المحرر موضوع: شجر الخازر  (زيارة 1251 مرات)

0 الأعضاء و 1 ضيف يشاهدون هذا الموضوع.

غير متصل د. بهنام عطااالله

  • عضو مميز
  • ****
  • مشاركة: 1509
    • مشاهدة الملف الشخصي
    • البريد الالكتروني
شجر الخازر
« في: 03:39 07/08/2022 »
   

    شجر الخازر


بهنام عطاالله


عندما تخلع الطبيعة خجلها
يترنح النهر مع الخرير
هناك ..
أسمع صخب الموج
صوت قصيدة يرتد مع النداءات
وزقزقة عصافير تمرح تحت الجسر
حمائم تمارس طقوسها
تثاءب في الأجواء
وأخرى تنط فوق العشب
شجر الخازر ما زال يرهف يطارد حزني
يتمّوسقُ مع خرير النهر
يتعثر بالصلصال وبقايا الطين
يشبه ثريات معلقة بفم الكون
ومثابات المهجرين
  *  *  *
شجر الخازر ..
أجراس معلقة بحدقات الأزل
وأديم الأرض
تدق لقطيع الخراف رناتها
وهو يلهث لبياض النجم
ثّغاؤها يتعاشق مع عزف المزمار
يزاحم في الجانب الاخر أصوات الريح
في النهر لا وقت للفواجع والرماد
لا وقت لأسئلة المخاض
       *  *  *
بين خطواتنا اللاهثة
ومنذ أن وطئت أقدام المهجرين
تلك الشوطىء
إمتدت أعشاش الخيم أطرافك
كنت مثل رفيف الأجنحة
تشاكس وجعي
وشاهد على حروب مرت
كنتُ عندما أمر من جنبكَ ومعي الشمس
استرق البهجة حد التعري
وذلك البكاء المر
تلك المقابر الموشحة
أساطير الوهم
تعني مشاوير العزلة
عن هذا العالم الخائب المبتلي
بالمواجع والعويل
تضاريس تجدد فحولتها
تتسامى أشكالها في المواسم
هي فخاخ تائهة من شباكي
جروح غائرة من فاكهة السهل
آثار قطيع ترك خطاً نيسمياً
عنده ولدت أولى خطواتي
مثل بكارات من العذاب المتيبس
ذلك الملقي على قارعة الفوضى
     * * *
طريقي نحو النهر يعلك عذاباتي
يحرق أزمنتي
يؤرق عزلتي ويؤرخها
اسطورة لأقدام تائهة
وتلك العربات السرية
ضاعت في قرارة الضوء العاكس بوجعي
صخب السواقي المنسدلة من بعيد
عندها نبت الدغل بين الكفين
ضجت بين أحداق الآلهة
ولذة الضوء
سواحل وشطآن تتعرى
ترتشف نطف الآخرة بربيع مبكر
تتمرد على مكائد الطقوس اليومية
الراقدة بين الحصى آخر الفجر
     *  *  *
صوته يتناسل من نطف المعنى
يهزج للقادمين نحو الشمال
للعائدين نحو الجنوب
أو الى ذلك السهل الحزين
اغنية غجرية تنساب مع الخرير
تتثاءب..
تقمط بلاهة الطقوس
بأجراس أسراب القطيع
وهي تعود آخر المساء بالهديل
تنشر خلفها حبلاً من الرثاء
كأسئلة المخاض الأخير
ترتهن الحياة في شوارع الدنى
منذ إشتغال النواعير
في تلك البساتين
منذ آخر راعٍ يمتدُ مع القطيع
منذ إنثيال أصوات الغناء
في ذلك السهل الحزين
عيناك هما الموج
وأنا النهر يمشي فوق جنونك
مثل صخرة سيزيف أوصلها للقمة
والقدر يدحرجها لأسفل القاع
أحملها مغترباً في عزلتي
الوذ بها ما بين ضجيج الأسئلة 
أحملها مع بقايا الموائد
القي بها عند شرفات الصمت
تلك التي عزفت لك على وتر الحب الحانها الشجية
تسجر بين ظهرانيها ألسنة النور
ترحل صوب الأفق البعيد

- نشرت في مجلة (المرايا) للشعر والأدب وفي العدد (44) الصادر في تموز 2022 قصيدة بعنوان (شجر الخازر). فشكرا لرئيس التحرير الشاعر المبدع الصديق ابراهيم الكبيسي وشكرا لهيئة التحرير الموقرة متمنياً لمجلة المرايا الغراء كل التقدم والإزدهار والنجاح والإنتشار
رابط المجلة للقراءة والمتابعة:
https://m.facebook.com/story.php?story_fbid=1963736210491472&id=100005653352210