غبطة البطريرك الكاردينال لويس ساكو الكلي الطوبى
سلام المحبة
ألكنيسة , بحسب رأيي المتواضع, هي المؤسسة الوحيدة التي تمثل الكلدان سواء المؤمنين أو غير المؤمنين. ألجميع, عموماً, يحتاج إلى الخدمات الكنسية بطريقة أو بأخرى. يضيع الكلدان بالمفهوم القومي بسبب أن من الكلدان من يعتبر نفسه عربياً أو كردياً أو تركمانياً. لكن طقسياً هم جميعاً كلدان بغض النظر عن المشاعر القومية لأي منهم. من هذا المنطلق لا توجد مؤسسة كلدانية تمثل جموع الكلدان سواء الرابطة أو الاحزاب. لكن الكنيسة هي الخيمة الجامعة للكلدان. لذلك تفضل الأغلبية سواء الأغنياء أو الفقراء منها دعم الكنيسة بشكل أو بآخر. يتحفظ الكثيرون من دعم الرابطة أو الأحزاب لقناعتهم بأن المسؤولين عليها, بصورة عامة, لا همّ لهم غير خدمة مصالحهم الذاتية وتحقيق أمجاد دنيوية شخصية, وأي منها لا تمثل إلا فئة ضئيلة من الشعب الكلداني.
كما أن كون غبطته هو من أسس الرابطة لا يعني أنها مصونة من كل نقد أو ملاحظة سلبية. نعم, أنا لا أرضى بإسلوب التجريح والإزدراء بحجة النقد سواء كان المعني مؤسسة أو مجموعة معينة أو مجرد فرد. ألإشارة إلى السلبيات من وجهة نظر كائن من كان يجب أن تتم بالإسلوب الحضاري والأخلاقي, فمن يبتغي الإحترام عليه أن يَحترم أولاً. ألرابطة, عالمياً, أخفقت في تحقيق الأهداف التي من أجلها انبثقت. هنالك مؤسسات عريقة في المهجر ساهمت ولا تزال في لم شرائح كبيرة من الشعب الكلداني أضعاف وأضعاف ما حققته الرابطة. كما أن الكلدان في المهجر لهم كافة الحقوق ويتمتعون بالحرية المتاحة لغيرهم من المواطنين في أية دولة من دول الشتات. إذن المهجر لا يحتاج إلى تنظيم الرابطة. لكن, على العكس من ذلك, أن الرابضين في الوطن الجريح ألذين يئنون من كماشة التهميش والإقصاء بالإضافة إلى الشعور بعدم الأمان والإستقرار, وما شاكل من المظالم الحياتية الأخرى, هؤلاء هم من بحاجة إلى تنظيم الرابطة التي تحضى تلقائياً بدعم الكنيسة من جهة, ولكنها ستحضى بالدعم المادي والمعنوي من الاغلبية المستقرة في دول المهجر من جهة اخرى.
من هذا المنطلق الواقعي أقترح إعادة النظر في هيكلية الرابطة الحالية بغية إلغاء العالمية منها والإكتفاء بالرابطة الوطنية بدلاً من ذلك. عندها سيلتف معظم الكلدان حول رابطتهم الوطنية التي تعيش وتتحمل الظروف القاسية السائدة في البلد الأم, وستتلاشى الحجج المختلفة التي تحول دون الدعم المعنوي والتمويل المادي من المتنعمين في أجواء بلدان المهجر. حتماً مثل هذا المقترح يتطلب قراراً شجاعاً لوضعه على مائدة الدراسة والتنفيذ, ولكني أعتقد أن هنالك ما يبرره بعد إخفاقات متتالية لأكثر من خمس سنوات مضت على تأسيس الرابطة العالمية.
ألأمل أن تلقى مداخلتي هذه إهتمام غبطته وأنا لا تُهمل من قبل المسؤولين على الموقع كما حصل أكثر من مرة سابقاً.
تحياتي وتقديري