وحدة كنيسة المشرق: فرح يتبدد وجرح يتجدد
(خاطرة عابرة)
أما وقد اعتمدت مرجعيات كنيسة المشرق الاشورية الاسلوب الاستعراضي الشعبوي عوض المهني المؤسساتي في اطلاقها مسار تحقيق وحدة كنيسة المشرق بشطريها،
أما وقد اثبتت هذه المرجعيات عدم تفريقها بين "توحيد كنيسة" و"ضم كنيسة"،
أما وقد برهنت هذه المرجعيات عدم استيعابها او عدم استعدادها للتنازل عن جزئية\ات تفصيلية لتحقيق الهدف-الحلم،
فانها تكون قد اثبتت انها لم تلتزم يقينياً العمل للوحدة،
او أنها لا تملك قراراً واحداً موَحَداً بالسعي للوحدة،
أو انها، في أحسن الأحوال، لم تعرف كيف تحقق الوحدة.
شخصيا،
أعتقد ان ضعف كنيسة المشرق الاشورية في موضوع الوحدة يكمن في "قوتها" النسبية بالمقارنة مع الكنيسة الشرقية القديمة،
وقوة الكنيسة الشرقية القديمة في موضوع الوحدة يكمن في "ضعفها" النسبي.والآن،هل للحالمين بالوحدة من ابناء الكنيستين ان يتوقعوا قراراً يصنع التاريخ وقراراً مسؤولاً ومخلصاً من هنا او هناك لاستعادة فرصة توحيد الكنيسة، وهي فرصة لم يسبق وجودها سابقاً ولن يتكرر توفرها لاحقاً؟
هل يتوقع الحالمون من ابناء الكنيستين ان تبادر كنيسة المشرق الاشورية بالتخلي عن جزئيات وصغائر الامور في سبيل تحقيق الحلم الكبير؟
وهل يتوقع الحالمون من ابناء الكنيستين ان تبادر الكنيسة الشرقية القديمة باعطاء فرصة أوسع ووقت اطول لتحقيق الحلم قبل الرسامة المرتقبة للبطريرك المنتخب، خاصة وانها اثبتت شفافية مع الشعب واحتراما له في عرضها للامور في الفضاء العام عن هذا الشأن العام؟
أم ان على الحالمين أن يدركوا أنهم واهمين؟
وعندها يصح القول:
باعوا وهم الوحدة لشعب مسكين صدقهم واشتراه على انه حلم يتم تحقيقه.
ليعودوا انفسهم ويقتلونه
ليستيقظ الشعب ويدرك أن ما اشتراه لم يكن إلا وهم تم تسويقه.
وشخصيا،ومنذ الاعلان الشعبوي عن اطلاق مسار التوحيد توقعت نهايته وكنت صريحا مع كل من سالني رأيي فيه او حاورني به.
لذلك لم استغرب عدم تحقيق الحلم بل كنت ساستغرب لو تحقق الحلم.
فالتعامل الشعبوي مع كل القضايا وفي كل الازمنة والامكنة والمجتمعات لم ولن يحقق اهدافا تتطلب الاداء المؤسساتي.
وللاسف نحن، شعب وكنائس و"مؤسسات" كنا وما زلنا أبعد ما نكون عن المؤسساتية.
نكرر التجارب ذاتها ونتوقع نتائج مختلفة ناسين او متناسين نصيحة آينشتاين المشهورة.
ملاحظة:هذا رأي شخصي في قضية رأي عام، وهو حق تصونه كل الاعراف والسياقات. وربما سيكون لنا عودة اكثر تفصيلا عن الموضوع.
في عام 2000 نشرت كتيبا مطبوعا بعنوان (كنيسة المشرق الموحدة: أمل قريب، أم حلم بعيد).
والان اعدت نشره الكترونيا على موقعي الشخصي، ويمكن للراغبين بقراءته النقر على الرابط أدناه:
http://etota.net/articles-books/books/church_unity_book/الخوري عمانوئيل يوخنا
القاهرة، خان الخليلي، قهوة نجيب محفوظ*
15 حزيرن 2022
* أكملت الخاطرة هناك حيث كنت مشاركا في مؤتمر عن حرية الدين والمعتقد في منطقة الشرق الأوسط وشمال افريقيا، وأجلت نشرها في حينه
أتمنى على الزملاء الأحبة في ادارة موقع عنكاوة حذف التعقيبات التي ينشرها ملثمون باسماء مستعارة. فكيف يمكن الوثوق برأي لا يثق صاحبه بنفسه فيدخل ويخرج وينشر ويعقب ملثما متخفيا.