المحرر موضوع: من ذكرياتي - معهد مار يوحنا  (زيارة 2000 مرات)

0 الأعضاء و 1 ضيف يشاهدون هذا الموضوع.

غير متصل شمعون كوسا

  • عضو فعال جدا
  • ***
  • مشاركة: 201
    • مشاهدة الملف الشخصي
من ذكرياتي - معهد مار يوحنا
شمعون كوسا

كنت حائرا جدا بشأن هذا الموضوع  ، وحيرتي كانت تشتدّ عند التساؤل فيما  اذا كان نشر الموضوع سيفيد القارئ بشيء أم لا ، لا سيما وان  الصراحة هي التي تتحكم بكل ما سأتحدث به ، صراحة قد يلومني البعض عليها ، وقد يستغرب آخرون ، او يحزنون ويتحسرون قائلين للخسارة. لا استهدف هنا تبرير تركي المعهد فيما بعد ، لأني اتخذت القرار بنفسي ولم اندم عليه يوما. هدفي هو مصارحة نفسي وسرد ما يعتلج داخل صدري، بصدق ، منذ ستة عقود . الان وقد أنهيتُ حيرتي بهذا السطور ، أبدأ قصتي وأقول :
دخلتُ معهد مار يوحنا الحبيب (السمنير) ، وبدخولي لهذا المعهد في نهاية صيف 1957 ن بدأتْ حقبة مهمة في حياتي واستقطعتْ منها فترة الشباب باكملها. أدخَلني والدي المعهدَ لكي يعوّض ما فاته من  مهمة لم ينجزها في حينه ، لأسباب صحية ، فكانت رغبته الشديدة ، أو بالأحرى ارادته في ان اصبح كاهنا عوضا عنه.
دخلتُ السمنير في عهد روفائيل بيداويد الذي كان آنذاك المدبّر البطريركي لابرشية كركوك بعد وفاة المطران افرام كوكي لان  شقلاوا كانت تابعة لابرشية كركوك . على طلب من ابي ، رشّحني بيداويد للدخول الى السمنير ،  ويومها كان يرافقه كل من القس روفائيل بنيامين والقس فرنسيس شير اللذين مع ابي ، اصبحا اعزّ اصدقاء روفائيل بيداويد  في عهد اسقفيته وحتى بطريركيته. اتذكر القس روفائيل مُوشوِشاً باذن روفائيل بيداويد باني اتمتع بصوت رخيم .
في دخولي السمنير كان لي بعض المحفزات السطحية ، كنت ارى تلاميذ السمنير في فصل الصيف يرتدون بدلة خاصة ، يتكلمون الفرنسية ، يقومون بسفرات في مختلف المصايف ، لهم الكثير من الامتيازات ، ويحضون باحترام مسيحيي شقلاوا ، ولربما احد دوافعي الباطنية الاخرى كان التخلص من اجواء مدارس شقلاوا وسيطرة بعض الفئات المزعجة فيها.
كان التلاميذ (الاكليريكيون) الشقلاويون آنذاك ، حسب قِدَمِهم ، كلاّ من : إسحق ايليا الذي اصبح كاهنا تحت اسم اسطيفان ربان ، يعقوب دنحا الذي اصبح كاهنا ومن ثم مطرانا بنفس اسمه، وبول ايليا الذي يعرف الان باسم القس بول ربان. أنا اتحدث هنا عن السنة التي دخلتُ فيها المعهد ، لان السنين التي تلتها شهدت تلاميذ آخرين وابرزهم كان يوحنا عبد الاحد شير الذي اغتالته يد الاشرار.
دخلت السمنير ولم تمضِ على دخولي غير ايام معدودة ، حين بدأتُ اشعر بندم شديد الى حدّ اني كنت اتمنى في سرّ نفسي لو يصدر قرار بإغلاق السمنير كي اعود الى اهلي . الاغراءات التي اتيت لأجلها لم تملأ نفسي ، لاني وجدت نفسي من فضاء شقلاوا المفتوح الواسع ، وطبيعتها الخلابة وجبالها العالية المزركشة ، واشجارها الباسقة وهوائها العليل ، وجدتُ نفسي بين اربعة جدران عالية تكاد تكون سجنا . وجدت نفسي فجأة بين مجموعة من الناس فُرضوا عليّ بكل ما فيهم من خصوصيات ، وانه كان عليّ إمضاء تسعة اشهر بمعيتهم ليل نهار، لان المعهد كان مدرسة فرنسية داخلية ، وعلى التلميذ قضاء مدة السنة الدراسية بأكملها دون العودة لأهله.
