المحرر موضوع: الشعر موهبة بالفطرة.. لا إدّعاء أو اقتحام.. 1 / 2  (زيارة 487 مرات)

0 الأعضاء و 1 ضيف يشاهدون هذا الموضوع.

غير متصل شليمون اوراهم

  • عضو مميز
  • ****
  • مشاركة: 1145
    • مشاهدة الملف الشخصي
الشعر موهبة بالفطرة.. لا إدّعاء أو اقتحام.. 1 / 2

السطور أدناه.. تحمل عموم المعنى، وقدر تعلق الأمر أيضا بأوساط شعبنا الكريم الموقر المهتمة بالأمر، "الكتابة.. سواءً بالعربية أو السريانية":

يتفضل الشاعر فلان الفلاني لإلقاء قصيدته بعنوان (جاع الربيع).. عفوا (جاء الربيع):

السيداة والساده الحضورو الكيرام.. مساءو الخير:

جاء الربيعو وصار الجو جميلا
وسأشعلو شمعتن وأوقدو قنديلا
وأنشدو وأغني وأرتلو ترتيلا
لكي يستمر الربيعو ويكونو طويلا
وأذهبو سفرتن لحديقتي الحيواناتي
واخذ صورتاً مع الأسدو والفيلا

أحبتي القراء الأعزاء:
الهواية نشاط منتظم، واهتمام يمارَس في الغالب خلال أوقات الفراغ بقصد المتعة أو الراحة أو المنفعة الفكرية أو الجسدية، إنها إذن.. ممارسة فعل معين تحبه النفس.

جمع الطوابع كان في حينه هواية.. وكذلك جمع صور المشاهير والمطالعة والتصوير وسماع الموسيقى والسفر والسباحة وركوب الخيل، وهكذا لاحقا العديد من أنواع الرياضة والفنون وما يتعلق أيضا بالبدن والذهن والتقنية التي قد يمارسها المرء كهواية، ما لم تتحول في بعض الحالات إلى شغف.. ومن ثم مهنة واحتراف.

أما الشعر (نظماً ثم إلقاءً).. فهو ليس مجرد هواية كالأمثلة أعلاه.. إلا إذا كان المقصود أن يهوى المرء مطالعة الشعر.. ومن ثم يعمد إلى حفظ وإلقاء أشعار وقصائد لشعراء معروفين، دون أن يدعي الشاعرية.

كما إن الشعر.. ليس مجرد سرد مواقف وأحداث، ولا هو رص لكلمات.. وحشرها حشرا في عبارات، وخدش القواعد والنحو مرات ومرات، والاستقتال مع اللغة وانتهاكها مرارا من أجل الحفاظ على وحدة القافية.

ولا هو أيضا مجرد محاولة للتأثير العاطفي على المتلقي من خلال اختيار مضامين مبنية على توظيف رموز ذات مكانة عاطفية متميزة كالوطن أو الأم أو الشهيد.

الشعر موهبة في الأساس.. كما الغناء والتمثيل والرسم والنحت وما إلى ذلك من مجالات يتميز فيها المرء بالموهبة عن أقرانه من عامة الناس، "ولدينا بالتأكيد، في أوساط شعبنا، عدد من هؤلاء المتميزين".

بمعنى أن الشاعر، يكون شاعرا بالفطرة.. وموهوبا بالولادة، ثم تظهر موهبته في وقتها المناسب ووفق معطيات معينة.. وليس الشاعر بمجرد الرغبة الشخصية والمحاولة والادّعاء والاقتحام رغم غياب الموهبة !!.

الشاعر الحقيقي.. شخص موهوب ربانيا، يجيد التعبير عن فكرة أو إحساس أو صورة شعورية انفعالية أو حدث أو موقف بطريقة متميزة تختلف عن عامة الناس، وكأنه يرسم لوحة.. لكن بالكلمات، وبالتالي هناك فن وإبداع.. في المعنى واللغة:

(أنا الذي نظر الأعمى إلى أدبي.. وأسمعت كلماتي من به صممُ)، (المتنبي أبو الطيب)

(مالي أحدّقُ في المرآة أسألـُها.. بأي ثوبٍ من الأثوابِ ألقاه؟؟..
أأدّعي أني أصبحت أكرهه؟.. وكيف أكره من في الجفن سكناه؟!.. وكيف أهربُ منه؟ إنه قدري.. هل يملك النهر تغييراً لمجراه)؟!. (نزار قباني).

أحضرُ بين الحين والآخر نشاطات ثقافية تتضمن قراءات شعرية، فأجد أن عدد من يتم تقديمهم كشعراء.. يفوق أحيانا عدد الجمهور الحاضر في القاعة.

أما (العصائد)، عفوا.. (القصائد) الملقاة.. فحدث ولا حرج، بل دعوني أكمل قصيدة بداية المقال:


جاء الربيعو.. وصار الجو جميلا
وسأبدا بالريجيمي لكي أصبح نحيلا
وأستعدو للقاء صاحبة العين الكحيلا
لأصارحها بأنني أحب أن أهواها
ولست مجنونن أو أهبلن هَبيلا
بل أنني بحوبها مريضُن وعليلا
وفي الختام لا أريد أن أطيلا
وهذه هي قصتي جملتن وتفصيلا
               
(وعجيب غريب.. أمور قضية)

يتبع لاحقا الجزء الثاني:
شباب اليوم والغناء.. ما بين الموهبة والهواية والاقتحام