المحرر موضوع: جمالية المتخيل الميثولوجي في مجموعة (هو الذي رأى) للشاعر بطرس نباتي  (زيارة 622 مرات)

0 الأعضاء و 1 ضيف يشاهدون هذا الموضوع.

غير متصل نزار حنا الديراني

  • عضو فعال جدا
  • ***
  • مشاركة: 326
    • مشاهدة الملف الشخصي
    • البريد الالكتروني
جمالية المتخيل الميثولوجي في مجموعة (هو الذي رأى) للشاعر بطرس نباتي
نزار حنا الديراني
نقصد بـجمالية المتخيل الميثولوجي ، انعكاسات الحدث الميثولوجي في نفسية الشاعر من حيث العمق ، والإمتداد، والكثافة والإيحاء؛ وتقوم مخيلة الشاعر بعكسه بصورة جديدة موازية لتلك الميثولوجيا ، متكئاً على ما تبثه الأساطير من رؤىً ودلالات تدفع بالقصيدة باتجاه الحداثة . ونظراً لما تنطوي عليه ميثولوجيا بلاد النهرين من إيحاءات ودلالات إنسانية وترابط وظيفي لبناء القصيدة يأتي النص الشعري على شكل نظام رمزي قادر على الإيحاء والتأويل، و من ثم كشف الأنا الآخر وإدانتها أو تمجيدها من خلال أنا الشاعر .
شكلت الأسطورة عنصرا مهما في بنية الخطاب الشعري المعاصر، فحين يريد الشاعر استدعاء التاريخ يقوم في استحضار الميثلوجيا في المشهد الشعري وتناصها مع النص الشعري الذي تقوم مخيلته بانتاجه ، وذلك لقدرة الاسطورة في توسيع أفاق المخيلة عن طريق التخيل... كونها رؤية متنامية متشعبة في بنية الزمان والمكان .
وهذا ما فعله الشاعر بطرس نباتي في قصائد مجموعته الشعرية السريانية والمعنونة ( ܗܘ ܕܚܙܐܠܗ – هو الذي رأى ) الصادرة من المديرية العامة للثقافة والفنون السريانية 2020 .
فقد استطاع من خلال العنوان أن يخضع نسيجه النصي إلى حبكة ميثولوجية تتابعت فيها ألاحداث بدءً من ولادة حضارته وحتى تشرده في أصقاع المعمورة، الشاعر في مجموعة هذه جمع بين طياتها السرد والشعر. حيث جاءت نصوصه من خلال تفاعل السردي والشعري وكان السردي هو الطاغي . وجاء العنوان بمثابة مفتاح تأويلي ينهض بفضاء الـنَّص وتـشكيل بؤرتــه الدلالية، حيث يستحضر الشاعر ميثولوجيا حضارته من خلال استحضاره لبطلها كلكامش بصورة مباشرة وهذا يدلُّ على عمق وجود هذه الميثولوجيا التاريخي في نفسية الشاعر وتفاعلها واتصالها بذاته الشاعرة كاشفا من خلالها نزعة الانسان الداخلية وهي تتأجج في أعماقه نحو الماضي، والمجهول .
هذا العنوان هو تناص لعنوان قصيدته الاولى ( ܐܢܐ ܕܚܙܐܠܝ ،،، ܟܠ ܡܕܡ – أنا الذي رأى كل شئ ) وهو نص جميل موازٍ للمتن الشعري، تنهض في كثير من الأحيان الرؤيـا الشعرية من خلاله حيث يوحي لحاضنة المنطق الفلسفي والميثولوجي والتاريخي للمساحة التي يحتلها هذا المفهوم في تجربة الشاعر وفاعلية العلاقة الكونية بينه وبين مصيره ومصير شعبه ومدنه وتراثه وتاريخه.