حال دخولي المعهد ، خُصّص لي الرقم 8 الذي لازمني طيلة مكوثي في المعهد ، بحيث كانت جميع حوائجي تحمل هذا الرقم . كما خُصصت لي رنّة جرس خاصة  كان يستخدمها المدير لمناداة التلاميذ في مكتبه ، وهي الاشارة البرقية : تا – تت – تت . أعني رنة طويلة ورنتين قصيريتين متاتليتين . كان لكل تلميذ رنته الخاصة ترافقه طيلة حياته في المعهد . كان المدير يستخدم هذه الطريقة لمناداتنا ، لاغراض مختلفة كتعليمات أو ارشادات روحية أوغيرها . وهذه المنادات  الرنّانة كانت تتم في اوقات الصمت ، ليسمعها التلاميذ أينما كانوا.
وهكذا بدأ صراع قوي في داخلي وعشعش لسنوات كثيرة ، وبما اني كنت من النوع الكتوم الخجول ، لم أقوَ على الافصاح عنه خشية الفضيحة ، وايضا احتراما لرغبة ابي وايضا جدّي منصور الذي كان شخصا مهما ويولي اهمية كبير لتقبلي الكهنوت . وبغضّ النظر عن هذا او ذاك ، كنتُ واعيا تماما للتحدّي والعبء الثقيل الذي وقع على كاهلي  والرسالة التي تمّ تكليفي بها ، وإن كنت غير مقتنع بكل هذا .
كنتُ اعيش في محيط غريب عليّ ، محيط لا يربطني به سوى إرادة ابي ، لأني لم احبّ لا دراسته وإن كنت متفوقا فيها ، ولا حياته القاسية التي يمكنك نعنها دون تردد بالظالمة ، لأنها  كانت ، بكل معنى الكلمة ، اقسى من حياة جندي من صنف المغاوير ، هل لك ان تتصور مثلا بانه لم نعرف النار ولم يكن لنا أي نوع من التدفئة في فصل الشتاء اللادغ.
بما اني كنت خريج الصف السادس الابتدائي ، وهذا كان نادرا بين من كانوا يدخلون السمنير آنذاك ، تمُ إلحاقي مباشرة بالصف الثاني . من بين ابرز زملاء صفي المعروفين كان : بطرس موشى من قره قوش الذي اصيح  مطرانا للموصل . حنا بيوس شيخو من القوش الذي سيم كاهنا  وتوفي في امريكا ، فيليب زيا القس من كومانى الذي اكمل سنوات المعهد وترك ، اندراوس اوراهام من سرسنك الذي ترك وتابع دراسته في فرنسا ، لوقا بولص من خرجاوه الذي سيم كاهنا وبعد سفره الى روما تفرغ للتجارة ، ايشو يوسف من سناط ، هذا بدوره اصبح كاهنا تحت اسم افرام غير انه فيما بعد عمل في دار نشر بفرنسا. بهنام توما الذي اصبح كاهنا باسم سليم ،وسبعة عشر آخرون كلهم تركوا.   
كنت قد تلقيت بعض الدروس الفرنسية من والدي في شقلاوا وهذا ما ساعدني على الحصول على المرتبة الخامسة في الامتحانات النهائية لسنتي الاولى ، بين زملاء كانوا قد سبقوني بسنة .
اثناء تواجدي في شقلاوا في الصيف ، كان يتوجب عليّ حضور القداس يوميا في الساعة الخامسة والنصف صباحا،  وأيضا صلاة الرمش في الساعة الرابعة عصرا  ، وهذا لم يكن بالامر الهيّن بالنسبة لي انا الساكن في حارة مهندسخانة ، اعني على بُعد خمس وعشرين  دقيقة من الكنيسة . كنت انهض صباحا في الساعة الرابعة والنصف للتوجه صعودا الى منطقة البساتين مشيا على الاقدام . في طريقي الى الكنيسة ، كان خوفي من كلاب خجه كوجى ،  حيث كانت هذه الكلاب الشرسة  تتهيأ صباحا لمرافقة قطيع الغنم المتجه الى المراعي المجاورة . كنتُ احاول تجنب تلك اللحظات بشتى الوسائل ، ولكن الكلاب كانت تبدو لي وكأنها  على بيّنة من مواعيد القداديس ، فكانت تتربص بي ، وعند دنوي من المنطقة ، كانت تلاحقني . كنت مضطرا لقذفها بالحجارة لإبعادها قليلا ، وبعض الاحيان كنت احمل قطع خبز ارميها بعيدا لإبعادها ولو قليلا . وهذه كانت معاناتي يوميا ،  كنت احمل حجارة وقطع خبز اتّقاء لشرّ كلاب خجه كوجى / /
اتوقف هنا ، وسيكون للحديث بقية طويلة اذا رغبتم..
 


