المحرر موضوع: الجالية التركية في ألمانيا تخشى من انعكاسات سلبية على وضعها  (زيارة 457 مرات)

0 الأعضاء و 1 ضيف يشاهدون هذا الموضوع.

غير متصل Janan Kawaja

  • اداري
  • عضو مميز متقدم
  • ***
  • مشاركة: 31477
    • مشاهدة الملف الشخصي
الجالية التركية في ألمانيا تخشى من انعكاسات سلبية على وضعها
تصريحات متشنجة لجاويش أوغلو تثير قلق الأتراك في ألمانيا.
العرب

خلافات تنعكس سلبا على الجالية التركية في ألمانيا
دخول وزير الخارجية التركي في مشادة مع نظيرته الألمانية خلال مؤتمر صحافي في إسطنبول يثير مخاوف الجالية التركية بشأن مستقبلها ووضعها في بلد يشهد العديد من الأزمات بعد أن كانت تلك التصريحات الاستعراضية تحظى بالتأييد.

برلين - انتقدت الجالية التركية بألمانيا الخلاف العلني بين وزيرة الخارجية الألمانية أنالينا بيربوك ونظيرها التركي مولود جاويش أوغلو خلال المؤتمر الصحافي بين الجانبين في إسطنبول الجمعة الماضي.

ودخل الوزيران في مواجهة علنية خلال المؤتمر حيث تبادلا الانتقادات حول قضايا حساسة بداية من الهجوم التركي المقرر في شمال سوريا، مرورا بسجن رجل الأعمال والمعارض التركي عثمان كافالا، وصولا إلى السيادة على الجزر اليونانية في شرق بحر إيجه.

وبدوره، انتقد وزير الخارجية التركي نظيرته الألمانية لانحيازها إلى اليونان في النزاع الحدودي البحري بين البلدين، بعد أن وعدت بدعم أثينا خلال زيارتها هناك.

وفي اليوم الثاني من زيارتها إلى تركيا، التقت بيربوك ممثلين عن المعارضة في العاصمة أنقرة في رسالة شديدة اللهجة تجاه الحكومة التركية.
وفي تصريحات لصحف شبكة التحرير “دويتشلاند” الصادرة الأحد، قال رئيس الجالية التركية جوكاي صوفو أوغلو “كنت أتمنى أن تتم مناقشة قضايا معينة بشكل دبلوماسي خلف أبواب مغلقة”.

وأضاف صوفو أوغلو “كان يتعين على أية حال إيجاد طرق أخرى للدخول في حديث مع بعضهما البعض”، ورأى أن الاثنين “تركا لغة الدبلوماسية” وصاغ “كل منهما رسائل للسياسة الداخلية”.

وأعرب صوفو أوغلو عن أمله في ألاّ تؤثر هذه الواقعة على السكان المنحدرين من أصول تركية في ألمانيا وقال “ننتظر ألاّ يعاني السكان ذوو الأصول التركية في ظل هذه الظروف”، معربا عن أسفه لحدوث مثل هذه المعاناة في الماضي على إثر مواجهات مشابهة.

وفي الوقت نفسه، أشاد صوفو أوغلو بالزيارة الأولى التي قامت بها السياسية المنتمية إلى حزب الخضر لتركيا وقال “أرى أن هناك تحولا معينا في النموذج الفكري لدى السيدة بيربوك، فقد زارت المعارضة للمرة الأولى وذلك لأن المعارضة يمكن أن تشكل الحكومة التالية. ولهذا السبب يجب الحفاظ على العلاقات معها”.

وفي السابق كانت تصريحات المسؤولين الأتراك المنتقدة للسياسات الألمانية تثير إعجاب الجالية التركية في ألمانيا وتعتبرها استعراضا للقوة، لكن تعدد الأزمات داخل البلاد خاصة الاقتصادية منها يجعل تلك الجالية تعيد التفكير في جدوى دعم تلك التصريحات الاستعراضية التي تكون تداعياتها سلبية في الغالب على مصالحها ووضعها بشكل عام.

ويظهر جليا أن المزاج العام في ألمانيا لا يسمح بالتصريحات المعادية وسياسة الاستفزاز التي دأب المسؤولون الأتراك على ممارستها في السابق ولا يجدون لها ردا ملائما من قبل العواصم الغربية خاصة برلين.
وربما تكون ورقة الهجرة التي استخدمتها تركيا بعد الحرب السورية وخطر الإرهاب القادم من الحدود قد سمحا للسلطات التركية بابتزاز أوروبا بما في ذلك ألمانيا دون مواجهة ردود حاسمة.

وتوصلت تركيا والاتحاد الأوروبي في 18 مارس 2016 إلى 3 اتفاقات مرتبطة ببعضها حول الهجرة، وإعادة قبول طالبي اللجوء، وإلغاء تأشيرة الدخول للمواطنين الأتراك.

ومنذ ذلك الحين تستغل تركيا المسألة للضغط على أوروبا وهو ما دفع دولا أوروبية مثل ألمانيا إلى البحث عن تسوية للملف ما جعلها خاضعة للضغوط التركية التي وصلت إلى حد الابتزاز.
كما أن هنالك تنسيقا أمنيا بين الدولتين في جهود مكافحة الإرهاب والذي تصاعد بعد الحرب الأهلية في سوريا.

وتشير تقارير إلى أنه في ألمانيا يعيش نحو ثلاثة ملايين من ذوي الأصول التركية من أصل 15 مليون تركي مهاجر، حيث يشكلون المجموعة الكبرى من بين المهاجرين خارج البلاد ويساهمون بشكل كبير في الاقتصاد التركي من خلال تحويلات مالية وصلت إلى ثمانمئة مليون يورو في 2018.

ووفق تقرير لمعهد برلين للسكان والتنمية فإن المهاجرين الأتراك يبقون الأقل اندماجا بالمجتمع الألماني وهو ما جعلهم دائما تحت أنظار وتلاعب الحكومة التركية.

وسعى حزب العدالة والتنمية والمسؤولون الأتراك إلى استغلال الجالية التركية في ألمانيا التي لها وزن سياسي كبير حيث أن 1.4 مليون من أفرادها يحق لهم الاقتراع في الاستحقاقات الانتخابية التركية وهو ما يضعهم في المرتبة الرابعة من حيث وزن التجمعات الانتخابية.

ويدعي المسؤولون الأتراك أنهم يسعون إلى الدفاع عن مصالح تلك الجالية من التمييز الذي تمارسه الحكومة الألمانية في محاولة لاستقطابهم انتخابيا، وهو ما يثير إعجاب تلك الجالية لكن مع التغييرات الجيوسياسية والأزمة التي تمر بها أوروبا وألمانيا أصبحت تلك التصريحات مثيرة للقلق وغذت المخاوف من تهديد مصالح الأتراك في ألمانيا.

وحذرت أطراف مقربة من المستشارة الألمانية السابقة أنجيلا ميركل من محاولات الحكومة التركية التأثير على الأتراك الذين يعيشون في ألمانيا حيث طالب فولكر كاودر حليف المستشارة الألمانية السابقة بضرورة أن يلتزم الأشخاص المنحدرون من أصل تركي ويعيشون في ألمانيا بالقوانين والعادات الألمانية، وهي دعوات تتكرر من قبل عدد من المسؤولين السياسيين في برلين.

ويظهر جليا أن تلك المطالب باتت تسبب قلقا كبيرا للجالية التركية التي بدأت تشعر بصعوبة الوضع داخل ألمانيا بفعل الأزمات خاصة في الجانب الاقتصادي نتيجة تداعيات الحرب الأوكرانية أساسا.