يفتتح الشاعر  قصيدته بتناص مع سيرة البطل الاسطوري كلكامش ومن ثم يتجسد ويتقمط ابناء شعبه وهو يهاجر بطرق ملتوية تؤدي به الى تركيا وحيث جامع آيا صوفيا التي تعكس أمجاد حضارته وتتناص مع أسوار وجداريات بلاد النهرين بحثا عن الخلود (الأمان والاستقرار) ولكن لا في وطنه بل على العكس من كلكامش في بلاد المهجر ، حيث يقول في قصيدته هذه:
ܗܘ ܕܚܙܸܩܠܹܗ
ܠܐܬܪܘܬܐ ،،، ܠܐ ܝܼܕܝܼܥܹ̈ܐ
ܗܘ ܕܚܙܹܐܠܹܗ ،،، ܟܠ ܡܕܸܡ
ܗܘ ܡܢ ܥܘܡܩܐ ܕܝܲܡܡܹ̈ܐ
ܒܐܘܪܚܐ ܐܪܝܟܼܬܐ
ܡܠܝܼܬܐ ܙܕܘܥܬܐ
ܪܚܫܠܹܗ ،،، ܘܠܐ ܙܕܥܠܹܗ
الذي سافر الى
أوطانٍ مجهولة
الذي رأى كل شئ
الذي من أعماق البحار
في طريق طويل
مرعب
سار ... ولم يخف
 نجد الشاعر يستحضر في قصيدته هذه ميثلوجيا ملحمة كلكامش ليتناص على بطلها الذي سار لمسافات بعيدة مرعبة بحثا عن الخلود هكذا يسير شعبه وهو يتحدى المخاطر ...
لقد استطاع الشاعر السرياني بطرس نباتي أن ينطلق موازيا للبنية الميثولوجية في قصيدته هذه وهو يعيد تركيبها في شكل آخر يشع منها ضوء جديد لترتدي شكل جديد و مغزى جديد، نابعين من الرؤية الفنية للشاعر، تلك الرؤية التي اعتمدت على الواقع المرير الذي عاناه شعبه وهو حاملاً مهده وقماطه متجها نحو المجهول في طرق وعرة وبحار متلاطمة الأمواج وهو يدفع فاتورة تلو أخرى ويدلو بشهادته للتاريخ قائلاً :
ܐܠܐ ܐܢܐ ܕܚܙܐܠܝܼ ܐܕܝܘܡ
ܬܚܘܬ ܓܘܕܵܢܹ̈ܐ ܘܫܘܼܪܵܢܹ̈ܐ ܪܵܡܹܐ ܕܬܫܥܝܼܬܐ
ܟܹܐܒܼ̈ܐ ܩܲܫܝܹ̈ܐ ܘܡܲܪܝܼܪܹ̈ܐ
ܘܥܘܡܪܵܢܹ̈ܐ ܘܡܕܝܼܢܵܬܐ ܬܠܝܼܚܹ̈ܐ
ܐܢܐ ܐܕܝܘܡ ،،،
ܬܚܘܬ ܫܘܼܪܵܢ̈ܐ ܘܓܘܕܵܢܹ̈ܐ
ܕܐܵܝܐ ܨܘܦܝܐ
ܘܬܲܪܵܥܢܹ̈ܐ ܣܲܓܝܼ ܪܡ̈ܐ
ܕܡܢ ܩܵܝܣܐ ܘܦܪܙܠܐ
ܚܙܐܠܝܼ ܘܫܡܥܠܝܼ ܟܠ ܡܕܡ
ولكن أنا الذي رأى اليوم
تحت الحياطين والاسوار العالية للتاريخ
أوجاع قاسية ومريرة
كنائس ومدن مهدمة
انا اليوم ...
من تحت أسوار وحياطين
آيا صوفيا
 وأبواب شامخة
من الخشب والحديد
رأيت وسمعت كل شئ
ويختم قصيدته هذه بتناص ثلاثي ( كلكامش – آيا صوفيا – شعبه) .
فيما مضى نجد تفاعل الحدث مع جوهر الرؤيا لإستقطاب المردود الفني ، والذي ينبني عليه المتخيل الميثولوجي من حيث، العمق ، والإمتداد، والكثافة والإيحاء؛ متكئاً على ما تبثه ملحمة كلكامش من رؤىً ودلالات في تعميق المغزى وإنتاج دلالات إنسانية زاوجها مع ما ترمز اليه معالم آيا صوفيا - في اسطنبول - إستعملها الشّاعر لإيصال فكرته إلى القارئ.