غير متصل شوكت توســـا

  • عضو مميز جدا
  • *****
  • مشاركة: 2243
    • مشاهدة الملف الشخصي
    • البريد الالكتروني
رد: من ذكرياتي - معهد مار يوحنا
« رد #1 في: 23:07 25/08/2022 »
الصديق العزيز الاستاذ شمعون كوسا المحترم
تحيه طيبه
عن نفسي لو قلت, ستتفضل علينا لو أكملت السرد الى النقطه التي في بالك.
تقبل تحياتي

غير متصل د.عبدالله رابي

  • عضو مميز
  • ****
  • مشاركة: 1273
  • د.عبدالله مرقس رابي
    • مشاهدة الملف الشخصي
    • البريد الالكتروني
رد: من ذكرياتي - معهد مار يوحنا
« رد #2 في: 05:20 26/08/2022 »
استاذ العزيز شمعون كوسا المحترم
تحية
موضوع شيق ، وهو عبارة عن تجربة حياتية، وعرض التجارب الحياتية مسالة مهمة، اولا، تدل على ثقة الشخص بنفسه والتخلص من التوقعات الراجعة التي قد يتنبأ عنها بانها غير صحية، فهي آلية نفسية للتسامي ونبذ التراجع والتلكؤ، بل يشعر بالراحة والطمأنينة، وثانيا تعد درس او خبرة ممكن ان يستلهم منها الاخرون الفوائد والعبر في تقييم المحاولات او الاحداث، لانها تحمل المصداقية طالما صاحبها هو الذي يسردها وليس غيره، وبالنسبة لي كباحث اجتماعي سرد مثل هذه الخبرة الحياتية تمكنني من فهم نفسية وشخصية من تعرض الى نفس الخبرة وتساعدنا في دراسة وفهم شخصيته وهو يزاول مهنته او في مثل هذه الحالة يزاول العمل الكهنوتي لانه خضع الى نفس المواقف والاوضاع النفسية والادارية والبيئية التي وضحت بعض منها، وتعد بمثابة تجربة واقعية مختبرية كما في العلوم الطبيعية.
تشكر واتمنى المواصلة الى لحظة اقرارك بترك المعهد ويا ليت ما بعدها بقليل.
مع فائق شكري وتقديري

