المحرر موضوع: آراء ومقترحات الى / المجمع السنهادوسي المقدس للكنيسة الشرقية القديمة المحترم .. " في ضوء التطورات الأخيرة "  (زيارة 1346 مرات)

0 الأعضاء و 1 ضيف يشاهدون هذا الموضوع.

غير متصل فاروق.كيوركيس

  • عضو فعال جدا
  • ***
  • مشاركة: 462
  • منتديات عنكاوا
    • مشاهدة الملف الشخصي
    • البريد الالكتروني
آراء ومقترحات الى / المجمع السنهادوسي المقدس للكنيسة الشرقية القديمة المحترم .. 
 " في ضوء التطورات الأخيرة "
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
آباؤنا ورؤساؤنا من مختلف الدرجات الكهنوتية المحترمين ..
تحية آشورية وسلام  الرب أهديكم ..
في البداية لا بد لي أن أحيي القرار الشجاع والتاريخي الذي أتخذه غبطة المطران مار يعقوب دانييل بالتنازل عن انتخابه لدرجة  الجاثيليق البطريرك لشطر كنيستنا الكنيسة الشرقية القديمة ، وفي نفس الوقت لا بد لي أن أثني على البيان الصادر من مجمعكم المقدس الموجه الى أبناء وبنات كنيستنا بهذا الخصوص لما تضمنه من حكمة وعقلانية  في التعامل مع هذا الموضوع .
أنا شخصيا أعتقد أن غبطة  المطران مار يعقوب دانييل ،   قد أختار  الدخول من الباب الضيق  .. وكما قال الرب يسوع المسيح في موعظته على الجبل :
" أدخلوا من الباب الضيق ، لأنه واسع الباب ورحب الطريق الذي يؤدي الى الهلاك ، وكثيرون هم الذين يدخلون منه .. ما أضيق الباب وأكرب الطريق الذي يؤدي إلى ألحياة وقليلون هم الذين يجدونه  .. متى 7 : 13 ، 14 "
لأنني وحسب قناعتي الشخصية ، لا أرجح  أن تكون المواضيع التي تمت أثارتها في مواقع التواصل الاجتماعي هي  وراء قيام غبطته بالتنازل أو أنها شكلت ضغطاً كبيرا عليه وعلى مجمعكم المقدس  لتكون مخرجاتها  بهذا الشكل ، يضاف الى ذلك ، فأنه لم يصدر أي تصريح رسمي من مجمعكم المقدس يشير أو يلمح فيه  الى وجود مثل القضية ، أو أي  إشارة  ولو بصورة غير مباشرة  الى أن المجمع قد أتبع أو سيتبع  السياقات والخطوات اللازمة  بموجب قوانين السونهادوس الكنسي ،  خصوصا أن بيانكم قد أكد على أن غبطته سيكمل مسؤوليته كميتروبوليت في الكنيسة ، وكقائم مقام الكرسي البطريركي للكنيسة لحين سيامة الجاثيليق البطريرك الجديد .. ناهيك عن أن كل أبناء وبنات الكنيسة قد تفاجئوا بقرار غبطة المطران بالتنازل .
عندما نراجع التصريح المصور لنيافة الأسقف مار كيوركيس يونان في نهاية شهر أيار الماضي المتعلق بعدم نجاح مساعي الوحدة بين شطري كنيستنا .. فأنه   أوضح فيه طبيعة الحوار الأخوي  الذي جرى بين لجنتي الكنيستين  في أجواء من المحبة والنوايا الصادقة في السعي نحو الوحدة .. وقال ، أنه لم يسبق لشطري كنيستنا  ان قمنا بمثل هذا الحوارالأخوي  والجدي سابقا ، وأنها المرة الأولى التي  قطعنا فيها مثل هذه الخطوات نحو الوحدة .. وكلنا تابعنا خلال تلك الفترة اللقاءات الأخوية  والزيارات المتبادلة بين آباء ورؤساء الكنيستين في مدينة شيكاغو الأمريكية ، بالإضافة الى قيام قداسة البطريرك مار آوا الثالث بإقامة صلاة المساء في كاتدرائية مار زيا الطوباوي في مدينة سدني الأسترالية .. وبموازاة ذلك يمكننا ان نستنتج انه كانت هناك مكالمات تلفونية ودية بين الطرفين ، بالإضافة الى البيانات والتصريحات المشحونة بالأمل والتفاؤل التي كانت تنقل لأبناء شعبنا الآشوري وابناء الكنيستين سير الحوار بين اللجنتين ..
