المحرر موضوع: عندما صوتنا ب "لا"  (زيارة 816 مرات)

0 الأعضاء و 1 ضيف يشاهدون هذا الموضوع.

غير متصل بسام ككا

  • عضو
  • *
  • مشاركة: 5
    • مشاهدة الملف الشخصي
    • البريد الالكتروني
عندما صوتنا ب "لا"
« في: 08:00 11/08/2022 »

 الاعلامي بسام ككا

في يوم التصويت على الدستور العراقي سنة ٢٠٠٥ التقيتُ بجاري "ابو توني" وكان واقفا جنب باب محطة الانتخاب فسالته مستغربا: (ليش واكف اهنا اذا خلصت من التصويت) فقال: (اتفقت مع مسؤول المحطة حتى أصوت مرة ثانية بمكان بناتي وابني)، ولأنهم يعيشون خارج العراق كان اعتقاد ابو توني حسبما اخبرني انه يخاف من المحاسبة لعدم الحضور والتصويت للدستور حينذاك!.

ابو توني الذي صوت هو وعائلته بنعم لصالح الدستور هاجر بعد مدة وجيزة مع زوجته وباقي أولاده، والكثير مثل جاري وضع علامة صح للدستور العراقي دون ما يعرف ان مواده قسمت الشعب الى طوائف واعراق وركز على الهويات الفرعية المبتدعة فيما تجاهلت سمو الهوية الوطنية العراقية، اما الحقوق التي ذكرها الدستور فلم ترتق إلى مستوى تحضر الإنسان وتقدمه بل كانت مجرد حقوق فضفاضة وشعارات تخديرية وضعت لذر الرماد في عيون العراقيين.
 
انا العراقي اشعر شخصيا برضا قناعتي وضميري لانني صوت ب (لا) لدستور كتبته شخصيات متحيزة وقليلة الخبرة في ظروف مضطربة سادها العنف والتهحير والإقصاء، فلم اقبل بدستور متناقض في وصفه للحريات الاساسية، ولم اقتنع بدستور يتطرق إلى عادات وتقاليد طائفية ذكرت في  وثيقة رسمية يفترض أن تكون اكثر عظمة ورقي لدولة تاريخها أكثر من ٧٠٠٠ عام.

صوتُ ب (لا) لأن طموحي السياسي المتواضع لم ينجر خلف حقوق خجولة ومشوهة وضعتها بصمات حزبية ومباركة جهات دينية على حد سواء، لتنتج مسميات ترسخ مفاهيم التعصب والتقوقع مثل تصنيف الشعب الى مكونات عرقية بينما خل الدستور من حقوق أساسية ذات أولوية عليا مثل المواطنة ووحدة الهوية العراقية في دلالة واضحة على أن كتاب الدستور لازمت افكارهم عقد الماضي والضغينة لوجود دولة عراقية تأسست منذ عام ١٩٢١.

وبخلاف "ابو توني" لازلت مثل الكثير من العراقيين الاصلاء نطمح بدستور رفيع المحتوى والقيمة يرفع من شأن المواطن العراقي بالدرجة الاولى ويشعر الجميع بواسطته بالمساواة والعدالة في الواجبات والحقوق دون الحاجة إلى الإشارة لتسميات وفئات او تفضيل جماعة تحت يافطة الاغلبية على حساب من وصفوا اجحافا بالاقلية.


غير متصل شوكت توســـا

  • عضو مميز جدا
  • *****
  • مشاركة: 2244
    • مشاهدة الملف الشخصي
    • البريد الالكتروني
رد: عندما صوتنا ب "لا"
« رد #1 في: 16:12 12/08/2022 »
الاستاذ الاعلامي بسّام ككّا المحترم
تحيه طيبه
بلا شك موقفكم بالتصويت كان موقفا وطنيا و في محله , اما مقالكم وإن جاء مختصرا نوعا ما, إلا أنكم  في أسطره القليله  إستطعتم التاشير والتأكيد على وجود اكثر من ظاهره مجتمعيه سلبيه  أدت بكامل الشعب الى الدخول بدوامه مأساويه  متجدده عبر عقدين من الزمن , كان فيها الشعب مشاركا اساسيا في تدوير مسببات الفشل  دون التفكير الجاد برفضها  ونبذها الا اللهم تناقص نسبي ملحوظ في نسبة المشاركين وهذا لم يكن حلاً منطقيا للأزمه, لأن الماكنه السياسيه المُسيطره بأدواتها الماليه  والاعلاميه والميلشياويه  القويه التي إستحوذت عليها إستطاعت أن تمرر اكثر من خديعه  بالتزوير ولأكثر من مره  .
 رغم انني لست قانونيا ولا أنا بضالع  متعمق في شؤون السياسه , الا انني كنت من ضمن  المعارضين بشده لطريقة الإطاحه بنظام صدام حسين و من ضمن الملايين المعارضين لطريقة كتابة الدستور المليئ بشتى أنواع الألغام السياسيه والاجتماعيه والدينيه والقوميه  , لكن ارادة وامكانية  المريدين شرا للعراق كانت هي الأقوى والأقدر على استغلال  غرابة  اختلاف مواقف العراقيين المؤسفه التي  تحكّمت فيها عوامل عده  كالعاطفه  والرغبه الجامحه للتغيير الذي  يحقق منافع فئويه وشخصيه  غابت فيها  اية روحيه وطنيه وهذا ما أكده الحاكم المدني بول بريمر في كتابه.....يبقى الأمل معقود على الانتفاضه الشعبيه التي دشنهاالشباب التشرينييون بدمائهم
تقبلوا تحياتي