المحرر موضوع: سيناريوهات الانقلاب في العراق  (زيارة 732 مرات)

0 الأعضاء و 1 ضيف يشاهدون هذا الموضوع.

غير متصل Janan Kawaja

  • اداري
  • عضو مميز متقدم
  • ***
  • مشاركة: 31440
    • مشاهدة الملف الشخصي
سيناريوهات الانقلاب في العراق
الصدر غاب عن البرلمان ولكنه يخطط للعودة بصيغة انقلابية.
MEO

التظاهرة القادمة بلا صور
الحديث عن سيناريوهات الانقلاب في العراق بدأ الترويج لها منذ شهرين، تزامنا مع الأزمة المستعصية على الحل التي كانت متفاقمة بين التيار والإطار، وما سمي بـ "الإنسداد السياسي" الذي أغلق كل الأبواب بوجه أية بوادر انفراج مرتقب، وحتى إعلان السيد مقتدى الصدر انسحابه من العملية السياسية قد يتناغم مع تلك التوجهات.

ومنذ أقدم عصور التاريخ، كان الانقلاب السياسي هو وحده الذي يحل لغز أية محاولة للسيطرة على الحكم، في العراق، بغض النظر عن وجود دعم خارجي أو برغبة في تسخير ثورة شعبية للإطاحة بالحكم، واستغلال السخط الشعبي أو غليان الشارع في بعض الأوقات لتنفيذ سيناريوهات الانقلاب.

حتى العملية السياسية التي أريد لها أن تنشأ في هذا البلد، وسعت الولايات المتحدة لقيادة دفة التغيير فيها لأكثر من عقد من السنين، كان يجري الإعداد لمد خيوط مع قادة عسكريين جرى معاقبتهم وعملوا كمعارضة وعددهم قليل جدا، وسعت مع آخرين، سواء برغبة البعض أو بفرض الأمر الواقع على آخرين منهم ربما برفض خطوات من هذا النوع خوفا على مصيرهم، ومن ثم إرغامهم على التماشي مع خطة إسقاط النظام، وفي كل الأزمنة لابد من وجود مصالح متشعبة محلية وإقليمية ودولية، تدفع بهذا الاتجاه، وبقي العراق على مدى تاريخه مسرحا لتلك الانقلابات أو الثورات الشعبية، إن وجدت محاولات من هذا النوع، وهي قليلة.

واحدة من الانقلابات التي رافقت العملية السياسية، كان قد قيل ان رئيس الوزراء آنذاك نوري المالكي وفي نهاية ولايته الثانية عام 2018، كان يمهد لعملية انقلاب عسكري عن طريق ضباط عسكريين موالين له، يقومون بتطويق المنطقة الخضراء ومن ثم اعلان حالة الطوارئ بعد إن وجد كل الآمال مسدودة بوجهه، لتولي قيادة السلطة لولاية ثالثة. لكن الولايات المتحدة منعت هذا المخطط، وقيل ان إيران لم تكن تساند محاولة من هذا النوع، برغم أنها تدعم المالكي كليا، وهي تجد فيه أنه الشخصية الأقوى المفضلة لديها لحكم العراق، وهو من يحقق لإيران هيمنتها على مقدرات العراق.

آخر تلك التقليعات التي تحدثت مؤخرا عن سيناريوهات الانقلاب بدأت تتسرب أخبارها بعد صعوبات واجهها التيار الصدري بقيادة السيد مقتدى الصدر لتشكيل حكومة أغلبية بالتوافق مع كتل سنية وكردية، لكن موقف الإطار الرافض لأية توجهات للسيد الصدر لإقامة مثل تلك الحكومة، هو من أوصل الأمور الى أن يضطر السيد مقتدى الصدر للإعلان عن سحب نوابه من البرلمان ومن ثم اعلان الخروج نهائيا من العملية السياسية.

تبع ذلك أن أصدر السيد الصدر بيانا برفع تجميد تنظيم البنيان المرصوص ولديه تجمع سياسي آخر مجمد هو اليوم الموعود، وكل تلك المسميات كما يقول مراقبون واحدة، إذ ترتبط غالبا بتنظيم عسكري قوي كان يدعى جيش المهدي لكن هناك من الأعمال العسكرية التي لقيت معارضة لها من قوى سياسية عراقية، فوجد في إحياء البنيان المرصوص بديلا عن تسمية جيش المهدي، وهي الخطوة التي فسرها مراقبون بانها أول تصعيد عسكري ينبئ بمواجهة عسكرية مستقبلية للسيطرة على الحكم وعدم السماح للإطار بتشكيل حكومة توافقية يدعمها المالكي والجماعات القريبة من إيران.

لكن سيناريوهات الانقلاب الأكثر دراماتيكية والتي تم تسريب الكثير من خططها، كانت قد مهدت لخطوة السيد الصدر اللاحقة، وهي تبدو مؤشراتها واضحة، أنها تتناغم مع فكرة انقلاب سياسي تحت ضغط عسكري، واستغلال النقمة الشعبية لإسقاط النظام، حتى أن منشورات كثيرة راحت توزع في مناطق شرقي بغداد موالية للصدر تعلن أن التغيير قادم في العراق.

 كان تنفيذ المخطط ينطلق كما روج له من قبل صحيفة تدعى "صاحبة السيادة"، وأن تنطلق شرارته الأولى في منتصف حزيران/يونيو او تموز/يوليو عن طريق تظاهرات شعبية صاخبة جدا تحت اسم ثورة الجياع، وبمطالبات بتشكيل الحكومة واقرار الموازنة، يستنفر التيار فيها جميع قواعده.