وبرأيي ، فأن كل هذا قد خلق أجواء جديدة من المحبة والاحترام بين رؤساء الكنيستين ، وخلق شعوراً جديداً بثقل المسؤولية الكنسية والقومية تجاه أبناء أمتنا الآشورية وأبناء كنيستنا ، وأصبحت قلوبكم مفعمة بإيمان لا يزعزع  بوحدة  ولم شمل كنيستنا .. خصوصا  أنني واثق تماما من أنه جرى طي صفحة الماضي بكل جروحها وذكرياتها المريرة ، وحل محلها إصرار على فتح صفحة جديدة اساسها المحبة والسلام .
وعلى هذا الأساس ، فأنني أتسائل .. لماذا لا نفترض جدلاً ،  بأن  أيماننا وإحساسنا الداخلي ، بالوحدة والتضحية في سبيلها ، قد غلب ما يتوجب علينا فعله إرضاءاً لتوجهات هذه الفئة  ، أو تحت ضغوط تلك الفئة ؟؟  خصوصاً أننا أحيانا نكون مدفوعين لإتخاذ بعض المواقف  ، نحن غير مقتنعين بها أصلا ..
ورغم أنني إنسان عادي لا أحمل أي درجة كهنوتية ( عدا متطوع  لخدمة الكنيسة حيثما أحتاجتني ) ..  إلا إنني أتسائل مرة أخرى وأقول : لماذا لا تكون العناية الآلهية  وهداية  الروح القدس قد تدخلت في ترتيب وتهيئة الظروف بالشكل الذي أدى إلى تأخير سيامة   الجاثيلق البطريرك ؟؟  خصوصا أن أي تأخير معناه ، إعطاء فرصة أخرى لمراجعة المواقف ،  وأمل جديد يبعث  بإتجاه تحقيق الوحدة التي نعرف جيدا انها أمنية الرب وأمنية ابناء أمتنا وكنيستنا .. وعلى هذا الأساس قلت ان غبطة المطران مار يعقوب قد أختار الدخول من الباب الضيق ..
ليس هذا فقط .. فالمسيح يقول ايضا :
" لأنه ماذا ينتفع الأنسان لو ربح العالم كله وخسر نفسه .. متى 16 : 26 "
أي يمكننا القول أن غبطته لم يسعى لكي يربح العالم ويخسر نفسه  ، وأنما ضحى بالعالم والكرسي والمنصب من أجل أن يربح نفسه تنفيذا لقول الرب  وبالتالي ، يمكننا القول ، أن المطران مار يعقوب دانييل قد أدرك أن سيامته جاثيليق بطريرك سوف يقوض فرصة الوحدة الثمينة  التي كانت قاب قوسين او أدنى من تحقيقها ، وربما أقتنع أيضاً  بحكم درجته الكهنوتية كمتروبوليت وراع في كنيسة الرب ، بأنه لا يريد أن يقف حائلاً دون تحقيق آمال وطموحات أبناء أمتنا وكنيستنا  ، ودون تحقيق وصية الرب :
" ليَكُونَ الْجَمِيعُ وَاحِداً؛ أَيُّهَا الآبُ، كَمَا أَنَّكَ أَنْتَ فِيَّ وَأَنَا فِيكَ، لِيَكُونُوا هُمْ أَيْضاً وَاحِداً فِينَا، لِكَيْ يُؤْمِنَ الْعَالَمُ أَنَّكَ أَنْتَ أَرْسَلْتَنِي "..
