المحرر موضوع: رؤى أخرى في اشكالية قصيدة (انتطرناك). للشاعرة.. تراث منصور كتابة فهد عنتر الدوخي  (زيارة 1009 مرات)

0 الأعضاء و 1 ضيف يشاهدون هذا الموضوع.

غير متصل فهد عنتر الدوخي

  • عضو فعال جدا
  • ***
  • مشاركة: 750
  • الجنس: ذكر
    • مشاهدة الملف الشخصي
    • البريد الالكتروني
في الأعراف الأدبية ان للشاعر سمة يطوف بها على أبواب المعرفة، وبفكره وثقافته ومواهبه وما كتسب من علم يتميز عن سواه في توظيف الموضوع لذلك نجد ان سعة اطلاعه على هذه المداخل يعزز حضوره في اي محفل للإبداع، فليس غريبا على المفكر الذي يخترع الجملة او الحكمة ان يطوف في افلاك أخرى، الأمر المعهود فيه ان لديه سعة من الخيال والغوض في دهاليز اللغة وجمالها ورونقها، لذلك يصبح من ارتوى من فصاحة اللغة ونهل من مدادها العذب، مشروعا للتحليق في أي فضاء، مهما اختلفت درجة صفاؤه، وهذا يحسب لشاعرتنا الأنيقة الأستاذة تراث.منصور عزف النايات،  المتفردة بتنوعها رغم خطورة هذا الأمر، مع اعتقادي بان الكاتب، يقبظ على الفكرة ويوثقها في خلده ويضعها بعدئذٍ في مكانها الصحيح والى اي جنس تنتمي، قصيدة (انتطرناك) هي ابتهال ومناجاة، وتوصيف، ونقل حال، وتشريح واقع معاش، فهي كما ذكرنا تطوف بثقة عالية على محطات الكلام بثقة عالية تحسب لكل خطوة، ولا تتعثر، حتى تأتي لوحتها براقة ملونة جميلة تسر المتلقي، هذه المناجاة، ليس لها سند او قانون في الكتابة، يعني على ما أرى هي ليست قصيدة حرة ولا خاطرة، ولا... لكن الشاعرة قد سوقتها لنا بوعيها الذاتي الخاص كصناعة ارخت معالمها اللغوية والفكرية استجابة لوقائع ملموسة يشعر بها المتلقي، لكنها رغم أنها مغامرة كما أسلفنا، أن الشاعرة قد مهدت لإحتساب الربح في سعيها نحو توجيه رسالة، دعاء، إستغاثة، ألم، خطاب، لغة، فكرة جديدة، رأي متفرد، مغامرة، الخ...
لا أعرف ربما قد غاليت في خطورة تفكيك شفرة هذه اللوحة، لكنني أسعى لأن اكون موضوعيا في تناول مفردات الشاعرة عندما تطوف بنا إلى أماكن وعرة مع انها مبهرة...نتظرناك..
ك أوّل وآخر مواسم
العتق،
من معابد الجاهلين
يا سماءا ويا صفاءا
ويارجاء المتعبين
يالطفا ، ويا مَعين
الغيث قمحا لجوعنا
ونهم العصاغير..
انتظرناك ، لطفاً
حتى تفتّق بأنوائنا
ضرع الحنين
وهاجنا شوق العائدين
ك الغيث أنت ،
يدق عنق الظمأ
بإسفيل سفين الممطرين
اقتفينا آثار أقدامك
في الأرض،
وأنت السموُّ لرجاء الخالدين
فضلت سيرها بأقدامنا الطريق
لوعدك المأمول
بات يندب اللوز حظه
حين يزهر في دنيا العابثين
وهناك يمطر دمعا
غيم الحقول
وشجر البساتين
انتظرناك ، عفواً
كان حريّاً بنا
أن نجدّ السير
بعد أن لملمت انحالنا
عن شفاه زهرك الرحيق
وأذقتنا الشهد حتى ارتوينا
في كؤوس المثملين
العارفين ..
سهرنا بانتظارك الليل
ولم ينم منّا إلا الغافلين
وأشرقنا في عيون كل صباح شمس
وبعد كل غروب
كنا نشعل الشمع ونلون المصابيح
زخرفنا السماء بالنجوم
اقتنينا العطر
نرش به فجرك البعيد
ولا زلنا نُعيد ونُعيد
ولازال الأمل فينا ينازع
حتى الرمق الأخير
انتظرناك ، رحمةً
والحسرة تملأ قلوب المساكين
فخذ بيدنا إليك
يا ملجأ الصابرين
وارحمنا يوم لا يرحم سواك
من عيشنا المقتول
بسيف الطغاة الطامعين ..
تغريدة الناي..☄🌸