المحرر موضوع: مصائب البشر وافراحهم من تجارب الحياة  (زيارة 350 مرات)

0 الأعضاء و 1 ضيف يشاهدون هذا الموضوع.

غير متصل خالد عيسى

  • عضو فعال جدا
  • ***
  • مشاركة: 336
  • منتديات عنكاوا
    • مشاهدة الملف الشخصي
    • البريد الالكتروني
مصائب البشر وافراحهم
 
من تجارب الحياة

الدكتور

خالد اندريا عيسى

 
(أكل ومرعى وقلّة صنعة)،

 وما أكثر الذين تنطبق عليهم هذه المقولة المشهوره، والإنسانة الوحيدة التي حسدتها من كل قلبي على صنعتها - أي عملها - هي فتاة كورية ابتسم لها الحظ برحابة صدر، والتحقت بعمل (يتمناه الجميع ويسيل له اللعاب)، وتمنيت من أعماق قلبي لو أن ذلك العمل كان من نصيب رجل - على شرط أن أكون أنا ذلك الرجل -،
 
ولكن بعيداً عن الأحلام والتمنّي، إليكم ذلك العمل (المشرّف والمتعب جداً) لـ(سون يوان) وعمرها فقط 35 عاماً، واستطاعت أن تجد عملاً مريحاً من داخل البيت ومن المطبخ بالتحديد، فهي تحصل على 9 آلاف دولار شهرياً، نظير عملها الغريب في تحضير الطعام لعائله ثريه جدا والقيام بأكله وتذوقه أمام عدسة كاميرا الكومبيوتر الخاص بها في بث مباشر ويشاهدها آلاف الناس طوال 3 ساعات التحضير والطبخ والتذوق.

والعجيب  ان معظم متابعي هذه الفتاة على موقعها على كاميرا الويب هم من الناس الذين لا يستطيعون أكل الكثير من الطعام بسبب نظام الريجيم الذي يتبعونه أو نتيجة التشوهات المرضيه، ولكن رؤية أشخاص يأكلون أمامهم يجلب لهم الفرح السعادة - يا بختها نياله،
 
وعكسها تماماً فتاة هندية تعيسة اسمها (دهارا) في الـ25 من العمر، ولم تتذوق طعم الأكل (الصلب) في حياتها، ويقتصر نظامها الغذائي على السوائل فقط، وتعاني من عوق وتشوه يدعى (أشالاسيا)، وهي حالة صحية وعوق ولادي تمنع المريء من نقل الطعام إلى المعدة بسبب عدم فتح الصمام الذي يغلق باب المعدة، وبالوضع الطبيعي ترتخي هذه العضلة لتسمح للطعام بدخول المعدة عند البلع - وهذا ما لا تستطيعه.
 
.وسيء الحظ أيضاً رجل يدعى (جينار بوليتشا)، يمتلك أغلى لسان وحاسة تذوق فريده من نوعها في العالم، حيث تصل قيمة التأمين على لسانه (عشرة ملايين) يورو، ووظيفته (المرهقة جدا) هي: أنه متذوق للقهوة متخصص ومحدد لمدى جودتها في (كوستا كافيه) في بريطانيا..

وإلى الآن هنا والخبر (ميه ميه وعال العال)، المشكلة أن (جينار) أصيب إصابة قوية بوباء (كورونا)، مما أفقده حاسة الشم والتذوق نهائياً، واضطرت الشركة لأن تفسخ عقدها معه.
صحيح أنه أخذ قيمة التأمين غير أنه فقد الوظيفة والاستمتاع بتذوق القهوة، - بيني وبينكم يا زينها من وظيفة - لا شغلة ولا مشغلة إلا أن (يضع هذا الانسان رجلاً فوق رجل)، ويرشف فنجان القهوة وهو (في آخر الراحه ).
وصدق (راكان بن حثلين) عندما قال: (ياما حلا الفنجال مع ساحة البال)، غير أن (جينار) وحظه المزفّت فقد (الفنجال وساحة البال) معاً حينما فقد لسانه صلاحيته، وقالت له الشركة: ورينا عرض أكتافك.
فعلاً (الدنيا حظوظ) فهي:
إذا أقبلت باض الحمام على الوتد،
وإذا أدبرت بال الحمار على الأسد