المحرر موضوع: تحديات السلام العادل في العراق: وجهة نظر مسيحية  (زيارة 481 مرات)

0 الأعضاء و 1 ضيف يشاهدون هذا الموضوع.

غير متصل الخوري عمانوئيل يوخنا

  • عضو فعال جدا
  • ***
  • مشاركة: 418
    • مشاهدة الملف الشخصي
    • البريد الالكتروني
بدعوة مشكورة من مجلس الكنائس العالمي شاركت في اعمال اجتماع الهيئة العمومية للمجلس في مدينة كارلسروه – المانيا (30 آب – 9 أيلول 2022)، حيث يتضمن البرنامج انشطة وجلسات حوارية مختلفة تغطي اعمال واهتمامات المجلس.
كنت احد المتحدثين في احدى جلسات الحوار والتي موضوعها هو: (نحو سلام عادل في الشرق الأوسط).
شارك في الجلسات الاب أشرف طنوس من فلسطين، الدكتورة ماريانا عازر من مصر.
وادارها الدكتور عودة قواس (الأردن) مع السيد رازق سرياني (سوريا) مقررا للجلسات.
أدناه النص العربي لمشاركتي التي القيتها بالانكليزية يوم أمس 2 أيلول 2022 بعنوان:
Just Peace Challenges in Iraq: A Christian Point of View
تحديات السلام العادل في العراق: وجهة نظر مسيحية

لا يختلف اثنان في ان ما نسميه بالشرق الاوسط تشكل بخارطته السياسية الحالية بعد الحرب الاولى وباتفاقيات صاغتها القوى الاستعمارية وبما يراعي مصالحها الاستراتيجية، وبخاصة الاقتصادية منها، دون الاخذ بنظر الاعتبار الحقائق على الارض، التاريخية منها والديموغرافية والمجتمعية. وهذا ليس في ترسيم الحدود بين الدول المستحدثة فحسب، بل وبشكل ادارة كل من هذه الدول ايضا من حيث شكل منطومة الحكم واختيار وتنصيب الحكام التي تم فرضهم من فوق (أي من الدول المستعمِرة) على دول وشعوب المنطقة.
وهكذا ولد الشرق الاوسط وتشكلت دوله الحديثة وهي تحمل عوامل تهدد السلم الاهلي الداخلي في كل منها وعدم استقرارها السياسي من جهة، مثلما حملت عوامل كافية لازمات وصراعات عبر الحدود بين دول المنطقة.
ومع تاسيس دولة اسرائيل وما نتج عنها من حروب وكوارث انسانية ما زالت مستمرة ومن دون مؤشرات على حل مستديم قابل للتحقق في المديات المنظورة وبما يضمن حقوق الجميع ويحقق السلام العادل المستديم، فان ازمات دول الشرق الاوسط توسعت وتعمقت من حيث ان الصراع لم ينحصر على انه صراع فلسطيني – اسرائيلي بل صراع بات يسمى بالصراع العربي الاسرائيلي بالاضافة الى وجود لاعبين اخرين اقليميين ودوليين في هذا الصراع. مثلما تعقد الصراع مع امتلاكه طابع ديني ليس بالمنظور العقائدي والتاريخي فحسب بل بالوقائع على الارض من حيث المواقع الدينية المقدسة أيضا.
من هنا باتت القضية الفلسطينية من اطول القضايا الدولية عمرا واكثرها تعقيدا واوسعها تاثيرا حيث تجاوزت جغرافية تاثيراتها حدود الشرق الاوسط.
ومن هنا أيضا بات مصطلح "السلام العادل" من اكثر المصطلحات تداولا في هذه القضية وفي الخطاب السياسي الدولي حتى كاد ان يكون المصطلح مرتبط حصرا القضية الفلسطينية.
واذا كان ذلك صحيح الى حد بعيد، فان السلام العادل في الشرق الاوسط هو تحدي تعيشه دول وشعوب المنطقة سواء في الوضع الداخلي لكل منها او في العلاقات فيما بينها. العراق، سوريا، لبنان وغيرها من الدول التي تعيش ازمات مفتوحة اختلطت فيها العوامل الداخلية بعوامل خارجية اقليمية ودولية هي دليل على حجم هذا التحدي واهميته لشعوب هذه الدول، وبخاصة الاقليات المستضعفة ومن بينهم المسيحيون.
ساتحدث في هذا العرض عن الحالة العراقية والتحديات التي تواجهها الاقليات العراقية بسبب الوضع الراهن والافتقار الى السلم الاهلي وانعدام دولة المواطنة المتكافئة.
فالعراق، ميسوبوتيميا، هذه المساحة من جغرافيا الكتاب المقدس حيث ولد وعاش ابراهيم ابو المؤمنين، وحيث توجه يونان في اول الكرازات خارج بني اسرائيل، وحيث ولدت فيه الكنائس من القرون الاولى وانطلقت منه الى اقاصي الشرق وآسيا، وحيث احتضنت بغداد اول حوار مسيحي اسلامي في القرن التاسع بين طيماثاوس الكبير، بطريرك كنيسة المشرق، والخليفة العباسي المهدي، يعيش في تاريخه الحديث وواقعه القائم احداثا لا تنسجم مع وجوده ودوره الحضاري التاريخي.
لتكملة القراءة:
https://etota.net/articles-books/articles/justpeace/

الخوري عمانوئيل يوخنا
كارلسروه – المانيا
2 أيلول 2022