الشاعر يستمد مكونات قصيدته من بنية التفكير الميثولوجي لملحمة كلكامش، وحيث يتداخل  هذيانه الشعري بامتداد الأسطورة معرفيا و زمنيا وهو يقف على أطلال وانعكاسات جامع آيا صوفيا، فحينما تداخل الهذيان مع الحلم والايحاءات الميثلوجية، ولد لديه نص متكئ على لغة شعرية مشحونة بالمآسي، ويشكل الحلم له مفتاحا للرؤية الشعرية،لينطلق الى أفق أكثر رحابة في بنية الفضاء المكاني و الزماني.
وفي قصيدته ( ܐܝܼܡܢ ܕܥܪܠܝܼ ܡܢ ܦܘܡܐ ܕܢܲܗ̈ܪܘܵܬܐ ܐܠܵܗܵܝܹ̈ܐ -حين عدت من فم الانهار الالهية ) ، يستحضر فيها أيضا تاريخه العريق والمتزاوج مع نهريه (دجلة والفرات ) ومن تزاوجهما ولدت حضارة كبيرة وكما يقول :
ܩܕܡ ܐܠܦܵܝ̈ܐ ܕܫܢܹ̈ܐ
ܐܲܒܼܝܼ ܣܵܒܼܐ
ܡܢ ܦܘܡܐ ܕܢܗ̈ܪܘܬܐ
ܨܠܐܠܗ ،،،
ܛܥܝܼܢܐ ܫܪܵܓܼܐ ،،، ܘܙܝܬܐ ،،، ܘܢܘܗܪܐ ،،،
قبل آلاف السنين
جدي المسن
من فم الانهار
نزل ...
حاملا السراج ... والزيت ... والضياء
الشاعر في نصه هذا يستدعي بعض رموز تاريخه ( اوروك ، اوتونابشتم ) منطلقا منها لسرد ما آل اليه شعبه في بلاد المهاجر .
وفي قصيدته ( ܙܡܲܪܬܐ ܒܓܘ ܒܝܪܓܡܘܢ – أغنية في متحف بيرجامون ) وحيث يتخذ من لغة السرد مادته الاولى ليشكل منها قصيدته .
في هذه القصيدة يسرد الشاعر أمجاد شعبه من خلال ما تعكسه اللوحات والجداريات البابلية الاشورية والموجودة في متحفي لوفر وبيراغمون في فرنسا، ومتحف شيكاغو ، ... ويزاوجها مع مسيرته المتعبة والمجروحة وهو يقيم علاقة بين المتناقضين ( ما قدمه شعبه للبشرية من الخير وما جناه من الاخر من الشر ) فيفتتح قصيدته بـ :
ܐܢܐ ܝܘܢ ܗܘ ܟܘܟܒܼܐ ܕܨܲܦܪܐ
ܐܝܼܡܢ ܢܦܸܩܠܹܗ ܒܗܪܝܼ
ܡܢ ܠܒܐ ܕܚܸܫܟܐ ܥܡܛܢܐ
ܠܐ ܡܨܼܐ ܠܗ ܒܲܗܪܐ ܐ̄ܚܪܢܐ
ܕܡܛܹܐ ܠܙܗܪܝܪܐ
ܘܡܫܲܠܸܛ ܥܲܠܗ
أنا هو كوكب الغد
حين أشرق ضيائي
من قلب الظلام الدامس
عجز الضوء الآخر
أن يرتقي الشعاع
ويسلط عليه
تكتنز القصيدة في بنيتها العميقة دلالات إنسانية و حضارية، استطاع الخطاب الشعري لديه أن يكشف هذه الدلالات، بأعمق حالاتها الإنسانية والوجدانية، مشيراً لتاريخه الحافل بالانجازات وهو يستحضره بدلالاته وطاقاته الإنسانية والجمالية، فمهمة القصيدة هذه تتجلى في قدرتها على تخلصها من آنيتها و فرديتها و همها الداخلي، لتصبح في المحصلة النهائية الأنا الجمعية ، وهي تشكل موقفا رؤيويا وجماليا قادراً على استحضار فضاءات كل الأمكنة والأزمنة التاريخية وهي تمتد وتتسع لتشمل بدورها أزمنة لا محدودة من الماضي و الحاضر و المستقبل والمتخيل، و المرئي، واللامرئي. كقوله :
ܐܢܐ ܝܘܢ ܗܘ ܕܟܬܒܼܠܹܝܼ
ܘܓܠܸܦܠܝܼ ܢܵܡܘܼܣܹ̈ܐ ܥܠ ܩܝܲܡ̈ܝܵܬܐ
ܘܩܢ̈ܝܐ ܩܕܝܼܫ̈ܐ ܕܒܼܝܼܩܐ ܒܐܝܼܕܝܼ
،،،،،
ܐܢܐ ܝܘܢ ܗܘ ܩܕܡܝܐ ܕܲܕܪܹܐܠܝܼ ܫܸܡܵܢܹ̈ܐ
ܘܡܬܘܪܨܠܝܼ ܠܫܵܢ̈ܐ
ܘܦܪܣܠܝ ܟܬܵܒܼ̈ܐ ܘܩܪܝܬܐ ܕܐܬܘܬܐ ،،،
أنا الذي كتب
ونحت النواميس على الجداريات
حاملاً بيدي القصب المقدس
....
