المحرر موضوع: حزب بيت نهرين الديمقراطي: بيــــــــان بمناسبة يوم الشهيد الآشوري  (زيارة 449 مرات)

0 الأعضاء و 1 ضيف يشاهدون هذا الموضوع.

غير متصل حزب بيت نهرين الديمقراطي

  • عضو مميز
  • ****
  • مشاركة: 1376
    • مشاهدة الملف الشخصي
    • البريد الالكتروني
بيــــــــان
بمناسبة يوم الشهيد الآشوري
في السابع من آب من كل عام يستذكر أبناء شعبنا الكلداني السرياني الآشوري وبكافة مؤسساته القومية والدينية في الوطن والمهجر ذكرى أليمة ومأساوية، إلا وهي مذبحة سميل في العام 1933، والتي راح ضحيتها الآلاف من أبناء شعبنا العزل من الأطفال والشيوخ والنساء ورجال الدين، وتدمير عشرات القرى الآشورية وتشريد الأهالي إلى مناطق أخرى هرباً من الملاحقات والأعتقالات، أرتكبت هذه الجرائم والأعمال الوحشية اللاإنسانية من قبل الجيش العراقي اللاوطني آنذاك وبوجود الأنتداب البريطاني في العراق، بهدف القضاء على شعبنا وحقوقه القومية والوطنية، الذي كان يناضل ويطالب بها ضمن سيادة الدولة العراقية الحديثة استحقاقاً لدوره في تأسيسها ونضاله البطولي والتضحيات التي قدمها في سبيل سيادة وبناء الوطن، ومن حقه المشروع أن يكون له حقوق أدارية وقومية يصان فيها مكون عريق من مكونات أرض الرافدين.
مذبحة سميل هي جزء من سلسلة المذابح والمجازر التي لحقت بشعبنا خلال مسيرته النضالية الطويلة والشاقة، وهو يواجه أنظمة ودكتاتوريات الحكم في الدولة العراقية والمنطقة، منذ مجازر سيفو وهكاري وطور عابدين وسميل وصوريا والأنفال السيئة الصيت وجرائم المنظمات الأرهابية بعد العام 2003، وجريمة كنيسة سيدة النجاة وآخرها جرائم داعش الأرهابية في العام 2014، وأحتلالهم مناطق ومدن عديدة في العراق وسوريا ومنها مدينة الموصل ومدن وبلدات شعبنا التاريخية في سهل نينوى، ومحاولتهم اليائسة لطمس وقلع جذوره التاريخية، الحضارية والدينية في المنطقة.
يا أبناء شعبنا العظيم...
اليوم إذ نستذكر ونحيي الذكرى التاسعة والثمانون ليوم الشهيد الآشوري، فأن الشعب العراقي بكافة مكوناته القومية والدينية يعاني و يواجه الكثير من التحديات والمصاعب في هذه المرحلة الحرجة والحساسة في ظل الأحداث والمتغيرات الدراماتيكية والأزمات السياسية التي استفحلتها الطبقة السياسية الحاكمة في البلاد في ظل المحاصصات الطائفية والحزبية و التي أوصلت البلاد إلى هذا الوضع الأليم.
فعلى الصعيد الوطني: فأن الأوضاع السياسية، الأمنية، المالية والخدمية لا تزال في أسوأ حالاتها، فبعد عشرة أشهر على إجراء أنتخابات تشرين المبكرة 2021، أستجابة لمطلب الجماهير الغاضبة المنتفضة ضد الطبقة السياسية الحاكمة في البلاد، ولم تتمكن الكتل السياسية من تشكيل حكومة جديدة ومعالجة الأزمة السياسية المستفحلة في البلاد منذ سنوات، والذي يدفع ضريبة هذه السياسات الخاطئة والفاشلة هو الشعب العراقي، الذي يواجه أقسى الظروف المعيشية الصعبة من حيث أنعدام فرص العمل ونقص الخدمات الأساسية، أضافة إلى التدخلات والاعتداءات الخارجية والأقليمية في شؤون العراق الداخلية مستمرة، و الولاءات الخارجية للساسة الذين يستأثرون بالسلطة منذ العام 2003، والفساد المستشري في المؤسسات الرسمية للدولة، حتى أوصلوا البلاد إلى حالة الأنسداد السياسي وتعطيل عمل الحكومة والبرلمان.
لذا ندعو الجميع الأحتكام إلى لغة العقل والحوار وإيجاد الحل الشامل للأزمة السياسية الراهنة التي تعصف بالبلاد، والجلوس على طاولة الحوار لإيجاد مخرج لهذه الأزمة الخطيرة، لكي لا ينزلق الوضع إلى فوضى عارمة لا أحد يمكن أن يحمد عقباه.
أما على الصعيد القومي: فأن شعبنا لكونه جزء لا يتجزأ من الشعب العراقي والكردستاني يواجه هذه الأزمات وبصورة مضاعفة، بسبب سياسة التهميش والأقصاء التي تتعرض له المكونات القومية والدينية بسبب السياسات الطائفية والحزبية، والتدخلات في شؤون بيتنا القومي ومصادرة وأجهاض حقوقنا القومية مستمرةٌ، وللأسف الشديد الأطراف السياسية القومية وحتى الدينية لشعبنا ربما لا تدرك ولا تبالي بهذه التحديات والمخاطر والدسائس التي تحاك ضده والتي تطال حقوقه وقضيته العادلة، فالساحة القومية في حالة جمود سياسي وكل طرف متخندق في خندقه دون النظر لخطورة المرحلة التي تهدد مستقبل ومصير وجودنا في الوطن، لذلك ينبغي علينا جميعاً تغليب المصلحة القومية العليا على المصالح الحزبية والشخصية، وتصحيح المسار وأعادة النظر في المواقف والعودة إلى خندق الشعب والعمل معاً جميعاً ضمن جبهة قومية واحدة وتوحيد الجهود والمواقف للحفاظ على المكاسب القومية والوطنية المكتسبة، والانطلاق معاً لمرحلة جديدة للمطالبة بجميع حقوقنا القومية المشروعة والعادلة، منها الأعتراف بالتضحيات ونضال شعبنا سواء على مستوى العراق أو الأقليم، وأعتبار شعبنا شريكاً حقيقياً في العملية السياسية، وحل ملف التجاوزات القديمة والجديدة وإرجاع الحق لأصحابه الشرعيين، ليتمكن الكل العيش في هذا الوطن المتعدد القوميات والأديان والمذاهب بأمان وسلام وحرية وكرامة، وعدم دفعه إلى ترك الوطن والأغتراب في دول المهجر، وبدورنا نقييم عالياً خطوة رئيس الوزراء في حكومة الأقليم بأقامة نصب تذكاري تكريماً لضحايا وشهداء شعبنا الذين سقطوا في بلدة سميل وقرية صوريا، وهذا دليل بأن هذه التجربة الديمقراطية هي ثمرة نضال وتضحيات جميع مكوناته القومية والدينية.
ختاماً، نعاهد شعبنا بأننا سنبقى أوفياء على المباديء والقيم القومية والوطنية مواصلين المسيرة النضالية الطويلة والسير على درب الشهداء حتى تحقيق كافة حقوقنا القومية والوطنية المشروعة والعادلة.
المجد والخلود لشهداء سميل وشهداء شعبنا خلال مسيرته النضالية الطويلة.
المجد والخلود لشهداء الحرية في كل مكان.
                                                           حزب بيت نهرين الديمقراطي
                                                                المكتب السياسي
                                                          أربيل 7 آب -2022 – 6772آ