وكما فعل بيلاطس .. أخذ ماء وغسل يديه قدام الجمع قائلاً ..  أنا برئ من دم هذا البار .. متى 27 : 24 ..
وقبل أن أقوم بكتابة المقترحات ، أود ان الفت انتباهكم وانتباه كل الآباء والرؤساء والدرجات الكهنوتية في شطري الكنيسة الى هذه النقاط المهمة من وجهة نظري الشخصية :                                                           
1 ـ ستبقون أنتم كآباء ورؤساء  لشطري الكنيسة  أكثر حرصا ووفاءاً ونقاءاً لكنيسة الرب منا نحن المؤمنين والعلمانيين  من ابناء الكنيسة .. لأنكم أنتم نذرتم أنفسكم وتركتم الكثير من متع الحياة من أجل خدمة الكنيسة وخدمة كلمة الرب ولا شك لنا فيكم من كونكم رعاة صالحين لقطيع الرب الذي وضع ثقته فيكم .. أما نحن ، ورغم إيماننا وارتباطنا بكنيستنا ، فأننا  وبسبب ما تعانيه أمتنا الآشورية من إنقسامات وولاءات حزبية وعشائرية مضافا اليها المصالح الشخصية الضيقة ، فأننا غالباً ما ننطلق من مواقف تمليها علينا تلك الأنقسامات وتلك الولاءات الثانوية .. البعيدة كل البعد عن مصلحة الكنيسة ووحدتها .
2 ـ ومثال بسيط على ما ذكرته ، فأنني أسأل  كل الذين ينتقدون الكنيسة والدرجات الكهنوتية واتهامهم بالعديد من التهم بهدف تشويه سمعتهم على وسائل التواصل الأجتماعي / الفيسبوك .. : أليس بإمكانكم  معالجة وحل  هذه الامور والقضايا من خلال اعلام او الكتابة الى الكهنة او اعضاء اللجان الكنسية في رعياتكم  بهدف ايصالها الى  المراجع العليا في الكنيسة  للتحقيق فيها وحلها بموجب السياقات  القانونية للكنيسة ؟؟ من قال لكم أن الفيسبوك هو المكان المثالي لطرح وحل مثل هذه المشاكل والمواضيع  ؟؟  ومن خولنا لينصب كل واحد منا من نفسه .. شرطياً وسجاناً ومحققاً عدلياً وقاضياً وحاكماً ؟؟ ليس هذا فقط ، وانما نرى ان كل واحد قد نصب من نفسه الآمر الناهي لشؤون الكنيسة والأمة ..فنرى  ونقرأ ، أن هذا يطالب بكذا وكذا  ، والآخر يزايد عليه  ويطالب بأكثر مما يطالب الآخر .. والخ ...
وحين ، نسألهم ، يكون جوابهم ، أن حرصهم على الكنيسة هو الذي يدفعهم الى ذلك .. ولكن كما ذكرت ، لا يمكن لهم أن يكونون حريصين على الكنيسة بهذه الأساليب  ، بقدر كون وراء تلك التصرفات أهداف أخرى  لست بصدد التطرق اليها هنا.. فنحن نعرف أن الكنيسة تؤدي دورها وتقوم بواجباتها وخدماتها  الروحية والطقسية ، مع بعض النشاطات الثقافية والقومية تجاه المؤمنين بشكل مقبول ( ذكرت في موضوع سابق أن وحدة الكنيسة ستؤهلها للتقدم والتطور  واداء دور أكبر ، ولكن ذلك ليس موضوعنا اليوم ) .. وكلنا نعرف  انه عدا كنيسة المشرق الاشورية في استراليا ، فأننا نادرا ما نرى أن هناك مدارس  تديرها الكنيسة .. بمعنى آخر ، أن الوقت الذي يقضيه ابنائنا وبناتنا في الكنيسة ، لا يتجوز بضعة  ساعات في الشهر .. أي أن الدور التربوي لأبنائنا وبناتنا  مازال محصورا بالعائلة والبيت  ومن ثم المدرسة .. أي أننا نرسل أولادنا وبناتنا الى المدارس  في المهجر وكل دول العالم .. ولكننا لا نهتم بالحياة الشخصية للمعلمين والمعلمات .. من ناحية  أين قضوا المعلمين والمعلمات لياليهم وعطلهم الأسبوعية .. وهل المعلمة متزوجة  أم أنها تعيش مع شخص بدون زواج  وغيرها من الأمور التي نعرف ، وان كنا لا نقبلها ، فأنها تندرج ضمن الحرية الشخصية في الغرب .
