع.

غير متصل فاروق.كيوركيس

  • عضو فعال جدا
  • ***
  • مشاركة: 462
  • منتديات عنكاوا
    • مشاهدة الملف الشخصي
    • البريد الالكتروني

هوية الكنيسة .. وقوميتها .. وتسميتها ..
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
إيماننا وكنيستنا ووحدتها .. هكذا أفهمها ... القسم الثاني
" الى كل أبناء أمتنا الآشورية  وأبناء كنيستنا المؤمنين بوحدتها " 
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
" هنالك ظروف وأحداث تاريخية .. نترك بصماتنا عليها .. وبعضها الآخر تترك بصماتها عليها "
لو عدنا الى بدايات انتشار المسيحية ، فكلنا نعلم ، وكما  التاريخ يخبرنا ،  أن الأناجيل عند كتابتها  ، فأنها  كتبت  مع مراعاة هوية وثقافة ولغة الشعوب الموجه اليها الانجيل ( خصوصا ان هناك العديد من السنوات  الفاصلة بين أنجيل وآخر ، وحتى بين صعود المسيح وكتابة الانجيل  ، بالإضافة الى  اختلاف أماكن كتابة الأناجيل  ) ..
فإنجيل متى ، كان موجها الى المسيحيين من اصل يهودي .. وإنجيل مرقس ، كان موجها للمسيحيين من اصول وثنية اي الرومان .. وأنجيل لوقا ، كان موجها للمسيحيين  ذوي الاصول والثقافة اليونانية .. عدا أنجيل يوخنا .. الذي اهتم بالجوانب اللاهوتية .
كما أن رسائل الرسول بولص وبطرس وبقية الرسل  قد وجهت الى شعوب مختلفة ايضا ،  وباللغات المختلفة لتك الشعوب  ( محتمل بعد ترجمتها هي الأخرى ) .
وبعد نزول الروح القدس على التلاميذ بعد صعود المسيح الى السماء ..فان الانجيل وأعمال الرسل يخبرنا .. بأنهم  بدؤوا  يتكلمون بألسن مختلفة ولغات مختلفة ، ليكونوا مؤهلين   لكي يكرزوا ويبشروا ويتلمذوا الامم بألسنها ولغاتها .
وكما ذكرنا في القسم الأول .. أنه بعد نشوء الجماعات المسيحية الأولى وانتظامها  في كنائس  وكراسي أسقفية .. فأنها بلا شك  قامت وانتظمت  ضمن مناطق جغرافية محددة يجمع سكانها عامل اللغة  والعادات والموروثات بالإضافة الى العوامل الاخرى .. وذلك يبدو واضحا من خلال  الكنائس والكراسي الاسقفية التي نشأت في فلسطين و بيت نهرين ، وتركيا وسوريا وإنطاكيا  واليونان ومصر وروما  والخ ..
صحيح ، أن الكثير منها  ، لم تأخذ  الشكل السياسي  والجغرافي  لبلدان اليوم ، لكن يمكننا القول ، أنها  قامت على  الأسس اللغوية والثقافية  والتراثية  التي كان يتميز كل من تلك الشعوب والمجموعات المسيحية .. ولا نريد اطالة الموضوع عليكم بالدخول  في تفاصيل تطورها منذ القرون الأولى لبداية المسيحية  على الاسس التي ذكرناها  والتي ادت بالنهاية الى اتخاذ الكنائس هوياتها وتسميتها القومية  التي تحملها اليوم ..
لذلك ، فأننا  إذا نظرنا الى كل الكنائس في العالم ، فسوف نجدها تحمل اسم شعبها القومي أو ما يربطها بتاريخ المنطقة الجغرافية التي نشأت فيها  .. كالرومانية ، والروسية ، والارمنية ، واليونانية ، والقبطية ، والانكليكانية والأثيوبية  وغيرها ..وحتى الكلدانية والسريانية  والمارونية ، فأنها  اصبحت تتجه اليوم  الى كونها  هوية وتسمية  لشعوبهم او طوائفهم  ..
لقد  أكدنا هنا او في مواضيع  ومنشورات سابقة   ،  من أن العوامل الجغرافية والتاريخية والسياسية  كان لها التأثير الكبير في  تسمية الكنائس  واختلاف هذه التسمية تبعا  لتلك  العوامل .. ومن هنا ، فأن كنيستنا ايضا وعلى مر تاريخها ، اتخذت تسميات تبعاً لعوامل مناطقية وجغرافية وسياسية  .. فمثلا  سميت في بداياتها  كنيسة كوخي ( نسبة الى الأكواخ )  وتقول المصادر انه شيدها الرسول مار ماري في القرن الاول  ، وكنيسة  ساليق وقطيسفون / المدائن  ( نسبة الى مدينة عراقية  بناها  الاغريق )   ، وكنيسة فارس ، نسبة الى الامبراطورية الفارسية الساسانية  ثم النسطورية  ، لكون بطريرك القسطنطينية  مار نسطورس  قد آمن  بتعاليم كنيسة المشرق ..  وكما ترون  ،  فأن مار نسطورس  لم يكن  من بلادنا ولا من كنيستنا .. فهو يوناني ولد في سوريا واصبح بطريركا للقسطنطينية في القرن الخامس .. وبعد اتهامه بالهرطقة بسبب الخلافات والاختلافات  ، تم لصق التسمية النسطورية بكنيستنا او النساطرة .
