المحرر موضوع: جزيرة ابن عمر[1] (ܓܙܪܬܐ ܕܒܝܬ ܙܒܕܝ _ ܓܵܙܲܪܬܵܐ ܙܒܼܕܝܬܵܐ ) منارة الادب السرياني في منتصف القرن السادس عشر الجزء الاول  (زيارة 919 مرات)

0 الأعضاء و 1 ضيف يشاهدون هذا الموضوع.

غير متصل نمير لوسيا

  • عضو فعال
  • **
  • مشاركة: 47
    • مشاهدة الملف الشخصي
    • البريد الالكتروني
جزيرة ابن عمر[1] (ܓܙܪܬܐ ܕܒܝܬ ܙܒܕܝ _ ܓܵܙܲܪܬܵܐ ܙܒܼܕܝܬܵܐ ) منارة الادب السرياني في منتصف القرن السادس عشر
الجزء الاول
تحملنا الآشواق على اجنحة قطارالذاكرة لتحط بنا في تلك المحطة الجميلة في اعالي ما بين النهرين في تلك الارض التي يُحيطها نهر دجلة كقلادة ماسيّة من الشمال والشرق والجنوب ، والى الشمال الشرقي منها تنتصب جبال بوتان [2] الشامخة حيث انتشرت في قممها وسفوحها اديرة عظيمة خلّدت تاريخها في الصفحات المُشرقة من التاريخ المسيحي للمنطقة ، هنا في هذه الجبال اختار كل من الاخوين مار أحا واخيه مار يوحنا تلامذة مار اوجين في النصف الاول من القرن الرابع الميلادي في بيث زبداي ديره ثم ما لبث ان اجتمعا في دير واحد هو دير مار احا بعد وفاتهما فدُعي بعدئذٍ بديرالاخوين مار احا وماريوحنا [3]. في هذه المدينة التي تُسمى اليوم الجزيرة ( جزيرة ابن عمر ) وسماها السريان گازرتا د'بيت زبداي ( ܓܵܙܲܪܬܵܐ ܕܒܝܬ ܙܒܕܝ ) والتي كانت مقر الاساقفة السريان الشرقيين حتى القرن الرابع عشرحيث كانت تتبع ابرشية بيث عربايا التي كان مركزها نصيبين ومن ثم اصبحت مقرالاساقفة الكلدان ( اسقفية الجزيرة الكلدانية ) في القرن التاسع عشر ومطلع القرن العشرين ، يقف قطار رحلتنا اليوم ونحن في منتصف القرن السادس عشر فنقوم في جولة في هذه المدينة التي كانت منارة الادب السرياني لنلتقي برواد الادب السرياني في هذه الفترة وفي مقدمتهم المطران عبديشوع مارون الجزراوي (البطريرك الثاني (1570-1555) للكنيسة السريانية الشرقية المتحدة مع روما ) [4] ، اول مطران كاثوليكي على الجزيرة ، الشاعر المُتميز والمبدع وكذلك الشعراء المعاصرون لعبديشوع وفي مقدمتهم القس درويش الجزراوي الذي كان من اقرباء المطران من جهة الوالدة وعطايا بن فرج الجزراوي [5] الذي كان احد افضل النُساخ المعروفين للسريان الشرقيين في الفترة العثمانية . ومن ثم نقوم بزيارة دير مار اوگين القريب في جبل إيزلا [6] لنتلقي هناك الشاعر الكبير الربان اوراهم دبيث سلوخ (بيث سلوخ التي هي كركوك الحالية ) والجدير بالذكر انه في هذه الفترة المليئة بالمُتغيرات كانت كنائس الجزيرة منقسمة بين خط يوحنا سولاقا الكاثوليكي الذي يمثله المطران عبديشوع والخط التقليدي التابع لبطاركة الربان هرمز في القوش والذي يمثله الشعراء الاخرون.
يسعدني ان أترجم لكم مقتطفات من مقالة الاستاذ Anton Pritula المعنونة
East Syriac Literary Life in the mid-16th Century: ' Abdīšō' of Gāzartā and Older Contemporary Poets (Darwīš of Gāzartā, Abrāhām of Bēt Slōk and ʿAṭāyā of Gāzartā)
في النصف الاول من القرن السادس عشر اصبحت الحياة الادبية للكنيسة السريانية الشرقية اكثر كثافة من اي وقت مضى منذ الدمار الكبير الذي سببته مذابح تيمورلنك في اوخر القرن الثالث عشر ومطلع القرن الرابع عشر ، ويُعتقد بإن هذه النشاط مرتبط بتشكيل الامبراطورية العثمانية التي منحت بعض الاستقرار لإقتصاد وثقافة الشرق الأدنى ، وفي نفس الوقت كان دورالشعر يتزايد بإستمرار حيث اصبح الشعرفي تلك الفترة وسيلة مهمة لنشر الافكار واللاهوت وحتى كوسيلة اتصال بين نخبة الكنيسة المثقفة بشكل عام. كان مركز الحياة الشعرية في هذه الفترة جغرافياً في الابرشيات الشمالية