3 ـ النقطة المهمة الأخيرة التي أود الإشارة لها  هي ، أنه من خلال خبرتي وتجربتي  المتواضعة ، ومن خلال الاستفادة من العديد من الكتب التاريخية والقومية ، وإطلاعي على العديد من المواضيع العلمية وخاصة النظرية النسبية للعالم آينشتاين ، ومحاولتي الربط مابين القوانين العلمية وواقعنا وفعالياتنا المختلفة ، ومن خلال متابعتي لشؤون كنائسنا المختلفة سواءاً من  المصادر التاريخية ، أو من خلال ما تحتفظ به ذاكرتي من أحداث منذ الانشقاق سنة 1964 الى يومنا هذا .. فأنه يمكنني أن ألفت انتباهكم ، أو إسمحوا لي بأن أقول ، أحذركم وكذلك الآباء ورؤساء الكنيسة الآشورية أيضا .. من إنه ، في حالة فشل مساعي ( اليوم )  من أجل وحدة ولم شطري كنيستنا  .. فأنه علينا وعليكم  أن لا نستغرب عندما سنستيقظ غداً على وقع انقسامات جديدة  تتجاذبها وتتحكم بها  العوامل  والعقليات التي تقف حائلاً في طريق الوحدة اليوم .
لأن بلوغ كنيسة موحدة قوية مركزية  متراصة الصفوف ، والتوصل الى سنهادوس وقوانين كنسية جديدة قادرة على مواكبة عجلة التطور والعصر ، هي الضمانة الوحيدة  لتجنب اية انشقاقات او انحرافات في الكنيسة .. على عكس حالة الأنقسام التي نعيشها اليوم ، والتي  ستدفع بأتجاه المغامرة  بالأنشقاق والأنقسام  المدفوعة  بعوامل الفرقة التي ذكرناها .. والمثل المستوحى من قصة ملك الحيرة النعمان بن المنذر المسيحي / النسطوري  يقول :
" إن غداً لناظره قريب " .. أكيد لا نتمنى الأنقسامات والأنشقاقات ، ولكن  إذا كنا نمهد الأرضية الصالحة لها  ونوفر مقوماتها .. فلماذا لا تقع ؟؟
والآن وبعد هذا الشرح المطول نسبيا ، وبعد هذه التحليلات  والاستنتاجات الشخصية  ، أضع أمام مجلسكم المقدس من اصحاب الغبطة والنيافة  ، وأمام كل أبناء أمتنا الآشورية  وأبناء كنيستنا الموحدة .. المقترحات التالية  ( وهي مبنية على أساس ما تم التوافق عليه في الحوار الذي جرى بين لجنة الكنيستين في شهر أيار الماضي ) :
أولاً ـ يقوم شطري الكنيسة  ومن خلال نفس لجنتي الحوار بالإعلان عن تحقيق الوحدة الكنسية  بين الكنيسة الشرقية القديمة وكنيسة المشرق الآشورية   وقيام كنيسة جديدة موحدة  اعتبارا من  عيد الميلاد القادم 25 كانون الاول 2022  ( على سبيل المثال ).. ويتم تشكيل سينادوس الكنيسة الجديدة من الدرجات الكهنوتية  ( المطارنة والأساقفة )  لشطري الكنيسة ، ويتم  التوافق على :
ثانيا ـ يكون قداسة البطريرك  مار آوا الثالث جاثيليق بطريرك للكنيسة الموحدة الجديدة ( حسب الأتفاق في الحوار الأخير ) ، وأختيار نائب او  وكيل البطريرك .
