المحرر موضوع: البطريرك الكاردينال ساكو وحرية الضمير  (زيارة 948 مرات)

0 الأعضاء و 1 ضيف يشاهدون هذا الموضوع.

غير متصل Husam Sami

  • عضو مميز
  • ****
  • مشاركة: 1078
  • الجنس: ذكر
  • ماذا ينفع الإنسان لو ربح العالم كله وخسر نفسه
    • مشاهدة الملف الشخصي
    • البريد الالكتروني

لطالما كتبنا حول موضوع ان القائد او من يصنّف نفسه انه قائد عليه ان يكون ( مثقفاً ) أي ان يتسلح بالثقافة ليستطيع ان يجاري شعبه ... فالذي يعتقد انه اعلم وافهم من شعبه عليه ان يحافظ على تلك الميزة ولا يشطح لكونه سينكمش ويصغر امام التطوّر الفكري ( السياسي والمجتمعي وحتى الديني ) للشعب بسبب ان العالم اصبح قرية صغيرة علمياً وتقنياً وسياسياً ... الخ فتنوّع مصادر المعلومات أعطت ميزة لبني البشر في البحث والتقصي وجعلت فكره يستطيع التمييز ..
اليوم سنبحث في مصطلح استخدمه غبطته في مقابلة متلفزة سندور حوله ونتأمله على حسب المعطيات المكتسبة من ثقافتنا ( علمية اجتماعية ) المصطلح هو ( حرية الضمير ) ...
وهنا يؤكد غبطته ان الإنسان له الحق من خلال هذا المصطلح ان يختار ما يراه مناسباً له ( عقائديا ) لأن له حرية ضمير وهي التي تقوده لأختيار قراراته في تغيير دينه ..
وهنا نؤكد ان غبطته اخطأ مرتين ... مرّة بمهمات ومسؤوليات ( الضمير ) ومرّة أخرى بمهماته ومسؤولياته هو كقائد ومعلم .
  اولاً ) باختصار شديد نتكلم عن مهمات الضمير : الضمير واحد من إعمال العقل ( أي تشغيله ) وبما ان العقل عبارة عن مخزن للبرامج فيه تتكوين الذاكرة الفكرية ... إذاً فالضمير جزء من هذه الذاكرة وله واجب واحد فيها وبما انه ( يبرمج ) كما العقل فهو ( ليس حر ) فالمبرمج يحدد بالبرامج التي تدخل إليه ( يحلل المعلومات ويقارنها بما لديه ثم يعطي النتائج في توافق المعلومة او اختلافها بما تم برمجته عليها ) ... من هنا نستطيع ان نقول ان ( للمخ – الحاسوب الكومبيوتر ) خانات لخزن البرامج وندعوا تلك الخانات ( العقل الفكر ) فخانة مسؤولة عن الأشارات التي تأتي من العين مثلاً بعد ان تمضي في عمليات معروفة من تحويلها من صورة إلى ذبذبات يفهمها الدماغ فيحللها ... كذلك يحصل مع الأذن ... الخ ... من هنا نلاحظ ان لكل تسمية تطلق على ( اعمال العقل ) لها مهمات خاصة ... وهنا استوجب ان نسأل ما هي المهمات الخاصة بالضمير ... انها وبكل سهولة ( " المراقبة والفرز " على حسب برمجة الضمير وارسال نتائجها للعضو المسؤول عن اتخاذ القرار وهناك تجري عملية اتخاذ القرار ) وهنا نقول ( ليس الضمير هو من يتخذ القرار انما الخانة المسؤولة عن ذلك ) ...
 في آخر لقاء السيد المسيح يوصل لتلاميذه معلومة جداً مهمة فيقول لهم ومنهم للمؤمنين به : (( خير لي ان ارحل وان رحلت ارسل لكم الروح القدس ليسكن فيكم ... )) من هنا نفهم جيداً ما هي مهمات الروح القدس ... علمياً : الروح القدس يحمل برنامج أخلاقي انساني يودعه الرب يسوع المسيح لكل من آمن به ليسكن في عقله ليكون " المراقب " على أفعال واعمال الإنسان ( ليبكت ويستحسن ) اعمال الإنسان ( الفرز باعتماد البرمجة ) فيعرف الإنسان ( اللائق والغير لائق من هذه الأعمال ) وهنا يرسل تلك المعلومات لجهة اتخاذ القرار فتصبح موجبة التنفيذ .
