المحرر موضوع: ضواهر مدمره للاسر والمجتمعات وحتى لسلامة واستقرار الاوطان  (زيارة 252 مرات)

0 الأعضاء و 1 ضيف يشاهدون هذا الموضوع.

غير متصل خالد عيسى

  • عضو فعال جدا
  • ***
  • مشاركة: 338
  • منتديات عنكاوا
    • مشاهدة الملف الشخصي
    • البريد الالكتروني
ضواهر مدمره للاسر والمجتمعات
وحتى لسلامة واستقرار الاوطان

اجتهاد ومتابعه شخصيه
الدكتور
خالد اندريا عيسى 

 
تعانى الأسر العربيه عموما حالة من التفكك والتشرذم وفى كل يوم تزداد الأزمة تعقيدا حتى أصبحت واحدة من أخطر التحديات التى يعيشها المجتمع العربي.. أصبح من المؤكد الآن أننا أمام أزمات شوهت صورة قوة ترابط هذه الأسر وغيرت بعض ثوابتها التى عاشت عليها منذ عشرات و مئات السنين ما بين المودة والترابط والتضحية والتفاني.. وحين أتحدث عن الأسرة فأنا لا أقصد أن أوجه نقدا أو عتابا للرجل وحده أو المرأة وحدها، ولكننى أقصد هذا الكيان الاجتماعى المترابط الواحد الذى يدرك مسئولياته ويعى دوره ويحرص عليه
هناك متغيرات كثيرة أصابت الأسر العربيه:
◙ أولاً :
لم تعد الأسر تدرك دورها فى حماية الأبناء والحرص على تربيتهم واكمال تعليمهم ومن هنا كانت حالة الفوضى التى تعيشها أجيالنا الجديدة بحيث تعانى حالة من التفكك فى ظل هذا السلوك المرعب وأمام غياب المتابعة والرقابة والمسؤليه، وأصبحت الأسرة فى واد والأبناء والاحفاد في واد ثالث، وسادت حالة من الانقسام بين الآباء والأبناء والاحفاد والاقارب، بل إن سطوة الأم والأب قد تراجعت تماما واختفت تقريبا وغاب الحوار بين الطرفين ولم يعد احد يسمع للآخر.
◙ ثانياً:
ارتفعت فى السنوات الأخيرة معدلات الطلاق وكان الأبناء هم الضحية أمام حالات التشرد والسفر القسري طلبا لللجوء .. ولا شك أن بعض القوانين مثل قانون الخلع كانت سببا فى انتشار عمليات الطلاق بجانب الأعباء الاقتصادية والغلاء القاسي والكبير التى أدت إلى هروب الأجيال الجديدة من مسئوليات الأسرة .. وقد أساء البعض الحديث عن الحريات وحقوق المرأة وارتفعت أصوات ترى أن الطلاق هو الحل..
◙ ثالثاً:
على جانب آخر كان سفر الرجل إلى الخارج بحثا عن زيادة الدخل سببا فى تخلى الرجل عن مسئولياته الأسرية تجاه الزوجة والأبناء وسفر الاولاد ولجوئهم لدول اخرى  .. وكانت النتيجة أن الزوجه و الأبناء كانوا هم ضحايا الانقسام الأسرى وحالة التفكك التى أصابت كيان هذه الأسر..
◙ رابعاً:
رابعاً: لا يمكن أن نتجاهل ظواهر سلبية كثيرة نتيجة الطلاق ومنها انتشار المخدرات وارتفاع نسبة الجريمة والفوضى والتعدي والاغتصاب والارهاب بكل صوره فى سلوكيات الشارع العربي وهنا لا نستطيع أن نلقى المسئولية على قانون الخلع أو حقوق المرأة، ولكن المسئولية تقع على نماذج بشرية أساءت لمنظومة الزواج وفرطت فى قدسيته ومسئولياته وتحولت إلى ظواهر سلبية فى حياة الأسرة المسكينه..
◙ خامسا:
بقدر ما تتحمل مؤسسات الدولة مسئولية الأمية
ــ هذا العار الكبير الذى يلاحقنا منذ عشرات السنين ــ وكان سببا فى غياب الوعى وفوضى السلوك، فأنا لا أبرئ الأسرة العربيه من كارثة الزيادة السكانية، هذه المحنة التى تهدد مستقبل الأجيال القادمة، لأن الأسرة هى التى تستطيع أن توقف هذا النزيف الاقتصادى والبشري المدمر .. إن الأسرة هى التى تنجب الملايين كل عام وتلقى بهم فى الشوارع والمدارس والمستشفيات وهى تعلم أن إمكانيات الدولة محدودة جدا وأن الزيادة السكانية الكبيره والهائله هي من اسباب وأخطر المشاكل.