ثالثا ـ مثلما اتفقتم يتم مزج  تسمية ( القديمة مع الآشورية ) في التسمية الجديدة  لتصبح تسمية  الكنيسة  ( الكنيسة المقدسة الرسولية الشرقية القديمة  الآثورية الجامعة ) .. ( عيتا قديشتا وشليخيتا أتيقتا د. مدنخا دآتورايي قاثوليقي ) .. وتختصر التسمية  ب ( كنيسة المشرق الآشورية القديمة ) .. ( عيتا أتقيتا د مدنخا دآثورايي ) .. أو ترتيب آخر لمفردات هذه التسمية ..
رابعا ً ـ تشكيل لجنة مشتركة  موسعة من شطري الكنيسة تتألف من رجال الدين ، ومن محاميين علمانيين مختصين بالقوانين الأدارية وشؤون الملكية العقارية   ، واذا تطلب الأمر ، فيمكن تشكيل لجان فرعية في البلدان التي تتطلب تشكيل مثل
هذه اللجان بحيث يقوم كل شطر  بأختيار أعضاء لجنته لهذا الغرض .
خامساً ـ بموازاة تشكيل اللجنة ، يتم تحديد  فترة أنتقالية  ، سنة ، سنتين، ثلاث سنوات ، حسب التوافق ، من أجل وضع الحلول اللازمة  والمرضية للشطرين لكل الأمور والمواضيع والعقبات التي كانت سبباً في تأجيل هذه الوحدة ، ومنها :
1 ـ اقترح خلال الفترة الأنتقالية ، بأن يكون مقر كرسي نائب او وكيل البطريرك في بغداد .. واعتقد أنه خلال هذه الفترة  ستترسخ القناعة لدى رئاسة الكنيسة والسينودس فيما اذا كانت الكنيسة فعلاً بحاجة الى ان يكون مقر نائب البطريرك في بغداد أم في مكان آخر .. لأننا نعلم أن الكنيسة لا تشارك أو تلعب دورا في العملية السياسية في العراق لنحتاج الى تمثيل عال المستوى في بغداد ، وحتى من ناحية  الكثافة السكانية  لشعبنا وأبناء كنيستنا فهي ليست بتلك الكثافة لتتطلب الحاجة الى وجود مطران لإدارة شؤونها ، وحتى في حال تحققت الوحدة ، فأننا نرى أن وجود اسقفين في بغداد ليس عمليا  ، اذ يكفي أسقف واحد لإدارة شؤون الرعية في بغداد .. وبالتأكيد إذا ما تطلبت الحاجة الى  مشاركة درجة كهنوتية عالية من الكنيسة  كدرجة مطران او  نائب البطريرك في اجتماع ديني او خاص بالاوقاف  او لمناقشة اي قضايا دينية متعلقة بالكنائس ودور العبادة .. فأن الكنيسة  ستؤمن مثل هذه المشاركة بسهولة .. ولا نعرف ، ربما نائب البطريرك سيرى بنفسه بأن وجوده في بغداد ليس ضروريا للكنيسة ، بقدر ضرورة تواجده في مكان آخر .. خصوصا في ظل أنتشار رعيات كنيستنا في العالم .