غير متصل شمعون كوسـا

  • عضو فعال جدا
  • ***
  • مشاركة: 219
    • مشاهدة الملف الشخصي
    • البريد الالكتروني
رد: من ذكرياتي - معهد مار يوحنا
« رد #3 في: 17:00 26/08/2022 »
اخي شوكت
شكرا لطلتك التي لها مكانتها وقيمتها . ان هذا الموضوع قد استهلك من حياتي فترة الشباب ، فترة عانيت فيها نفسيا بالقدر الذي اعرفه انا وكانت نهايتها قرار اتخذته بكامل حريتي وان كان القرار مسح احدى عشرة سنة من حياتي . كنت اقول : انا سازول يوما لماذا لا اخرج من بين ضلوعي ما عانيته ليطلع الناس عليه ؟ وهذا ما انا فاعله الان . تحياتي الحارة .

غير متصل شمعون كوسـا

  • عضو فعال جدا
  • ***
  • مشاركة: 219
    • مشاهدة الملف الشخصي
    • البريد الالكتروني
رد: من ذكرياتي - معهد مار يوحنا
« رد #4 في: 17:17 26/08/2022 »
الدكتور عبد الله رابي

هل تعرف باني كلما أرى صورتك اشبهك بابونا البير في احدى صوره وطلاته ؟!!
نعم يا دكتور تحليلك صحيح تماما وهذا ما جرى لي ، لان قصتي تنتهي بترك المعهد بعد اكمال سنواتي ورفضي تقبل الكهنوت بالرغنم من تقدمي العلمي ومعرفتي ببشعيرات الروحية الصحيحة .. كما قلت وان كنت ملمّا تماما باني سادمر مستقبلي وسامحو كل هذا الفترة الطويلة ، ولكن عند اتخاذي القرار شعرت فعلا بسلام داخلي . كان هاوجسي وافكاري تتوقف عند بعض نقاط تشكل حواجز كبيرة لا سبيل لاجتيازها ، أنا بطبيعتي كثير التحليل ومتمسك بالمنطق ولا ارضى بانصاف الحلول او التفسيرات ، والمصداقية عندي نقطة مهمة ، لم اكن ارى نفسي قادرا على اقناع المقابل بشئ لم اكن انا مقتنع به تماما ولم اكن أرضى بالتمثل بمن لا يهتمون لهذه التفاصيل التي بالنسبة لي هي جزء مهم من الحقيقة والشئ الكامل يجب ان يكون كاملا بابسط اجزائه .
اشكرك يا استاذ وسوف نتواصل .


 

غير متصل شوكت توســـا

  • عضو مميز جدا
  • *****
  • مشاركة: 2243
    • مشاهدة الملف الشخصي
    • البريد الالكتروني
رد: من ذكرياتي - معهد مار يوحنا
« رد #5 في: 18:34 26/08/2022 »
 العزيز ابو كميل , عوده ثانيه لو سمحت
نعم  عزيزي كلنا زائلون ما بيها مجال لا وساطات ولا برطله ,سوف لن نترك وراءنا شيئا اكثر من اقوالنا وافعالنا, والذي انت بصدده  يا صديقي الطيب  هو سعيٌ امين مع  الذات لتبرئة الذمه في قول الصراحه التي تنّم عن  مدى نضوجك وجرأتك, شخصيا مذ عرفت الذي عرفته عنك من خلال ما سمعته  في بدايات السبعينات  مضافا اليه الذي  شهدته منك في لقاءات التسعينات ولحد هذا اليوم, اي  نصف قرن, كافيه كي لا استغرب من صدقك وصراحتك.
 ارجو ان تستمرفي السرد,عسانا نتعلم من جرأتك الصدق والصراحه مع النفس.
محبتي

غير متصل كوركيس أوراها منصور

  • عضو مميز
  • ****
  • مشاركة: 1091
  • الجنس: ذكر
  • الوحدة عنوان القوة
    • مشاهدة الملف الشخصي
رد: من ذكرياتي - معهد مار يوحنا
« رد #6 في: 22:49 28/08/2022 »
الأخ الفاضل شمعون كوسا المحترم

تحية وإحترام
إن توثيق الذكريات الشخصية وما يصاحبها من أحداث إجتماعية كانت أو سياسية وحتى الدينية وذكر أسماء شخصيات كان لها تاريخ مؤثر في خلق الأحداث أو في تغييرها، إن هذا التوثيق يعد نوعا مهما من أنواع الأدب وهو أدب السرد الذي هو أساسا ومرجعا في كتابة الذكريات الشخصية للإنسان.