◙ سادساً:
إذا كنت لا أبرئ بعض مؤسسات الدولة والحكومات عن مسئوليتها فى قضية أطفال الشوارع فأنا لا أستطيع أن أبرئ الأسرة الجاهله عن آلاف الأشخاص الذين يطوفون الشوارع ولا يجدون أحدا يحميهم..
◙ 
والخلاصة عندى أننا أمام متغيرات شديدة أصابت الأسرة والمواطن في مقتل، وقد كانت في يوما ما نموذجا فى المودة والرحمة .. فمن جعل الأم تقتل أبناءها، ومن جعل الزوج يذبح زوجته، ومن علم الأبناء الجحود والنكران والقسوة، هذه كلها ظواهر غريبة علينا، ولكن أين المؤسسات الاجتماعية والبحثية والأمنية وأين دور الرعاية النفسية، نحن أمام ظاهرة تهدد كيان ومستقبل  المواطن والأسرة على حد سواء أغلى ما يملك هذا الوطن 
◙ إن التغيرات التى حدثت فى مكونات وثوابت الأسرة المصرية قد انعكست على حياة المصريين فى حجم الجرائم وارتفاع نسبة الطلاق، وكلها ظواهر تهدد المجتمع وتترك آثارها على كل شىء فيه.. إن قانون الخلع أعطى للمرأة حقوقا كثيرة، ولكن حين أسىء استخدامه تحول إلى وسيلة للهدم وتشويه جوانب الاستقرار فى حياة الأسرة .. كما أن انتشار المخدرات زائدا الإهمال وعدم الرعاية تحول إلى أمراض اجتماعية تحتاج جهودا ضخمة لعلاجها، كما أن الجريمة التى اجتاحت الأسرة تحولت إلى شبح مخيف ..
إن كل هذه الظواهر وضعت المجتمع كله أمام تحديات اجتماعية وأمنية واقتصادية مستقبليه وأصبحت قضايا مجتمع تسوده الفوضى وتسيطر عليه الأزمات .. وقد يكون السؤال الآن كيف تتخلص الأسرة من كل هذه الظواهر .. إن الأمر فى البداية يتطلب موقفا من مؤسسات الدولة فى إصلاح كل التجاوزات التى وصلت بنا إلى هذه النتائج، ابتداء بالثغرات التى تظهر فى قانون الخلع ودراسة أسباب ارتفاع نسبة الطلاق، وما يعانيه المجتمع من مخاطر الجريمة والمخدرات والتفكك الأسرى وأسبابه .
. إن ذلك يحتاج إلى دراسات تتناول كل هذه الظواهر لمعرفة أسبابها ووسائل مواجهتها حتى لو تطلب الأمر إجراء دراسات ميدانية لكل هذه القضايا .. إن الأسرة هى الكيان الذى يقوم عليه المجتمع وهى حجر الأساس فى هذا البناء الضخم وحين يختل توازنها أو تفقد ثوابتها وتعبث بها الأهواء فإن فى ذلك تهديدا للمجتمع كله بشرا ووجودا وكيانا
◙ تبقى عندى ثلاثية تهدد الأسرة العربيه منذ زمن بعيد أول هذه الثلاثية الأمية والجهل وقد فشلت مؤسسات كثيرة فى علاجها طوال قرن من الزمان، وهى أزمة تاريخية تقف وراء كوارث أخرى مثل الزيادة السكانية وغياب الوعى وانقسام المجتمع إلى واقع طبقى بغيض..
أما الجانب الثانى فى هذه الثلاثية الفوضى والاهمال المجتمعي للمواطن غياب التنسيق بين بعض مؤسسات الدولة فى نتائج وآثار القوانين .
. وبعد ذلك كله فان الواقع الاقتصادى فى أحيان كثيرة يكون سببا فى ظواهر اجتماعية مرضية تصيب المجتمع كله ولا تقتصر آثارها على الأسرة وحدها
◙ يبقى بعد ذلك كله أن موجات الكراهية لمواطنين من الاديان الاخرى وقصص الخيانة التى تروجها مواقع التواصل الاجتماعى أساءت كثيرا للأسرة الواحده، خاصة أنها تحولت إلى اتهامات بين الرجل والمرأة حول حقوق الرجل ومطالب المرأة وأساءت للاثنين معا
◙ إن الأسرة هذا الكيان الإنسانى المترفع هو الأم الرحيمة