الحوار والراي الحر > المنبر الحر

هـل أنّ تَـطـور كـنيستـنا مشـروط بكـيل التهم والشتائم لبعـضنا البعـض ؟؟؟

(1/7) > >>

الشماس الأنجيلي قيس سيبي:


هـل أنّ تَـطـور كـنيستـنا مشـروط بكـيل التهم والشتائم لبعـضنا البعـض ؟؟؟   
   
يتصَـدَّر موقع ( عـنكاوا. كـوم ) عـن كل المواقع العـربـية خلال السنين الأخـيرة في عـرض كـتابات المفكـرين والمحـلـلين والمنـتـقـدين وغـيرهم مِن الذين يكـتبون لأسباب وأهـداف مخـتـلفة ، وأخـص منهم بهـذه السطور الكـتابات المتعـلقة بكـنيستـنا الكـلـدانية وقـوميتـنا الكـلـدانية والذين يتبعـونهما من مؤمنين وإكـليروس ومثـقـفـين ، فـيخـتـلف الكـثيرون حـول ما يُـطرح في تلك المجالات وقـد يتـفـق آخـرون ، وهـذا شيء طبـيعي ومنطقي في أي حـوار مهما علا شأنه أو دنا .   
   
كـيل الشتائم والإتهامات عـلى بعـضنا البعـض    
عـندما نخـتـلف عـلى ما يطرحه بعـض الكـتاب في أي من المجالات نرى أن هـنالك مَن يفـقـد طريقه في التعـبـير عـن موقـفه منها ، فـيلجأ إمّا إلى الإطراء الغـير مبرَّر والمبالغ به ، أو إلى كـيل التهم والشتائم بكلمات غـير مناسِـبة ( لا أكـرّرها هـنا لكي لا نبـتـذل بها مقالنا هـذا ، وإحـتراماً لموقع عـنكاوة الأغـر) ، والسؤال هو : ماذا لو إخـتلف آخـرون مع طروحات الشتامين؟ هل يَـقـبلون أن يُعامَلوا بنفس الكـيل ؟ (لأننا قـلنا في أعلاه أنّ الإخـتلاف مسألة طبـيعـية ومنطقـية) .   
   
الأمثلة التالية مختارة ( رغم أنني لم استأذن أصحابها الموقـرين في ذكـر أسماءهم )  لنرى الطريقة التي يتعامل بها كـتابنا المحـترمون بإخـتلاف مواقعهم ومواقـفهم من تلك المسائل المخـتلفة والمُخـتلف عـليها ، فـيجـتهـد الكـثير منهم بمدح أحـدها و ذمّ الآخـر ، مع العـلم أن كـثيرين من أولـئك ليسوا مخـتـصّين في المجالات التي ينـتـقـدونها إن كان إيجاباً أو سلباً : 
   
 د. صباح قـيا كـتب في إحـدى منـشوراته قائلاً : "لا تعـوّل كـثيراً عـلى الكـلـدان ، حـيث سيخـذلونك من أول فـرصة" ، وقـد ناصره في رأيه هـذا غـبطة البطريرك ساكـو في إحـدى تعـليقاته . لم يطلب أحـدهم من د. قـيا سـبب إدّعائه اعلاه إنْ كان منصفاً مع الكـلـدان أم لا ! أو إنْ كان إدّعاؤه مبنياً عـلى مسألة خاصة تألـّم منها هو شخصياً أم هي صفة للـقـومية الكلدانية يجـب أن تُعـتـمَـد في كـتابات الجميع كإحـدى صفات تلك القـومية العـريقة ! أو عـليه (د.قـيا) أن يقـدّم إعـتـذاره للذين ينـتمون إلى هـذه الـقـومية لعـدم إنصافه بذلك الوصف (القاسي) . بل بقـيَـت المسألة بـين مدح وإعـتراض دون الرجـوع إلى الأسباب والـتحـليل التأريخي المنطقي حول ذلك الإدّعاء . 
     
