المحرر موضوع: ايران النووية تخفي ما يثير القلق والعالم يتفرج  (زيارة 502 مرات)

0 الأعضاء و 1 ضيف يشاهدون هذا الموضوع.

غير متصل Janan Kawaja

  • اداري
  • عضو مميز متقدم
  • ***
  • مشاركة: 31496
    • مشاهدة الملف الشخصي
ايران النووية تخفي ما يثير القلق والعالم يتفرج
اثار المواد النووية الموجودة في مواقع غير مصرح عنها، تعطي لمحة عن سرية البرنامج النووي الايراني بالانسجام مع سعي طهران الى كسب الوقت بهدف تطوير قدراتها في ظل تعثر المحادثات مع القوى الكبرى.
MEO

طهران توقف العمل بعدد من كاميرات المراقبة العائدة للوكالة الدولية للطاقة الذرية في بعض منشآتها
طهران - بالتوازي مع تضاؤل آمال المجتمع الدولي في التوصل إلى اتفاق حقيقي بين الدول الغربية وإيران بشأن برنامجها النووي المثير للشكوك، يعتقد خبراء أن إيران تسعى منذ سنوات لاستثمار الوقت وتطوير برنامجها النووي سرا لأغراض غير سلمية. 
وكرد فعل لها على انسحاب واشنطن من الاتفاق النووي عام 2018، سارعت الجمهورية الاسلامية الى تعزيز أنشطتها النووية. واتخذت في عام 2021، عدة خطوات مكنتها من رفع معدل تخصيب اليورانيوم إلى عتبة غير مسبوقة تبلغ 60 بالمئة. وبالتالي تقترب إيران من نسبة 85 بالمئة اللازمة لصنع قنبلة، رغم أنه لا تزال هناك عدة خطوات مطلوبة قبل امتلاك صواريخ مزودة برؤوس حربية نووية.
وفي أيار/ مايو، قال وزير الدفاع الإسرائيلي بيني غانتس إن "إيران تعمل على تطوير الف أجهزة طرد مركزي في مواقع جديدة تحت الأرض يجري بناؤها بالقرب من منشأة نطنز النووية.
وحذر من أن إيران "تقف على بعد أسابيع قليلة من تكديس المواد الانشطارية التي تكفي لصنع قنبلة أولى، مشيرا إلى أن طهران تمتلك 60 كيلوغراما من المواد المخصبة بنسبة 60 بالمئة، وتُنتج اليورانيوم المعدني عند مستوى التخصيب بنسبة 20 بالمئة".

تطور خطير للغاية لأن الجمهورية الإسلامية يمكنها الحصول على اليورانيوم المستخدم في صنع الأسلحة النووية بسرعة كبيرة

وعبرت ألمانيا عن موقفها بشأن محادثات فيينا على هامش مؤتمر ميونيخ للأمن على لسان المستشار أولاف شولتس الذي قال في فبراير/ شباط الماضي "لدينا الآن فرصة للتوصل إلى اتفاق يسمح برفع العقوبات. لكن إذا لم ننجح بسرعة كبيرة، فإن المفاوضات قد تفشل. المسؤولون الإيرانيون لديهم خيار. الآن حانت ساعة الحقيقة".
وفي نفس الفترة نشر موقع إذاعة دويتشلاندفونك الألمانية بيانات حول البرنامج النووي الإيراني استنادا إلى معهد العلوم والأمن الدولي في واشنطن. وذكر أن إيران تملك اليوم 4 آلاف جهاز طرد مركزي جديد عالي الأداء. كما تمكنت من مراكمة 114 كيلوغراما من اليورانيوم المخصب بنسبة 20 بالمئة و17.7 كيلوغرام من اليورانيوم المخصب بنسبة 60 بالمئة. وهو ما كان محظورا عليها في اتفاق 2015. وكتب الموقع معلقا بأن الأمر يتعلق بـ"تطور خطير للغاية لأن الجمهورية الإسلامية يمكنها الحصول على اليورانيوم المستخدم في صنع الأسلحة النووية بسرعة كبيرة".
وبعد انتقادات وجهتها الوكالة الدولية للطاقة الذرية للجمهورية الإسلامية بشأن تعاونها معها والرد الإيراني على هذا الانتقاد، حثت الإمارات الجمعة إيران على تقديم تطمينات لجيرانها بما في ذلك دول الخليج والمجتمع الدولي بشأن سلمية برنامجها النووي.
وطالبت دول الخليج مرارا بإشراكها في محادثات فيينا كونها طرفا معنيا بالمفاوضات وطالبت بضمانات تكبح أنشطة إيران المزعزعة للاستقرار في المنطقة.
ويعتقد مراقبون أن إيران أفلتت نسبيا من الرقابة المشددة للمجتمع الدولي بسبب انتهاجها أسلوب ازدواجية الخطاب خاصة بعد أن أصدر المرشد الأعلى للثورة الإيرانية علي خامنئي فتوى في 2003، ضد الأسلحة النووية باعتبارها "حراما ومخالفة للشريعة الإسلامية".
وهي حيلة انطلت في وقت سابق على إدارة الرئيس الأميركي الأسبق باراك أوباما لتعود نفس الفتوى هذا الأسبوع مجددا عندما استدعاها وزير الاستخبارات الإيراني محمود علوي حين قال إن "الفتوى القائمة بتحريم السلاح النووي واعتبار امتلاكه خروجا عن الإسلام قائمة"، مستدركا أن إيران ستطور سلاحا نوويا إن استمر الضغط الغربي عليها؛ باعتبار أن "الإثم" لن يقع على إيران، بل "على الذين أجبروها على السير بهذا الاتجاه".

في العلن، خامنئي يقول إن النووي حرام وفي السّر، طهران تقترب من تصنيع أول قنبلة نووية

وأصدر خامنئي فتواه في سياق غزو التحالف الدولي للعراق بحجة امتلاك نظام الرئيس العراقي الراحل صدام حسين أسلحة دمار شامل، حيت بدأت ايران تخضع لتدقيق دولي في برنامجها النووي.
وأصدر مجلس محافظي وكالة الدولية للطاقة الذرية التابعة للأمم المتحدة قرارا الأسبوع الماضي، طرحته الولايات المتحدة وثلاث دول أوروبية (فرنسا وألمانيا وبريطانيا)، يدعو طهران للتعاون مع الوكالة بعد تقرير للأخيرة انتقد غياب الأجوبة الإيرانية الكافية في قضية العثور على آثار لمواد نووية في مواقع لم يصرح عنها سابقا.
وتزامنا مع الإجراء، أعلنت الجمهورية الإسلامية وقف العمل بعدد من كاميرات المراقبة العائدة للوكالة في بعض منشآتها.
ورغم تجديد الرئيس الإيراني إبراهيم رئيسي أثناء أدائه اليمين الدستورية في آب/أغسطس الماضي القول بأن "الأسلحة النووية محرمة شرعا في عقيدتنا"، فإن دول الخليج تشكك في الادعاءات الإيرانية وظلت تعتقد أن البرنامج النووي الإيراني خطر على أمنها وعلى أمن منطقة الشرق الأوسط عموما.
وتخشى دول الخليج من سعي طهران لتنفيذ برنامج تسليح نووي سري سيظهر للعلن في وقت لن يكون أمام المجتمع الدولي فعل شيء حياله وسيكون بمثابة الأمر المقضي الذي سوف تفرضه إيران على جيرانها وعلى المجتمع الدولي برمته.