كما إن لغة كتابة السرد هي الأخرى من أساسيات نجاح هذا النوع من الكتابة الأدبية، وحضرتكم قد أبدع في كيفية إستخدام هذه اللغة التي كانت محبكة قواعديا وأدبيا وأعطت للذكريات والأحداث التي سردتها أهمية إضافية تلقاها القارىء بلهفة وأستذوق طعمها الأدبي ودفعه للإستمرار في قراءة المادة السردية الممتعة التي أتيتم بها.

لا إعتراض على أسبابكم التي شرحتموها في كيفية دخولكم السينمير ( المعهد الكهنوتي)، والتي كانت تلبية لرغبة غيركم وهي نوعا من الإحترام والإلتزام العائلي وتحقيقا لرغبة الجد والوالد رحمهما الله.

كما إن شرحكم للأجواء التي رافقتكم في مرحلة الدراسة الطويلة في هذا المعهد العريق والتي كانت أجواء صعبة نوعا ما وصاحبتها القسوة إن صح التعبير وإفتقرت هذه الأجواء الى أدنى نوع من فضاء الحرية التي كان من الواجب منحها لكم وأنتم في مرحلة الفتوة المبكرة التي فيها إنتقلتم ومباشرة من حياة الطفولة البريئة وفضاء الحرية الى حياة نمطها معاكس تماما لما عشتموه في البيت والمنطقة وكي تشعروا بنوع من الراحة التي هي أحد أهم أسباب الإستمرار والإصرار على إكمال المهمة ( وهي أن تصبح كاهنا وأنت مشبع بالإيمان القويم المصحوب بالمشاعر الإنسانية  كي تنقل للشعب رسالة السيد المسيح )، وأن يترك المعهد لديكم الذكريات الطيبة تتداولونها بفرح كي يشجع الآخرون للإلتحاق بالدير الكهنوتي وليس العكس ؟؟

لا عتاب ولا إعتراض على ترككم للمهمة التي تركها الكثيرون مثلكم و للأسباب التي ذكرها حضرتكم في متن سردكم للأحداث في مقالكم هذا، عسى أن تكون القيادة الدينية في حينها والآن أيضا كي تستفيد من أسباب ترككم لتلك الدراسة، وأن تحلل الأسباب لتضع سياسة أكثر صحية ومعتدلة تراعي مرحلة الشباب والعصر الذي يعيشه الإنسان ويضعوا في عين الإعتبار ما يحدث في العالم من تغييرات جذرية، وعلى أساسها يعدلوا المناهج وأسلوب التعامل مع التلاميذ كي يخرجوا في النهاية كهنة شباب يوفقون بين ما جاء في الكتب السماوية المقدسة التي مضى عليها مئات والاف السنين، وبين ما يعيشه إنسان الألفية الثالثة، الإنسان الذي يؤمن بالمتغيرات التكنولوجية الضخمة في هذا الزمان، الزمان الذي مكن إنسان اليوم أن يعيش عن بعد ويعمل عن بعد ويتحدث مع الآخرين عن بعد ويرى الآخرون وفي أي بلد أو قارة يكونون عن بعد، حتى وإن كانت المسافات التي تفصل بينهم تعد بعشرات الالاف من الكيلومترات.

وأما في الجوانب المهمة الأخرى من مقالكم المهم هذا، فقد أبدع كل من الأخوين العزيزين رابي شوكت توسا والدكتور عبدالله رابي في شرح ما جاء في مقالكم الذكريات، لك ولهما تحياتي وإحترامي.