انا الاول من وضع الأسماء
وصنع الألسنة
ونشر الكتب وقراءة الحروف
فالذات الشاعرة هنا تمر بسلسلة من التحولات، وهي تستقطب عناصر من المغزى الأسطوري لدلالات المكان القديم لتسقطها على انعكاسات الواقع المعاصر لديه بأبعاده الفعلية والمجازية ، ليكون بناء المكان الزماني في القصيدة بناءً فنيا موازيا ومعادلا للمكان الضائع وهو يعكس تلك الرؤيا التـي تقـدمها تجربته الأدبية على المستويين الجمالي والفكري، ويختتم قصيدته :
ܒܗܝ ܥܕܢܐ ܚܙܐܠܝܼ ،،، ܥܫܬܪ
ܢܦܸܩܠܗܿ ܡܢ ܫܠܝܘܼܬܗܿ
ܘܫܩܠܗܿ ܒܐܝܼܕܗܿ ܩܕܝܫܬܐ
ܩܝܬܪܐ ܡܢ ܒܪܬܐ ܫܘܡܝܪܝܬܐ
ܘܦܝܫܠܗܿ ܒܙܡܪܐ
ܚܕܐ ܙܡܵܪܬܐ ܩܕܡ ܟܢܫܐ ܕܒܪܠܝܼܢ
(ܥܠ ܡܲܪܙܐ ܕܢܲܗܪܐ ܣܦܪܝܼ )
ܬܡܐ ܝܬܒܼܠܝܼ ܘܒܟܼܐܠܝܼ ،،، ܐܝܡܢ ܕܸܩܠܲܬ
ܕܟܼܪܠܝܼ ،،،
في ذلك الوقت رأيت ... عشتار
خرجت من صمتها
ومسكت في يدها المقدسة
قيثارة من البنت السومرية
وبدأت تغني
أغنية أمام شعب برلين
( على شاطئ النهر انتظرت)
هناك جلست وبكيت ... حين تذكرت نهر دجلة
تمتلئ القصيدة بدلالات حضارية وإنسانية عميقة، ومهمة الخطاب الشِّعري هو الكشف عن هذه الدلالات بأسلوب سردي، بأبعادها الإنسانية والوجدانيـة، والإشارة إليها في حالات إنسانية مشابهة بمعالجة المثالوجيا ببطلتها عشتار وقيثارتها السومرية ، وتوضيح دلالاتها، وتحميلها بدلالات جديدة تتزاوج نهر دجلة ومدينة برلين الألمانية ، الشاعر في نصه هذا يُعبر عن اللحظة التَّاريخية الراهنة، وهو يحمل تفسيراً خاصاً لمعنى وجوده في أزقة برلين المصطدمة بشعوره بالذات .