2 ـ بالنسبة للأعياد المارانية  ( القيامة  ، الميلاد ، الظهور ، الصعود ، حلول الروح القدس ، نوسرديل ، التجلي ) وبقية التذكارات الكنسية  والأصوام ، والمناسبات الدينية المختلفة .. فيبقى الأحتفال بها وتذكارها واقامة القداديس الخاصة بها  كما هو عليه اليوم .. أي ، تقوم كل رعية  بالأحتفال بموجب التقويم الذي تسير عليه اليوم .. وكما ذكرنا في موضوع سابق .. بأننا نرى ،  أن مراعاة التقويم الذي تتبعه الدولة التي تقيم فيها رعيات كنيستنا ، هو احل الأمثل  والمناسب  لحل هذه الأشكالية .. مع اعطاء  الفرصة للفترة الأنتقالية  ، فربما يمكن  التوصل الى حلول ونتائج أفضل .
3 ـ يمكن أن يكون تقويم الكنيسة الموحدة خلال الفترة الأنتقالية تقويما موحدا ، بحيث يراعى فيه  تكرار  ذكر الأعياد والمناسبات والتذكارات للتقويمين ..
حيث سيكون هناك في الفترة الأنتقالية عيدين للقيامة  ، وعيدين للصعود ، وللتجلي .. وهكذا .. وأنا برأيي الشخصي ، فأن هذا سيكون عاملا مساعداً في التقارب  ولم الشمل .. فعلى سبيل المثال سيحتفل كل ابناء الكنيسة الموحدة  بعيد القيامة للعام القادم  يوم الاحد 9 نيسان في كاتدرائية الربان هرمز في سيدني .. ثم يحتفلون مرة أخرى بعيد القيامة في كاتدرائية مار زيا الطوباوي  في سدني يوم الأحد 16 نيسان .. خصوصا أن المسيحيين الأوائل كانوا يقومون بأحياء القيامة كل يوم أحد ... وحتى اليوم ، فأن كل يوم أحد هو  أحياء للقيامة ..

4 ـ وهكذا تقوم اللجنة المشتركة في الفترة الأنتقالية بمناقشة كل المواضيع والنقاط العالقة من أجل وضع الحلول اللازمة لها ، وعلى سبيل المثال :
ــ موضوع العلاقة مع كنيسة روما الذي اعتقد  انه جرى تضخيمه ، وتسويقه بالشكل الذي يخلق بعض الشكوك التي ستزول حتما بعد مناقشتها .
ــ بالنسبة لموضوع سيامة الدرجات الكهنوتية في الفترة الأنتقالية ، فبرأيي ليس بالموضوع الشائك والصعب والذي يمكن حله والتوصل الى توافق بين الشطرين ، عند وضع السينودس والقوانين الجديدة للكنيسة الجديدة .
ــ أما موضوع  اعادة تقديم الوفاء / شملايوتا  ..  فإذا كان من منطلق عدم الأعتراف بالدرجة الكهنوتية او السيامة ، فبرأيي الشخصي أنه   لا يتوافق مع هذا السعي للوحدة وفي ظل اجواء المحبة والاحترام التي سادت الحوار ..لكنني أعتقد جازماً وكما ذكرت في موضوع سابق ، انه اجراء بروتوكولي ، يشمل كل الدرجات الكهنوتية في شطري الكنيسة من أجل حفظها كوثائق للأجيال القادمة ، ومن أجل حفظ حقوق الجميع  ( كما نقول بين الرئيس والمرؤوس ، وبين اي درجة كهنوتية وبين الكنيسة .. وهذا الاجراء البروتوكولي متبع في كل حالات الاندماج في المؤسسات المدنية كالبنوك والشركات وغيرها
ــ ونفس الشئ ينطبق على موضوع تنظيم قائمة تسلسل البطاركة  في الكنيسة الموحدة .. حيث أن هذا الموضوع سيكون حله سهلا  بالنسبة للمختصين في الشؤون الأدارية في اللجنة المشتركة .. وأعتقد أن عدد البطاركة  المقصودين قليل جدا  بسبب قصر المدة الزمنية  منذ الانقسام والى يومنا هذا .. خصوصا أذا فكرنا ، كيف سنحل هذه المشكلة  اذا ما توحدت كنيستنا مع الكنيسة الكلدانية  على سبيل المثال  وقد مضى على الأنشقاق وسيامة البطاركة أكثر من خمسة قرون !!
