المحرر موضوع: نحن والانتخابات السويدية  (زيارة 733 مرات)

0 الأعضاء و 1 ضيف يشاهدون هذا الموضوع.

غير متصل سامي المالح

  • ادارة الموقع
  • عضو فعال جدا
  • *
  • مشاركة: 164
    • مشاهدة الملف الشخصي
    • البريد الالكتروني
نحن والانتخابات السويدية
« في: 18:31 04/09/2022 »
نحن والانتخابات السويدية
سامي المالح

أقصد بنحن، اللاجئين في مملكة السويد وكل السويديين من أصول اجنبية غير سويدية، حيث تبلغ نسبتهم لهذا العام 23% من خمسة ملايين يحق لهم التصويت في البلد. فنحن نشكل جزءا هاما من المجتمع السويدي، وسيكون لأختياراتنا، للمارستنا حقوقنا الديمقراطية تأثيرعلى السياسة وأتجاه التطورفي البلد. منذ عقود تعتبر نسبة المصوتين منا ادنى بكثير من نسبة المصوتين السويدين. في انتخابات 2018 صوت حوالي 50% منهم فقط مقارنة ب 87% نسبة المصوتين عموما.
القضية الرئيسية بالنسبة لنا هي المشاركة الواسعة في الانتخابات. وبالمناسبة، السلطات والمؤسسات المختلفة والاعلام بكل أشكاله والاحزاب والنقابات والجمعيات تعمل بأساليب وطرق كثيرة على تشجيع هذه المجموعة لممارسة حقوقها وتحمل مسؤولية المواطنة الايجابية، بغية رفع نسبة المصوتين.
في الحادي عشر من الشهر الحالي، تحدد الناس من خلال صناديق الاقتراع، من سيحكم البلد لاربعة أعوام قادمة. الصراع محتدم هذه الايام بين المعسكرين التقليديين في السويد، اليسار واليمين. أرقام الاستطلاعات التي تعلن بشكل يومي تقريبا، تظهر تقاربا وتوازنا كبيرا بين المعسكرين. غير ان ثمة مؤشرات تستحق الانتباه والتأمل، وهي بالتأكيد تؤثر على المزاج العام وتحريك نسبة عالية من المترددين وممن لم يحدد موقفه وأستقر رأيه  على من سينتخب.
من هذه المؤشرات ارتفاع رصيد ديمقراطيي السويد Sverige demokraterna  في المعسكر اليميني ومنافسته القوية مع حزب المحافظين الذي يقود اليمين منذ نهاية الثمانينات. ان هذا التقدم الذي يحققه ديمقراطيي السويد، بتقديري، يرتبط بالتشدد والمزيد من اليمينية التي يتبناها وينتهجها احزاب اليمين الاخرى وفي مقدمتها المحافظين، الامر الذي يغذي ويبرز توجهات وسياسات ومواقف والحلول الپوپولستیە لديمقراطيي السويد في القضايا الساخنة والتحديات التي يواجهها المجتمع السويدي، ومنها الموقف من الهجرة وااللجوء والاجانب والاندماج، وسياسات مواجهة موجة العنف وازدياد الجريمة، اضافة الى سياسات الحد من التضامن ومساعدات السويد الخارجية.
من المؤشرات الاخرى، أستقرار شعبية الاشتراكيين الديمقراطيين Socialdemokraterna وحزب اليسار Vänsterpartiet في المعسكر اليساري. الأشتراكيون الذين يحكمون منذ ثمان سنوات بالتعاون والتحالف مع حزب البيئة واليسار والوسط، وبأختلاف هامشي طفيف في نسبة المقاعد البرلمانية، يواجهون تحديات جدية، حيث عليهم تحمل مسؤولية الكثير من الاخطاء والنواقص والمشاكل وضعف المبادرة، كما يسجل لهم، في ذات الوقت، نجاحاتهم في سياساتهم الاقتصادية ومواجهة الاوضاع الاستثنائية لجائحة كرونا والدور النشط في سياسات الاتحاد الاوربي.
من المهم، للناخب من الخلفيات الاجنبية، ان يتابع برامج ونهج كل الاحزاب لدراستها ومقارنتها، ان يحصل على اكبر كمية ممكنة من المعلومات الموثوقة والاستماع الى الحوارات والنقاشات والآراء والتحاليل والتعليقات، قبل تحديد الموقف وأتخاذ القرار النهائي.
لا ابغي هنا ان اكون دعاية انتخابية لهذا الطرف او ذاك. ولكن يهمني، كمواطن سويدي، ان يتطور البلد من خلال ضمان الامن والاستقرار، من خلال سياسات اقتصادية تهدف لايجاد فرص العمل لكل من يستطيع العمل، والى المزيد من العدالة ورفع مستوى معيشة الشرائح ذات الدخل المحدود، المتقاعدين وعمال الخدمات وموظفي الصحة. يهمني ان اجد المزيد من الديمقراطية التي هي الضمان الاساسي لحل كل الاشكالات الاجتماعية والاحتقانات، الحد من الجريمة، وكبح جماح اليمين المتطرف ومعاداة الاجانب وحل أشكاليات الانعزال والتهميش والكراهية. المزيد من الاهتمام بالقيم الانسانية والاهتمام بالاطفال والمدرسة والشباب، وبالاخص في المناطق المنعزلة، لتحصينهم ضد التطرف والانعزالية والفكر الديني ومشاعر العداء للآخر وثقافة استغلال القانون وكرم الدولة والاعتماد على المساعدات، ولتوفير بيئة صحية للتفاعل والامل وبناء المستقبل كمواطنين سويدين متكافئين، لا تميزهم انتماءاتهم وهوياتهم التي من حقهم الاعتزاز بها.
بتقديري، ليس ثمة حزب واحد يستطيع مواجهة كل التحديات وحل كل الاشكالات، وهذا ما ينعكس على تشتت الاصوات وأستمرار هذا التوازن بين المعسكرين، الذي يؤدي بالنتجية الى عدم الاستقرار وضعف اداء الحكومة. ولذلك تكتسب التحالفات والنجاح في الحوارات والوصول الى اتفاقات وسياسات مشتركة، في كلا المعسكرين اهمية استثنائية.
من خلال تجربتي، ومتابعاتي المنهجية  المستمرة، أجد ان رئيسة وزراء السويد الحالية رئيسة الحزب الأشتراكي، ماكدلينا اندرسون Magdalena Andersson، والتي تقود معسكر اليسار، هي اكثر السياسيين مصداقية وكفاءة وقدرة وخبرة على التعاون وأيجاد القواسم المشتركة ووضع مصلحة البلد فوق الاعتبارات الاخرى. يقينا، ان مهمتها للحفاظ على انجازات الاشتراكيين التاريخية، ومواجهة اليمين المتصاعد ليس في السويد وحدها، بل وفي محيطها الاوربي القريب، لن تكون سهلة. فحتى لو بقي حزبها الاول والاكبر، فسيكون عليها ان تبذل جهودا أستثنائية لجمع حزب الوسط والبيئة واليسار لدعم ونجاح الحكومة التي ستتشكل، في حالة فوزهم.
ان ما تحتاجه السويد في هذه المرحلة، ومن اجل مستقبل افضل، بتقديري، هو دعم تحالف اليسار، وبقاء  ماكدلينا انرسون رئيسة الوزراء على رأس الحكومة المقبلة.