إلا أن الشاعر في قصيدته ( ܐܘܪܫܢܒܝ ܘܫܘܪܢ̈ܐ ܕܐܘܪܘܟ – اورشنابي واسوار اوروك ) يسير باتجاه قصيدة السيرة الذاتية وهو يقول :
ܥܪܩܠܝܼ ܡܢ ܡܬܐ ܠܡܬܐ ܐܝܟ ܫܝܕܵܢܐ
ܢܦܝܼܠܐ ܒܥܵܠܘܠܹ̈ܐ ܠܒܘܫܝܼ ܟܒܝܼܠܐ ܒܛܝܼܢܐ
ܘܒܕܡܐ ܘܪܘܩ̈ܐ ،،،
هربت كالمجنون من قرية للأخرى
مرمياً في الأزقة وثيابي ملطخة بالطين
والدم والبصاق
قصيدة كهذه يحتل السرد مساحة كبيرة من بنيتها اسوة بقصائده ( شابة من بيت سيدوري ، رموز من الزمن الغابر ، تحت ظلال عينكاوة ، انا وألقوش،...)
فالمحور الاساسي في الكثير من قصائد مجموعته هذه هو الخطاب المباشر والذي هو من افرازات ما آل اليه شعبه وحيث مرض الهجرة قد أنهكه ، لذا يحاول الشاعر من خلال نصوصه هذه حث ابناء شعبه للالتفاف حول وطنهم ومسقط رأسهم وكما يقول في قصيدته (ܡܙܡܘܪܐ ܕܚܕ ܬܘܬܒܼܐ - من مزمور مهاجر ) يقول فيها :
    ܟܠ ܡܢ ܕܥܵܡܕ ܓܘ ܕܩܠܬ ܢܗܪܐ
ܥܠ ܐܝܕܐ ܕܚܕ ܟܗܢܐ ܡܝܩܪܐ
ܟܡܐ ܕܐܙܠ ܪܚܩܐ ܘܫܒܼܩܠܗ ܐܬܪܗ
ܒܕ ܦܐܫ ܐܬܪܗ
ܛܒܝܼܥܐ ܓܘ ܠܒܹܗ
ܗܠ ܕܢܚܸܬ ܠܩܵܒܼܪܗ
كل من يتعمد في نهر دجلة
على يد كاهن وقور
مهما ابتعد عن وطنه
ستبقى صورة وطنه في قلبه
وحتى نزوله القبر   
الشاعر يبني أواصر تساهمية بين التشرد والثبات في ارض الاجداد متكئا على تاريخه العريق ليمنح المتلقي تصورا مسبقا عن المكان والزمان من خلال الولوج إلى داخل النص السردي، ليعيش بذلك التجربة والرؤى لدى الشاعر.
وختاما نقول :
أراد الشاعر السارد في نصوصه هذه التزاوج بين الماضي والحاضر من خلال استخدامه تقنية الاسترجاع للذاكرة القصصية ، فأورد الشاعر في الكثير من مقاطع قصائد مجموعته من الأفعال التي تدل على الهروب والنزوح من عالمه وهو يحمل في ذاكرته حضارة أجداده ومعالم وطنه وحيث تتموضع وتتصاعد درجات الحدث ضمن حركة تعبيرية من خلال استخدامه لهذه الأفعال وهي ترشح آليات سردها لتفعيل نظم الحركة في بنية النص .
فالسرد لديه اقترن بالحكاية ألاسطورية. فيرى في أساطيره مرجعا أدبيا مهما في بناء قصائده بلغتها البسيطة الخالية من التزاوج .



غير متصل جان يلدا خوشابا

  • عضو مميز
  • ****
  • مشاركة: 1834
  • منتديات عنكاوا
    • مشاهدة الملف الشخصي
    • البريد الالكتروني
الاستاذ الاديب نزار حنا الديراني المحترم
مقدماً  أهنيك على هذا العرض الرائع  في تفحص كتاب صديقي البعيد  الشاعر بطرس نباتي
وأقول له الف مبروك  هذا المولود الجديد عسى ان تستمر وتعطر مكتبتنا وبلغتنا وبغيرها متمنياً لك كل الخير والسعادة
وشاكراً الاديب حنا على اهتمامه بالادب والادباء وهو واحداً منهم .

تقبلوا تحياتي ومحبتي
والبقية تأتي