السيد مايكل سـيـپي إدَّعى بأن غـبطة البطريرك ساكو نكـر بتولية العـذراء مريم إسـتـنادا إلى مؤلـّـَـفٍ لغـبطته قـبل سنين . وإعـتُـبر ما ادّعاه اخي مايكل تسقـيطاً وحـقـداً وموقـفاً سلبـياً من شماس ضد رئيس طائـفـته ، ولم يكـلـّـف أحـدهم نفسه في البحـث حـول مصداقـية الكاتب بذلك الإدّعاء ، رغـم أنه مـدعـوم بصورة الصفحة من الكـتاب الذي ألـّـفه غـبطته (آباؤنا السريان) ، وإزدادت الشتائم والوصف بكلمات بذيئة وغـير مناسبة ضـدَّ أخي مايكل ، ومن المؤسـف أن يكـون (غـبطته) من ضمنهم .
كان المفـروض الرجـوع إلى مَن لهم تخـصص أكاديمي في هـذا المجال ، أو الرجـوع إلى غـبطة البطريرك لتوضيح قـصده في تلك العـبارة الواردة في كـتابه أعلاه لـيـفـنِّـد الإدّعاء أو ليعـتـذر عـن خـطأ قـد إرتكـبه (حاشاه) ، وبقـيت الشتائم والإهانات والوصف بعـدوانية الكاتب لغـبطة البطريرك مستمرة إلى يومنا هـذا .     
               
بـدون أسماء ، كُـتــّـاب آخـرون يكـيلون الإتهامات عـلى كهـنة تـركـوا أو تمَّ إقـصاؤهم عـن خـدماتهم من كـنيستـنا خلال دائـرة البطركـية الكـلـدانية لأسباب مخـتـلفة .   
في كل الازمنة وحـتى الـيـوم تحـصل مواقـف لكهـنة يتركـون الخـدمة في كـنيستـنا إلى الحـياة العـلمانية أو الخـدمة في كـنائس أخـرى أو يـبـقـون معـلـقـين بـين نـذورهم الكهـنوتية والخـدمة الكـنسية ، وحـصلتْ خلال السنين الأخـيرة قـصصٌ مماثلة لهـؤلاء الكهـنة ومنهم من غادر كـنيستـنا طوعاً وآخـرون اُبعِـدوا لأسباب مخـتـلفة . لم يكـلـّـف أحـدهم نفسه في البحـث عـن سلامة موقـف أيٍّ مـنهم إسـتـناداً إلى القانـون الكـنسي أو إنْ كان يسـتحق ما آلت إليه خـدمته الكـنسية ، بل إكـتـفـينا بإطلاق الشتائم والوصف بكلمات بذيئة لموقـفهم هـذا عـلى إعـتبار أنّ المسؤول الكـنسي معـصوم لا يمكـن مَـسّـه ! او منطـلـقـين من مبـدأ ( أنصر أخاك .... ) ، وقـد تمّـت إعادة عـدد منهم أو إعـفاؤهم من خطاياهم بعـد إرتكابهم الفحشاء ، وبقي آخـرون خارج كـنيستـنا التي هي بأمـسّ الحاجة إلى فَـعَـلة في كـرم الرب رغم أنهم لم يرتكـبوا خطايا مميتة سـوى إخـتلافهم مع مسؤوليهم عـلى مسائل إدارية أو ثـقافـية غـير إيمانية .   
 
بدون أسماء ، كُـتّـاب يمدحـون بعـضهم بعـضاً وكل مَن يسير في سياق تـفكـيـرهم (بأسلوب أنصر أخاك ظالما كان أو مظلوماً) . وبـين فـترة وأخـرى ينبري قـلم أحـدهم في مدحٍ مبالغ به لدرجة التملُّق لمن تـتطابق مواقـفهم معه ! أو يسيرون عـلى خـطاه ، ويتمادى في لصق كلمات التعـظيم وانْ كانت على حساب إهانة شخـصيات أخـرى نزيهة ! والكـثير منهم لا يستحـقـونها فـتـشكـل إهانة للممدوح بشكـل غـير مباشر (لا أعـلم إن كان بـقـصد أم بغـيره) ويتخـذ من مـديحه هذا فـرصة ليطعـم بالشتائم لمن يخـتـلـفـون معه ، ويستمر المدح والمسبّة يتـناوب عـليها أعـضاء ذلك الـفـريق دون الرجـوع إلى تأريخ كـل شخص ومواقـفه للتأكـد مِن استحـقاقـية المدح أو الذم  . 
 