أخوكم/ گورگيس أوراها منصور
ساندييگو - كاليفورنيا

غير متصل شمعون كوسـا

  • عضو فعال جدا
  • ***
  • مشاركة: 219
    • مشاهدة الملف الشخصي
    • البريد الالكتروني
رد: من ذكرياتي - معهد مار يوحنا
« رد #7 في: 10:52 29/08/2022 »
اخي الاستاذ كوركيس اوراها
ان ما احببت البدء بكتابته هو تجربتي الشخصية بعيش الروحانيات ، وبصدق شديد ، في جوّ لم اكن مقتنعا به. كان هناك صراع بين ما يجب ان يكون وبين ما كانت تهواه نفسي. لربما سوف اتابع نشر المزيد والسرد دون ارادته سوف يأتي على ذكر الكثير من الاحداث ويمرّ على  كمّ كبير من الشخصيات الدينية .
اشكرك على شرحك الوافي واقول حفظك الله .

غير متصل وليد حنا بيداويد

  • عضو مميز جدا
  • *****
  • مشاركة: 3064
    • مشاهدة الملف الشخصي
رد: من ذكرياتي - معهد مار يوحنا
« رد #8 في: 09:58 30/08/2022 »
ميوقرا شماشا شمعون كوسا
شلاما دمارن

الموضوع من اوله الى تاليه يخصك انت وليس غيرك، ارادة الوالد المرحوم هي التي تتحكم بحكم الابوة راس العائلة، ولا يمكن تجاوزها هكذا كانت الحياة حينها واليوم ايضا، فقد كانت الانظار الى السلك الكهنوتي اكثر ايمانا وحرصا من اليوم وهنا ينطبق كلام السيد المسيح هل ساجد ايمانا عندما اتي للمرة الثانية؟
لست انت من ترك المعهد الكهنوتي ولكن كثيرون تركوه وبتركهم لا تتوقف المسيرة الكهنوتية ولكن عطائهم لربما يجدوه في مكان اخر من الحياة لربما يكون اكثر تاثيرا من لو اصبح كاهنا.
الرب يختار ما يشاء لصالج ابنائه وانت اليوم شماس ذو سمعة كبيرة عالية تقدم خدمتك للرب في بيت يسوع، اطال الرب في عمرك.
يقول الكتاب المقدس:
المر الذي يختاره الرب لنا خير من الحلو الذي نختاره لانفسنا
لا اعرف ان صح هذا الكلام تطبيقه على هذه الحاله ام لا؟
انها الذكريات من عمر الانسان تبقى لا تبارحه بحلوها ومرها واثارها النفسية وسوف لا تجد مكانا يخلو من الاثار السلبية ان كانت نقطة البحث ولكن لا تنسى ان الحياة برمتها هي مكرمة ربانية يجب قبولها
منى الدعاء بالعمر الطويل
احترامي وتقديري



غير متصل شمعون كوسـا

  • عضو فعال جدا
  • ***
  • مشاركة: 219
    • مشاهدة الملف الشخصي
    • البريد الالكتروني
رد: من ذكرياتي - معهد مار يوحنا
« رد #9 في: 10:51 30/08/2022 »
اخي الاستاذ وليد بيداويد
اشكرك على حديثك المليئ طيبة . الحقيقة عندما بدأت بكتابة هذه المذكرات القديمة ، لم أنوِ البتّه تبرير عملي ونيل عطف الناس او جعلهم يفهمون ظروفي . كتبت في موضوع يستهدف اخراج الحقيقة الكامنة داخلي والتي تفاعلت لعقود فاولدت مشاعر كلنت تتلاطم في اعماقي ، انها مصارحة مع النفس قد تروق للبعض او لا تروق ولكنها الحقيقة . لكل شخص استعداداته وعقليته وقابليته بقبول بعض الامور ام لا . اشكرك مجددا وادعو لك بالموفقية .