  ثانيا ) ما هي مهمات القائد الديني بالتحديد : مهمات القائد الديني تعتمد على موروث المؤسسة  وهنا نقول ان مسؤولية القائد مسؤولية أدبية أخلاقية إنسانية تجاه الشعب الذي يقوده فإن لم يكن اهلاً للقيادة ترى مؤسسته في حالة ( تخبط وضياع ) في برامجها وبالتالي يتسرب الشعب شيئاً فشيئاً فنقول ان القائد الديني ومنه المؤسسة مسؤولة عن برمجة الشعب للصلاح لأنهم بدون الشعب لم يوجدوا .
امثلة من الكتاب المقدس : يؤكد الكتاب المقدس في نصوص السيد المسيح على دور القائد في الحفاظ على رعيّته في التعليم والتلمذة كذلك رعايتهم انسانياً ( متابعة احوالهم الأحتماعية وحل معضلاتهم )
  1 ) يقول السيد له المجد لبطرس : ارع خرافي .. ويعني ( اهتم بشعبي وتابع احتياجاتهم ابتداءً من التلمذة إلى اصغر احتياج )
  2 ) في مثل ( الخروف الضائع " المفقود " ) عندما يؤكد ان على الراعي ان يهتم بأصغر واحقر عضو في جماعته ويصل حد توصية الرب يسوع إلى ان يعطي مثل في ان يترك الراعي ( 99 ) من غتمه ليفتش عن واحداً ضاع من القطيع أي من الجماعة .
3 ) وكذلك مع المرأة التي فقدت درهمها ( لامت نفسها على عدم الحفاظ عليه فتسرب منها فجاهدت إلى ان وجدته )
وهنا القائمة تطول وللحديث بقيّة
  4 ) والسؤال لغبطته وانا اعلم بأنه يتابع هذا الموضوع ....
 اين حضرتك من هذه كلها .. ؟ عندما تقول ( لكل انسان " حرية ضمير " في انتهاج أي عقيدة غير عقيدته ) في هكذا فتوى فحضرتك ضربت واجباتك وايمانك المسيحي بمقتل عندما لا تعرف كيف تحافظ على شعبك لقصورك بمتابعتهم والحرص عليهم وتوفير احتياجاتهم واعطيت تعليم خاطئ بأن الذي لا يعجبه وضع المؤسسة وحضرتك واحد منها فليبحث عن غيرها ... ولنذكرك ( وعسى ان تنفع الذكرى ) في العام 2014 عندما زرتنا في المانيا وفتحت موضوعاً للتداول والنقاش ، وبما انني كنت في موقع في مجلس الخورنة وكنّا في المجلس نؤكد لك وبالوثائق فساد الكاهن ادارياً ومالياً ولكنك آليت على نفسك ان تبقى مدير مؤسسة وليس راعياً للشعب لذلك ... ولنذكرك بالمحاورة (( قلت لجنابك : ان هذه الكنيسة يملأها الفساد ... لم تترك لي ان اكمل فقلت : نعم نحن فاسدون وإن لم يعجبك فسادنا ففتش عن غيرنا ... اجبتك : هل المفروض الخيرين يتركون الكنيسة ام الفاسدون ... فكان جوابك الرائع : ثلاثة مطارين جالسين هنا لم يستطيعوا ان يعالجوا الفساد تريد مني ان اعالجه " وهنا تقصد ان الفساد مستفحل في كنيسة يفترض ان يكون الصلاح فيها "... وكان جوابي : إذاً اترك المؤسسة ليأتي من يستطيع رفع الفساد عنها ... ))
 كلمة أخيرة بهذا الموضوع ... اذا لم يكن القائد بمستوى المبادئ فأقرأ السلام عليه وعلى مؤسسته .
الرب يبارك حياتكم واهل بيتكم
     اخوكم الخادم   حسام سامي     10 / 8 / 2022