أقـولها وقـلـتها في مكان آخـر ، لـدينا في كـنيستـنا أساقـفة وكهـنة من الذين صرفـت الكـنيسة عـليهم مئات وآلاف الدولارات لكي يحـصلوا عـلى شهادات أكاديمية عـليا من جامعات عالمية في مخـتـلف المجالات ورجعـوا للخـدمة في أبرشياتـنا المنـتـشرة في العالم ، لم نسمع ولم نـقـرأ من أحـدهم أن قام بتـفـنـيـد أو تأيـيـد كـتابات أية فـئة من الـفـئات أعلاه أو غـيرها ، بل غـلب عـليهم الصمت والسكـوت ، فـما المانع من أن يكـتب أحـد المخـتصين من كهـنة أو أساقـفة رداً أو مقالا مستـقلاً يشرح فـيه مسألة إيمانية ؟ أو موقـف قانوني أو تأريخي أو ثـقافي إن كان ضمن إخـتصاصه مِن التي نطرحها في وسائل التواصل ونخـتلف في مواقـفـنا منها ؟ ، ونحـن في تلك الحالة سنـتراجع عـن إدّعاءاتـنا أو إتهاماتـنا أو نعـتـذر عـن شـتائمنا لبعـضنا البعـض ، ويرتـفع مستوى حـواراتـنا لعِـلمِنا بوجـود مَن سيردعـنا من مخـتصين في ما نـدّعـيه . بل إقـتصرت خـدمة مَن صُرفـت عـليهم تلك الدولارات عـلى إقامة قـداس إلهي لساعة واحـدة في الأسبوع بضمنه 5  ــ 10 دقائـق كـرازة ركـيكة لا ترتـقي إلى مستوى ثـقافة عُـشر الحاضرين في الكـنيسة روحـياً ولاهـوتياً ، وإستمر المدّاحـون والشتامون في طرقهم . 
 
وخلال السنين الأخـيرة لاحظـنا ثبات الكـثير من الكـتاب المحـتـرمين عـلى مواقـفهم من مسائل مخـتـلِفة ، في حـين تـذبذب آخـرون حول مواقـفهم من تلك المسائل بين المعارضة والمناصرة إستـناداً إلى طبـيعة إحـتكاكه معها أو تضرّره أو إستفادته ، وهذا التلون في المواقـف غـير مناسب لمَن يعـتبر نفسه كاتباً ومفكـراً حـيث ينقـلب بعـد مدة مِن ــ عـضو في المجموعة ــ إلى مَن يكـيل الإهانات والشتائم لأعـضاء تلك المجموعة ذاتها بعـد أن تركها لسبب ما.   
بل هـنالك تطرّف غـير مبرر .. مثلاً منهم مَن إنـتـقـد التغـيـيرات في نصوص الـقـداس الإلهي والتعـريب ووقـف بشدة مدافعا عـنها لإيمانه بأهـميتها للحـفاظ على وجـودنا وإحـتراماً لـقـدسيتها ، فإنـبَـرتْ مجموعة أخـرى تمدح بإطراء عـملية إلغاء التراث الموروث من آبائـنا الـقـديسين وتعـريب نصوص الصلاة والقداس الإلهي لكـنيستـنا الكـلـدانية إلى لغات محـلية ، غايته فـقـط لينـتـقـم من المجموعة الأولى من المتـشبثين بموروثاتهم لأن كــتابات أحـدهم لا تروق له فـتراه يمدح أي تغـيـير يسـمع عـنه (رغم جهله اللغة الكلدانية الأم ومضمون تلك النصوص الملغـية أو المترجمة)  ، أما المتخـصصون في الليتورجـيا والتأريخ الكـنسي لم يحـرّكـوا ساكـناً سواءاً مؤيدين أو معـرضين عـلى تلك التغـيـيرات الهـدامة أو عـلى مواقـف الكـتّاب المخـتـلـفـين مع بعضهم .
   
أخـيراً ، أقـولها بألم ، كان لنا كهـنة نشطون في المجال التعـليمي والإرشادي والـتـثـقـيفي بمخـتـلف المجالات ، ولكـن مع كـل الأسف تم إسكاتهم بقـبّعة أسـقـفـية حـمراء التي من خلالها لا ينزل إلى مستوى المعـلم والمرشد بل بقي عاليا عـلى كـرسي السيادة ، وأخشى عـلى آخـرين مِن الـذين لهم حالياً بعـض النشاطات الروحـية والارشادية أن يتم إسكاتهم بالطريقة ذاتها ، إن كان ذلك مخـططاً له أو تحـصيل حاصل .