الغربية لكنيسة المشرق والتي تتضمن ابرشيات ماردين وآمد (ديار بكر )والجزيرة ونصيبين مع الكنائس والاديرة المُجاورة والتي كانت مُنخرطة بشكل فعّال في هذا المجال ويضيف بأن الدائرة الادبية كانت تُنتج أشعار طقسية كنسية وأشعار غير طقسية تتبع بشكل عام الانماط الشعرية والمعايير المُستنبطة في فترة النهضة السريانية خاصةً في الفترة المغولية ( القرن 13- القرن 14 ) . ونتيجة لفترة التعايش الطويل مع الحضارتين الفارسية والعربية الاسلامية فإن مجال استخدام الشعر كان يتوسع اكثر فاكثر في القرون اللاحقة ، ففي تلك الفترة اصبح استنساخ المخطوطات جزءاً مهماً من فعاليات نُخبة الكنيسة المُثقفة في الحفاظ على التراث الثقافي بجانب التأليفات الشعرية . ولهذا السبب فإن عدداً كبيراً من الشعر المُستنسخ بدأ تداوله في انواع مُتعددة من المخطوطات التي تم إكمالها.
إحياء الادب السرياني كهذا وانتاج المخطوطات إستبق الظهور المبكر لتقليد القصائد الكلدانية وهيأ العديد من المؤلفين بالمهارات اللازمة له ، اكثرهم شهرة وأولهم كان عبديشوع الجزراوي البطريرك الثاني (1570-1555) للكنيسة السريانية الشرقية المتحدة مع روما هذا الكاتب المُتميز نشأ في هذه البلدة ( الجزيرة ) وبدأ مهامه الكنسية في دير بجوارها ( ديرالاخوين مار احا وماريوحنا ) . شكّلت الابرشيات الغربية التي كانت المركز الادبي والفكري الأساس لهذا التقليد الجديد بينما كانت الابرشيات الوسطى في شمال العراق التي مركزها الفكري في القوش والبلدات المجاورة باقية تحت نفوذ خط البطاركة التقليديين الذي كان مركزه دير الربان هرمز الواقع بقرب هذه البلدة .وبالرغم من هذا فأن الباطريركين الشرقيين المُتحد مع روما والتقليدي لم يكونا منعزلين احدهما عن الآخر وبقيت الاتصالات دائمة بينهما وهكذا فإنها انشأ ادبا واحداً وفضاء حضاريا واحداً.
هذه المقالة سوف تحاول ان تعّرف على بعض خصائص الحياة الادبية للدائرة الشعرية التي وجدت في الابرشيات الغربية من الكنيسة السريانية الشرقية طبقاً لبعض النصوص الشعرية الغير مطبوعة والتي يبدو انها أثرت على المزيد من التطوير لهذا التقليد
معظم هذه النصوص التي يتم مناقشتها في هذه المقالة تم الحفاظ عليها في المخطوطة الماردينية المرقمة [00398-CCM ] ، مجموعة النصوص الرائعة هذه في الوقت الحاضر هي موضوع دراسة خاصة من قبل Helen Murre-Van den berg الخبيرة الرائدة في ادب تلك لفترة . المخطوطة التي تحتوي القصائد الشعرية التي نحن بصدد مناقشتها بالاضافة الى نصوص شعرية اخري كُتبت عام 1583 ميلادية في دير يوحنا المصري القريب من الجزيرة والذي كان مركزاً مهماً للثقافة الكنسية في القرن السادس عشر وكان يسكنه الرهبان حتى القرن التاسع عشروخلال هذه الفترة تم استنساخ الكثير من المخطوطات هناك ، وكما يظهر من وثيقة مكتوبة من قبل عبديشوع والتي نُشرت حديثاً فأن هذا الديركان مسكنه قبل رسامته وربما لهذا السبب فإن المخطوطة تحتوي على مقتطفات شعرية فريدة ربما تم استنساخها من مخطوطته الاصلية المفقودة والتي هي نصوص شعرية غيرمعروفة بشكل كبيرمن قبل مؤلفين اخرين عاشوا في القرن السادس عشر ولهذا فإن المخطوطة توضّح لنا حياة الدائرة الشعرية السريانية لتلك الفترة . هذه المجموعة تضم المئات من القصائد الشعرية المنسوبة لهذا المؤلف والتي لم يتم دراستها بعد ، الكثير منها يُشير الى اشخاص اخرين ربما كان يعرفهم بالاضافة الى اماكن فيما يبدو انه زارها.
[1] جزيرة ابن عمر _ گازرتا د'بيت زبداي ( ܓܙܪܬܐ ܕܒܝܬ ܙܒܕܝ )