غير متصل Sherzad Sher

  • اداري منتديات
  • عضو فعال جدا
  • *
  • مشاركة: 333
    • مشاهدة الملف الشخصي
    • البريد الالكتروني
رد: نحن والانتخابات السويدية
« رد #1 في: 20:54 04/09/2022 »
لاشك بأن مستقبل تجربة الحكم السويدية، "نظام حكم السويد" مرتبط كل الارتباط ببقاء "تحالف اليسار" في الحكم، رغم الكم الهائل من الملاحظات الجدية على اداء الحكومة الحالية واخفاقها في معالجة مشاكل غير قليلة يعاني منها الشعب السويدي.
بكل تأكيد يشكل بروز الحزب العنصري "ديمقراطيي السويد Sverige demokraterna" واحتمال تصدره الجناح اليميني في الميدان السياسي السويدي خطرا جديا على الامن والاستقرار في البلد، مما يتطلب من "الاجانب اولا والشعب السويدي عموما" تعاملا واعيا ومنطقيا مع هذا الواقع المرير، تعاملا يرتقي حاليا الى مستوى ترك الامور الصغيرة والقضايا الغير اساسية جانبا، لتجنب الانجرار الى مواقع قوى مشكوك في مصداقية وعودها، قوى "تنطق اليوم كلمة حق ولكنها في الحقيقة تريد منها باطل"!
ذلك هو رأيي بما يخص قوى اليمين في الساحة!
اما في الطرف الاخر ، للأسف الشديد اقول لا يمكنني المراهنة على سياسة الاشتراكيين الديمقراطيين الحالية ولست راضيا عن جملة من مواقفهم، لأنهم وحسب تصوري قد خيبوا في العقود الاخيرة امال الكثيرين مثلي، بعدم الثبات على مثل العدالة الاجتماعية والمبادئ الانسانية التي امنوا بها منذ وجودهم على الخارطة السياسية، ليبنوا هذا النظام "النموذجي للحكم"، نظام سياسي حقق اكبر قدر ممكن من الحقوق الاساسية للمواطن السويدي.
ومع كل ذلك، سوف اقف وبلا اي تردد الى جانب تلك القوى التي تسعى جاهدة الى الحفاظ على ما تم انجازه في السابق وتعزيز كل ما هو ايجابي وبنّاء في هذا البلد، والعمل على تصحيح الاخطاء التي ارتكبت في السابق ولا زالت ترتكب يوميا في مجالات الحياة العديدة، التي لا افضل هنا الدخول في تفاصيلها.
هذا هو تصوري وقد اكون مخطئا في تقديري هذا!