حرية الضمير حق من حقوق الانسان
إن من حق الانسان ان يتمتع بحرية الضمير ( حرية التفكير) ، وانها حرية شخصية مطلقة ولكن اي حرية الضمير معترف بها ايضاً كحق من حقوق الإنسان ، إذ كان القانون قد اعترف بها في فرنسا منذ عام 1881، وهذا المفهوم للحرية تضمنه الاعلان العالمي لحقوق الانسان حيث تمّ وضع مفهوم لحُريّة الضمير الإنسانيّ في المادة 18 من الإعلان العالمي لحقوق الإنسان وحُدّد على أنّه لكلِّ فرد الحقّ في حرية الفكر ( الضمير ) والوجدان والدين ، وتُدرج حرية الضمير ضمن الحريات العمومية وهي جملة الحقوق التي يتمتع بها الأفراد والمجموعات.
وعليه فان حرية الضمير تقع في دائرتين لا تتقاطع فيها القيم ، وهى دائرة الشخص الفرد ( الضمير الشخصي) ، وهناك ضمير الجماعة او الشعب وهنا يكون تاثيرة عام وشامل ، فعلى سبيل المثال الثورات الشعبية التي تمثل ضمير الشعب او حرية الشعب عندما يثور على حكامة نتيجة لنظام دكتاتوري او انهزام جيش في معركة ليسترد حريته . وعليه ان حرية الضمير ليست فقط محركة لارادة الفرد او المجتمع بل انها اداة لاخراجهم من دائرة العبودية الى الحرية بشرط ان تكون تلك الحرية لا تسبب ضرر على حرية الاخرين .
وان الضمير كما عرفه علماء النفس على انه مجموعة من المشاعر والأحاسيس والمبادئ والقيم تحكم الإنسان وتقوده ليكون سلوكه جيداً محترماً مع الآخرين ، يحترمهم ويحافظ على مشاعرهم ويحترم حريتهم ويراعي حقوقهم ، من هنا يمكن القول ان الضمير ميزان او ضابط للسلوك عند الفرد الحر ، و يحدد مسار الانسان ويصوبه ، عكس ما يحصل عندما تسود الانانية وحب الذات تغيب العاطفة والحنان واحترام الكبير .
من هنا ممكن اعتبار الضمير مثل الرقيب على كل مراحل عيش الانسان فهو يؤنب صاحبه على زلاته وهفواته في الماضي ، ويقف محاسباً على التصرفات في الحاضر والمستقبل ، وعليه فالضمير يبقى من يحدد فهم الإنسان للمسؤولية الأخلاقية وكيف يتصرف ، وهنا يمكن أن نميز بين مراقبة الضمير أو تحكيم الضمير . أما حرية الضمير فهي حق أو ملكة لكل واحد ويضمنها القانون وترتكز على احترام المذاهب والآراء والقناعات الدينية والفلسفية للمواطنين والسماح لهم بممارستها ونشرها عن طريق الاقناع.
وفي الختام نستخلص ان الضمير هو صوت الروح وقاعدة العقل ، وقد قال عنه فيلسوف التنوير جان جاك روسو:" أيها الضمير... أيها الصوت السماوي الخالد... أيها الحاكم المعصوم الذي يفرق بين الخير والشر... فتخلق ما في طبيعته من سمو وما في أفعاله من خير، لولاك لما وجدت نفسي ما يرفعني على الحيوان، إلا شعوري المؤلم بالانتقال من ضلال الى ضلال بمعونة ذهن لا قاعدة له وعقل لا مبدأ له.