هي بلدة وقضاء في قضاء شرناق في جنوب شرق الأناضول في تركيا وتقع على نهر دجلة على الحدود التركية السورية وعلى مقربة من الحدود العراقية التركية . انكمشت الطائفة السريانية الشرقية في منطقة گازرتا نتيجة المذابح الأرمنية عام 1915، وقد انتهت الأبرشية الكلدانية في گازرتا بعد الحرب العالمية الأولى وكان مار يعقوب اوراهم ( من بلدة تلكيف ) آخر مطران كلداني في جزيرة بازبدي استشهد عام 1915 وفي احصائية خاصة بأبرشية بيث زبداي الكلدانية (جزيرة ابن عمر) للخوري يوسف تفنكجي سنة 1913م حيث وضعها قبيل مذابح 1915م بلغ عدد الكلدان 6400 نسمة يخدمهم مطران، وإلى جانبه 17 كاهن، يتوزعون على 17 خورنة، وللأبرشية 14 كنيسة و7 مدارس، ويتوزع أبناء الأبرشية على المراكز التالية:
1_ الجزيرة. 2_ طاقيان. 3_ فيشخابور. 4_ وحصد. 5_ تل قبين. 6_ هوز و مير. 7_ هربول. 8_ كيركي بدرو. 9_ نهر وان. 10_ منصورية. 11_ اشي. 12_ باز. 13_ هلتون. 14_ آقول. 15_ ديسيون. 16_ مار سوريشو. 17_ شاخ.
[2] جبال البوتان: وتعرف بالبوهتان وهي سلسلة الجبال التي تمتد من شمال شرق الجزيرة العمرية وحتى جنوب شرق سعرت، وتعتبر هذه السلسلة الجبلية معقلاً تاريخياً لكنيسة المشرق، حيث كانت تضم العشرات من القرى يسكنها أبناء هذه الكنيسة حتى بداية القرن العشرين.
[3] دير ماراحا ومار يوحنا ( ܥܘܡܪܐ ܕܡܪܝ ܐܚܐ ܘܡܪܝ ܝܘܚܢܢ )
يذكر الاب البير ابونا بأن هذا الدير يقع بجوار قرية المنصورية التابعة لجزيرة ابن عمر بينما يذكر الشماس نوري ايشوع مندو بأن دير مار احا ومار يوحنا يقع شمال شرق الجزيرة العمرية على مسافة ساعة سيراً على الاقدام . لعب هذا الدير دوراً مهماً في تاريخ كنيسة المشرق ومن اشهر رهبانه الذين اصبحوا بطاركة ١. البطريرك عبديشوع مارون الجزراوي ٢. البطريرك يهبالاها الرابع عطا الله
[4] عبديشوع الرابع مارون ( 1570_1555) ( ܥܲܒܼܕܝܼܫܘܿܥ ܡܵܪܘܿܢ ܓܙܝܼܪܢܵܝܵܐ)
ولد عبديشوع بن يوحنا مارون في جزيرة ابن عمر. ترهَّبَ في دير مار أحَّا ومار يوحنا، ورُسِمَ كاهناً. أسامه البطريرك سولاقا رئيساً لأساقفة الجزيرة، مسقط رأسه، في 27 كانون الثاني سنة 1554.اُختير بطريركاً بعد اغتيال سولاقا سنة 1555. توفي البطريرك عبديشوع مارون الجزراوي سنة 1570 ودُفن في دير مار يعقوب الحبيس قرب سعرد ( تركيا).
[5] الناسخ والشاعرالسرياني عطايا الجزراوي كان كاهناً في مدينة الجزيرة تابعاً للخط التقليدي في ديرالربان هرمز ثم انتقل في القرن السادس عشر من جزيرة بازبادي الى القوش مركز البطاركة التقليدي وساهم في تأسيس تقليد نسخ المخطوطات هناك ويوجد الان (25) مخطوطة منسوخة من قبل عطايا الجزراوي في مدينة الجزيرة في الفترة الممتدة بين 1536 و 1594 تم الحفاظ عليها.
[6] إيزلا ( ܐܝܼܙܠܵܐ) هي الجبال الممتدة من شمال شرق نصيبين باتجاه الجزيرة العمرية
المصادر
1. East Syriac Literary Life in the mid-16th Century: ' Abdīšō' of Gāzartā and Older Contemporary Poets (Darwīš of Gāzartā, Abrāhām of Bēt Slōk and ʿAṭāyā of Gāzartā)
Anton Pritula
2. سلسلة جثالقة – بطاركة كنيسة المشرق – الحلقة 34
الكاردينال لويس روفائيل ساكو
سلسلة بطاركة دير الربان هرمزد
3. بازبداي أبرشية الجزيرة العمرية في تاريخ الكنيسة الكلدانية
( الشماس نوري ايشوع مندو ).


غير متصل Adris Jajjoka

  • عضو فعال جدا
  • ***
  • مشاركة: 633
  • الجنس: ذكر
    • مشاهدة الملف الشخصي
    • البريد الالكتروني
السيد نمير لوسيا المحترم ،

في الرابط التالي  مختصر تاريخ الامة " الارامية السريانية " المجيدة منذ  الألف الثالث قبل الميلاد  و المتواصل حتئ الان :

http://baretly.net/index.php?topic=80345.0