الشماس الانجيلي
قيس سيپي
كاليفورنيا امريكا

Michael Cipi:
الفارغ العاجـز ، سـلاحه الـشـتـم
لأنه لا يمـتـلـك ذرة من منـطـق الـدفاع
وإلّا فـلـيتـقـدم ويُـفـنــّـد الكـتابات

Odisho Youkhanna:
سلاحنا المحبة فهذه التي أوصانا الرب عندما قال أحبوا بعضكم بعض فنحن رغم ما سمعنا من البعض كلمات بديئه عندما وصفنا من يدعي أنه خام الرب بالاستكلاب والآخر بهزازي الذيول ومع هذا نحن نسامحهم ونحبهم

Michael Cipi:
سـؤال :
حـين مار بولس وبّـخ عـلـناً رئيس التلامـيـذ وخـلـيـفة المسيح مار بطرس (( لأنه كان يستـحـق اللـوم )) .... هـل كان مار بولس فاقـداً لمحـبة المسيح ؟؟؟؟؟
ثم البتـرك لويس نـفـسه يقـول : إن مَن يسكــت عـلى الخـطأ ، ليس شـريفاً
والآن حان وقــت السؤال : مَن هـو الشريف واللاشـريف إسـتـناداً إلى كلام البترك ؟؟؟ هل الساكــت عـن الأخـطأء ، أم الـذي يُـنـبّـه إلى الأخـطاء ؟؟؟
كما قال أيضاً : لم يعـد في الكـنيسة نخـبة والـبـقـية تـطـيـعـها ..... ما تعـلـيـقـك عـلى هـذا كـله ؟؟؟؟
أجـب بشجاعـتـك المألـوفة .

Husam Sami:
الشماس الأنجيلي قيس سيبي المحترم ..
 عندما لا يفهم البعض استخدام المصطلحات اللغوية ينبري لتفسيرها حسب اهوائه لأنه ضيّق الأفق ... مثلاً استخدمنا مصطلح ( العصابة ) فهب قصيري الثقافة علينا بالسباب والشتام لماذا .. ؟ لأنهم لا يعرفون معنى ( العصابة ) فاعظم ثقافتهم بها هي من افلام الكاوبوي التي استنتجوا منها ان العصابة هي مخصصة للسرق والقتل وفاتهم ان اول تحالف دولي بعد الحرب العالمية الأولى سميّ بـ ( عصبة الأمم ) اي عصابة الأمم المتحدة ... فكيف تفهّم ثقافة افلام الكاوبوي ان العصابة ليست كلمة سيئة ليترك تجاوزه عليك وسبك وشتمك ... مثال آخر عندما تصف من يؤلف ضدك تحزباً فكرياً تبعياً لسلطة في نظره تحمل خطوط حمراء تتبرقع ببرقع القداسة المؤسساتية وتصفهم بأنهم ( يتكالبون ) عليك ... وبدون فهم لهذا المصطلح بقصد وبغير قصد يربطه المثقفون الجدد او من ظهروا على الساحة الثقافية وفرضوا انفسهم على صنف المثقفين وهم من انصاف المثقفين يربطون مصطلح ( التكالب ) ويستعيضونه بالكلاب ومصطلح التكالب استخدمه العالم على اساس الهجوم الشرس على ضحية لأستهدافها في التسقيط او القضاء عليها ... عندما نقول ( تكالبت قوى الشر ) على العراق فدمرته ... انصاف المثقفين يفسرونها على ان العراق هجمت عليه الكلاب وعضته ... المصيبة في انصاف المثقفين والمصيبة الأعظم في مناقشاتهم الضيّقة والهزيلة وسوء النيّة ... لأنهم اساساً مبرمجين على اسقاط الآخر ... (( دينياً )) هذا بالفعل ما حصل مع السيد المسيح من استكلاب قوى الشر المتمثلة بـ ( الكهنة والفريسيين ) لتسقيطه بأتهامه بالتجديف لكي يحققوا شرط صلبه ..
عزيزي الشماس ... هكذا هي وهكذا ستبقى ... ما دام هناك ( خرفان ورعاة ) فقانون الحضيرة يملي عليك ( خطوطاً حمراء ) من القداسات
   (( فلا الخروف يستطيع ان يتجاوزها لكونه عبداً لها ... ولا الراعي يقبل ان يمسحها لأنه إله فيها ))
  يقول احد الحكماء ... لو امطرت السماء حريّة لرأيت العبيد ترفع المظلات .....
    تحياتي     الرب يبارك حياتكم واهل بيتكم
    اخوكم الخادم    حسام سامي     8 / 8 / 2022

تصفح

[0] فهرس الرسائل

[#] الصفحة التالية

الذهاب الى النسخة الكاملة