وعلى هذا الأساس  وفي ضوء ما ذكرناه اعلاه  ، وكما هو الحال بالنسبة لأغلب الكنائس ..  فأن التسمية الاشورية لكنيستنا أمر طبيعي جدا  من اجل حماية هوية كنيستنا وقوميتها وثقافتها ولغتها وارثها  في ظل هذا الكم من الثقافات  الكبيرة .. ونرى أن التسمية الآشورية أنسب لها من تسميتها بكنيسة فارس ، والنسطورية او اي تسمية .. يعني طالما كل الكنائس قومية  ، فلماذا لا تكون كنيستنا قومية أيضا ؟؟
وحتى  قبل اطلاق التسمية الأشورية على كنيستنا ، فأننا نرى  أن الأسم الاشوري او الآثوري ليس بغريب علينا وعلى كنيستنا  .. فعند مراجعة وثائق  كنيسة الرومان الكاثوليكية   بحسب المطران سرهد جمو "عند تثبيت يوخنا سولاقا بطريركًا كاثوليكيًا على كنيسة المشرق ، جاء لقبه في الوثائق الرومانية هكذا: "بطريرك كنيسة الموصل في آثـور"
  و هنا مطلع الصيغة الإيمانية التي أبرزها البطريرك الجديد خليفة يوخنا سولاقا   في روما في 7 آذار  1562: " أنا عبد يشوع ابن يوحنا من عائلة مارون من مدينة الجزيرة على نهر دجلة ... المنتخَب بطريركًا على مدينة الموصل في آثور الشرقية "  .. ونقرأ أيضا  "  السيد المحترم عبد يشوع بطريرك الآثوريين المنتخَب من قبل الإكليروس وبموافقة شعبهم"   ونقرأ ايضا   " إلى هذه الأعتاب الرسولية كان قد قدم من الهند هذا الأخ الحبيب اوراهام الكلداني ، (مرسـلا) من قبل أخينا عبد يشوع بطريرك الآثوريين"  والخ  ..
وتقول الروايات ، ان الذين أنتخبوا يوخنا سولاقا  ليصبح بطريكا لهم ، أوهموا كنيسة روما والبابا ، بوفاة البطريرك مار شمعون السابع برماما .. وان يوخنا سولاقا  هو خليفة له .
وحتى لدى مراجعتنا الوثائق الرسمية للحكومات العراقية  ، فأننا سنرى ارتباط التسمية       الآثورية بالكنيسة  عند اصدار بعض المراسيم الجمهورية المتعلقة   بتنظيم شؤون الكنيسة .. وعلى سبيل المثال  ( الطائفة الآثورية  للكنيسة الشرقية النسطورية ) .. و ( الطائفة الآثورية للكنيسة الرسولية الجاثيليقية القديمة ) ..
 بالاضافة الى ان  تسمية كنائسنا  كانت  تتغير  وتختلف من فترة تاريخية  الى أخرى  وكما بينا اعلاه .. وعلى هذا الأساس نرى ان التسمية الآشورية في محلها ومقبولة من كل الآشوريين ، خصوصا أن نيافة الأسقف مار كيوركيس يونا ، أكد في تصريحه في الفيديو الذي شاهدناه وسمعناه نهاية الشهر الماضي  ، عن توافق شطري الكنيسة على تسمية ..
كنيسة المشرق الآشورية القديمة .. وبرأينا ، فأن  هذا  ليس مكسبا لكنيسة المشرق الآشورية ،  ولا تنازلاً من الكنيسة الشرقية القديمة ، بقدر كونه مكسبا لشطري كنيستنا  ولأابناء أمتنا الآشورية على حد سواء ...وأنا شخصيا أحي آبائنا في لجنة الحوار للكنيسة الشرقية القديمة  لقبولهم  بالتسمية الآشورية ، وتفهمهم  لدلالات هذه التسمية  على كنيستنا الموحدة مستقبلاً  لجنة الحوار..
وفي الختام  ، فأنه لا بد  من توضيح نقطة في غاية الأهمية  ، وهي ان التسمية الاشورية للكنيسة ليس معناها إلحاق  وحصر الأمة في الكنيسة كما يحاول ان يفهما البعض  ويروج لها  ، بقدر كونه  محاولة لحماية كنيستنا  بتبعيتها لأمتنا الآشورية ، وبالتالي ربط مصيرها بمصير  الأمة الآشورية ، خصوصا اذا علمنا  ، أن اتباع شطري كنيستنا هم أبناء نفس الأمة الآشورية الواحدة  .
أما محاولة البعض ، في أثارة مسألة  الهنود من أتباع هذه الكنيسة ،  فنقول ، أنهم فخورون بأنتمائهم لهذه الكنيسة العريقة  ،  ولم نسمع يوما  اعتراضا منهم على التسمية  .. خصوصا أن المنطق يفرض علينا   بأن لا نخاف علة هوية  وتسمية اكثر من مليا من الهنود .
وعليه ورغم التوافق على التسمية الآشورية بين شطري كنيستنا ، فأننا رغبنا بتوضيح موضوع .. هوية الكنيسة  وتسميتها  وقوميتها ..
وكلنا أمل وعلى ثقة تامة  لا حدود لها ، من أنه سيتم التوافق على كل النقاط الأخرى ، من أجل وحدة  كنيستنا الواحدة .. بمشيئة الرب .
والى اللقاء في القسم الثالث مع التقدير .
BBC