وسيمنع التيار الصدري، وفقا لهذا السيناريو قواعده من رفع صور السيد الصدر او أبيه، أو اي شعار صدري، او حتى الإفصاح عن انتمائهم السياسي للتيار، والترويج على أن التظاهرات تهدف الى "ثورة شعبية"، ودعوة البسطاء والناقمين على السلطة للانضمام لها دون أن يعرفوا من ورائها.

ومن بين فقرات السيناريو المزعوم رفع شعارات تستهدف الاطار التنسيقي والحشد الشعبي والفصائل، واتهامهم بالتبعية لايران، والقتل، والسلاح المنفلت، وتحميلهم مسؤولية تعطيل تشكيل الحكومة واقرار الموازنة، والاضرار بمصالح الشعب، وبتعيينات الخريجين، وبالبطالة...

وبحسب "صاحبة السيادة" يجري افتعال صدامات مع القوات الامنية منذ اليوم الأول، ليسقط ضحايا، ويكون ذلك مبررا للتصعيد بأعمال إنتقامية وشغب واسع جدا، وستشارك فيها خلايا خاصة من سرايا السلام، ممن اداروا حراك تشرين باسم "القبعات الزرقاء". وسيتم مهاجمة وحرق مقرات احزاب الاطار عن بكرة أبيها، وبيوت قياداته، ونوابه، وقادة الحشد والفصائل، ومؤسسات قضائية، وأخرى تديرها عناصر إطارية، بجانب القنصليات الايرانية، وقد تشهد اعمال عنف أبشع مما شهدته ساحة الوثبة.

كما يخطط التيار، كما قيل، لانضمام مجاميع ومنظمات مدنية موصوفة أنها "تشرينية" وهي في الحقيقة أنشأها التيار خلال ثورة تشرين، ومجاميع شبابية تعمل لمن يدفع، ومجاميع سنية مرتبطة بالحلبوسي سبق ان شاركت بثورة تشرين.

وبحسب السيناريو فإن أحداث العنف ستتركز في المحافظات الوسطى والجنوبية بدرجة أساسية، وتسود فوضى عارمة، تنتقل الى مركز العاصمة بغداد تدريجيا وتبلغ أوجها فيها يوم 17 يوليو/تموز بمحاولة اقتحام المنطقة الخضراء، وتم اختيار التوقيتات بدقة، بالتزامن مع بدء فراغ مخازن وزارة التجارة من الحنطة والمخزون الغذائي، واشتعال موجة غلاء سعرية، واستفحال أزمة المياه بشدة، وأزمة الكهرباء.

من المقرر بحسب الصحيفة أن يدعم السيد مسعود البارزاني المخطط لوجستيا انتقاما من موقف الإطار بإسقاط مرشحيه لرئاسة الجمهورية هوشيار زيباري وريبار أحمد، ووقوفه وراء قرار المحكمة الاتحادية حول نفط كردستان، وليكسب تعطيل قرار المحكمة بشأن النفط والغاز. كما سيدعم الحلبوسي المخطط لوجستيا، وميدانيا بمجاميع سنية سبق أن شاركت في ثورة تشرين، وكفرصة للتخلص من خصومه، والاستبداد سلطويا.

وبحسب الصحيفة أيضا عمل التيار منذ نهاية رمضان بتغذية احتجاجات المحاضرين والخريجين والعاطلين وغيرهم، لاستغلالهم بمخططه المرتقب، حيث أن قانون الطوارئ لا يتضمن أي تعيينات، وسيحمل المسؤولية على الاطار بدعوى تعطيله الموازنة، وسيضمهم الى ساحاته، لزيادة زخمها، والتضليل بانها ثورة شعبية.

بدأ التيار منذ 10 أبريل/نيسان، بحسب تلك التسريبات، بتفعيل 12 قناة تلغرام إخبارية، تقودها منصة "الجدار نيوز" التي روج لها "وزير القائد"، وتتبنى خطاب ضد الإطار والحشد والمقاومة وانصارهم، اضافة الى إقامة صفحات فيسبوك بعضها كان تابعا لتشرين، وانشأ عدد هائل من الحسابات الوهمية في تويتر وفيسبوك وإنستغرام.

هذه هي أبرز سيناريوهات الانقلاب المفترض الذي جرى الحديث عنه، والذي يتزامن مع منشورات تدعو للتهيؤ لـ "التغيير القادم"، وزعت في مناطق مختلفة من شرقي بغداد.

ويرجح مراقبون أنه في حال انفلات الاوضاع فسيكون للسيد الكاظمي دورا حازما متوازنا يعيده الى الواجهة مجددا، وقد يؤهله دوره بأن يكون رجل المرحلة. وقد تكون زيارة الكاظمي الأخيرة لكل من السعودية وإيران، وحتى مشاركة السيد مقتدى الصدر في حج هذا العام للسعودية، فرصة للحصول على تأييد سياسي كبير للكاظمي، لولاية ثانية، وهو أمر ليس مستبعدا، كما يؤكد مراقبون، وربما يتناغم السيد الصدر مع توجهات من هذا النوع إن حدثت تطورات دراماتيكية تسقط العملية السياسية او تهيئ لمرحلة طوارئ جديدة، بعد أن استنفدت العملية السياسية أغراضها، وراح حتى الغرب أميركا وأوروبا نفسها تدعم الجهات الساعية لإسقاطها بأية وسيلة.