5 ــ وهكذا ، أرى أنه يمكن السير قدما في عمل اللجنة المشتركة ، من خلال العمل على تطبيق كل ما يتم أنجازه و التوافق عليه من قبل اللجنة خلال الفترة الأنتقالية  ، ووضع فترات أخرى جديدة لحل كل النقاط  العالقة التي تحتاج الى وقت اطول و ربما الى افكار جديدة  ومقترحات جديدة  أذا تطلبت الحاجة لذلك .
 ختاماً ، أقول ، أن المسيح علمنا أنه جاء من أجل خلاص الأنسان ..وأن الأنسان اهم من يوم الأحد ، والأنسان اهم من الطقوس ، والأنسان أهم من التقويم واهم من البناء وأهم من  الجدران .. والأنسان الذي نقصده هنا ، هم أبناء كنيستنا الذين ينتظرون  اليوم  وحدة كنيستنا ، هذه الوحدة التي نرى أن الطقوس ، والتقاويم ، والتواريخ يجب أن تكون من أجل تحقيقها .
لذلك ارى اننا سنرتكب خطيئة كبرى اذا تمسكنا بكل ما يعيق تحقيق هذه الوحدة سواءاً كان بحجة طقس الكنيسة ، أو تقويم الكنيسة ، وأية حجج أخرى ..
أذ علينا أن نؤمن ونقتنع بأن كل شيء سيكون ممكنا وسيهون من أجل تحقيق الوحدة المنشودة  ، لأن تمسكنا بكل ما من شأنه أن يقف حائلاً دون تحقيق وحدة كنيستنا بحجة التقويم والتواريخ والطقس  وغيرها .. فأن ذلك يعني اننا مازلنا غير مؤمنين إيمانا عميقا بهذه الوحدة ..
لأننا نعرف جيدا ، أن كل ما نتبعه اليوم من طقوس  وتقاويم وتواريخ ، أنما وضعها أسلافنا  في فترات تاريخية تمتد منذ البدايات الأولى للمسيحية والى يومنا هذا ، وكان للحدود الجغرافية للكنيسة ولأنظمة الحكم السياسية تأثير كبير عليها ..
أي أنه يجب علينا أن لا نعتبر كل ما نجده بين أيدينا وفي كتبنا وفي موروثاتنا  على أنه منزل من السماء ، وأنما يجب أن نفهمه ضمن سياقه الزماني والمكاني  ( التاريخي ) .. وسوف اذكر بعض الامثلة البسيطة  لتوضيح هذه الفكرة  :
ــ  عندنا في التقويم الكنسي سبعة أحاد للصيف ( القيظ ) تمتد تقريبا من منتصف شهر تموز الى أواخر شهر آب حسب تقسيم السنة الطقسية .. وكلنا نعرف ان هذه الفترة  في بلادنا  ( آشور / بيت نهرين )  والشرق الاوسط بصورة عامة ، تمتاز بارتفاع درجات الحرارة وحلول موسم الصيف .. ولكن ذلك لا يمكن أن ينطبق على الأجواء التي تعيشها رعيتنا الكبيرة في استراليا ونيوزيلندا .
ــ  في السنة الماضية 2021 كنت في زيارة لأستراليا وحضرت قداس  يوم الأحد المصادف  19 كانون الأول في كاتدرائية مار زيا الطوباوي في سدني
وبعد قراءة الأنجيل  من قبل الكاهن  ، قال ، اليوم يصادف الاسبوع الثاني للبشارة ( على ما أذكر ) حسب التقويم القديم / الشرقي .. وبعد الأنتهاء من الكرازة  ، قال ، سيكون لنا سهرة وقداس عيد الميلاد مساء يوم الجمعة  24  كانون الاول حسب التقويم الغربي .. وكما نرى ، أنه لا نجد أي مشكلة في المزج بين التقويمين في حساب وترتيب السنة الطقسية  لأغراض الأعياد والمناسبات الدينية .. لأنني أرى أنها خاصة بالكنيسة ، أما نحن العلمانيين ، فلا أعتقد أننا نولي أهتماما لهذه الأحاد والأسابيع كما ذكرنا .. أحاد الرسل  ، وأحاد القيظ ، وأحاد ايليا ، واسابيع البشارة  وغيرها .