غير متصل شوكت توســـا

  • عضو مميز جدا
  • *****
  • مشاركة: 2242
    • مشاهدة الملف الشخصي
    • البريد الالكتروني
الاستاذ حسام المحترم
تحيه طيبه
استاذنا الطيب , بصراحه تاهت عليّ تفاسير المصطلحات وتعريفاتها , لو سمحت عندي استفسار بصيغة مداخله  حبذا لو ارشدتمونا الى الصح رجاء, أنا سامع بمصطلح حرية التعبير عن الراي التي يتم منحها من قبل  قوانين النظام والاعراف الاجتماعيه الثقافيه السائده , وسامع  ايضا عن حرية  ارتداء  ملبس معين سواء بالتحدي الفردي لما هو موجود او بمماشاة الموجود , وسامع عن حرية  الفرد في بيته التي يمنحها رب الاسره او الأبوين ....اما مصطلح  حرية ضميري  (حرية تفكيري)  فهي  باعتقادي لا تُدرج  ضمن الحريات الممنوحه كونها من ابسط الحريات التي  يمتلكها الانسان اطلاقا بلا منازع له إمتلكها منذ ان بدأ يفكر مستخدما عقله, اي ليس هناك من يستطيع تحديدها  او يملي على عقلي الطريقه التي يجب ان افكر بها, إذن انا بحسب فهمي  حر بالمطلق في طريقة تفكيري بعكس بقية الحريات المعطاة للانسان .
  تقبل تحياتي

غير متصل Husam Sami

  • عضو مميز
  • ****
  • مشاركة: 1078
  • الجنس: ذكر
  • ماذا ينفع الإنسان لو ربح العالم كله وخسر نفسه
    • مشاهدة الملف الشخصي
    • البريد الالكتروني
الأستاذ العزيز شوكت توسا المحترم ...
الحريات تنقسم لقسمين ( حرية ذاتية شخصية ، حرية مجتمعية عامة ) الكاردينال هنا تكلم عن الحرية الذاتية الشخصية ... وهذا ما علّقت عليه لكون حتى ( الحرية الذاتية هي نتاج " برمجة " ) فعقل الإنسان كما ( الحاسوب الكومبيوتر ) ... لا يعمل إذا لم تتم برمجته ... الدماغ البشري ينقسم إلى فصين " واحد مسؤول عن البرامج العلمية والآخر عن البرامج الأدبية " فأي معلومات ترد للدماغ تفرز وتحوّل للجانب المخصص لها لخزنها  .. لعقل الإنسان قابلية رائعة في التحليل ودراسة كل البيانات الواردة له والمخزونة فيه وتدعى هذه العملية ( إعمال العقل أي تشغيله ) ..  ببساطة هذه المعلومات يستطيع أي دارس للحاسوب ان يعرفها ... فعندما استخدم الكاردينال مصطلح ( حرية الضمير ) قلنا له ليس هناك شيء اسمه حرية الضمير فالضمير واجبه ( المراقبة والمقارنة ) وقد اتينا بمثال للرب يسوع المسيح حين قال (( ارسل لكم الروح القدس ليسكن فيكم ... وبما ان الروح القدس ليس مادياً فمكان سكناه يكون العقل )) وهنا للتبسيط نقول ان الروح القدس هو البرنامج الأخلاقي الإنساني الذي يزرعه الرب فينا ( لمراقبة اعمالنا وتمييز ما هو حسن منها وما هو سئ ) والنتائج ترسل إلى الدماغ ليحللها العقل ثم يبت فيها وهنا نقول ان للعقل وحده حرية البت بالقرارات لكون القرارات ستتحوّل إلى اعمال واقوال ...
   ان ما ذكرته حضرتك من حريات هي الحريات الممنوحة من المجتمع ... وحرية التعبير عن الرأي هي اقرب الحريات التي تنتقل من داخل العقل إلى المجتمع وتبيّن للمجتمع ( قيمة البرامج التي أدخلت إلى الدماغ ) فالإنسان بطبيعة عقله ( مبرمج ايديولوجياً " دينياً ، علمياً ، سياسياً ... الخ " ) ومن خلال قابلية العقل على التحليل والتمييز يكتشف الجديد الممكن لكي يضاف لتلك البرمجة ... فتساهم هذه العملية في ( تطوّر الفكر البشري ) جميع الحريات الممنوحة من قبل المجتمع ( تخضع لضوابط وقوانين وموروثات ذاك المجتمع ) وكل ما يخضع لضوابط ( ليس حر ) لكن ممكن ان ندعوا تلك الحرية بـ ( الحرية الملتزمة ) وهي بالتأكيد ليست حرية مطلقة .
آسف للإطالة ... ارجوا ان أكون قد أوصلت الفكرة بشكل جيد ... تحياتي الرب يبارك حياتك واهل بيتك
   اخوكم الخادم    حسام سامي   11 / 8 / 2022