ــ  في  شمال بعض الدول الاسكندنافية وكندا والتي تتميز بليل طويل جدا في الشتاء  ونهار طويل في الصيف  ، أعتقد  أنه لا يمكن تطبيق نفس الأجراءات الطقسية كما في البدان الأعتيادية ، بخصوص صلاة المساء ( الرمشا ) وصلاة سهرة  أعياد القيامة والميلاد.. أي يجب أن تكون  هناك دائما مرونة في التعامل مع هذه الامور وبما يخدم  مصلحة الكنيسة ..
وعليه ، ومن كل ما سبق  ، أريد أن أقول ، أنه يجب علينا أن لا نقلق ولا نخاف  ولا نهتم  لفقداننا لكنيستنا الشرقية القديمة ، ولكنيستنا المشرقية الآثورية .. لأننا سنبني كنيسة  جديدة أكبر ، وسيكون لنا كنيسة أفضل وأقوى ، قادرة على الحفاظ على أبنائها وبناتها ، وقادرة على الحفاظ على إيمانها وهويتها ولغتها وتراثها وعراقتها الى الأبد .. وكما يقول بولس الرسول في رسالته الثانية الى اهالي كورنثوس :
" لأننا نعلم أنه أن نقض بيت خيمتنا الأرضي فلنا في السماوات بناء من الله ، بيت غير مصنوع بيد ابدي " 5 : 1
وليكن سلام الرب معكم .. مع التقدير








 
 






BBC

متصل Odisho Youkhanna

  • عضو مميز متقدم
  • *******
  • مشاركة: 20749
  • الجنس: ذكر
  • God have mercy on me a sinner
    • رقم ICQ - 8864213
    • MSN مسنجر - 0diamanwel@gmail.com
    • AOL مسنجر - 8864213
    • مشاهدة الملف الشخصي
    • فلادليفيا
    • البريد الالكتروني
ميقرا رأبي  فاروق كيوركيس
لا يسعني الا ان اقول بارك الرب فيكم على جهدكم وتعبكم وغيرتكم
تقبل احترامي
may l never boast except in the cross of our Lord Jesus Christ

غير متصل فاروق.كيوركيس

  • عضو فعال جدا
  • ***
  • مشاركة: 462
  • منتديات عنكاوا
    • مشاهدة الملف الشخصي
    • البريد الالكتروني
رابي ميقرا أوديشو يوخنا المحترم
شكرا جزيلا على تقييمكم هذا النابع من محبتكم وغيرتكم على الكنيسة والأمة ..
مع خالص تحياتي
BBC

غير متصل Dr. Simon Shamoun

  • عضو فعال جدا
  • ***
  • مشاركة: 302
    • مشاهدة الملف الشخصي
Khona azeza Rabi Farouk
I commend you for your comprehensive analyses of our two beloved Assyrians churches. Let us pray and wish for the unity of these two churches
God bless khona azeza..
Best wishes and regards,
Shimun   

غير متصل فاروق.كيوركيس

  • عضو فعال جدا
  • ***
  • مشاركة: 462
  • منتديات عنكاوا
    • مشاهدة الملف الشخصي
    • البريد الالكتروني
Khona Azeeza  Dr  Simon Shamoun
Thank you very much for these kind words, which indicate your concern and love for our nation and our one Assyrian Church.
We must always work for the unity of our nation and our church.
Best Regards
BBC